تجمع عشرات الأشخاص، السبت، في السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان بشمال العراق، تنديدا بضربة بطائرة بدون طيار نسبت إلى الجيش التركي، أودت بصحفيتين تعملان لحساب مؤسسات على صلة بحزب العمال الكردستاني.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، نفت وزارة الدفاع التركية مسؤوليتها عن هذا القصف الذي وقع، الجمعة، في منطقة السيد صادق.
وتحدث مسؤول أمني عراقي وأجهزة مكافحة الإرهاب في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، عن هجوم محتمل بطائرة بدون طيار شنه الجيش التركي.
وأدى الهجوم إلى مقتل جولستان تارا، وهي صحافية كردية تركية تبلغ 40 عاما، وهيرو بهادين، وهي محررة فيديو كردية عراقية تبلغ 27 عاما، وفقا للجنة حماية الصحافيين.
وكانت الصحافيتان تعملان لدى شركة الإنتاج "جتر" التي تدير "قناتين إخباريتين ممولتين من حزب العمال الكردستاني"، بحسب المصدر نفسه.
وتجمع نحو مئة شخص من صحافيين وناشطين، السبت، في حديقة عامة بالسليمانية رافعين صورا للصحافيتين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وهتف الجمع "الشهداء لا يموتون".
وقالت الناشطة روبار احمد إن "القصف التركي يطاول الجميع في كردستان والسكان المدنيون هم ضحيته. الحياة شبه متوقفة في الجبال لأنه يستحيل العيش مع ضربات ليل نهار وكل دقيقة وكل ساعة".
ويؤكد الجيش التركي من حين لآخر تنفيذ هجمات على الأراضي العراقية وشن عمليات برية وجوية ضد حزب العمال الكردستاني.
ويخوض حزب العمال الكردستاني تمردا مسلحا ضد السلطات التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية". ولحزب العمال قواعد خلفية في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي والذي يضم أيضا قواعد عسكرية تركية منذ 25 عاما.
وكانت بغداد قد صنفت حزب العمال الكردستاني "منظمة محظورة" في آذار.
وفي منتصف أغسطس، وقعت تركيا والعراق اتفاقية تعاون عسكري تتعلق بإنشاء مراكز قيادة وتدريب مشتركة كجزء من الحرب ضد حزب العمال الكردستاني.
وخلال تظاهرة، السبت، ندد رحمان غريب رئيس مركز "مترو" للدفاع عن حقوق الصحافيين بما اعتبره "مواقف ضعيفة" من جانب العراق في ما يخص العمليات العسكرية التركية.
وقال "دخل العراق واقليم كردستان في اتفاقية أمنية مع الجانب التركي ومع هذه الاتفاقية الأمنية يتحتم عليهما المشاركة".