وقال في بيان إن المرحلة الأولى تشمل "استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المسيّرات كما هو مقرر".
وحول ذلك أكد خبراء ومراقبون عبر "سبوتنيك" أن حزب الله حقق أهدافه من خلال الرد الذي قام به وتمكن من ضرب العمق الإسرائيلي بتوقيت حساس ودقيق وذكي.
في هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد وليد زيتوني أن "رد حزب الله" يعتبر قويا جدا، والإنجاز الأساسي الذي لم يعلن عنه هو الأهداف التي ضربت شمال تل أبيب"، مبينا أن "الرد جاء على مراحل، أولها كان الاستهداف الذي حصل ونجح بشكل علني، أما عن المرحلة الثانية فستكون مرتبط بنوعية الأهداف القادمة في حال التصعيد أو إعلان بدء الرد الفعلي".
وشدد العميد زيتوني في حديث عبر "سبوتنيك: على أن "إسرائيل وعبر استخدامها لصواريخ ارتجاجية للمرة الأولى، حاولت ضرب الأنفاق التي يستعملها حزب الله مستغلا اشتعال الجبهة، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها".
وعن التوقيت بيّن العميد زيتوني أنه "ذكي ودقيق، إذ جاء في مرحلة تعتبر بمنتصف المفاوضات الخاصة بغزة، بحيث فشلت الجولات السابقة، وهناك وقت قصير إلى حين استكمالها في القاهرة بعد توجه الوفود إلى هناك".
من جهته فند الكاتب والباحث السياسي ناجي أمهز في حديثه عبر "سبوتنيك" الرواية الإسرائيلية حول قيامها بضربة استباقية، مشددا على "فكرة قيام حزب الله باختيار التوقيت الأنسب لتنفيذ عملياته، فضلا عن الواقع الذي يثبت أن حزب الله اخترق الأجواء الاسرائيلية وأصاب الأهداف بدقة، وأيضا المحيط الجغرافي الذي لاسمح لهذا الكم من منصات الصواريخ التي يقول الجيش الاسرائيلي أنه استهدفها بمئة طائرة".
واعتبر أمهز أن "ابتعاد حزب الله عن تل أبيب ليس تخوفا من رد إسرائيل بقصف بيروت، وإنما لم يحن موعدها بعد حيث وضع حزب الله قائمة أهدافه، وسيعلن عن النتائج خلال وقت قصير، فيما اعتبر أن الأهداف التي توضحت فورا هو هروب ونزوح أكثر من أربعين ألف مستوطن من شمال فلسطين وهو العدد الأكبر منذ نشوء اسرائيل".
واتفق الخبير في الشأن الإيراني سمير شوهاني مع العميد زيتوني "بكون هذا الرد ليس سوى ردا تمهيديا على اغتيال القائد الميداني في "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل عشرين يوما، معتبرا أن الرد الحقيقي والنهائي سيكون أكبر بكثير، مضيفا أن حزب الله لا يزال يعمل ضمن قواعد الاشتباك".
وحول الرواية الإسرائيلية بتنفيذ ضربة استباقية، نوه الخبير في الشأن الإيراني إلى أن ما ظهر من صور يوضح تماما أن إسرائيل حاولت إشاعة دعاية نفسية مضادة فضلا عن إعطاء جنودها وشعبها دافعا معنويا ايجابيا ولكنها فشلت.
وشدد شوهان على أن "ما حدث ليس ردا مشتركا مع إيران وإنما رد خاص بحزب الله، حيث أن إيران ستقوم بالرد مهما كانت الظروف وبعيدا عن أي ارتباطات لانها مسّت في عاصمتها".
أما عن جبهات الإسناد، شدد مدير المركز الإقليمي للدراسات علي الصاحب على "أن البعد الجغرافي بين العراق وفلسطين تمنع الفصائل العراقية من ايصال رسائلها عبر الصواريخ والمسيرات كما تفعل باقي جبهات المقاومة، ولكن هو أيضا لديه طرقه الخاصة واستراتيجيته الخاصة والاهداف الموضوعة التي يستطيع من خلالها ضرب العمق الاسرائيلي، مستفيدا من خبرته بالتعامل مع الولايات المتحدة التي احتلت العراق لعشر سنوات، وأيضا العناصر الإرهابية التي حاربها، مشيرا إلا أنه ولو كانت الفصائل العراقية بعيدة نسبيا، لكنها تستطيع التأثير بالمعركة الشاملة".
وعن تأثير رد حزب الله على سير المفاوضات في القاهرة بين حماس واسرائيل، أكد الباحث في الشأن الفلسطيني محمد القيق، أن "نتنياهو يحاول بشكل سريع الاستفادة مما حصل ليظهر وكأنه أنقذ إسرائيل من هجوم جديد مشابه لما حدث في السابع من تشرين الأول أكتوبر حينما هاجمت حماس اسرائيل، وأوضح أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يعمل جاهدا ليري العالم أنه في موقع المدافع عن اسرائيل، ويضغط بذلك على المفاوضات عبر عزل الساحات، وإيضاح فكرة أساسية مفادها أنه تمكن من ضرب عمق حزب الله".
ويرى الخبير القيق أن "نتنياهو أرسل رسالة عبر رئيسي الموساد والشاباك الذين توجها إلى المفاوضات تقول لحماس بأنهم أصبحوا دون سند بعد ضرب حزب الله في جنوب لبنان، وبالتالي جعلهم يرضخون للشروط الاسرائيلية وخاصة فيما يتعلق بمعبر فيلادلفيا".
واعتبر القيق أنه لاتوجد مفاوضات ولم تحصل سابقا، ولن توجد أيضا لا في الدوحة ولا في القاهرة، مبينا أن ما يحدث هو املاءات يحاول نتنياهو فرضها على حماس عبر ابتزازها في كل فرصة تسنح له".