وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الرئيس التونسي قيس سعيد، إثر زيارة وزير الخارجية التونسي السابق نبيل عمار، في شهر مايو/ أيار الماضي، إلى بغداد، والتي التقى خلالها السوداني، وكان محورها بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال لقائه رئيس الجمهورية قيس سعيد، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، مشددا على ضرورة تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة بين العراق وتونس.
ووجّه السوداني "دعوة رسمية إلى الرئيس التونسي لزيارة العراق، وذلك بهدف توطيد العلاقات العراقية التونسية، التي تشهد مرحلة جديدة عززها توقيع ما يقارب 20 مذكرة تفاهم".
كما أشار السوداني إلى أن "العراق يسعى إلى
تعزيز العلاقات مع تونس، في مختلف المجالات، خصوصا في مجال السياحة"، معربا عن رغبة العراق في تشكيل مجلس أعمال مشترك مع تونس.
وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة في قطاع غزة، شدد رئيس الوزراء العراقي على أن "ما يحصل في غزة، منذ أكثر من عشرة أشهر، يتطلب موقفاً حازماً وصريحاً تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين العُزّل"، مؤكداً أن "العراق يقف مع حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
ومن جانبه أشار الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى "عمق العلاقة مع العراق وتاريخيتها والعمل على تطويرها والتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية"، مؤكداً أن "إلغاء تأشيرة السفر بين البلدين عامل مهمّ لتقوية العلاقات والارتقاء بها لخدمة المصالح المشتركة للبلدين".
تطوير المبادلات التجارية بين البلدين
ويرى النائب التونسي عن كتلة "الخط الوطني السيادي"، بدر الدين القمودي، في حديث لـ"
سبوتنيك"، أن "العلاقات بين تونس والعراق هي علاقات ضاربة في التاريخ"، مشيرًا إلى أن "العراق لعب دورا كبيرا في مساعدة دول المغرب العربي في فترة الحراك الوطني واستمرت هذه العلاقات مع دولة الاستقلال".
وقال القمودي إنه "خلال زيارة له في مناسبتين متتاليتين إلى بغداد ولقائه بعض النواب تبين أن السوق العراقية هي سوق واعدة للتونسيين ويمكن العمل عليها من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية".
وتابع: "العراق يمثل سوقا مهمة وبوابة عبور نحو أسواق عربية وعالمية خاصة في شرق آسيا".
كما أشار النائب في البرلمان التونسي إلى "الدور الكبير الذي تلعبه الدبلوماسية التونسية برئاسة السفير التونسي في بغداد، الذي يبحث عن سبل تدعيم العلاقات الاقتصادية مع دولة العراق".
وفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، أفاد الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، بأن "المبادلات التجارية بين تونس والعراق ليست ضخمة نظرا للمسافة الجغرافية الصعبة بين البلدين".
وأشار إلى أن "تونس بإمكانها أن تتزود بكميات هائلة من الوقود من دولة العراق، باعتبارها مصدر أساسي لهذه المادة".
زيارة من أجل التهدئة في غزة
ويرى وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس، أن "زيارة رئيس الوزراء العراقي التي بدأها من مصر، ثم إلى تونس، تهدف إلى تحقيق غايتين أساسيتين، أولهما البحث عن حلول للاستقرار في ليبيا، وثانيهما طرح مبادرة لإنهاء الحرب في قطاع غزة".
وقال ونيس إن "القصف المتواصل على الأراضي الفلسطينية والمتسبب في ارتفاع عدد القتلى وعدد النازحين يضع مصداقية الدول العربية على المحك خاصة وأن معظمها اختار الصمت".
وأضاف، في تصريح لـ"سبوتنيك": "أعتقد أنه من خلال هذه الزيارة سيكون هناك
اقتراح لمبادرة مع مصر وتونس، بمشاركة دول أوروبية وغربية لفتح مفاوضات من أجل إيجاد حلول تنهي معاناة الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه، اعتبر الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "زيارة رئيس وزراء العراق ستكون بداية لتكوين مبادرة من الدول العربية ودول المنطقة لرص الصفوف واستغلال التقارب بين مختلف أقطاب المجموعة من أجل الخروج بحلول تنهي الحرب في قطاع غزة".
ويتابع الديبلوماسي السابق: "هناك تقارب في الآونة الأخيرة مع دولة العراق بعد إلغاء وزارة الشؤون الخارجية التونسية
تأشيرة الدخول لتونس بالنسبة لمواطني كل من إيران والعراق، وذلك في ظل خطوات لتعزيز العلاقات مع البلدين".
ويضيف العبيدي بأن "هذه الزيارة سيكون فيها إلمام بجميع الملفات المشتركة التي تخدم مصالح الدولتين لعل أبرزها الملفات الاقتصادية والسياسية".