قتلى لـ"العمال الكردستاني" بقصف تركي على شمال العراق
قالت مصادر أمنية عراقية كردية في أربيل، اليوم الاثنين، إن طائرة تركية مسيّرة استهدفت تجمعاً لعناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة في منطقة مخمور، ضمن محافظة نينوى شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الحزب الذي صنّفته بغداد أخيراً منظمةً محظورة. ووفقاً لبيان صدر عن جهاز "مكافحة الإرهاب"، في إقليم كردستان، فإن طائرة مسيّرة تركية استهدفت بحدود الساعة العاشرة من صباح اليوم تجمعاً لعناصر حزب العمال داخل مخيّم مخمور، الذي يضم نازحين أكراداً من تركيا، مبيناً أن القصف تسبب بمقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.
ويضم المخيم أكثر من 12 ألف شخص، وهم من عائلات وأفراد مسلحي حزب العمال الكردستاني اللاجئين في العراق، ويقع في مركز قضاء مخمور الواقع شرق محافظة نينوى، على مقربة من حدود المحافظة مع أربيل، ويخضع المخيم لسيطرة مسلحي حزب العمال الكردستاني. وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني عراقي في قيادة عمليات نينوى للجيش، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن المخيم لا يخضع لإشراف الجيش العراقي، لذلك من الصعوبة معرفة حجم الخسائر جراء الاستهداف على وجه التحديد، لكنه أشار إلى أن المعلومات المتحصلة من داخل المخيم تشير إلى أن مسؤولاً بحزب العمال قُتل في هذا القصف.
قصف بطائرة مسيرة يطال مخيم مخمور في نينوى //t.co/MZp8o5k1hf
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) September 16, 2024
ويُعتبر الهجوم التركي الجديد الثاني من نوعه في غضون أقل من أسبوع واحد، حيث استهدفت طائرة مسيّرة المخيم ذاته، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين من حزب العمال. ويؤشر القصف المتكرر على المخيم إلى عدم قناعة القوات التركية بصحة إعلان الحزب في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي انسحابه من المخيم. وزعم الحزب في بيان له وقتها، أنه أمر بـ"سحب جميع عناصره المسلحة من مخيم مخمور للاجئين"، مؤكداً "نقل العناصر إلى جبال قنديل ومناطق أخرى في إقليم كردستان".
ويعود تاريخ إنشاء المخيم إلى العام 1998، إذ إنه خصص، بإشراف أممي، لإيواء اللاجئين من أكراد تركيا، لكنه تحوّل اليوم إلى بلدة صغيرة بعد استبدال الخيم بمنازل مبنية من الإسمنت. وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق عدة ضمن إقليم كردستان العراق، تقع غالبيتها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.