العراق يتحسب لاعتداءات إسرائيلية والصدر يلغي تظاهرة الجمعة
قال عضو بارز في تحالف الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، إن قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ اعتداءات على العراق "أمر محتمل جداً"، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، صدور توجيهات أمنية جديدة لعدد من الفصائل المسلحة تتعلق بمخازن السلاح، وتأمينها، والاحتياطات الأمنية للعناصر المكلفة بحمايتها. ووسع الاحتلال الإسرائيلي يومي الثلاثاء والأربعاء، نطاق عدوانه في لبنان، حيث طاولت سلسلة انفجارات أجهزة اتصال لاسلكي، أسفرت عن استشهاد وإصابة الآلاف من اللبنانيين، وقرّر العراق إرسال فرق طبية وكوادر مساعدة مع أطنان من المساعدات جواً إلى بيروت، مندداً بالعدوان الإسرائيلي.
وقال العضو البارز في تحالف الإطار التنسيقي، رحيم العبودي إن "احتمالات قصف إسرائيل للعراق عالية جداً، لاسيما بعد استهداف حزب الله في لبنان، وهي بداية التصعيد من الكيان الإسرائيلي الغاصب". وأوضح العبودي في تصريحات لمحطة تلفزيون عراقية محلية ليل أمس الأربعاء، أن عمليات التفجير في لبنان "محاولة لفتح جبهة كبيرة ضد محور المقاومة في جنوب لبنان، وهناك أيضاً استهداف في اليمن، وهذه مؤشر على شيء مهم جداً يجب الانتباه إليه، وهو أنه ربما تكون هناك موجة قادمة في العراق".
واعتبر العبودي، الذي ينتمي إلى "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، أحد قوى "تحالف الإطار التنسيقي" الحاكم في بغداد، أن "العراق ليس بعيداً عن الاستهداف الإسرائيلي، لكن قد تلعب الأدوار في المنطقة من خلال تأجيل هذه الهجمات، لذا على العراقيين أن ينتبهوا، وخصوصاً القيادات الأمنية والأمن السيبراني العراقي، من احتمالات واردة لهكذا هجمات". وذكر أن مسار الهجمات الإسرائيلية يتضمن "لبنان وسورية والعراق، ولربما حتى الأردن قد تشتمل على هجمات نظراً لوجود فلسطينيين كثر في فيه"، منوهاً إلى أن "إسرائيل تحاول نقل المعركة من وجهة نظرها في أن تكون خسائرها أقل، وعمقها أقوى، وبالتالي جر محور المقاومة الى حرب شاملة".
وقالت مصادر أمنية عراقية، أحدها في مستشارية الأمن القومي العراقي ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن توجيهات رسمية صدرت لمختلف المؤسسات الأمنية العراقية، بما فيها هيئة الحشد الشعبي، بوجوب الحيطة والحذر، وإجراء عمليات فحص على أي أجهزة جديدة تم التعاقد عليها أو استيرادها أخيراً"، واصفاً التوجيهات بأنها "احترازية، ولا توجد معلومات محددة أو مناسبة لها داخل العراق، إنما اتخذت بعد التطورات في الساحة اللبنانية".
بدوره، تحدث مصدر أمني آخر بمحافظة الأنبار على الحدود مع سورية، لـ"العربي الجديد"، عمّا سماه "توفر الأسباب للاحتياط من أي عدوان صهيوني، سواء جوي أو غيره"، معتبراً أن الاحتلال قد يرد على إطلاق فصيل عراقي، الاثنين الماضي، طائرة مسيّرة انتحارية وصلت إلى داخل الأراضي المحتلة لكن جرى إسقاطها، وكانت تستهدف هدفاً عسكرياً تابعاً له".
وأعلنت جماعة المقاومة الإسلامية العراقية في بيان لها الاثنين، استهداف موقع عسكري إسرائيلي بطائرة مسيّرة قالت إنه في "منطقة غور الأردن بأراضينا المحتلة". في السياق ذاته، قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء الأربعاء، إلغاء تظاهرات كان قد دعا أنصاره في وقت سابق لتنظيمها تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة، وكانت مقررة غداً الجمعة.
وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه، إنه "بعد الاستهتار والإرهاب الصهيوني في فلسطين ولبنان، وبغطاء علني من كبيرة الشر أميركا، وعدم تجاوبهما مع القرارات الدولية والمناشدات الإنسانية وتغافلهما عن صوت الشعوب المنتفضة ضد الإرهاب الصهيو-أميركي الممنهج، والذي يريد جرّ المنطقة جمعاء إلى حرب إبادة، أجد من المنطقي إلغاء التظاهرات المليونية المرتقبة". وأضاف "ما عادت تجدي نفعاً بعد كل هذه التعديات الإسرائيلية ضد الشعوب، التظاهرات ليست بمستوى الحدث الجلل". وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد دعا إلى الخروج بتظاهرة مليونية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد لدعم غزة وفلسطين.