نجح شخص عراقي، لم يتم الكشف عن اسمه، في الفوز بمعركة قضائية استمرت ثلاث سنوات لإثبات أنه كان طفلا يبلغ من العمر 16 عاما فقط عندما وصل إلى المملكة المتحدة.
وبحسب صحيفة "
الغارديان" فقد فر الشاب الكردي، الذي يبلغ الآن من العمر 19 عاما، مع أسرته من العراق في عام 2021 بعد تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات شيعية دخلت إلى منطقته بالقرب من كركوك بعد طرد مسلحي تنظيم داعش منها.
وتضيف الصحيفة أن الشاب انفصل عن والديه وشقيقته أثناء تغيير القوارب في رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر للوصول للمملكة المتحدة.
بعد وصوله بالقارب إلى بريطانيا في منتصف الليل، احتجز من قبل السلطات وجرى التعامل معه على أنه بالغ، حيث قدرت وزارة الداخلية عمره بين 24 و26 عاما، وفقا للصحيفة.
ونتيجة لذلك جرى وضعه في مكان إقامة مخصص لطالبي لجوء من البالغين، حيث ادعى الشاب أنه كان يشعر بالاكتئاب وهدد بالانتحار في إحدى المناسبات.
أخبر الفتى المحكمة أنه كان يحمل بطاقة هوية في العراق تُظهر أنه ولد في 15 يناير 2005، مما يجعله يبلغ 16 عاما لدى وصوله.
ولكن عندما تم تقييم عمره من قبل المسؤولين وجدوا أن صوته كان عميقا، وكتفيه عريضتين، وتفاحة آدم بارزة في رقبته بالإضافة للشعر الكثيف على وجهه.
وخلص المسؤولون إلى أن مظهره "كان واضحا جدا من حيث العمر، لدرجة أنه لا يوجد شك في كونه بالغا".
ومع ذلك وجدت المحكمة أن ادعاءه بشأن عمره كان صحيحا وأن والده، الذي عمل لدى نظام صدام حسين، كان معرضا لخطر الاستهداف من قبل الميليشيات الشيعية. كما ادعى الفتى أن أحدى الميليشيات كسرت ساقه.
ويعني الحكم الصادر من المحكمة أن الفتى سيتمكن من الحصول على دعم الخدمات الاجتماعية لحين بلوغه سن 21 عاما على الأقل.
وعلى الرغم من فوزه في قضية إثبات العمر، إلا أن الشاب خسر معركة الحصول على اللجوء مما اضطره لتقديم الاستئناف، وفقا للصحيفة.
يشار إلى أن عدد الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى المملكة المتحدة ويطلبون اللجوء وصل في عام 2023 إلى أعلى مستوى له منذ 14 عاما على الأقل.
وتشير بيانات وزارة الداخلية البريطانية إلى أنه جرى النظر في 7373 حالة، تم رفض 1475 منها.
وأصدرت وزارة الداخلية البريطانية توجيهات تطلب من المسؤولين إعطاء الأطفال المشكوك في أعمارهم ميزة الشك ومعاملتهم كأطفال في انتظار مزيد من إجراءات التحقق في أعمارهم.