الصحافة اليوم 21-9-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
“إسرائيل” توسّع الحرب بعملية ضخمة دمّرت مبنييْن في الضاحية: استشهاد مؤسّس قوة الرضوان إبراهيم عقيل وهيئة أركانها
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية “لم يعد أحد في العالم يحتاج إلى دليل إضافي للتثبت من أن العدو لم يعد يكترث لأي نوع من قواعد الاشتباك، وهو يعلن صراحة أنه مستعدّ للقيام بكل الأعمال الإرهابية لتحقيق هدفه. وبعد مجزرتي الثلاثاء والأربعاء الماضيين اللتين استهدفتا نحو خمسة آلاف لبناني بين مقاومين ومدنيين، جاءت غارة أمس التي دمّرت عشرات الوحدات السكنية المدنية، لاغتيال القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل (عبد القادر) ومجموعة من رفاقه في قوة الرضوان. وما فعله العدو أمس، كان كمن يسدل الستارة على أي فصل سياسي يتعلق بالحرب الدائرة في المنطقة، ويفتح الباب أمام مستوى جديد من المواجهة التي ستفرض على المقاومة اعتماد أساليب جديدة.تقدّم العدو خطوة كبيرة في خطته للمواجهة الشاملة مع لبنان، فخلال ترؤس القائد عبد القادر اجتماعاً ضم مجموعة من معاونيه في قوة الرضوان، نفّذت طائرات أميركية من طراز «إف – 35» غارة على دفعتين، فأطلقت صواريخ دمّرت مبنى مؤلّفاً من 8 طبقات، قبل أن تطلق دفعة ثانية من الصواريخ الثقيلة والخارقة للطبقات، مستهدفة طوابقَ سفلية حيث كان الاجتماع، ما تسبّب بدمار إضافي أصاب المبنى الملاصق وأبنية مجاورة، وتسبّب بسقوط أكثر من 18 شهيداً وإصابة أكثر من 67 آخرين، فيما بقيت فرق الإنقاذ تعمل طوال الليل للبحث عن مفقودين من المدنيين.
ولم تتردّد قيادة العدو باعتبار العدوان خطوة في سياق توسيع المواجهة مع لبنان، ضمن برنامج يهدف إلى إجبار حزب الله على وقف جبهة الإسناد لغزة، وفرض ترتيبات أمنية لتأمين عودة مستدامة لعشرات الآلاف من مستوطنيه الذين فرّوا من شمال فلسطين المحتلة منذ قرابة عام. وحاول العدو، كما في كل مرة، أن يبرّر جريمته بالحديث عن دور الشهيد عقيل ورفاقه في العمليات التي تستهدف قواته منذ الثامن من تشرين الأول من عام 2023. لكنّ أحداً لن يقف عند هذه التبريرات، إذ إن عقيل كان معروفاً منذ 42 عاماً بأنه واحد من أبرز كوادر المقاومة الذين قادوا العمليات النوعية ضد قوات الاحتلال عندما كانت لا تزال في بيروت بعد اجتياح عام 1982، وممن قادوا أكبر عملية مطاردة لقوات الاحتلال حتى طرده من لبنان عام 2000، وفي مقدّم القيادات الميدانية التي أفشلت عدوان 2006، وتولّى بناء واحدة من أهم وحدات القتال في المنطقة، لعبت دوراً مركزياً في تأهيل طاقات كبيرة من الفصائل التي تقدّمت ونمت وانتصرت في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، عدا أنها لا تزال تمثّل كابوساً دائماً للعدو الذي لا يخفي خشيته من قدرتها على اجتياح المناطق المحتلة في شمال فلسطين. وقد عمل العدو خلال العام المنصرم على تنفيذ عمليات استهداف لعدد كبير من كوادر هذه القوة، ونجح في الوصول إلى مقاتلين وكوادر، كما فشل في عمليات كثيرة.
وإذا كان العدو يقول علناً إنه يريد من المقاومة أن تجاريه في التصعيد وأن تدخل في حرب شاملة وواسعة، فإن ذلك يعكس المناخ الذي يسيطر على عقل القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في كيان الاحتلال، وهو المناخ الذي يجد في الحرب مع لبنان خطوة تقيه شر الحساب جرّاء ما يقوم به في غزة من حرب إبادة لم تنجح في تحقيق هدفيها المركزييْن، سواء في سحق المقاومة أو استعادة الأسرى. ومع أن حزب الله ردّ على عملية «النداء القاتل»، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، بأن هدفي فك جبهة لبنان عن جبهة غزة وإعادة المستوطنين، لن يتحققا من خلال هذا النوع من العمليات، فمن غير المنطقي أن ينتظر العدو من المقاومة أن تغيّر رأيها بعد عملية أمس، علماً أن العدو يظهر استعداداً للمضي في عملياته الإرهابية، والتوجه اإى خطوات قد يكون من بينها شن حرب برية ضد لبنان، ما يفتح الباب أمام واقع ميداني مختلف جذرياً عما كانت عليه الأمور منذ 349 يوماً. وبالتالي، فإن ما هو مُقدّر للمواجهة لا يقلّ عن معركة قاسية تتكوّن فصولها من مفاجآت يعدّ لها كل طرف، مع الإشارة إلى أن المقاومة، بعد كل ما تعرّضت له حتى الآن، بقيت تعمل ضمن القواعد التي فرضتها على العدو طيلة 11 شهراً، والتي يبدو أنه لم يعد يريد الالتزام بها، ما يجعل المقاومة في حلّ منها.
وإذا كانت إسرائيل أظهرت بعض قدراتها وعملياتها النوعية من خلال الاغتيالات ومجزرتي الأجهزة، ثم غارة يوم أمس، فإن المقاومة لم تخرج بعد أياً من قدراتها النوعية التي يسعى العدو طوال الوقت للوصول إليها من خلال الاغتيال أو القصف العنيف، وهي عمليات يُتوقع أن يوسّعها في الأيام والأسابيع المقبلة.
لقد قرّر العدو إظهار جانب من تصوّره للحرب. وفي ظل التواطؤ الأميركي، والمشاركة العملانية في عمليات الاغتيال، من المُرجّح ان يواصل عدوانه، والقيام بمزيد من العمليات الغادرة، سواء التي تستهدف قيادات بارزة في حزب الله، أو تنفيذ عمليات أمنية لضرب قدرات المقاومة، وسط مؤشرات إلى أن حكومة الكيان ترغب في هذا النوع من العمليات التي تمثّل استعراضاً ضخماً للعضلات الأمنية من جهة، وللقوة النارية من جهة ثانية، وهو قد يكون في طور الاستعداد لنوع مختلف من الحرب مع لبنان. لكن، بمعزل عما سيقدم عليه العدو، فإن مسار الحرب والمواجهة يبقى رهن ما ستقرره المقاومة من الآن فصاعدا”.
العدو يصعد ضرباته النوعية: سنجرّ حزب الله إلى الحرب
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار “لم تتوقّف، خلال الأيام الماضية، الاجتماعات الأمنية التي يعقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الوزراء في المجلس المصغّر، ومع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، وآخرها أمس، عقب الاستهداف في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير في المقاومة إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر)، ونحو 13 مقاوماً آخر، فضلاً عن استشهاد عدد من المدنيين وإصابة العشرات. وفي أول تعليق له بعد الغارة، قال نتنياهو إن «أهدافنا واضحة، وأفعالنا تتحدّث عن نفسها». فيما أعلن وزير الحرب يوآف غالانت استكمال تقييمه للوضع مع رئيس الأركان وكبار ضباط الجيش في ضوء التطورات في الجبهة الشمالية، وقال: «حتى في الضاحية في بيروت، سنواصل ملاحقة عدوّنا لحماية مواطنينا (…) ستستمرّ وتيرة الإجراءات وتسلسلها في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا، وهو عودة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم».
وعقب الاغتيال، خرج المتحدث باسم جيش العدو، دانيال هاغاري، ليعلن أن قادة «قوة الرضوان» الذين تمّ اغتيالهم «تجمّعوا تحت الأرض للتخطيط لعمليات ضدّ إسرائيل»، مشيراً إلى استهداف «أكثر من 10 من قيادات قوة الرضوان كانوا برفقة عقيل». لكنه ختم بالتأكيد أن إسرائيل «لا تعمل من أجل تصعيد شامل وواسع في المنطقة، بل لتحقيق أهداف الحرب».
وفي خلفية الاستهداف والاغتيال، كشفت قناة «كان» العبرية، أن «إسرائيل قرّرت الأسبوع الماضي قلب الطاولة بقوة والانتقال من رد الفعل إلى المبادرة»، وأشارت إلى أن «إسرائيل تجرّ حزب الله، ناهيك عن سحبه بالقوة، إلى قلب الساحة، حتى على حساب حرب شاملة في الشمال». وبما أن «الصفقة في غزة تبدو بعيدة المنال»، فضّلت إسرائيل أن «تفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وعندما انتهت عملياتها بشكل كبير في القطاع، انتقلت إلى لبنان».
وفيما قالت «القناة 13» إن «التقديرات تشير إلى أن حزب الله سيردّ بقوة في المستقبل القريب»، ذكرت صحيفة «معاريف» أن جيش العدو «رفع حالة الاستنفار لدى سلاح الجو وقيادة الجبهة الداخلية والهيئة الطبية إلى الحد الأقصى»، ونقلت مجلة «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تمثّل بداية حملة عسكرية أوسع لإضعاف قدرات حزب الله». وأشار هؤلاء إلى أنه «من المُرجّح أن تتضمّن الحملة الإسرائيلية على حزب الله المزيد من العمليات، ومن المتوقّع تصاعد المعارك بشكل كبير في الأيام المقبلة». وتحدّثوا عن أن «الهجمات قد تستمرّ في لبنان وخاصة في بيروت، وأن تشمل اغتيالات لقادة حزب الله وضربات ضد مستودعات أسلحة للحزب واستهدافاً آخر للبنية التحتية للاتصالات التابعة للحزب». كما «تتوقّع واشنطن رؤية شكل من أشكال الرد الانتقامي من حزب الله ضدّ إسرائيل، ربّما على شكل هجمات بطائرات بدون طيار».
وعلى خط واشنطن – تل أبيب، أعلن «البنتاغون» أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أكّد في اتصال مع وزير الحرب الإسرائيلي «قلقه» بشأن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله. وشدّد أوستن، بحسب الدفاع الأميركية، على «أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي يمكّن السكان من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود»، مجدّداً «التزام الولايات المتحدة الثابت والدائم والصارم بأمن إسرائيل». فيما أعلن «البنتاغون» أيضاً، نشر حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وطاقمها المؤلف من 6500 جندي، الإثنين المقبل، في شرق البحر الأبيض المتوسط.
مكالمة «متوتّرة» بين ماكرون ونتنياهو
أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتّهم في اتصال مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إسرائيل، «بدفع المنطقة إلى الحرب». ووصفت «القناة 12» المحادثة بـ«المتوتّرة»، حيث قال ماكرون لنتنياهو: «عليك مسؤولية منع التصعيد، وأن تسلك مساراً دبلوماسياً، وهذه هي اللحظة المناسبة لإظهار القيادة والمسؤولية». وردّ نتنياهو على ماكرون بأنه «بدلاً من الضغط على إسرائيل، حان الوقت لزيادة الضغط على حزب الله، سنعيد سكاننا إلى ديارهم، هذا قرار اتخذناه هذا الأسبوع وسننفذه». فيما نقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها إنه «يجب اتخاذ خطوات دبلوماسية أكبر لمنع تدهور الأوضاع»، في حين أن المسؤولين الإسرائيليين «لم يُعجَبوا بالموقف الفرنسي». ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن «نتنياهو سيختصر زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل ليوم واحد بسبب التصعيد على الحدود الشمالية»، حيث يشارك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. فيما نقلت قناة «CNN» عن بعثة الاحتلال في «الأمم المتحدة» قولها: «سنبلغ مجلس الأمن بإغلاق النافذة الدبلوماسية لحلّ الصراع مع لبنان»”.
البناء:
غارة للاحتلال على حي الجاموس تدمّر بنايتين سكنيتين وتقتل القيادي إبراهيم عقيل / مكتب الخامنئي: الردّ على اغتيال هنية قريبٌ… واشنطن تُعيد حاملاتها إلى المنطقة / ترقّب لردّ حزب الله… واتساع نيران جبهة الجنوب… والكيان يلوّح بمرحلة جديدة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “قال البيت الأبيض منتصف ليل أمس، إن واشنطن لا زالت تأمل بالتوصل الى حلول دبلوماسية بين «إسرائيل» ولبنان، وإنها لا تشارك «إسرائيل» رأيها بأن التصعيد الجاري مع لبنان سوف يُعيد المهجرين من شمال فلسطين المحتلة، وإنها تعمل على خط التوصل إلى اتفاق في غزة وقناعتها بأن هذا الاتفاق هو الطريق لعودة المهجّرين.
تعليق البيت الأبيض جاء إثر مناخ من التصعيد الذي ترتب على غارة إسرائيلية مزدوجة استهدفت مبنيين سكنيين في حي الجاموس من الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استشهد 14 شخصاً منهم عدد من القادة الميدانيين في المقاومة يتقدّمهم القيادي الجهادي الكبير إبراهيم عقيل، الذي وصفه بيان النعي الصادر عن حزب الله بعاشق فلسطين والأقصى.
بعد ضربة أمس المؤلمة للمقاومة تشخص العيون إليها بانتظار الردّ الذي يردّ الاعتبار لمعادلات القوة، علماً أن ما كان يجري على جبهة الحدود طيلة أيام أمس وأول أمس وما قبلهما، أظهر أن هذه المقاومة قوية مقتدرة ومؤهلة لمواجهة التحديات وإثبات نجاحها بتجاوز الصدمات والأزمات.
على إيقاع المشهد التصاعدي بين المقاومة والاحتلال، أعلن مكتب الإمام السيد علي الخامنئي أن ردّ إيران على اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية سوف يتمّ قريباً، فيما قرّرت واشنطن إعادة توجيه إحدى حاملات طائراتها والسفن العسكرية المرافقة لها نحو المنطقة. ومثلما ربطت المصادر المتابعة بين ما أعلنته إيران، والضربات الإسرائيلية ضد حزب الله، ربطت بين الرد الإيراني القريب وإعادة توجيه حاملات الطائرات نحو المنطقة.
وبعد يومين على مجزرتي «البيجر» و»اللاسلكي» وأقل من 24 ساعة على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، نفّذ العدو الصهيوني عدوانًا في وضح النهار وفي منطقة حيويّة في منطقة القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ شنّ غارة جويّة استهدفت شقة سكنيّة، ما أدّى الى استشهاد أربعة عشر شخصاً وأكثر من ٧٠ جريحاً، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، حيث توقعت فرق الإنقاذ العاملة على الأرض وجود المزيد من الشهداء الذين قضوا تحت الأنقاض، وسط استمرار عمليات رفعها حتى ساعة متأخرة من ليل الأمس.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية، أن «أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدّث عن نفسها»، وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن نتنياهو «أرجأ زيارته إلى نيويورك يوماً واحداً ويصل إليها الأربعاء بدل الثلاثاء». بدوره، قال وزير حرب العدو يوآف غالانت تعليقاً على ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت: «سنواصل تعقب عدونا لحماية مواطنينا». وزعم غالانت بأن «سياق الأحداث في المرحلة الجديدة سيستمرّ حتى نحقق هدفنا وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم».
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن بعثة «إسرائيل» في الأمم المتحدة، بأنها ستبلغ مجلس الأمن بإغلاق النافذة الدبلوماسيّة لحل الصراع مع لبنان.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، الى «أننا في مرحلة جديدة من الحرب، ونحن مستمرّون في ملاحقة حزب الله وكل السيناريوهات مطروحة على الطاولة». فيما أفادت القناة 13 الإسرائيلية، أن «نتنياهو دعا وزراء وقيادات عسكرية وأمنية لمشاورات أمنية هاتفية عاجلة».
وبعد منتصف ليل أمس، أعلن حزب الله في بيان أن «القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) التحق بموكب إخوانه من القادة الشهداء الكبار بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات والانتصارات، وهو كان دائمًا لائقًا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع وكانت القدس دائمًا في قلبه وعقله وفكره ليل نهار، كانت القدس عشق روحه وكانت الصلاة في مسجدها حلمه الأكبر. وبكل اعتزاز وفخر تُقدّم المقاومة الإسلامية اليوم أحد قادتها الكبار شهيدًا على طريق القدس وتعاهد روحه الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر إن شاء الله».
وأضاف البيان: «نعزي ونُبارك لمولانا صاحب الزمان عليه السلام ولسماحة القائد الخامنئي دام ظله ولجميع المجاهدين والمقاومين في كل الساحات ولجمهور المقاومة الصادق والوفي بشهادة هذا القائد الجهادي الكبير وكوكبة من إخوانه الشهداء، ونتوجّه خصوصًا إلى عائلاتهم الشريفة فردًا فردًا ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليهم بالصبر الجميل وحسن ثواب الدنيا والآخرة ويتقبّل منّا ومنهم هذا العزيز ويحشره مع رسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، وأن يلحقه بقافلة شهداء كربلاء النورانية».
وأشارت مصادر مطلعة في فريق المقاومة تعليقاً على التطورات العسكرية الأخيرة الى أن «العدوان الجديد على لبنان حلقة في مسلسل الاعتداءات الذي بدأه العدو يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، لليّ ذراع المقاومة ووقف جبهة الإسناد الجنوبية لغزة، لكن وبعدما تمكنت المقاومة وحزب الله ولبنان من احتواء الضربة الأليمة والقاسية لبنية الحزب وبيئته اللصيقة وبعدما حسم السيد حسن نصرالله رفض الحزب لفك الارتباط بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية وخاض التحدي مع نتنياهو حول عودة المهجرين المستوطنين إلى مستعمراتهم كمعيار للنصر والهزيمة في هذه الحرب، قرّر العدو توجيه ضربة جديدة للحزب في رهان جديد على دفع الحزب للرضوخ للحل الدبلوماسي للمواجهات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة». ولفتت المصادر الى أن «كيان الاحتلال انتقل الى مرحلة جديدة من الحرب والمواجهة وستنهار خلالها قواعد الاشتباك والخطوط الحمر تدريجياً وقد تكون المرحلة الأصعب والأعنف والأطول والأخطر وسترسم نتائجها مسار الحرب ونهايتها وتداعياتها على مصير القضية الفلسطينية والمنطقة». وشدّدت المصادر لـ «البناء» على ما أعلنه السيد نصرالله بأن حزب الله لن يوقف جبهة الإسناد رغم كل العدوان والتضحيات والمجازر بل يعمل على الاستعداد على ثلاث جبهات: الأولى تفعيل العمليات العسكرية في الجبهة الجنوبية كماً ونوعاً وجغرافية، الثانية التخطيط للردّ على مجزرتي الثلاثاء والأربعاء وعدوان أمس بشكل متناسب ومؤلم ونوعيّ ورادع للعدو، والثالث استكمال التحضير وإعداد العدّة للحرب الشاملة التي تأخذنا حكومة العدو إليها».
وبرأي خبراء عسكريين واستراتيجيين فإننا «أقرب من أي وقت مضى للدخول في الحرب المفتوحة والشاملة»، ولفتوا لـ «البناء» الى أن حزب الله كان يراعي في ردوده على الاعتداءات الإسرائيلية قواعد الاشتباك والضوابط، لكنه اليوم إزاء هذا العدوان المتمادي والمفتوح، فإنه سيتحرّر من القيود والضوابط التي ضبط عملياته وردوده على ساعتها.
وفي مؤشر على التصعيد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال حاملة طائرات وفرقاطات عسكريّة إلى المياه الإقليميّة في شرق المتوسط.
وفيما كان العدو يعيش نشوة باستهداف الضاحية الجنوبية، كانت المقاومة تكثّف ضرباتها النوعية ضد مواقع وتجمعات العدو في شمال فلسطين المحتلة، ما ألحق دماراً هائلاً في المستعمرات، إذ ذكر مراسل قناة «كان»، في الجبهة الشمالية، روبي هامرشلاغ أن أكثر من نصف المنازل في مستوطنة المطلة تضرّر منذ بداية الحرب، وبعضها دُمّر كليًا. وأشار الى أنه في صلية الصواريخ، مساء يوم أمس، شُخّصت إصابات مباشرة بنحو 30 منزلًا في المستوطنة الشمالية.
وأضاف هامرشلاغ: «مساء يوم أمس (أمس الأول) أطلقت صلية صواريخ ثقيلة على المطلة، وشُخّص سقوط سبعة صواريخ، ونتيجة لذلك أُصيبت عضو مجموعة التأهب في المطلة بجروح طفيفة في قدمها، واندلعت عدة حرائق ولحقت أضرار بنحو 30 منزلًا». بدوره؛ وجّه رئيس مجلس المطلة دافيد أزولاي بيانًا للمستوطنين؛ جاء فيه أنه: «خلال ساعات الليل واصلنا إطفاء الحرائق وإحصاء الأضرار.. ما نزال نقوم بجولات ونبحث عن الأضرار.. كل منزل نعلم أنه تضرّر نقوم بإبلاغ أصحابه، ونقدّر أنّ نحو 30 منزلًا قد تضرّر».
واستهدف مجاهدو المقاومة نقطة تموضع لجنود العدوّ «الإسرائيلي» في موقع المطلة بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة، والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصليات من صواريخ الكاتيوشا، ومقرّ الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بصليات من صواريخ الكاتيوشا، ومقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة العليقة بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
وقصف مجاهدو المقاومة مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف ومقر قيادة الجمع الحربي لفرقة الجولان في ثكنة يردن ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في نفح والمقر المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
هذا، واستهدفت المقاومة مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة «عين زيتيم»، في حين استهدفت أيضًا مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة »ميشار»، ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة «ميرون» بصليات من صواريخ الكاتيوشا. وجدّدت المقاومة قصف مقرّ الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة «ميشار».
كما اُطلق الحزب 60 صاروخاً في الرشقات الأخيرة على الجليل الأعلى والجولان رداً على غارة إسرائيلية استهدفت بلدة العديسة سبقتها غارة أخرى على بلدة الطيبة جنوب لبنان. كما سقطت صواريخ في محيط قاعدة ميرون الجوية شمال «إسرائيل».
وأعلن جيش الاحتلال في بيان، مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنّها «حزب الله» على الحدود مع لبنان. وبحسب البيان نفسه، وقعت الإصابات الباقية في انفجار مسيّرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، ليرتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين إلى 715 جندياً منذ السابع من تشرين الماضي.
في المواقف الدولية، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يعمل على إتاحة عودة السكان إلى منازلهم في المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال «إسرائيل»، في أول تعليق له على تصاعد التوتر بين «إسرائيل» وحزب الله. وأوضح بايدن للصحافيين في بداية اجتماع، أنه يريد «التأكد من أن الناس في شمال «إسرائيل» وكذلك جنوب لبنان قادرون على العودة إلى منازلهم، والعودة بأمان». وأضاف: «وزير الخارجية ووزير الدفاع وفريقنا بأكمله يعملون مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك. سنواصل العمل حتى ننجزه، لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه». وفي تصريح لافت اعتبر المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب أن ما حصل في لبنان كان جنوناً، وأن هذه حرب ولا بدّ من بذل كل الجهود للفوز بها. ورأى ترامب أمام القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن، أنه إذا خسر الانتخابات أمام مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس، فالمسؤولية ستقع جزئيّاً على الناخبين اليهود.
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبحث معه في «ضرورة خفض التصعيد في لبنان والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان في شمال «إسرائيل»»، بحسب «روسيا اليوم».
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، «فقد ناقش بلينكن وماكرون تطورات الشرق الأوسط، بما في ذلك العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة». كما ناقشا «الحاجة إلى خفض التصعيد في لبنان والالتزام بحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة الآمنة إلى ديارهم».
وفي سياق ذلك، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن تل أبيب تدفع نحو حرب في المنطقة. وخلال اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع نتنياهو، بعد ساعات من العدوان على ضاحية بيروت الجنوبية.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، حذر ماكرون نتنياهو قائلاً له: «أنتم تدفعون المنطقة إلى الحرب». بدوره، رد نتنياهو على ماكرون بالقول: «بدلاً من الضغط على «إسرائيل»، حان الوقت لفرنسا من أجل زيادة الضغط على حزب الله لوقف هجماته».
على الصعيد ذاته نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول سياسي فرنسي (لم تسمه) قوله: «نعتقد أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان زادت من احتمالات الحرب، بينما نحن مقتنعون بأن المسار الدبلوماسي لا يزال قائماً، وسنواصل العمل من أجل ذلك».
وعلى وقع التطورات الخطيرة، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة سلسلة الانفجارات الدامية التي طالت أجهزة اتصال لعناصر في حزب الله بلبنان. وطالب لبنان بواسطة الجزائر، العضو غير الدائم في مجلس الأمن؛ وممثل المجموعة العربية بعقد جلسة طارئة لبحث الوضع في لبنان، إثر الغارات الإسرائيلية والاعتداءات السيبرانية التي طالت مناطق لبنانية عدة، راح ضحيتها عشرات الشهداء، وآلاف الجرحى من بينهم نساء وأطفال ومدنيون.
وتوجّه وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة التي تبحث الوضع في لبنان.
في المواقف الداخلية، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الى أنني «جئت لزيارة دولة الرئيس نبيه بري في هذه الظروف القاسية وفي هذه الكارثة الوطنية التي تحل بلبنان جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر والمتواصل، جئت لأقدم التعازي للأهل، بالمناضلين، بكل الذين أصيبوا أو استشهدوا ولأقدم المواساة والتعاضد مع العائلات التي أصيبت أو الأفراد الذين أصيبوا جراء هذه الاعتداءات».
بدوره، أشار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في حديث تلفزيوني الى «أنني أعزّي بالشهداء وأتمنى الشفاء للجرحى وآمل أن تنتهي الأمور بخير. فالإسرائيلي يحقق انتصارات وهمية على المدنيين لتحقيق أهدافه». ورأى فرنجية، أن «الأحداث الأخيرة هي محاولات إسرائيلية للتأثير على بيئة المقاومة ومن يراهن على ضعفها فهو مخطئ»”.
اللواء:
الإحتلال يطيح قواعد الإشتباك ويستهدف قيادة الرضوان في الضاحية
14 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين.. ونتنياهو يتحدث عن تغيير الشرق الأوسط!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية “… وفي عدوان اليوم الثالث الجمعة 20 ايلول 2024، عندما أغارت طائرة اسرائيلية اميركية الصنع من طراز أف 35 على مبنيين سكنيين في منطقة الجاموس في ضاحية بيروت الجنوبية، وتُعرف ايضا بمنطقة القائم، حيث هناك مسجد ومؤسسات لحزب الله، بهدف اغتيال مسؤول «وحدة الرضوان» في الحزب، والذي خلف الشهيد فؤاد شكر في مركزه القيادي الاول في المقاومة الاسلامية، الذي تردد انه كان في اجتماع مع مجموعة من المجاهدين في وحدة النخبة في الحزب.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مرحلة التصعيد العسكري بدأت ومؤشراتها برزت منذ يوم الثلاثاء مع تفجيرات الأجهزة اللاسلكية واستكملت أمس بغارة استهدفت قياديين من حزب الله ولاسيما قائد قوات الرضوان ابراهيم عقيل، ورأت ان هذه المرحلة مقبلة على عدة احتمالات منها ارتفاع منسوب التصعيد وهناك معطيات تتحدث عن ذلك، اما بالنسبة إلى حزب الله فإنه لن يقف مكتوف الأيدي،ومن هنا فإن الأيام المقبلة قد تكون أكثر سخونة.
ورأت هذه المصادر أن أمام الاصرار على المواجهات المفتوحة،فلا مكان لأي جهود ديبلوماسية وارض الواقع تعكس ذلك، على أن مسألة الحرب الشاملة ليست دقيقة، لكن التصعيد في العمليات الحربية من طرفي النزاع متوقع بنسبة كبيرة.
وطوال ساعات مضت من الرابعة الا ربعا بعد ظهر امس وحتى ساعة متقدمة من الليل كانت عمليات رفع الانقاض مستمرة، وادت الغارة الهستيرية في محصلة مفتوحة على التبدل الـ14 شهيدا وعشرات الاصابات (66 جريحاً) نقلت الى مستشفيات السان جورج، وبهمن والرسول الاعظم والساحل ومستشفيات أخرى.
ولئن كانت الضاحية الجنوبية المكلومة بهجمات «البايجرز» واللاسلكي التي ادت الى سقوط الشهداء وآلاف الجرحى لم تستفق من هول جرائم الثلثاء والاربعاء، فإن ضربة الجمعة فاقمت اجواء الحزن والقلق، لكن الميدان لم يسكت، وتمكنت المقاومة الاسلامية بعد دقائق من استهداف الضاحية باكثر من 200 صاروخ، سقطت على المواقع العسكرية وتجهيزات جيش الاحتلال، وأدت الى سقوط قتلى وجرحى من جنوده.
إكفهر المشهد العسكري والامني بين لبنان واسرائيل، وقال مصدر اسرائيلي لـ «يديعوت احرنوت»: «نتأهب لرد من حزب الله بعد الغارة على بيروت وكل شيء مطروح على الطاولة».
وعليه، أرجأ رئيس حكومةإسرائيل بنيامين نتنياهو ذهابه الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الحالية للامم المتحدة، وكان تلقى اتصالا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اطار السعي لعدم، تدحرج الوضع الى حرب واسعة في الشرق الاوسط..
وقال نتنياهو: بدأنا للتو وسنعمل على تغيير الشرق الاوسط، مضيفا: اهدافنا واضحة، وافعالنا تتحدث عن نفسها.
وذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان نتنياهو يدعو وزراء وقيادات عسكرية وأمنية لمشاورات أمنية هاتفية عاجلة.
وأشار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان سلسلة الاجراءات ستستمر في المرحلة الجديدة حتى تحقيق الهدف: «العودة الآمنة لسكان الشمال الى منازلهم».
وتلقى غالانت اتصالا من نظيره الأميركي اوستن.
وحسب بعثة اسرائيل بالامم المتحدة فإن البعثة ستبلغ المجلس اغلاق النافذة الدبلوماسية لحل الصراع في لبنان.
في باريس، اجتمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، وبحث معه في ضرورة خفض التصعيد في لبنان، والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان الى شمال اسرائيل.
وتحدث الرئيس ماكرون مباشرة إلى اللبنانيين مساء أمس الاول، عبر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا لهم أن «المسار الدبلوماسي موجود وأن الحرب ليست حتمية».
وقال ماكرون: لا أحد لديه مصلحة في التصعيد. لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان. وأكد أن فرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين.
وفي مقطع الفيديو، أسف ماكرون لسقوط «ضحايا مدنيين» جراء التفجيرات هذا الأسبوع.
أضاف: «بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع، علينا أن نرفض هذه الكارثة»، معتبراً أن على الزعماء السياسيين اللبنانيين «أيضا العمل في هذا الاتجاه.
وتابع قائلاً: أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات.
لودريان في بيروت
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيصل الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل بين مساء الاحد او الاثنين او الثلاثاء، بهدف متابعة تطورات الوضع اللبناني عموما ومن ضمنه الجنوبي واحداث الايام الماضية، لكن الهدف الاساسي من الزيارة كان وسيبقى استطلاع تطورات الاستحقاق الرئاسي. كما سيشارك السفارة السعودية في احياء العيد الوطني للمملكة.
واكدت المصادر ان فرنسا لن تستسلم للأمر الواقع وستواصل جهودها من اجل دعم لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية ووقف الحرب، وقد عبر عن ذلك الرئيس ماكرون امس في رسالته الخاصة الى اللبنانيين قبيل زيارة موفده لودريان.
ميقاتي الى نيويورك
وعلى المستوى السياسي المحلي، وقبل ان يترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، حيث افيد انه أبلغ الوزراء أنه في ضوء التطورات الحاصلة سيتوجه الى نيويورك في خلال اليومين المقبلين لعقد سلسلة اجتماعات على أن يلقي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب كلمة لبنان في الجمعية العمومية للامم المتحدة.
واستقبل ميقاتي السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون.
وكان ميقاتي، قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء «إن الزلزال الامني غير المسبوق بمنطق الحروب، الذي تعرض له لبنان هذا الاسبوع، وأوقع آلاف الضحايا بين شهيد وجريح، هو عمل جرمي مشين ومدان، وأشبه بإبادة ومجزرة فظيعة، وهذه القضية نرفعها إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني، بمثابة مضبطة اتهام بالعدو الاسرائيلي، طالبين اتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة».
الغارة
إذاً، نفذ العدو الاسرائيلي عصر امس، غارة جوية «دقيقة» بطائرات «أف35» الاميركية الحديثة على منطقة الجاموس في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت قرب «مجمع القائم»، استهدفت قياديِّين في المقاومة، في عملية اكد فيها العدو كما نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤول إسرائيلي: انه لا توجد خطوط حمراء حالياً في المواجهة مع حزب الله والهدف هو ملاحقة الحزب.
وحسب المعلومات الاسرائيلية استهدفت الغارة ابراهيم عقيل الذي اعطاه العدو اكثر من صفة، بين انه عضو المجلس الجهادي في الحزب وهو رقم 3 وأصبح رقم 2 لأنه عيّن مكان القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر، ورئيس هيئة عمليات المقاومة، وقائد قوات الرضوان والمسؤول عن وحدة الصواريخ البحرية، والمتهم من قبل اميركا بتفجير السفارة الاميركية في بيروت ومقر المارينز على طريق المطار عام 1983 وتوجد جائزة بقيمة 5 ملاين دولار على رأسه. وذكر جيش الاحتلال: «ان المستهدف كان يترأس اجتماعاً للحزب مع قيادات في قوة الرضوان وفلسطينة لبحث التخطيط لكيفية إحتلال منطقة الجليل شمال فلسطين».
وذكر موقع «أكسيوس» الاميركي: «ان مسؤولاً إسرائيلياً أعلن القضاء على كامل القيادة العليا لقوة الرضوان في الضربة الإسرائيلية على الضاحية، وأن لا تغيير في تغييرات تعليمات الجبهة الداخلية».
وذكر مصدر امني لبناني ان الغارة استهدمت لجنة قيادة فرقة الرضوان، الذين خرج بعض اعضائها مصابين، وسط غموض يلف مصير عقيل.
وتحدثت المعلومات عن ان الاستهداف الاسرائيلي كان لاجتماع قيادات عسكرية من حزب الله في الطابق الثاني من المبنى المستهدف، وابرزهم قائد العمليات الخاصة في الحزب عضو المجلس الجهادي، وهو الرقم 2 بعد اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر، بمشاركة اكثر من 20 قيادياً.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هناك شخصيات أخرى استهدفت إلى جانب إبراهيم عقيل في ضاحية بيروت، والتي كانت قد أعلنت أن اجتماعًا كان يعقد في المبنى المستهدف بين مسؤولين كبار فلسطينيين ومن حزب الله.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أنه لا توجد خطوط حمراء حالياً والهدف هو ملاحقة حزب الله.
ونقل عن الإعلام الإسرائيلي أنه إذا نجحت عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية فنحن في مرحلة مختلفة من الحرب تمامًا.
مَن هو ابراهيم عقيل؟
إبراهيم عقيل معروف أيضاً باسم «تحسين»، وهو عضو في أعلى مجلس عسكري تابع للحزب، ألا وهو مجلس الجهاد.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية عقيل على لائحة المواطنين المدرجين بشكل خاص في 21 تموز 2015، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582، بالنظر إلى عمله لصالح حزب الله أو بالنيابة عنه. وأدرجت عقيل على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص في 10 أيلول 2019 بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.
كذلك، كان قد أعلن برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية والذي تديره خدمة الأمن الدبلوماسي، عن عرض مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تفضي إلى الكشف عن هوية القيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل أو مكان وجوده أو إلى اعتقاله و/أو إدانته.
وتمكن الدفاع المدني من سحب شاب على قيد الحياة من تحت الانقاض، وبلغ عدد المفقودين 12 شخصا، كما ان هناك 8 اطفال مفقودين من عائلة غازي.
ومساء، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي: لا نعمل للتصعيد شامل، بل لتحقيق اهداف الحرب واعادة سكان الشمال الى منازلهم.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إنه «ليس لديه علم بما إذا كانت إسرائيل قد أخطرت الولايات المتحدة قبل تنفيذ ضربات في بيروت يوم الجمعة، مطالبا الأميركيين بشدة بتجنب السفر إلى لبنان أو مغادرته إذا كانوا هناك بالفعل».
وأضاف كيربي في حديثه للصحافيين: أنه لا يستطيع التعليق على أحدث موجة من الضربات لكنه أكد مجددا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى تجنب التصعيد في المنطقة.
كما سارع «مسؤول دفاعي أميركي» الى القول: نحن نراقب التطورات في بيروت ونؤكد أن لا دور للقوات الأميركية في ما يحدث.
الوضع الميداني
ونفذ حزب الله امس عدة عمليات نوعية قبل الغارة وبعدها لكنها لم تكن من ضمن الرد على الغارة، حيث اعلنت المقاومة في بيانات:رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم الجمعة، مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في «قاعدة ميشار» بصليات من صواريخ الكاتيوشا. ثم اعادوا قصفها مرة ثانية عصراً.
وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في «قاعدة ميرون» بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
وقبل ذلك، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية «مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم» بصليات من صواريخ الكاتيوشا. والمقر المستحدث للفرقة 91 في «اييليت هشاحر» بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
كما قصفت المقاومة قبل ظهر أمس بالكاتيوشا: مقر قيادة فرقة الجولان 210 في نفح.ومقر قيادة الجمع الحربي لفرقة الجولان في ثكنة يردن. ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف. وكذلك مقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة العليقة. ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع. والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا. ونقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المطلة بصاروخ موجه واصابوها إصابة مباشرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنها «حزب الله» على الحدود مع لبنان.وبحسب بيان الجيش، وقعت باقي الإصابات في انفجار مسيَّرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، ليرتفع بذلك عدد قتلى الإسرائيليين إلى 715 جندياً منذ السابع من تشرين الماضي”.