تستعد بغداد وواشنطن لعقد اجتماعات مرتقبة تهدف إلى تحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق. صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، نقلت الجمعة، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية القول إن المفاوضات حول الخطة، بلغت مراحلها النهائية.
وذكرت تقارير أن من المتوقع أن يتم الإعلان عن خطة تقليص عديد القوات الأميركية بعد اجتماع المسؤولين الأميركيين والعراقيين مرة أخرى خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، كجزء من جهود فريق الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتسوية الالتزامات الأميركية طويلة الأمد في الخارج قبل مغادرته البيت الأبيض، في يناير المقبل.
يأتي الإعلان عن الخطة الأميركية في خضم توترات متزايدة في المنطقة بالأخص مع تصاعد حدة الهجمات بين إسرائيل وحزب الله وسط مخاوف من حرب أوسع. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة العام الماضي، تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات من وكلاء إيران في المنطقة.
لكن التغيير في وضع القوات الأميركية بالعراق أثار بعض القلق في الكونغرس الأميركي. ففي بيان صدر، الخميس، أعرب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، النائب الجمهوري، مايك روجرز، من ولاية ألاباما، "عن إحباطه مما سمعه من البنتاغون بشأن الصفقة".
وذكر روجرز أن الانسحاب من العراق بهذه الطريقة سيفيد ويشجع إيران وداعش. وعبر عن قلقه بشدة بشأن التأثيرات التي قد تترتب لهذا القرار على أمن الولايات المتحدة القومي.
مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، نزار حيدر، توقع أن يتحول ملف الانسحاب الأميركي من العراق إلى "مادة دسمة" في الحملات الدعائية في الانتخابات الأميركية الحالية، وأشار في مقابلة مع الحرة، إلى أن الديمقراطيين حاليا لا يفكرون بانسحاب سريع من العراق، ومتوقعا عدم وجود اعتراض جمهوري على هذا الانسحاب.
لكن برأي حيدر، فإن الملف العراقي بالنسبة للجمهورين والديمقراطيين هو مهم جدا وسيكون ضمن الأولويات في أجنداتهم المستقبلية، بسبب مخاوفهم من أن يتحول العراق إلى "محمية إيرانية" في حال تم الانسحاب بطريقة غير مدروسة، بحسب تعبيره.
المحلل السياسي العراقي، عقيل عباس، من ولاية فيرجينيا، يرى بدوره أن ملف الانسحاب الأميركي من العراق، في حال تم الإعلان عنه قريبا، سيتحول إلى "جدل سياسي واعلامي" في الانتخابات الرئاسية الأميركية. فالديمقراطيون، بحسب تعبيره، "سيستفيدون من هذا الانسحاب في التركيز على هدفهم في "إنهاء الحروب التي بدأها الجمهوريون"، على حد قوله.
عباس اختلف مع رأي حيدر، وأشار إلى "أن الملف العراقي لن يكون من ضمن أولويات الإدارة الأميركية المقبلة، فهناك اعتقاد سائد "بأن أميركا استثمرت طويلا في العراق منذ 2003، وأن النتائج الحالية غير مبشرة، والولايات المتحدة يمكن أن تعتمد أدوات ضغط أخرى غير العسكرية في العراق"، وأضاف أن أولويات الإدارة الأميركية المقبلة هي الملف النووي الإيراني، والحرب بين إسرائيل وحماس، فضلا عن دعم أوكرانيا.
وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. ويضم التحالف كذلك قوات من دول أخرى لا سيّما فرنسا والمملكة المتحدة.