إبراهيم الخازن/ الأناضول
تواصلت الإدانات العربية، الثلاثاء، للعدوان الإسرائيلي على لبنان والذي أوقع مئات القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وسط تحذيرات من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن الكويت وسلطنة عمان، بعد ساعات من أخرى مماثلة من السعودية والإمارات وقطر مصر والأردن والعراق وفلسطين، ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
وأعربت الكويت، في بيان للخارجية، عن "الإدانة والاستنكار الشديدين للغارات"، مؤكدة تضامنها مع لبنان و"رفض كل ما من شأنه المساس بسيادته واستقراره".
ووصفت تلك الغارات بأنها "انتهاك صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية بما فيها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة".
وحذرت الكويت من "مغبة التصعيد المتزايد وتعريض المنطقة لخطر اتساع رقعة الحرب الناتجة عن استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة".
بدورها، أعربت سلطنة عمان، في بيان للخارجية، عن إدانتها واستنكارها للغارات الإسرائيلية، مؤكدة "رفضها التام لأي انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه"
واعتبرت الغارات الإسرائيلية "تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعمل على توسيع رقعة الصراع، مما يهدد بجر المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار".
وشددت السلطنة على "ضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات لوضع حد لهذه الاعتداءات الاسرائيلية وفقًا للقانون الدولي".
رفض عربي
وأصدرت الاثنين، دول ومنظمات عربية، بيانات رفض مماثلة للغارات الإسرائيلية، التي أسفرت بحسب وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الثلاثاء، عن "558 شهيدا، بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحا، في حصيلة محدّثة للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي بدأت الاثنين".
وأوضح الأبيض، في مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت، أن معظم الضحايا من المدنيين العزل الآمنين في منازلهم، لافتا إلى أن "من بين شهداء الأمس (الاثنين) 4 مسعفين".
وقالت السعودية، في بيان للخارجية، إن "المملكة تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية"، وحثت "كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب".
كما عبرت الإمارات في بيان للخارجية عن "قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأدانت قطر في بيان للخارجية، بـ"بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على لبنان"، محذرة من "اتساع دائرة العنف في المنطقة وانزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة".
كما أعربت مصر، في بيان للخارجية، عن إدانتها "التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة"، مؤكدة "رفضها التام لأية انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه"، ودعت لوقف التصعيد الإسرائيلي فورا.
وخلال اتصال هاتفي، الاثنين، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني "وقوف الأردن المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه"، مشددا على "وقف التصعيد في الإقليم يبدأ بالوقف الفوري للحرب على غزة".
كما دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان، الاثنين، لعقد قمة إسلامية تبحث تداعيات "العدوان الصهيوني" على لبنان، معلنا تنظيم جسر جوي وبري لنقل المساعدات وتسهيل إرسال الوقود إلى لبنان.
وأدانت فلسطين في بيان للخارجية، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وسيادته وأمن مواطنيه"، مؤكدة أنه "محاولة لتوسيع دائرة الحرب والعدوان لتفجير المنطقة برمتها".
وعلى مستوى المنظمات العربية، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، في بيان الاثنين، أن "الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية تمثل تهديدا خطيرا قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في المنطقة"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"التحرك الفوري لتجنب تصاعد التوترات".
كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان، إنه يدين تلك الغارات، وأكد أنها "تمثل اعتداء صارخاً على السيادة اللبنانية وتهدد بتفجير الوضع الإقليمي"، داعيا مجلس الأمن إلى "التحرك الآن لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي، إذ لا يُمكن تكرار مأساة غزة في لبنان".
العدوان الأوسع
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ صباح الاثنين، هجوما هو الأعنف والأوسع على لبنان منذ بدء المواجهات العسكرية مع "حزب الله" قبل نحو عام، كما يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمالي إسرائيل، إثر إطلاق مقاتلي الحزب وابلا من الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات، بينها مدينة حيفا.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.