باحث اقتصادي يوضح لـ"سبوتنيك" تأثيرعملية "حذف الأصفار" من الدينار العراقي على سعر الصرف

وقال الحلبوسي في حديثه لـ"سبوتنيك"،اليوم الثلاثاء،"إن هناك مشكلات كثيرة أشغلت الجهات المعنية عن المضي بهذه الخطوة، وأتوقع ألا يكتب لهذه الخطوة النجاح للعديد من الأسباب الداخلية والخارجية، الأمر الذي قد يدفع نحو تأجيل هذه الخطوة في ظل تحديات كثيرة، وستبقى تلك الخطوة مجرد أحاديث تطرح في الإعلام ما بين الحين والآخر".

وعن التأثير الاقتصادي لعملية حذف الأصفار التي يجري الحديث عنها حاليا في ظل الأزمة المالية التي قد يتعرض لها العراق خلال الفترة القادمة يقول الحلبوسي: "لا أعتقد أن تلك الخطوة إذا ما أقدم عليها البنك المركزي العراقي سيكون لها التأثير الذي تعول عليه بعض الأطراف المعنية، كون تلك الخطوة لن تغير حقيقة تراجع الدينار العراقي أمام الدولار".

وأشار الحلبوسي، إلى أن"سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار والذي يعاني من انخفاضات متتالية لصالح الدولار يتحكم فيه السوق الموازي الذي يتحكم به مهربي العملة، وهو الأمر الذي يحمل معه تأثيرات سلبية على الاقتصاد العراقي".

ولفت الباحث الاقتصادي، إلى أن عملية حذف الأصفار من الدينار العراقي، لن يكون لها نتائج إيجابية كبيرة كما يتوقعها مُتبني هذه الخطوة، بل قد تكون لها ردة عكسية، خصوصاً في حال حصول ذعر بالسوق العراقي والذي ينجر على قيمة العملة.

وتعني عملية حذف الأصفار من العملة استبدال عملة جديدة بالعملة القديمة بهدف تبسيط العملية الحسابية بين المستهلكين، وغالبا ما تلجأ إليها الدول التي تعاني من تضخم كبير وتكون قد أصبحت غير قادرة على التعامل بعملات ورقية ذات قيمة ضعيفة جدا.

ويعتقد الكثير أن عملية حذف الأصفار هي عملية إصلاح اقتصادي ونقدي ويتم اللجوء إليها في حالات التضخم المرتفع وانهيار العملة مما يخفف الشعور بالانهيار الاقتصادي،إلا أنها في الحقيقة هى عملية وهم نقدي وقد تكون لها تأثيرات سلبية أكثر من التأثيرات الإيجابية التي يتوقعها أصحاب تلك النظرية، إن لم تكن مدعومة بعوامل اقتصادية حقيقية ومصحوبة بإصلاحات جذرية، فإنها تصبح ذات أثر سلبي.

وهناك مراجعة ودراسة مستمرة لمشروع حذف الأصفار في العراق من جانب البنك المركزي العراقي، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود حجم عملة مصدرة تجاوزت من 100 تريليون دينار بعد أن كانت 6 تريليونات في عام 2004 الذي يلي العام الذي شهد تبديل العملة التي كانت غير مرغوبة ورديئة من حيث الجودة بحسب "صحف عراقية".

وتقوم الدول بحذف الأصفار من العملة لإعادة تقويم العملة الوطنية وتبسيط التعاملات المالية، ويحدث هذا عن طريق إزالة عدد محدد من الأصفار من القيمة الاسمية للعملة، مما يجعلها تظهر أقل تضخما وأكثر استقرارا.