وفق الخبراء، فإن العديد من القطاعات تأثرت بدرجة كبيرة العام الماضي، منها قطاعات السياحة بشكل كبير، فضلا عن تراجع الإنفاق الاجتماعي والصحي لصالح القطاع العسكري، الأمر الذي خلف
تداعيات كبيرة مهمة.
في الإطار، قال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني: "إن المنطقة أمام وضع معقد على المستوى الاقتصادي، خاصة أن العمليات العسكرية تزيد من حالة التوتر الإقليمي، بما ينعكس سلبًا على الاقتصاد ليس فقط في إسرائيل، بل على مستوى
المنطقة بشكل عام، وهذا الانعكاس يمكن أن يتمظهر بعدة أمور".
وأضاف في حديثه مع "
سبوتنيك": "بعض السيناريوهات تشير إلى أزمة اقتصادية كبرى محتملة، خاصة إذا استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية بالتدهور، حيث أن التداعيات لا تقتصر على الهجرة المعاكسة وهروب الرساميل من إسرائيل، ومن كل المنطقة لتشمل الدول المجاورة والتي ستتأثر بالنزاع وانخفاض
الاستثمارات الأجنبية".
وأشار عكوش إلى أن "هناك عدة مؤشرات تشير إلى تدهور الوضع الاقتصادي، منها:انخفاض الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل والمنطقة وارتفاع معدلات التضخم، نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد، وتراجع الاستثمارات وتزايد معدلات البطالة، بسبب تراجع الأنشطة الاقتصادية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالسياحة والتكنولوجيا، يضاف إلى ذلك تذبذب العملة الإسرائيلية أمام
العملات العالمية، نتيجة فقدان الثقة في الاقتصاد الإسرائيلي".
ويرى الخبير الاقتصادي "أنه على المدى القريب، بدأت تظهر نتائج ملموسة، منها: هروب الرساميل الأجنبية التي تقدر بعشرات مليارات الدولارات، مما يزيد من الضغط على
القطاع المالي والمصرفي، كما أن زيادة الإنفاق العسكري على حساب الإنفاق الاجتماعي والاقتصادي، سيؤدي إلى عجز أكبر في الميزانية بما يدفع نحو تراجع النشاط التجاري، خاصة في المناطق الحدودية والمناطق التي تشهد توترات عسكرية".
هذه المؤشرات وفق عكوش، تضع المنطقة بأكملها على مسار محفوف بالمخاطر
الاقتصادية، ما لم يحدث تحرك جاد لإيجاد حلول سياسية وأمنية.
من ناحيته يقول الدكتور محمد بن دليم القحطاني، الخبير الاقتصادي السعودي: "إن الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الصراع الجاري بين إسرائيل وغزة ولبنان، يحمل تداعيات اقتصادية كبيرة".
وأضاف في حديثه مع "
سبوتنيك": "إن عدة مؤشرات تشير إلى أزمة اقتصادية تواجه المنطقة، لكن مدى هذه الأزمة يعتمد بشكل كبير على تطور الصراع واحتمالية تصاعده.
وتابع القحطاني: "القطاعات الأكثر تأثرًا هي السياحة، خاصة أن قطاع السياحة يعد من
أكثر القطاعات تضررًا، إذ سجلت بعض الدول مثل لبنان والأردن انخفاضًا كبيرًا في عدد الزوار خلال الفترة الماضية، بالإضافة لتوقفها خلال الأيام الراهنة نظرا لاشتعال الأحداث".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه "في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأوضاع، أدى ذلك إلى تراجع في الإنفاق والاستثمار، بالإضافة إلى أن المستثمرين في المنطقة أصبحوا أكثر ترددًا في اتخاذ قرارات استثمارية في ظل عدم وضوح الأفق السياسي".
ولفت القحطاني إلى أن "تأثير الطاقة خيم بظلاله على الوضع، حيث تشهد
أسواق الطاقة اضطرابًا كبيرًا في إنتاج النفط والغاز، إذ استقرت الأسعار بعد زيادة مؤقتة في بداية الصراع، ومع ذلك، فإن أي تصعيد جديد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الإمدادات العالمية من النفط والغاز، خاصةً وأن المنطقة تساهم بنسبة كبيرة في هذه الأسواق".
وتابع: "النقل البحري عبر البحر الأحمر شهد تأثرا كبيرا نتيجة الهجمات في هذه المنطقة، مما قد يسبب اضطرابات إضافية في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في حال تصاعد النزاع".
واستطرد القحطاني: "بينما تواجه بعض دول المنطقة تحديات اقتصادية واضحة نتيجة لهذه
التداعيات، يبقى المستقبل غامضًا ويعتمد على تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية".
وفي تحذيرات سابقة، قال الخبراء: "إن استمرار الصراع، يدخل المضايق المائية ضمن دائرة الصراع، حيث يمثل مضيق هرمز والذي يقع في الخليج العربي ما بين سلطنة عمان جنوبًا وإيران شمالًا، بعرض لا يتجاوز 55 كم، وتكمن أهمّيته في أنه أهم ممر مائي بحري لنقل النفط، إذ مر من خلاله 20.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثّفات
والمنتجات النفطية في الفترة بين كانون الثاني إلى أيلول 2023 أي حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط، حيث يذهب 80 في المئة منه للدول الآسيوية مثل الصين، الهند، كوريا واليابان".
أما النسبة الأخرى فتذهب إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ويمرّ به 80 مليون طن أي 20 في المئة من تدفقات الغاز الطبيعي المسال في العالم.
كما تقوم السعودية بتصدير 88 في المئة من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، العراق 98 في المئة، الإمارات 99 في المئة، وكل نفط إيران والكويت وقطر، وبالتالي فإن أي خلل أو اضطرابات تحدث في هذا المضيق ستحدث أزمة نفط عالمية.
كما يمثل مضيق باب المندب، الذي يصل خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي
بالبحر الأحمر بعرض يبلغ حوالي 30 كم، الشريان الرئيسي للتجارة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط.
وفي ظل الصراع الحاصل في المنطقة، أعلن "حزب الله" اللبناني أنه قصف بصاروخ باليستي من طراز "قادر - 1"، صباح اليوم الأربعاء، مقر قيادة الموساد الإسرائيلي في تل أبيب.
جاء ذلك في بيان للحزب على "تلغرام"، أكد فيه أن مقر الموساد الذي تم قصفه في ضواحي تل أبيب، هو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير أجهزة "بايجر" وأجهزة اللاسلكي.
كما أكد أن هذه العملية ضمن عمليات المساندة للمقاومة في قطاع غزة ودفاعا عن لبنان وشعبه.
ولم تعلق إسرائيل على بيان "حزب الله"، بينما أعلن
الجيش الإسرائيلي أنه هاجم منصة الإطلاق التي تم استخدامها لإطلاق الصاروخ "أرض - أرض"، الذي انطلق من لبنان على منطقة غوش دان في تل أبيب، صباح اليوم الأربعاء.