وكانت سوريا حذرت في وقت سابق، من تكرار الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى
تصاعد العنف في المنطقة بشكل يصعب السيطرة عليه.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن "استمرار إسرائيل في اعتداءاتها يشير إلى فشلها وتصاعد الهستيريا التي تعاني منها، بسبب صمود سوريا أمام جميع
محاولات إسرائيل والقوى الإرهابية لإضعافها وتحويلها عن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وجهوده في تحرير أرضه، وإصرار سوريا على استعادة الجولان السوري المحتل".
في الإطار يقول عضو مجلس الشعب السوري السابق، مهند الحاج علي: "إن العدوان الإسرائيلي لم يعد ينحصر في غارات، بل هو عدوان شامل".
وأضاف في حديثه مع "
سبوتنيك"، أن "الكيان قرر البدء بما يسمى "الرمي التمهيدي لأرض
المعركة"، وبدأ ذلك يومي الثلاثاء والأربعاء بهجمات غير مسبوقة على أجهزة الاتصال في لبنان بطريقة وحشية".
موضحا "أن سوريا تراقب بعين الصقر تحركات الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ يزيد من وتيرة اعتداءاته تجاه المناطق السورية، وهناك تسريبات من الصحافة الاسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي قد يعمد في أحد خططه على دخول بري من الأراضي السورية وصولا لطريق دمشق بيروت، وقطع الطريق والالتفاف غرباً، في محاولة لتطويق المقاومة وقطع طريق
الإمداد السوري المفتوح لها، والهجوم على الجنوب اللبناني من الشمال".
يرى أن "هذه الخطط تبقى محض أحلام وأوهام، خاصة أن كل مفاصل الدولة السورية مستنفرة ، لتقديم أي مساعدة للشعب اللبناني ومقاومته، في حين أن الجانب الإسرائيلي لم يضع في
تقديراته، قوة الجيش العربي السوري الذي استعاد عافيته وجاهز لأي تحديات بمنظومات حديثة من الدفاعات الجوية.
ولفت إلى أن حزب الله لم يستخدم بعد سوى ما يقارب 5٪ من
قدراته الصاروخية، ولم يستخدم أي شي بعد من قدراته البرية، بينما جيش الاحتلال، قد أصابه التعب وهو منهك، ونصف آلياته مدمرة في غزة، وهناك حالة إحجام عن العودة للاحتياط في صفوف المستوطنين.
وشدد على أن "العدو الإسرائيلي يدرك تماما أنه لن يستطيع تغيير الشرق الأوسط كما أدعى نتنياهو في خطاباته، لكنه يحاول ترميم صورة الردع المنهارة، وإعادة فكرة إسرائيل الآمنة لأذهان المستوطنين من خلال عملية موسعة".
ويرى أن مساعي نتنياهو لجر أمريكا معه للحرب، يدفع نحو توسيع مسرح العمليات على مساحة خمسة مليون كم مربع ، إذا ما شملت كل دول المحور العراق وسورية ولبنان وإيران واليمن، في حين أنه لا يوجد أي قوة في العالم قادرة على ضبط مسرح عمليات بهذا الحجم، حتى وإن كانت أمريكا.
وأشار إلى أن أمريكا تدرك خطورة الموقف، وتعي أن كل مصالحها في الشرق الاوسط ستكون
تحت التهديد، وبالتالي تحاول إبقاء التوتر ضمن حدود مضبوطة، حتى تتضح صورة الإدارة الأمريكية الجديدة.
ولفت إلى أن واشنطن تستفيد من الموقف الحالي في تعزيز قواتها في منطقة غرب آسيا، بحجة حماية خلفائها لتعزيز نفوذها المتراجع لحساب النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
وأوضح أن حزب الله وبعد عدة ساعات قام بالرد باستهداف قواعد
عسكرية للعدو ليثبت مرة أخرى، أنه لم يتأثر واستوعب الضربة. .
واستطرد " بدأ العدو عملية الرمي التمهيدي وتهيئة أرض المعركة في إطار محاولته القضاء على منصات إطلاق الصواريخ، وضرب أي كمائن، يمكن أن يكون قد أعدها الحزب سابقاً، كما يحتمل أن تطول هذه العملية عدة أسابيع، وهو ما يذكرنا
باجتياح العراق، حين قامت امريكا بقصف تمهيدي على الجيش العراقي جوي وصاروخي ومدفعي، استمر لمدة ( ٤٢ ) يوم بعدها بدأ بالاجتياح البري، ويبدو أن جيش الاحتلال يسير على نفس الخطى".
في إطار متصل، أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن "حزب الله في لبنان يجاهد في سبيل الله في انتفاضه دعما لقطاع غزة، ولذلك يتعرض لما يتعرض له".
وخلال كلمته مع "جمع من الرعيل الأول في الدفاع المقدس
والمقاومة في العاصمة طهران"، قال خامنئي، إن "قوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام إسرائيل"، مؤكدًا أن الاغتيالات لن تهزه، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضاف: "لو كان الكيان الصهيوني يستطيع هزيمة المقاومة في غزة والضفة ولبنان لما ارتكب المجازر بحق المدنيين"، متابعا: "ما نشهده اليوم في غزة ولبنان يشبه ما شهدناه خلال الحرب والمجاهدون هناك هم المنتصرون".