ترك برس
قال هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراء محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد بعيدة المنال لكن الهدف منها نقل رسالة مصالحة في منطقة يتزايد تشتت الانتباه فيها بسبب الحرب.
ودعمت أنقرة المعارضين السوريين الذين يسعون للإطاحة بالأسد وكثفت جهودها لإجراء محادثات مباشرة مع محاولتها تأمين حدودها مع سوريا وتسعى إلى إعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون حاليا في تركيا إلى بلدهم.
وقال البحرة إن لقاء أردوغان والأسد “ممكن” على الرغم من أن أنقرة تدرك تماما أن دمشق لا تستطيع حاليا تلبية مطالبها. وأضاف في تصريحات لوكالة رويترز “تركيا حريصة جدا على هذا الأمر… إنها تدرك بوضوح ما يتعين عليها تحقيقه… لكنهم يعرفون جيدا حدود نظام (الأسد)”.
وأضاف البحرة في مطلع هذا الأسبوع في مكتب الائتلاف في إسطنبول “يعلمون أن الأمر صعب وسيستغرق وقتا، لكنهم يعملون على بناء قضية… وينقلون رسائل واضحة إلى العالم والنظام، والدول العربية أيضا”.
ويرأس البحرة المعارضة السورية المعترف بها دوليا التي تعقد محادثات منتظمة مع الأمم المتحدة وتمثل الجماعات المعارضة للأسد ومنها الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.
وتأتي تصريحات البحرة في الوقت الذي وجه فيه أردوغان أحدث نداء إلى الأسد يوم السبت، قائلا إن تركيا “تنتظر ردا” من جارتها الجنوبية التي مزقها 13 عاما من الحرب التي استدرجت إليها الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا.
ومنذ عام 2016، تتمركز القوات التركية في مساحات متزايدة من شمال سوريا ويرجع ذلك إلى حد كبير لأهداف تتعلق بمراقبة ميليشيا كردية تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.
وأضاف البحرة أن حرب إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة ومع حزب الله في لبنان ألهت العالم عن الفقر والجوع والتطرف والعنف المستمر في سوريا وهذا يثير خطر حدوث “انهيار كامل”.
ومضى يقول إن القوى العالمية والإقليمية لا تعتبر سوريا حتى ضمن “الأولويات العشر الأولى”. وأضاف أنهم يعتبرونها “أزمة إنسانية يمكن إدارتها، وهو انطباع خاطئ”.
وقال بعد اجتماعات مع وفود أمريكية وتركية ودولية الأسبوع الماضي إن العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لا تزال “مجمدة”.
وحثت روسيا وإيران والعراق أردوغان والأسد على الاجتماع. لكن الأسد قال الشهر الماضي إن هذه الجهود لم يتمخض عنها “نتائج تستحق الذكر”، وإنه يريد انسحاب القوات التركية من سوريا لكن ذلك ليس شرطا مسبقا للمحادثات. وتريد دمشق جدولا زمنيا للانسحاب، في حين تريد أنقرة معالجة مخاوفها تجاه جماعة حزب العمال الكردستاني.
وقال أردوغان في تصريحات يوم السبت إنه يعتقد أن عقد اجتماع مع الأسد سيدشن حقبة جديدة في العلاقات. وأضاف “ملايين الأشخاص خارج سوريا ينتظرون العودة إلى وطنهم”.
وفر أكثر من ثلاثة ملايين سوري من الحرب إلى تركيا التي تعد من أكبر دول العالم استضافة للاجئين. لكن اللاجئين يواجهون بعض التحيز والعنف من حين إلى آخر، وظهروا كقضية مثيرة للشقاق في انتخابات العام الماضي التي تعهدت فيها الأحزاب الرئيسية في تركيا بإعادتهم إلى وطنهم.
وقال البحرة إن كثيرين من السوريين الموجودين الآن في تركيا قاتلوا ضد حكم الأسد وإنهم من مناطق تقع خارج الشمال الذي تسيطر عليه تركيا وهو ما يعقد الأمور.
وأضاف أن الأتراك “يعلمون حقيقة أنهم يستطيعون إجبار 100 ألف أو 200 ألف أو 500 ألف لاجئ على العودة إلى سوريا، لكنهم لا يستطيعون إجبار ثلاثة ملايين أو ثلاثة ملايين ونصف” على العودة.
ومضى يقول “يدركون بوضوح أنه لتحقيق ذلك… يتعين التوصل إلى حل سياسي للأزمة”.