الصحافة اليوم: 26-8-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 26-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
فيلم دبلوماسي فاشل: أميركا تغطي توسيع الحرب
مناورات غزة تتكرر: أميركا تشرّع للعدو توسيع العدوان
نشط الحراك السياسي فجأة من العاصمة الأميركية بشأن الوضع في غزة ولبنان، ولكنّه لا يبدو في جوهره مختلفاً عن كل «الحراكات» السياسية التي شهدناها في مراحل مختلفة من الحرب القائمة على غزة، منذ 7 تشرين الأول الماضي. وما يرشح من نتائج الاتصالات، هو أن الجانب الأميركي يسعى، بالتعاون مع أطراف غربية وعربية، إلى محاولة «فرض وقائع سياسية»، على قاعدة اعتبار ما حصل الأسبوع الماضي إنجازاً عسكرياً كبيراً لإسرائيل، وبالتالي يسعى هؤلاء إلى انتزاع أثمان سياسية من المقاومة أو من لبنان عموماً. وإذا كانت الضغوط على الحكومة والأطراف السياسية اللبنانية مرشّحة للتصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة، فذلك سببه معرفة الولايات المتحدة وبريطانيا، قبل غيرهما، أن المطالب الإسرائيلية التي يجري تعليبها في «اقتراح دبلوماسي» مرفوضة حتى قبل أن تُطرح، لأن حزب الله لا يقبل بأيّ من هذه الشروط، ويعرف أن ما يجري لا يتجاوز محاولة ممارسة الضغط عليه، وفق تصوّر أنه في وضع المهزوم، علماً أن المقاومة تنظر إلى المجريات الميدانية بطريقة مختلفة، ولا تعتبر أن العدو حقّق أي نجاح باستثناء قتل الناس، وأنّها لم تقل كلمتها بعد، وكل ما فعلته حتى الآن لا يزال في إطار الردود العسكرية على مواقع عسكرية، وهي أعطت «إشعاراً» للعدو حول نوعية القدرات التي تنوي اللجوء إليها في أي مرحلة تصعيد قد تكون قادمة. لكن، وكما حصل في غزة، فإن الجانب الأميركي، الذي لا يُظهر أي انزعاج مما قامت وتقوم به إسرائيل ضدّ لبنان، يحاول منح العدو «شرعية» إضافية، من خلال اتهام الحزب بـ«رفض المسعى الدبلوماسي»، وهو ما يُعطي العدو هامشاً أكبر لموجة تصعيد جديدة وعنيفة، سواء على مستوى الحملة الجوّية أو على صعيد الاقتراب من شنّ عملية برية.وعلى هذا الطريق، عُقدت أمس مداولات أمنية محدودة، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، دامت نحو 3 ساعات، قبل أن يدخل الوزراء الآخرون إلى المناقشات، «لاتخاذ قرارات مهمة». قبل ذلك، كان هاليفي قد صرّح، بوضوح، أن الجيش يستعدّ لعملية برية في قرى جنوب لبنان، إضافة إلى إعلان استدعاء لواءي احتياط إلى المنطقة الشمالية. ومن الواضح أن العدو يضع أدوات الضغط على الطاولة، بالتزامن مع إعلانه «انفتاحه» على المفاوضات للتهدئة. وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبحث المبادرة الأميركية الجديدة بشأن لبنان». وبحسب قناة «كان»، فإن المبادرة الأميركية تقوم على «وقف إطلاق نار مؤقّت لمدة 4 أسابيع في غزة ولبنان، على أن تجري مفاوضات مكثّفة مع حزب الله وحماس بوساطة أميركية وفرنسية للتوصّل إلى صفقة خلال الأسابيع الأربعة». وبحسب القناة، فإن «المبادرة تشمل أيضاً صفقة لإعادة الأسرى من غزة، وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين، وتطبيق القرار 1701 لإبعاد حزب الله عن الحدود في الشمال». لكنّ مراسل القناة، أشار إلى أن «فرص نجاح هذا المقترح ضئيلة حالياً، وإن كانت غير مستحيلة».
وفي السياق نفسه، قال نتنياهو إن «أي مفاوضات تهدئة ستكون تحت النار وسنواصل ضرب حزب الله»، كما نُقل عن محيطين به أن «فرص التوصل إلى تهدئة، لا تزال ضئيلة». في حين نقلت «القناة 12» عن غالانت إشارته إلى أن «الحرب في الشمال قد تؤدّي إلى تسوية تشمل أيضاً استعادة الأسرى».
المقاومة تنظر إلى المجريات الميدانية بطريقة مختلفة، ولا تعتبر أن العدو حقّق أيّ نجاح، وهي لم تقل كلمتها بعد
ميدانياً، تابع العدو الإسرائيلي غاراته الجوّية المكثّفة على الجنوب والبقاع، واستهدف مناطق جديدة في أقضية الشوف وكسروان وجبيل، في جبل لبنان. وفيما زعم جيش العدو أنه هاجم أمس 280 هدفاً لحزب الله، أعلن وزير الصحة اللبناني استشهاد 72 شخصاً وإصابة نحو 300 آخرين، ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى نحو 700 شهيد وحوالى 2000 مصاب، في الأيام الثلاثة الماضية فقط. في المقابل، وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو، استهدفت المقاومة مقر قيادة «الموساد» في ضواحي تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «قادر 1»، مشيرةً إلى أنه «المقرّ المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي». وكانت المقاومة قد استهدفت بعد منتصف ليل الثلاثاء قاعدة إيلانيا بصواريخ «فادي 1».
وشنّت قصفاً صاروخياً، خلال ساعات النهار على مستوطنات حتسور وساعر وكريات موتسكين، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو. كما هاجمت مصنع المواد المتفجّرة في منطقة زخرون بصواريخ «فادي 3» ومستوطنة كريات موتسكين، مرّةً ثانية، بصواريخ «فادي 1»، إضافةً إلى التجهيزات التجسسية في موقع راميا وثكنة برانيت.
وبالتوازي، تصدّت وحدات الدفاع الجوي لطائرتَين حربيتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل، وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانية. إلى ذلك، أعلن حزب الله استشهاد القائد إبراهيم محمد قبيسي (الحاج أبو موسى) من بلدة زبدين في جنوب لبنان، في «عملية اغتيال إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت»، ونعى الحزب عدداً من المقاومين الذين استشهدوا في الغارة نفسها.
إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لتزييف الواقع وإقناع الرأي العام: أيّها الناشطون اللبنانيون… شاركوا الحقيقة رغم أنف الخوارزميات
في عصر الديجيتال، تُخاض المعركة ضد القلوب والعقول بنفس ضراوة المعركة على الأرض.
منصات مثل «إكس»، التي تدّعي أنها تعزّز حرية التعبير ونشر الحقيقة، تُستخدم بشكل متزايد لصياغة ونشر الروايات التي تتماشى مع المصالح السياسية. إن الإبلاغ الأخير عن حساب @LebanonJets لمشاركته صورة لطائرة مقاتلة إسرائيلية فوق بيروت يبرز هذا الأمر بشكل واضح. بينما يتمتع المسؤولون الإسرائيليون بحرية نشر الصور المصمّمة عبر الذكاء الاصطناعي (AI) التي تدعم مواقف حكومتهم اليمينية المتطرفة، تُقمع الأصوات اللبنانية. هذا الاستخدام غير المتكافئ للتكنولوجيا ووسائل الإعلام يثير تساؤلات جدية حول هوية المتحكّم بهذه المنصات والمصالح التي تخدمها
أول من أمس، نشر حساب @LebanonJets على منصة «إكس» صورة لطائرة حربية إسرائيلية تحلّق فوق بيروت. بعد مدة وجيزة، وُضع علامة على المنشور، ما لفت انتباه المستخدمين عبر المنصة. وقد سارع كثيرون، بمن فيهم مواطنون لبنانيون ومعلّقون سياسيون، إلى الإشارة إلى التباين في كيفية تعامل «إكس» مع المحتوى المتعلق بالتصعيد العسكري الإسرائيلي على لبنان. ففي الوقت الذي تحظر فيه المنصة المستخدمين اللبنانيين لمشاركتهم صوراً تنقل الواقع، يستخدم المسؤولون الإسرائيليون الصور المنشأة عبر الذكاء الاصطناعي لتعزيز رواياتهم من دون مواجهة أي تدقيق مماثل. وقد أدى ذلك الفعل إلى شعور بالإحباط بين المستخدمين اللبنانيين، الذين يشعرون أن المنصة تُستخدم كسلاح ضدهم.
على الجانب الآخر من ساحة المعركة الرقمية، يستفيد المسؤولون الإسرائيليون بشكلٍ كامل من المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي لنشر سرديتهم. فقد نشر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أخيراً، صورة مُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي على موقع «إكس» تظهر أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله جالساً في أحد منازل لبنان مع أحد المواطنين، وإلى يساره صاروخ داخل البيت، مع بيان يتهم فيه «حزب الله» باستخدام المدنيين اللبنانيين «دروعاً بشرية». وحذّر كاتس في منشوره من أنّ «نصر الله ينشر صواريخ حزب الله في منازل المواطنين اللبنانيين، مستخدماً السكان المدنيين كدروع بشرية. يجب على أي مدني يعيش بالقرب من أسلحة حزب الله أن يغادر منزله فوراً حفاظاً على سلامته». هذا المنشور، مع صورة عبر الـ AI لإضفاء ثقل بصري على الادعاء، يجسد كيفية استخدام التكنولوجيا لصياغة روايات مُقنعة. ولا يمكن تمييز الصور المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي عن الصور الحقيقية غالباً، ما يجعلها أدوات قوية للتأثير على الرأي العام. ومع ذلك، فإن استخدامها في هذا السياق يثير تساؤلات أخلاقية. عندما تُستخدم الصور المولّدة عبر الـ AI لدعم الادعاءات العسكرية أو السياسية، كيف يمكن للجمهور التمييز بين الحقيقة والتلفيق؟ والأهم من ذلك، كيف يمكن لمنصات مثل «إكس» ضمان عدم تواطئها في نشر المعلومات المضللة؟
يبرز التناقض بين كيفية التعامل مع المستخدمين اللبنانيين والإسرائيليين على «إكس» ازدواجيةً كبيرة في المعايير. فالحسابات اللبنانية، مثل حساب @LebanonJets، يبلَّغ عنها لمشاركتها صوراً من العالم الحقيقي، في حين أن المسؤولين الإسرائيليين أحرار في نشر محتوى من إنتاج الذكاء الاصطناعي من دون أي اعتراض. ويثير هذا التباين تساؤلات حول من يُسمح له بالتحكم في السرد ومن يُسكت صوته. لطالما دافع الملياردير إيلون ماسك، الذي استحوذ على تويتر في عام 2022 وأعاد تسميته باسم «إكس»، عن حرية التعبير باعتبارها إحدى قيمه الأساسية. في الواقع، كان استحواذ ماسك على المنصة مدفوعاً جزئياً باعتقاده أنّ تويتر كان يفرض رقابة على بعض وجهات النظر اليمينية. مع ذلك، في ظلّ ملكيته، صار واضحاً أن «إكس» تتخذ إجراءات تتماشى مع المصالح الجيوسياسية اليمينية، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
إن استخدام المسؤولين الحكوميين للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر الجديد، لكنه أصبح أكثر تطوراً. ففي حالة إسرائيل، تُستخدم الصور لدعم الادعاءات حول تكتيكات «حزب الله»، ما يبرر المجازر الإسرائيلية، وهذه سابقة خطيرة في العالم الرقمي. عندما تستخدم الحكومات المحتوى المولّد عبر الـ AI لتشكيل الرأي العام، فإنها تتحكّم بشكل فعال في السرد بطريقة يصعب تحدّيها. قد يكون الجمهور، ولا سيما أولئك الذين ليسوا على دراية بقدرات الذكاء الاصطناعي، أكثر عرضةً لقبول هذه الصور على أنها حقيقة.
في مواجهة هذه التحديات، من الضروري أن يواصل المستخدمون مشاركة المحتوى الحقيقي عن العدوان الإسرائيلي رغم أنف الخوارزميات. في عالم يحكمه بشكل متزايد ما يسميه العالِم الاقتصادي اليوناني يانيس فاروفاكيس بـ «الإقطاع التكنولوجي»، عندما أصبحت سلطة تشكيل الواقع في أيدي النخب التكنولوجية وخوارزمياتها، يكون رفض طاعة أسياد الخوارزميات أمراً أساسياً. فكما كان الإقطاعيون يسيطرون على الأرض والموارد، يتحكّم عمالقة التكنولوجيا اليوم في تدفق المعلومات، ويقررون من هي الأصوات التي يجب تضخيمها والأصوات التي يجب إسكاتها. ومع ذلك، ستستمر روح المقاومة ونشر الحقيقة. وهو فعل تحدٍ يتجاوز مجرد المنشورات على السوشال ميديا. إنه موقف مكمّل ومساعد للعمل المقاوم على الأرض، فكما تفرض المقاومة المعادلات، يمكن فرض معادلات على الخوارزميات، والكل شاهد كيف استطاعت القضية الفلسطينية أن تفرض نفسها في العالم، وكيف تجنّد آلاف المستخدمين للإبلاغ عن كل عملية تضليل أو إسكات بحق الشعب الفلسطيني على السوشال ميديا.
نشر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس صورة مُنتجة بالـ AI تظهر السيد حسن نصر الله جالساً في أحد منازل لبنان
إنه عصرٌ تحاول فيه القوى التكنولوجية الكبرى فرض تصورات محددة وصياغة وعي جماعي يتماشى مع مصالح الإمبراطورية. يجري ذلك عبر ما يسمى بـ«قيم مجتمع السوشال ميديا» والخوارزميات التي صارت تلعب دوراً ليس فقط كأداة تقنية لتنظيم المحتوى، بل كنوع من الرقابة الصامتة التي تعمل على تقييد حرية التعبير والتحكم بتدفّق المعلومات. هذه الخوارزميات لم تعد مجرد أكواد برمجية، بل أصبحت بمثابة هيئة رقابية رقمية، وشرطة خفية تُمارس دورها في تحديد ما يُسمح بمروره وما يُحجب عن الجمهور، وفقاً لمعايير تضعها تلك المنصات لخدمة أجندات معينة.
تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي كسلاح بطريقة غير مسبوقة وإستراتيجية للغاية، إذ تستفيد من هذه التكنولوجيا لتشكيل الروايات والتلاعب بالإدراك العام وتعزيز أهدافها الجيوسياسية. وعبر توليد صور من صنع الذكاء الاصطناعي واستخدامها لتعزيز مزاعمها، كما رأينا في البيانات الأخيرة التي تتهم «حزب الله» بتعريض المدنيين للخطر، فإن إسرائيل تتخطّى حدود كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب المعلومات. إن غياب سياسات أو قوانين عالمية شاملة تحيط باستخدام الذكاء الاصطناعي في السياقات الإعلامية والسياسية يصبّ مباشرة في مصلحة إسرائيل. ويسمح هذا الفراغ التنظيمي الحالي للحكومة الإسرائيلية باستغلال التكنولوجيا بأقل قدر من الرقابة، ما يخلق سابقة خطيرة تتمثّل في استخدامها لتزييف الحقائق ونشر الدعاية من دون مساءلة. ومن دون اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوضع أطر وسياسات أخلاقية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن مثل هذه التلاعبات ستتصاعد.
ورغم هذه السيطرة المتزايدة، لا يزال بإمكان جموع المستخدمين أن يشكلوا قوة ضاغطة وقادرة على إحداث تغيير حقيقي. عبر التنظيم الجماعي والضغط المستمر، يستطيع المستخدمون التصدي لهذه السياسات المنحازة وفرض تغييرات جوهرية على أسس العمل في هذه المنصات، بما يعيد إلى حرية التعبير قيمتها الأساسية. إن الانتفاض ضد هذا الواقع ليس مجرد رفض لتقييد الحرية، بل هو استعادة لحق أساسي في توجيه وصياغة النقاشات العامة بشكل مستقل عن المصالح التجارية أو السياسية التي تحاول التلاعب بالمحتوى الرقمي. العالم اليوم أمام فرصة حقيقية لجعل هذا الأمر واقعاً ملموساً؛ فكما يتشكل النظام الدولي الجديد أمام أعيننا، يمكن أيضاً إحداث تغييرات عميقة في طريقة عمل الخوارزميات وتوجيهها نحو مستقبل أكثر عدالة وشفافية.
استقرار حركة النازحين في إقليم الخروب: «أزمة الفرش» تُعيق التنظيم
بدأت شؤون النّازحين في مراكز الإيواء الواقعة في بلدات إقليم الخروب وقراه تأخذ طابعاً أكثر تنظيمياً، مع استقرار الأرقام الوافدة إلى المنطقة.
ويقول مُتابعون إنّ عدداً قليلاً من الوافدين الجدد دخل أمس إلى المدارس، فيما خرج في المقابل عدد قليل منهم إلى شقق مستأجرة أو إلى منازل مضيفين في المنطقة وخارجها، لتستقر الأرقام على نحو 16 ألف نازح في الإقليم، منهم 6 آلاف نازحٍ في المدارس والمعاهد ومقرّات الجمعيات والمساجد والقاعات العامّة.
وبقيت الكثافة في البلدات الكُبرى كشحيم وبرجا اللتين استقبلتا أكثر من 7500 نازح، استقروا في المراكز والمنازل.
ورغم استقرار الأرقام وبدء الفاعليّات الرسمية والحزبيّة والأهليّة في ترتيب الأمور بشكلٍ هادئ، إلا أنّ فداحة شح الفرش والبطانيّات لا تزال تعيق هذا التنظيم.
وكما كان متوقّعاً، لم تُفلح جهود الأجهزة الرسميّة في تأمين الأعداد التي وُعد المعنيون بها خلال اليومين الماضيين، فكانت نسبة النّقص في الفرش كبيرة جداً، فعلى سبيل المثال وصلت إلى برجا 400 فرشة، في حين أنّ عدد الموجودين في مراكز الإيواء زاد على 1800شخص، ومثلهم في منازل المضيفين من أبناء البلدة.
وتقول مصادر رسميّة إنّ عدم توفير هذه المسلتزمات كان من جراء العدد الكبير للنازحين الذي لم يكن مُقدّراً أن يكون بهذا الحجم، خصوصاً أن التقديرات استندت إلى أرقام النازحين خلال حرب تمّوز، فحجم الاعتداءات الإسرائيليّة في يومٍ واحد زاد الضغط، وأدّى إلى نزوح سكّان بعض المناطق البعيدة عن الحدود ممن لم ينزحوا عام 2006، عكس ما حصل اليوم.
وتضيف «إنّ الأزمة الأساسيّة تكمن في أنّ الاعتداءات الإسرائيليّة طاولت عدداً من مصانع الفرش ومستورديها، كما حصل لأحد المصانع في منطقة سرعين في البقاع، فيما أقفلت مصانع أُخرى في البقاع والجنوب أبوابها خوفاً من استهدافها». وعليه، يشير أحد رؤساء البلديّات إلى أنّ «أزمة النقص في الفرش هي ما يُشغل بالنا، ونُحاول بشتى الطرق تأمين الفرش والبطانيّات خصوصاً أنّ المال موجود، إلا أنّ المسلتزمات باتت مفقودة من السوق».
وصلت إلى برجا 400 فرشة، في حين أنّ عدد الموجودين زاد في مراكز الإيواء على 1800شخص
وهو ما يؤكده متطوّع من بلدة كترمايا في جمعيّة أهليّة، إذ يؤكد أن «كلّ شيء مؤمّن، والمواد الغذائية ومواد التنظيف تؤمّن بشكلٍ سهل باستثناء الخبز الذي لا يؤمّن بالشكل المطلوب بعدما تمنّعت المخابز عن تسليم محالّ المنطقة كميات كبرى»، شارحاً «أنّنا نحاول تنظيم صفوفنا لأنّ بعض الوجبات الساخنة في عدد من المناطق تكدّست لكثرتها، كما حصل في شحيم مثلاً حيث فاق الموجود العدد المطلوب».
ولذلك، بدأت فكرة إنشاء مطابخ مركزيّة تتبلور، بعدما عرض عدد من الجمعيات جهوزيته للبدء في تطبيقها، وهو ما سيحصل في بلدة برجا في اليومين المقبلين، وفق تأكيد أحد المسؤولين الحزبيين فيها.
ويُنتظر أن تحذو شحيم أيضاً حذو برجا وباقي المناطق، بعدما انشغل مسؤولوها أمس باجتماعات متتالية لخلية الأزمة المصغّرة لتنظيم شؤون النزوح في مراكز الإيواء، للانتقال في المرحلة التالية إلى توفير حاجات النازحين الموجودين في منازل المضيفين من أهالي البلدة.
اعتداء الجيّة لم يؤثّر
في المقابل، بدأ الهدوء يسيطر على مراكز الإيواء على عكس اليومين الماضيين، وهو ما يُريح الأعداد الكبيرة من النّازحين الذين اتصل بعضهم بأقاربهم بهدف الالتحاق بهم. وتقول إحدى السيّدات في البُرجين إنّ أقاربها من برج الشمالي سيصلون إلى المنطقة خلال ساعات بعدما تعرّضت بلدتهم للاعتداء أمس.
أصوات القصف التي تصل إلى المراكز في إقليم الخروب لم تدفع أحداً إلى المغادرة، إذ يقول «الحاج أبو رفيق» الستيني الموجود في سبلين: «نحن بأمانٍ هنا أكثر من قرانا التي تتعرّض لاعتداءات متكرّرة». وهو ما يؤكّده أحد المسؤولين الحزبيين الذي يلفت إلى أنّ الأعداد لم تتغيّر بعد الاعتداء الذي حصل على السعديات ليل أول من أمس وانتشار شائعات عن احتمال استهداف عدد من المشاريع السكنيّة، بل بالعكس ازدادت الأعداد بشكلٍ طفيف أمس مع قدوم عدد من النّازحين من بعض القرى الجنوبية التي تمّ استهدافها.
جون: لا حركة نزوح
وبينما كان بعض المتابعين ينتظر أن تستقبل مراكز الإيواء في المنطقة نازحين جدداً من بلدة جون الواقعة في تلال إقليم الخروب الجنوبي، أكّد متابعون أنّ حركة النزوح من قبل أهالي جون كانت شبه معدومة، ولكن بعض العائلات التي نزحت إليها انتقلت إلى بيروت، لافتين إلى وجود ما يُقارب 80 عائلة نازحة في مراكز البلدة، غادر نحو 7 منها إلى العاصمة بعد استهداف العدو أحد المنازل السكنيّة قيد الإنشاء عند مشارف البلدة، ما أدى إلى استشهاد صاحب المنزل، وهو مدني، وامرأة وابنتها نزحتا من بلدة جبشيت، إضافةً إلى عائلة سورية من 7 أشخاص كانت تقطن في المبنى.
النزوح في الضاحية: منها وإليها وداخلها
الحديث عن تهجير كلّي في الضاحية الجنوبية غير صحيح. لا تزال نساء كثيرات يقصدن أسواق الخضر ومحالّ المواد الغذائية في أكثر من منطقة، ولا تزال الزحمة في الأفران والصيدليات والتعاونيات الاستهلاكية ومحالّ المفروشات التي «انتعشت» مع زيادة الطلب على الفرش والوسادات، ولا تزال تجمّعات الشبان في المقاهي وعلى جوانب الطرق ليلاً ونهاراً. لكن ذلك لا يعني بالطبع أنّ الأجواء طبيعية. فالحركة «خجولة»، وعدد العائلات التي غادرت غير قليل، والمحالّ التي تفتح محصورة بالحاجات الأساسية، أما محالّ الألبسة والأحذية والحلويات والعصائر والذهب وغيرها فأقفلت تماماً، وخرجت محالّ الهواتف وبيع بطاقات التشريج والشرائح بمعظمها من الخدمة.
وما تشهده الضاحية هو ثلاثة أنواع من النزوح، الأول منها مع مغادرة عدد كبير من سكانها إلى بيروت وخلدة وبشامون وعاليه وبحمدون والشمال والبقاع الغربي… إلى شقق مستأجرة أو في ضيافة أقارب وأصدقاء.
والثاني قدوم عشرات العائلات النازحة من الجنوب والبقاع إليها بعد المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين والقصف «الهمجي» على القرى والبلدات، أغلبهم لجأوا إلى عائلاتهم ريثما يجدون مسكناً آمناً، ما أثار استغراب «أم علي» التي سألت ربة عائلة نازحة إلى البناء الذي تقطن فيه: «هل حي السلم آمن؟»، فأجابت: «هو آمن من الجنوب حتى الآن». أما النزوح الثالث، والأكثر غرابة، فهو في انتقال سكان الضاحية داخلياً من مناطق «خطرة» إلى أخرى «آمنة»، كما يصنّفونها وفق معايير كثيرة، أهمها إسقاط تجربة حرب تموز على هذه الحرب للتنبؤ ببنك أهداف العدو.
لا يمكن إحصاء عدد النازحين من الضاحية، لكنّ المؤكد أن عدد من خرجوا أكبر بكثير ممن بقوا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ندرة البيوت المضاءة ليلاً، وإفراغ أبنية من جميع سكانها حتى «الناطور غادرها»، وهجرة أحياء بالكامل. وشهدت الكثير من العائلات نزوح النساء والأطفال وبقاء الرجال في منازلهم. صحيح أنّ الضاحية لا تزال مُحيّدة عن القصف العشوائي، وتشهد اغتيالات واستهدافات مُركّزة يذهب ضحيتها مدنيون، لكن تواتر الأحداث بسرعة الأسبوع الماضي، وإظهار العدو همجيته بالنيل من المدنيين في الجنوب والبقاع، وتوسيعه دائرة الاستهدافات إلى زحلة وكسروان، كلّ ذلك كان يصعب على أبناء الضاحية استيعابه. ومشهد الهروب الجماعي من الجنوب والبقاع تحت القصف اضطرهم إلى التحرك فوراً، يُضاف إليه المشاهد التي تحضر إلى ذاكرتهم عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو في غزة. وكان خروج العائلات محمّلة بالحقائب والفرش يدفع من بقي متردّداً للخروج أيضاً، مثل محمد الذي يشير إلى «أنني لم أكن أفكر بالنزوح الآن لولا مغادرة جميع السكان في الحي، وكلما خرجت عائلة ازداد معها شعور زوجتي والأولاد بالضغط والقلق». ولأن البعض غادر إلى منازل غير مؤهّلة للسكن، ينقصها الكهرباء والمياه وأبسط مستلزمات العيش، بقوا يترددون إلى منازلهم في الضاحية للاستحمام، أو حتى لتحضير الطعام ثم المغادرة ليلاً.
لا يمكن إحصاء عدد النازحين من الضاحية، لكن المؤكّد أن عدد من خرجوا أكبر بكثير ممن بقوا
في المقابل، ليس لدى جميع أبناء الضاحية «ترف» النزوح. هناك من «ضبّوا» حقائبهم ثم أدركوا أنه ليست لديهم وجهة ليذهبوا إليها، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً ممّن استأجروا منازل في المناطق الآمنة بعد تصاعد التوترات على خلفية استهداف الضاحية واغتيال القائد فؤاد شكر تخلّوا عنها بعدما تراجع منسوب القلق وبدء العام الدراسي. لذلك، اصطدم سكان الضاحية بضيق الخيارات، فبقاء آلاف النازحين من الجنوب والبقاع في الشارع «جعلنا نخجل من أن نطلب منزلاً قبل أن تشهد الضاحية اعتداءات مثيلة»، كما تقول عبير التي تبحث عن شقة خارج مكان سكنها في برج البراجنة. كما أنّ استغلال أصحاب الشقق أزمة النزوح وتحديد بدلات إيجار خيالية جعلا الخروج من الضاحية «شبه مستحيل» بالنسبة إلى شريحة من السكان. ويبقى هناك من لم يغادر لأنه لا يجد الوقت مناسباً الآن، و«عندما تُقصف الضاحية منطلع».
اللواء:
أهداف متضاربة لمفاوضات بري- هوكشتاين.. وتطوُّر نوعي في استخدام الصواريخ
البنتاغون يتدخل لحماية إسرائيل.. وماكرون يوفد وزير خارجيته إلى لبنان
حرَّكت التطورات العسكرية سواءٌ التي وسَّعتها قوات الجو في دولة الاحتلال، او الرد غير المسبوق من حزب لله، حيث استهدف تل ابيب لاول مرة منذ دخوله حرب المساندة للمقاومة في غزة في 8 ت1، بصاروخ بالستي يسمى «قادر» صباح أمس، ثم سقوط صاروخ باليستي في إيلات مساءً.
حرَّكت هذه التطورات مروحة واسعة من الاتصالات في نيويورك، وبين بيروت ونيويورك لاعلان الموقف المتعلق بحزب لله واستعداده للبحث في تهدئة الوضع على جبهتي الجنوب والشمال, انطلاقاً من الاتصالات المباشرة بين الرئيس نبيه بري والوسيط الاميركي هوكشتاين المتفقين على التهدئة، ضمن اهداف متضاربة في ما خص حسابات التهدئة، وحسابات الحرب، اذا فشلت التهدئة.
وعلى وقع استمرار المجازر الجوية الاسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين في مناطق الجنوب والبقاع والجبل وكسروان وجبيل، التي بلغ عدد ضحاياها 1247 شهيداً، والجرحى 5278 معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء حسب ما اعلن منسق خطة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، بدأ الحديث الدولي جدّياً عن مبادرة لوقف الحرب الاسرائيلية المجنونة البلاضوابط على لبنان وغزة في محاولة جديدة لضبط رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتنياهو ومنعه من جر المنطقة الى حرب اقليمية واسعة لا تريدها اي دولة.
وقال «موقع والا العبري»: إن إدارة الرئيس الاميركي بايدن تعمل على صياغة مبادرة سياسية جديدة قد تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت المعلومات ان ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع، ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي: ان إدارة بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان وتعدّ خطة لوقف نار مؤقت بين إسرائيل وحزب الله وقد تعلنها اليوم.
وقال المسؤول الأميركي: إن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة مبادرة التهدئة مع حزب الله.وان رئيس حركة حماس يحيى السّنوار قد يقبل بوقف للنار إذا تمت التهدئة مع الحزب.
واوضح الموقع : ان أميركا ناقشت على مدار يومين خطة التهدئة في لبنان مع دول عربية وفرنسا وإسرائيل. وإن إدارة بايدن أبلغت حكومة ناتنياهو معارضتها عملية برية في لبنان.
وقال الرئيس بايدن: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ممكنة لكن هناك أيضا احتمال لتسوية. انا أستخدم كل طاقة إدارتي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وكان وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن قد اعلن، امس، أن الولايات المتحدة تعمل بلا كلل لتجنب حرب شاملة في لبنان. ونعمل على التحوّل إلى عملية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله.
واعتبر أن «التوصل إلى هدنة في غزة هو السبيل لخفض التوتر في بقية الجبهات».
وذكرت وكالة «رويترز»: ان دولاً أوروبية تشارك في صياغة مقترح التهدئة بلبنان وغزة وتتواصل مع إيران.ونقلت عن مسؤول لبناني قوله: ان حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن لبنان وغزة.
لكن صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية قالت: «إن فرص نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة وفق التقديرات الإسرائيلية». فيما قال مسؤولون إسرائيليون لـ «رويترز» أن واشنطن وباريس تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار ولا تقدم ملموسا حتى الآن.
الى هذا، أعلن قصر الإليزيه عن لقاء بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون وبايدن بشأن الشرق الأوسط وأوكرانيا.
بري في الجو
وتزامن الحديث عن المسعى الاميركي مع كلام للرئيس نبيه بري عن مبادرة تتضمن العمل على خفض التصعيد، لافتة إلى أن ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع. والوصول إلى صيغة مقبولة من كل الأطراف لتطبيق القرار 1701، وترتكز على ما تم التوصل إليه سابقا مع مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين.
وأضافت المعلومات: ان هوكشتاين سيجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل بين لبنان وإسرائيل.
وأجرى بري لهذه الغاية إتصالاً بالرئيس نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في اجواء ما قام به الرئيس بري من إتصالات واسعة لوقف العدوان.
وذكرت قناة «ام تي في» ان بري حمّل ميقاتي رسالة من حزب الله «عن نيته التفاوض مع دول القرار».
وفي السياق، التقى الرئيس ميقاتي مساء وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الاميركي هوكشتاين.
البنتاغون: استعداد للدفاع عن اسرائيل
لكن المتحدث باسم البنتاغون كرر مساء امس الدعوة الى خفض التصعيد، معرباً عن اعتقاده ان الدبلوماسية هي افضل طريقة لحل الازمة على الحدود الشمالية لاسرائيل.
واستبعد الناطق حدث توغل بري، وقال: لا يبدو وشيكاً.
وقال المتحدث: ما تفعله اسرائيل عملية دفاعية ضد حزب الله الذي يهاجمها منذ 8 ت1.
وعن مشاركة البنتاغون في العمليات العسكرية اكد المتحدث: تشارك وقواتنا بالمنطقة موجودة للدفاع عن اسرائيل ان احتاج الامر.
وفي نيويورك، التقى الرئيس ميقاتي وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الرئاسي هوكشتاين، قبيل انعقاد مجلس الامن بطلب من فرنسا، والذ يكان التقاه قبل ذلك.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استقبل الرئيس ميقاتي طالب اسرائيل بوقف التصعيد في لبنان، وحزب الله بوقف اطلاق النار على اسرائيل.. الذي كشف ان وزير الخارجية سيتوجه الى لبنان نهاية الاسبوع.
والتقى ميقاتي كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، مشيداً بجهود العراق في الدعوة لعقد قمة عربية واسلامية من اجل وقف العدوان على لبنان وشعبه، ومنع انتشار الصراع في المنطقة.
لودريان وسفراء الخماسية
وفي هذه الاجواء، وعلى إثر جولة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس الاول في قصر الصنوبر، مع سفراء مجموعة الدول الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث «في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الاطياف السياسية كافة، والاصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف».
اليوم الثالث للغزو الجوي
ميدانياً، شن طيران العدو الاسرائيلي منذ فجر امس وحتى ساعة متأخرة من الليل مئات الغارات التي غطت عشرات القرى وهدمت المنازل فوق رؤوس قاطنيها المدنيين من رجال ونساء واطفال وعجزة، وطالت مناطق جديدة في كسروان (بلدة المعيصرة) وجبيل(رأس اسطا). فيماردت المقاومة الاسلامية بمزيد من الصواريخ طالت هذه المرة بصاروخ باليستي (قادر1) مستهدفا مقر قيادة «الموساد» في ضواحي تل أبيب وهو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي حسبما اعلنت في بيان. اضافة الى الصواريخ الثقيلة (فادي1 و2و3) على حيفا وصفد وطبريا وعلى قواعد جوية وبرية ومدفعية ولجنود المشاة ومراكز صناعات عسكرية ومستعمرات جديدة في العمق الفلسطيني المحتل، اوقعت عشرات الاصابات بين المستوطنين والحقت اضراراً وحرائق كبيرة. ونشر الاعلام العبري والمستوطنون معلومات عن اعداد الاصابات البشرية ومشاهد فيديو وصوراً عن حجم الاضرار والدمار والحرائق.
وكشف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي «أن الجيش مستعد لعملية برية عند الحدود الشمالية مع لبنان». وأكد خلال تفقد الحدود الشمالية «أن الجيش مستمر بضرب حزب الله ويحضر للدخول إلى أرض العدو».
وأضاف: سندخل إلى القرى التي حوَّلها حزب الله إلى مواقع عسكرية. وتوجه للجنود قائلا: ستدخلون لبنان وستشتبكون مع حزب الله. سندمر البنية التحتية لحزب الله ونعيد النازحين.
واكد هاليفي «أن حزب الله وسع دائرة نيرانه وسيلقى رداً قوياً للغاية في وقت لاحق اليوم (امس). وأن الغارات المتواصلة تمهد للمناورة البرية».
وسقطت صواريخ المقاومة على نهاريا وحيفا وعتليت وزيكيم وضواحي تل ابيب والمستوطنات والمقرات والمطارات العسكرية، ومخازن السلاح.
واستخدمت المقاومة صواريخ الدفاع الجوي لملاحقة الطائرات الحربية الاسرائيلية من حولا الى ميس الجبل.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان حزب الله اطلق 95 صاروخاً من الجنوب باتجاه البلدات الاسرائيلية.
ونعى حزب الله القيادي في المقاومة الاسلامية ابراهيم قبيسي (ابو موسى) الذي استشهد في غارة الثلاثاء على الغبيري في الضاحية الجنوبية.
وليلاً تجددت الغارات على مدينة صور، بعدما طلب الجيش الاسرائيلي من الدفاع المدني اخلاء مراكزه.
استهداف إيلات
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي انه يراقب التهديدات القادمة من العراق، بعد تمكُّن مسيَّرة آتية من الاراضي العراقية باصابة ميناء ايلات، بينما تمكنت ساعر السفينة البحرية من اعتراض مسيَّرة اخرى، وادت العملية الى سقوط عدة جرحى.
وحسب وزارة الصحة، فإن حصيلة اعتداءات يوم امس بلغت 51 شهيداً و223 جريحاً.
المطار
والابرز، ملاحياً استمرار مطار رفيق الحريري في العمل دون توقف.
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية خلال اجتماع مطول عقده في المديرية العامة للطيران المدني، مع المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، والقادة الامنيين، أن «لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص»، مؤكداً أن «مطار بيروت مستمرّ في العمل وهناك شركات طيران علّقت بعض رحلاتها وهذا القرار يعود إليها، وعدد المغادرين والقادمين عبر المطار لا يزال بالآلاف».
واضاف: أما بالنسبة للاشاعات عن توقف العمل في المطار وتحليق مسيَّرات فوق المطار، على «وسائل الإعلام أن تستقي معلوماتها من وزارة الاشغال العامة والنقل المعنية في موضوع المطار، لأن هذا المرفق عانى ولا يزال وكذلك كل الشعب اللبناني يعاني. و«شيطنة» المطار ليس وقته الآن. فالعمل في المطار على قدم وساق والمعنيون في المطار من جميع الشركات وأولهم شركة طيران الشرق الأوسط التي لم توقف طائراتها اليوم.. وهي بعز الازمة الشركة الوحيدة الان التي تحمل اللبنانيين من بيروت الى كل عواصم العالم، ومن عواصم العالم الى بيروت».
البناء:
صاروخ قادر 1 إلى مقر الموساد في تل أبيب… ومليونا مستوطن إلى الملاجئ
نقاش داخل الكيان حول العملية البرية وقائد الشمال يخشى وكر الدبابير والأنفاق
هل نضج الأميركي و«الإسرائيلي» للتسليم بفشل الحزمة القاتلة وقبول وحدة الساحات؟
كتب المحرر السياسي
كشفت المعلومات المسرّبة حول مشروع اتفاق يجري إنتاجه في الكواليس، وينتظر اجتماع الرئيس الأميركيّ جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم غد الجمعة، أن الرهان الأميركي الإسرائيلي على المضي قدماً في خطة إخضاع حزب الله بالقوة قد وصل لطريق مسدود بعدما نجح الحزب باحتواء الصدمة التي رافقت الحزمة القاتلة التي استهدفته والتي تمثلت بإخراج 10 آلاف من بيئته وبنيته من الميدان، ما يعادل 1% من البيئة المقدرة بمليون مواطن لبناني يؤيّدون حزب الله من موقع لصيق و10% من بنيته المقدر عددها بـ 100 الف مقاتل، وهو ما يماثل بقياس عدد السكان وقوام القوات المسلحة، إخراج 3.5 مليون أميركي و100 ألف جنديّ من الميدان بين قتيل وجريح، وهذا كافٍ لإسقاط دولة عظمى، لكن حزب الله خرج من المحنة واقفاً على قدميه واسترد زمام المبادرة واعداً بتفعيل جبهة الإسناد بقوة مضاعفة، ووصلت نيرانه لجعل منطقة تعادل نصف مساحة لبنان حتى عمق 65 كلم من حدود لبنان بعرض 90 كلم غير صالحة للسكن، بدأ يتزايد عدد الذين يغادرونها. وقد تسبّب هذا الانسداد أمام خطة الحرب بطرح النقاش حول العملية البرية من جهة والحرب الكبرى من جهة موازية، وتقدّم المساعي الدبلوماسية بمقترحات تقوم على الاعتراف بوحدة الساحات، وتقترح وقفاً للنار بالتزامن والتلازم بين لبنان وغزة.
النقاش داخل الكيان وضع جانباً خيار حرب المدن والتصعيد بالنيران العشوائيّة نحو العمق السكاني خشية تداعيات مماثلة على الكيان بشّر بها وصول صاروخ قادر 1 الى سماء يافا وتهديده مقرّ الموساد في تل أبيب، ما تسبب بنزول مليوني مستوطن إلى الملاجئ، ما أدى إلى استذكار ما سبق و نشرته الصحف العبرية قبل عام تقريباً عن سيناريو وطني للمعركة مع حزب الله أعدّه جهاز الأمن العام (الشاباك)، ويقول بإيقاف العمل بالمطارات والقطارات وانقطاع الكهرباء والاتصالات. وانتقل النقاش الى العملية البرية، مع مخاوف من مسارها المعقد مقارنة بالحرب مع حماس لصالح مزيد من التعقيد في الحرب مع حزب الله ومقارنة بحرب تموز 2006 لصالح مزيد من التعقيد اليوم.
ورغم الكلام الصادر عن البنتاغون بأن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لحرب برية مع حزب الله، تواصلت فرضية العملية البرية على إطلالة، ونقل نقاش على الهواء بين قائد المنطقة الشمالية أوري غوردون وقيادة لواء المدرعات السابع يقول فيه إن المطلوب عملية على خط التماس خشية ما وصفه بوكر النحل أو الدبابير وشبكة الأنفاق.
يجري كل هذا النقاش على خلفية ما نشره ضباط كبار عن احتفاظ حزب الله بقدرته الصاروخية الاستراتيجية منها خصوصاً، ودعوتهم لاتفاق وقف النار في غزة لضمان وقف النار في جبهة لبنان، وهذا ما جاءت به المعلومات الواردة عن المساعي الدبلوماسية الأميركية الفرنسية التي لم تتبلور بعد للتوصل الى اتفاق يلتزم التزامن والتلازم بين الجبهتين لأول مرة، وهو ما يتمسك به حزب الله، في ظل إشارات غامضة حول إمكانية قبول نتنياهو بالصيغة، رغم ما قيل عن إبلاغه لواشنطن القبول بالمبدأ والاستعداد للبحث بالتفاصيل خلال لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن يوم غد الجمعة.
لليوم الثالث على التوالي واصل العدو الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان مستهدفاً المنازل السكنية وسيارات الإسعاف ومراكز الدفاع المدني وبعض المنشآت الاقتصادية بشكلٍ مباشر، موسعاً غاراته الى قضاء كسروان وجبيل واللقلوق وصولاً الى تخوم زحلة والبقاع، التي حصدت المزيد من الشهداء والجرحى، فيما استمرت موجة النزوح من الجنوب والبقاع باتجاه بيروت والشمال وجبل لبنان.
وبين تمادي العدو بعدوانه على لبنان وتوسيع حزب الله في المقابل شعاع النار بشكلٍ غير مسبوق شمل كامل شمال فلسطين المحتلة وصولاً الى استهداف «تل أبيب» بصاروخ «قادر واحد» الباليستي، برزت خطوط دولية للتهدئة الأول يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الأميركيين والفرنسيين والثاني عبر الأمم المتحدة يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فيما تضاربت تصريحات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين بين تفضيل التسوية السياسية وبين توسيع الحرب على حزب الله حتى إبعاده الى الليطاني عبر تشديد الضربات الجوية والدخول بمناورة برية. وما بين الموقفين قال رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه «لا يمكنني إعطاء تفاصيل بشأن ما نفعله، لكننا مصمّمون على إعادة مواطني الشمال إلى ديارهم»، وزعم «أننا نضرب حزب الله بقوة لم يتخيّلها ولن نستريح حتى يعود السكان لمنازلهم».
لكن الثابت حتى الآن هو الربط التفاوضي بين جبهتي الجنوب وغزة، وظهر ذلك، من خلال ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن وزير حرب العدو يوآف غالانت، قوله إن «الحرب في الشمال قد تؤدي إلى تسوية تشمل أيضاً استعادة الأسرى».
أما سفير «إسرائيل» لدى واشنطن مايكل هرتسوغ، فقال «إننا لا ندفع باتجاه الحرب لكن إذا لم يغير حزب الله سلوكه فلن يبقى أمامنا خيار سوى العسكري». غير أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة شدّدت لـ«البناء» على أن «العدوان الإسرائيلي على الجنوب والبقاع والاغتيالات والمجازر لم يؤثر على قدرة المقاومة، لا على مستوى نظام التحكم والسيطرة والإمرة ولا على مستوى التواصل بين القيادة وكافة المستويات الجهادية والقتالية في المقاومة، كما لم تؤثر المجازر ضد المدنيين على معنويات المقاومين وقوتهم واستمرارهم بالدفاع عن لبنان وإسناد غزة والدليل استمرار إطلاق شتى أنواع الصواريخ على كيان الاحتلال والذي يعترف قادة الكيان وإعلامه بأنها ضربات دقيقة ومؤثرة، ولذلك بدأ يستجدي التفاوض رغم استمراره بإطلاق التهديدات وآخرها الحديث عن عملية برية». ولفتت المصادر الى أن المقاومين بانتظار الدخول البري بفارغ الصبر، لكي تكون فرصة للمقاومين لإلحاق هزيمة جديدة وكبيرة بجيش العدو تفوق بأضعاف هزيمة تموز 2006. وشددت المصادر على أن «قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ وإصابة الأهداف الاستراتيجية أرعبت قادة الاحتلال وفاقت تصورهم، علماً أن المقاومة لم تستخدم إلا أنواعاً معينة من الصواريخ التي كانت تملك أغلبها في تموز 2006 لكن لم تحتج لاستخدامه آنذاك»، كما لفتت الى أن «إطلاق صاروخ قادر الباليستي الى تل أبيب رسالة لكيان العدو بأن المقاومة قادرة على الوصول الى ما بعد بعد حيفا والى كل كيان الاحتلال، وأنها مستعدّة للذهاب الى توسيع الحرب اذا وسع العدو حتى لو كانت حرباً مفتوحة».
كما اضافت المصادر أن أهداف العدوان لن تتحقق لا الآن ولا بحال وسع عدوانه أو دخل برياً، ولن يستطيع إعادة المستوطنين الى مستوطنات الشمال، بل وجد نفسه يتلقى موجات نزوح جديدة من مستوطنات ومدن عدة، لا سيما من حيفا، فيما من بقي يقبع في الملاجئ، مع شل الحياة الاقتصادية في نصف كيان الاحتلال على الأقل، فكيف اذا اندلعت الحرب الشاملة؟
كما شكك خبراء عسكريون عبر «البناء» بقدرة «الجيش الإسرائيلي على تدمير القوة الصاروخية لحزب الله والقادة العسكريون الإسرائيليون يعرفون صعوبة لا بل استحالة ذلك، لكن بعض القادة السياسيين يرمون تصريحات مجافية للحقيقة لخدمة الحرب النفسية والإعلامية، مشيرين الى أن الحرب البرية لن تمكن «إسرائيل» من تحقيق إنجازات أو اختراقات بل ستتكبّد خسائر كبيرة بشرية ومادية خصوصاً أنها لم تستطع تحقيق نصر عسكري في غزة بمدة عام فكم تحتاج من وقت لكي تحقق نصراً في لبنان على جبهة الجنوب مع حزب الله الذي يملك قدرات قتالية وصاروخية وبشرية تمكنه من إجهاض أهداف «إسرائيل» وتحقيق إنجازات عسكرية تقلب موازين المعركة لصالحه وبالتالي يقوى موقفه التفاوضي.
ولفت الخبراء الى أن «إسرائيل» والجيش تحديداً يخشى الدخول البري الى الجنوب بسبب الخسائر المتوقعة.
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الإسلامية قصفها الصاروخي النوعي والعنيف والكثيف باتجاه عمق الكيان، فأعلنت في سلسلة بيانات عن استهداف مقر قيادة الموساد في ضواحي «تل أبيب»، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي بصاروخ «قادر 1» الباليستي الذي يدخل الخدمة لأول مرة منذ بداية عمليات الإسناد. كما استهدفت المقاومة قاعدة «إيلانيا» بصلية من صواريخ فادي 1. كذلك استهدفت المقاومة مستعمرة «حتسور» وقاعدة «دادو» بعشرات الصواريخ.
وفي وقت لاحق قصف مجاهدو المقاومة مستعمرة «ساعر» بصليات من الصواريخ، ومستعمرة كريات موتسكين بصليات من الصواريخ. كذلك قصف مجاهدو المقاومة مصنع المواد المتفجّرة في منطقة «زخرون» بصلية من صواريخ فادي 3، وقصفوا للمرة الثانية مستعمرة كريات »موتسكين» بصليات من صواريخ فادي 1.
وتصدّت دفاعات المقاومة الجوية، لطائرتين حربيتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل بالأسلحة المناسبة وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.
وزفّت المقاومة الشهداء السعداء على طريق القدس محمد حسين علي الرباح وحسين أحمد عوالي وعباس إبراهيم شرف الدين وعلي حسن حمود.
وواصل العدو جرائمه الوحشية بحق المدنيين في الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط، وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بأن غارة إسرائيلية على بلدة عين قانا أدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة عشر بجروح. كما أدّت غارة على بلدة جون – قضاء الشوف في حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح. وأسفرت الغارة على بلدة بنت جبيل جنوب لبنان إلى استشهاد أربعة أشخاص. أما الغارة على بلدة تبنين جنوب لبنان فأدت إلى استشهاد شخصين وإصابة سبعة وعشرين شخصاً بجروح. وأدّت الغارات المتتالية على بلدات في بعلبك الهرمل إلى استشهاد سبعة أشخاص وإصابة ثمانية وثلاثين شخصاً بجروح. وأصيب شخصان بجروح في مارون الراس وجرح شخص في عيناتا.
ومنتصف ليل أمس، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، بأن «الجيش يشنّ موجة أخرى من الهجمات على لبنان».
دبلوماسياً، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان كل لبنان، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في أجواء ما قام به الرئيس بري من اتصالات واسعة لوقف العدوان.
وكشف بري في حديث صحافي أنني «أقوم بمساعٍ جدية مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها».
ورداً على سؤال عن إمكانية قبول «حزب الله» بمبدأ الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة أجاب بري: «هذا المسعى يراعي عدم الفصل بين الملفين».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول لبناني، قوله إن «حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن غزة ولبنان»، وأفادت رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن «واشنطن تقود جهوداً جديدة لإنهاء الأعمال العدائية في غزة ولبنان»، مضيفة «الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن قد يشمل إطلاق سراح أسرى من غزة».
ولفتت أوساط «البناء» أن الجهد يتركز على تسوية شاملة تشمل الجبهتين اللبنانية والغزاوية بعدما اقتنع الجميع بهذا الأمر، كاشفة أن حزب الله أصرّ في آخر تواصل معه على وقف العدوان في غزة قبل وقف إطلاق النار في الجنوب.
بدوره، باشر الرئيس ميقاتي سلسلة اجتماعات دبلوماسية في نيويورك، خلال الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، وقبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس الأول، والمخصَّص للبحث في الوضع في لبنان.
في هذا الإطار، التقى ميقاتي الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشكر له «دعم فرنسا المستمرّ للبنان، وللجهود الّتي تبذلها لوقف الاعتداءات الإسرائيليّة، والتّوصّل إلى حلّ شامل للوضع في المنطقة».
وعقد اجتماعًا مع وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن، شارك فيه وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، والموفد الرّئاسي الأميركي أموس هوكشتاين.
وتمّ البحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، والتّوصّل إلى حلّ ينهي الصّراع المستمر منذ السّابع من تشرين الأوّل الماضي.
كان ميقاتي قد اجتمع صباحًا مع الموفد الرّئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، وجرى البحث في المساعي الجارية لحلّ الصّراع في غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وخلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على هامش اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة في نيويورك، نوّه ميقاتي بـ»جهود العراق في الدّعوة لعقد قمة عربيّة وإسلاميّة، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي عن لبنان وأهله، ومنع انتشار الصّراع في المنطقة».
بدوره، أكّد السّوداني أنّ «الإسناد الحكومي بالوقوف مع لبنان، يعبّر عن موقف العراقيّين جميعًا، وفي مقدّمتهم المرجعيّة الدّينيّة وسائر مكوّناتهم وأطيافهم الاجتماعيّة»، معلنًا «استعداد العراق لدعم لبنان في مختلف الاتجاهات، لتجاوز هذه الأزمة، من خلال المسار السّياسي أو الجانب الإنساني».
ولفت إلى أنّ «العراق دعا لقمة عربيّة وإسلاميّة لحلّ هذه الأزمة واتخاذ مواقف قويّة إزاء العدوان، مع فشل المنظومة الدّوليّة في الدّفاع عن حقوق الإنسان في لبنان وفلسطين وحماية أرواح شعبيهما»، مشدّدًا على أنّ «الحكومة العراقية لن تتأخّر في توفير كلّ الإمكانيّات المطلوبة لدعم الأشقّاء في لبنان».
من جهته، عبّر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن خيبة أمله إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان و«إسرائيل»، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة.
وقال بوحبيب عن خطاب بايدن في الأمم المتحدة في وقت سابق من الثلاثاء إنه لم يكن قوياً ولا مبشّراً ولن يحلّ هذه المشكلة.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حقاً إحداث فارق في الشرق الأوسط وفي ما يتعلق بلبنان. وقدر وزير الخارجية خلال فعالية نظّمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد النازحين جراء التصعيد بين «إسرائيل» وحزب الله في الجنوب بنصف مليون نازح.
في المواقف، شدّد الإمام السيد علي الخامنئي، خلال لقائه جمعًا من الناشطين والقادة والمضحين القدامى خلال مرحلة الدفاع المقدّس على أنه «لو كان بإمكان الكيان الصهيوني الخبيث هزيمة المقاومة، في فلسطين ولبنان، لما عمد إلى ارتكاب الجرائم بحق المدنيين»، مشددًا على أن «النصر النهائي سيكون لجبهة المقاومة وجبهة حزب الله». كما شدّد على أنّ الاغتيالات لن تهزّ حزب الله؛ لأن لديه من الثبات ما يجعله لا يهتز بفعل هذه الضربات، مشيرًا الى أنّ المقاومة تكبدت الخسائر، ولكنها هي المنتصرة في هذه الحرب، وقوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو.
وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريح له من الأمم المتحدة، أن «لـ«إسرائيل» الحق في الدفاع عن نفسها لكن الحرب في غزة استمرت أكثر مما ينبغي». وشدد ماكرون، على أنه «يجب ألا تكون هناك حرب في لبنان»، في ظل العدوان الإسرائيلي الجوي الواسع على لبنان.
الى ذلك، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس الأول، في قصر الصنوبر مع سفراء مجموعة الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمّت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الأطياف السياسية كافة، والإصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف. ووفق معلومات «البناء» فإن المبعوث الفرنسي لم يحمل أي مقترح جديد لحل الأزمة الرئاسية، في ظل تمسك القوى السياسية بمواقفها إضافة الى تباين في المواقف بين أعضاء الخماسية والانشغال الدولي بالحرب بين حزب الله و«إسرائيل».