ليث الجنيدي/ الأناضول
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء الخميس، إن النظام العالمي يواجه امتحانا صعبا يهدد وجوده.
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن "العالم أصبح يدفع دفعا إلى مواجهات وصراعات شاملة بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا بلا دور".
جاء ذلك في كلمة له بالجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79 في نيويورك، أشار في بدايتها إلى أن "الدورة الحالية تأتي في خضم ظروف خطيرة تمر على الشرق الأوسط".
وتابع السوداني: "النظام الدولي العالمي يواجه امتحاناً صعباً يهدد وجوده ويجعله عاجزاً عن تحقيق الأهداف التي تأسس من أجلها ومنها الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين وحقوق الانسان".
ومضى "نشهد اليوم سوابق تخرق فيها المواثيق والأعراف الدولية كافة ويتم تحييد المؤسسات الدولية المفترض بها أن تساهم في إدارة العلاقات الدولية وتنظيمها".
وأردف "جرى تجاهل مبادئ مهمة مثل السيادة والسلامة الإقليمية والتعاون المتعدد وقوانين الحرب والقوانين الإنسانية والقانون الدولي الإنساني ومسؤولية الحماية وحق تقرير المصير".
واعتبر السوداني أن "إيقاف ما يحدث في فلسطين والمنطقة من انتهاكات مسؤولية الجميع".
وبيّن أن "مجلس الأمن فشل في تحقيق أهم أهدافه وهي الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين".
واستطرد "في فلسطين المحتلة شعب يتعرض الى اعتداء من قوة عسكرية محتلة تهجر الملايين بلا رادع وتقتل الآلاف ويجري الحديث علناً عن تجويع جماعي لإبادة هذا الشعب".
واستدرك "لم يلتزم المجتمع الدولي أو أي من أعضائه بمسؤولية الحماية الواجبة عليهم وفق القانون الدولي، وحرم الشعب الفلسطيني من حق العيش بكرامة في دولة كباقي الشعوب وسط عجز عالمي معيب".
وقال السوداني: "شهدنا المزيد من الاستهتار الذي جعل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن مجرد حبر على ورق".
وأضاف "تغيير الحدود الدولية باستخدام القوة وبالضد من قرارات مجلس الأمن الدولي سوابق خطيرة تهدد النظام الدولي برمته وتضرب عماد المؤسسات الدولية".
وأضاف "إمعانا في التطرف يستدل الاحتلال بقرار مجلس الأمن رقم 1701 كذريعة للعدوان على لبنان، ويختار هذا القرار وبعضا من بنوده بشكل انتقائي في حين يتجاهل القرارات العديدة والمبادئ التي لا تقبل الجدل في القانون الدولي".
وأكد "نشهد حملة وحشية للقتل العشوائي واستخدام التكنولوجيا لتنفيذ التفجيرات عن بعد دون اكتراث للمدنيين العزل في سابقة خطيرة تؤشر مدى تورط حكومة الاحتلال وانغماسها في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وقال السوداني: "يقف العراق اليوم بحكومته وشعبه وبتوجيهات المرجعية الدينية العليا مع لبنان وشعبه الشقيق".
وأوضح بأن "الشعب اللبناني يواجه صفحة جديدة من العدوان الوحشي المبيت الساعي الى إغراق المنطقة بالصراعات وهو ما سبق أن حذرنا منه وسنمضي بتقديم كل مساعدة ممكنة لتجاوز آثار هذه الاعتداءات".
ومتابعا في ذات السياق، قال رئيس الوزراء العراقي: "التحركات الأخيرة للاحتلال تبتغي تهديد استقرار بلدان المنطقة عبر إشعال حرب إقليمية واسعة النطاق".
ومنذ الاثنين الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 728 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 2658 جريحا وأكثر من 70 ألف نازح مسجلين رسميا بمراكز الإيواء، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية الرسمية.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق "حزب الله" مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر "الموساد" بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.