سياسي عراقي لـ"سبوتنيك": المؤكد أن المنطقة بعد حسن نصر الله لن تكون كما قبلها

وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "إن أي تصعيد في المنطقة بعد الصمت الإيراني سوف يحسب على طهران، لأن دخولها بشكل مباشر في التوترات والتصعيد والمعارك الحالية يمكن أن يتسبب لها في ضرر كبير".

وتابع النايل: "وفق المعلومات ولا سيما بعد بيان السيستاني الأخير، اتضح أن الجهد الذي سيقدم لحزب الله هو إغاثي مالي في الوقت الحاضر، ولذلك أصدرت حكومة السوداني بقرار من هذه الفصائل بالسماح للبنانيين بالدخول إلى العراق دون جواز سفر أو فيزا، الأمر الذي أثار بعض العراقيين لأنهم قارنوا ذلك مع نزوح أهالي الأنبار إلى بغداد، حيث تم منعهم من الدخول في وقتها".

وأشار عضو الميثاق الوطني إلى أن "القوات الأمريكية في العراق استبقت التصعيد المرتقب من الفصائل العراقية قبيل اغتيال حسن نصر الله، وأعلنت أنها اتفقت مع حكومة السوداني على الانسحاب من العراق بحلول نهاية 2025، هذا الإعلان أحرج تلك الفصائل كثيرا، لأنها كانت تطالب حكومة السوداني بتحديد جدول الانسحاب مقابل عدم التصعيد على القواعد الأمريكية، وأتوقع أن هذا الإعلان ليس جديا، إنما هو حجة باتجاه سحب التصعيد ضدها وكسب الوقت واحتواء الموقف المتشنج، وحتى لا تُحرج حكومة السوداني تجاه أمريكا".

وأوضح النايل: "عندما نستمع إلى تصريحات مسؤولي الفصائل الرئيسية في العراق بأنهم ينتظرون فتوى الجهاد من السيستاني، هذا يؤكد أيضا أنهم ليسوا مع التصعيد، رغم أن هذا لا ينطبق على الجميع، هناك من يدفع باتجاه المواجهة العسكرية ويظن أن توسعة الحرب ستخفف عن الجبهة اللبنانية كثيرا، وتحركوا بالفعل نحو سوريا وإرسال قوافل سلاح إلى بعض قطاعاتهم المنتشرة هناك وعينهم على الجولان، وبالتأكيد هذا يضر بسوريا كثيرا التي تعاني من الأزمات".

وقال النايل: "وفق ما تقدم فإن خيار التصعيد مستمر، لاسيما أن إسرائيل لن تتوقف، وإذا ما شعر رأس النظام الإيراني بالخطر المحدق، فإن جميع هذه الجبهات ستدخل المعركة بشكل واسع، مع تأكيدنا على أن الانقسام الداخلي للفصائل في العراق واسع وكبير جدا، لأنه بالفعل هناك تخوف من الاغتيالات التي يمكن أن تطالهم".

وأكد النايل أن "الثابت المستقر أن المنطقة بعد حسن نصر الله ليست كما قبلها، وربما نشهد مزيدا من القوات الدولية في المنطقة، مما يجعلها على حافة الهاوية وقابلة للانفجار في أي لحظة".

وفي 23 سبتمبر/أيلول الجاري، أطلقت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اسم "سهام الشمال" على العملية الهجومية التي بدأت في لبنان.

ومنذ الأسبوع الماضي، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات مكثفة على أهداف تابعة لحركة "حزب الله" اللبنانية في مناطق مختلفة من لبنان. كما تم تسجيل عدة غارات جوية مستهدفة بيروت، أسفرت عن تصفية قادة كبار في "حزب الله"، وكذلك الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وحتى الآن، أعلن الجيش الإسرائيلي عن غارات على عدة آلاف من الأهداف التابعة لـ"حزب الله". ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل لم تهاجم "حزب الله" بهذه الكثافة منذ حرب لبنان الثانية، عام 2006.