تواصل الحكومة العراقية والمؤسسات الخاصة تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين في ظل تصاعد أزمة النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في مناطق الجنوب اللبناني.
وبدأت وزارة التربية العراقية الأربعاء، بتسجيل الطلبة والتلاميذ اللبنانيين في مديرياتها، ليتسنى لهم بدء الدوام في المدارس.
وقال المتحدث باسم الوزارة كريم السيد لموقع "الحرة" إن "إجراءات تسجيل التلاميذ والطلبة اللبنانيين في العراق، بدأت الأربعاء".
وأضاف أن "أعداد الطلبة ما زالت قليلة، لكننا نتوقع أن ترتفع خلال الأيام المقبلة مع بدء استقرار العائلات وتثبيت أماكن إقاماتهم".
وأشار السيد إلى أن "الحكومة ستستقبل جميع الطلبة، إن كانوا يمتلكون وثائق دراسية تثبت مراحلهم الدراسية، أو الذين لا يمتلكون على اعتبار أنهزم جاءوا في وضع استثنائي، لكنها ستحدد لهم فترة زمنية لإثبات ذلك".
وعلى المساعدات الصحية، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، الأربعاء، عن تهيئة كميات جديدة من المساعدات الطبية لإرسالها إلى لبنان.
وقال لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن "الوزارة مستعدة لاستقبال أي عدد من الجرحى اللبنانيين، وتقديم كل المساعدات اللازمة في المستشفيات الحكومية وغير الحكومية".
وأشار البدر إلى أن "وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي وجه باستنفار المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، لتقديم الدعم للبنانيين".
ووجه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتسهيل إجراءات دخول اللبنانيين إلى الأراضي العراقية.
والأربعاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد الموسوي، عن تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين الموجودين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، وتمديد آخر ، استناداً إلى أحكام قانون الإقامة، مع استمرار منح سمة الدخول مجاناً.
ووصل إلى العراق حتى الآن، 5 آلاف لبناني خلال الأيام العشرة الماضية عبر مطاري بغداد والنجف ومنفذ القائم الحدودي مع سوريا، وفقاً لوزارة الداخلية العراقية.
ومنذ بدء الأزمة في لبنان، سارعت بغداد على المستويين الحكومي والخاص، إلى إطلاق حملات إغاثة تشمل مواد غذائية ومحروقات، وأرسلت مئات الأطنان من المساعدات إلى لبنان.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، إن "بغداد اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لاسيما منذ 7 أكتوبر 2023، من خلال تزويدها بالوقود شهرياً".
وأضاف أن "الوقود الذي يرسله العراق إلى لبنان، أسهم في استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية، كالمستشفيات والمدارس".
وأشار العوادي إلى أن "العراق لم يتردد بتقديم الوقود والطاقة إلى لبنان، وهو مستمر بهذا النهج، فضلاً عن الإغاثات والمساعدات الطبية، إذ تم إرسال الوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً".
وعلى مستوى المؤسسات الدينية، تستمر العتبات العلوية في النجف والحسينية والعباسية في كربلاء، باستقبال النازحين في مدن الزائرين والفنادق التابعة لها.
وأعلنت العتبة العباسية الأربعاء، عن إرسال 400 طنّ من المساعدات الإنسانية إلى لبنان، ضمن القافلة الثانية التي ترسلها، وفقاً لميثم الزيدي عضو لجنة الإغاثة في العتبة.
وقال الزيدي في بيان صحفي، إن "القافلة الثانية التي أُطلِقت براً من كربلاء المقدسة، تضمنت 40 آلية، حُمل على متنها 400 طنّ من المواد الإغاثية، والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها الشعب اللبناني، إضافة إلى 3 صهاريج وقود بسعة 36 ألف لتر".
وفتحت العتبة العلوية في وقت سابق جميع فنادقها ومدن الزائرين التابعة لها لاستقبال النازحين اللبنانيين، وشكلت لجنة خاصة للإشراف على تقديم الخدمات اللازمة للعوائل المستضافة، مع تخصيص أرقام هواتف للتواصل وتنسيق عمليات الاستقبال والإقامة، وفقاً لبيان العتبة.
وقبل ذلك، أعلن عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، عن تشكيل العتبة الحسينية لجنة عليا لإغاثة الشعب اللبناني.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان نتيجة اشتداد القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي الذي بدأ توغلا بريا إلى الجنوب اللبناني، واستمرار طيرانه بقصف مواقع عدة يقول إنها تابعة لحزب الله.