الصحافة اليوم: 16-10-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء في 16-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية، وركزت في افتتاحياتها على تطورات العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتصدي المقاومة.
الاخبار:
حزب الله: وقف الحرب أو كل إسرائيل تحت النار
القاهرة تنصح واشنطن: تقييم إسرائيل لقدرات حزب الله خاطئ | الخداع الأميركي مستمر: خفض التصعيد بلا ضمانات
قلّلت مصادر مطّلعة من أهمية التسريبات عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وفرنسا بصورة غير معلنة من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف الحرب على لبنان.
وأوضحت أن كل ما يجري تداوله لا يتجاوز اتصالات يهدف الغربيون من خلالها إلى تقصّي الموقف الفعلي لحزب الله ومدى تأثره بالحرب المفتوحة ضده منذ منتصف أيلول الماضي.
ودعت المصادر إلى التوقف عند البيانات والخطوات التي يقوم بها العدو، والذي يبدو أنه في سياق موجة جديدة من التصعيد على أكثر من صعيد.
وقالت المصادر إن الاتصالات التي جرت قبل أيام بعيداً عن الإعلام، شاركت فيها عاصمتان عربيتان تربطهما علاقات بالجانبين الأميركي والإسرائيلي، وإن الحديث تركّز على «خلق ظروف مؤاتية لخفض التصعيد».
وأضافت أن الحديث تركّز على «محاولة غير مكتملة» لإقناع إسرائيل بوقف أي هجمات على بيروت والضاحية الجنوبية، مقابل الحصول على تعهد من حزب الله بعدم قصف مدينة حيفا أو تل أبيب.
وقالت إن الهدوء الحذر الذي يسود العاصمة والضاحية له أسبابه غير المرتبطة حصراً بالمفاوضات السياسية، وإن مسؤولاً في دولة خليجية معنية بالاتصالات أكّد أنه لم يسمع لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل أي ضمانات حول عدم عودة إسرائيل إلى قصف العاصمة أو الضاحية.
وأوضحت المصادر أن الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان.
وبحسب المصادر، فإن العدو يرفع وتيرة القصف في أكثر من منطقة في لبنان، ضمن سياق الضغط على البيئة الشعبية لحزب الله وعلى بقية القوى السياسية، وإن الهدف الآخر هو نقل الصورة بعيداً عن المواجهات القائمة عند الحدود، حيث اضطر العدو إلى زيادة عدد قواته بشكل كبير على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا شرقاً.
وتوقّعت المصادر أن يقوم العدو بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه.
وقالت إن العدو لا يزال يضغط ميدانياً لترهيب جنود قوات اليونيفل من أجل الضغط على حكومات بلادهم لسحبهم من الجنوب، بقرار تتخذه كل دولة على حدة، بعدما تبيّن أنه لن يكون هناك قرار صادر لا عن الأمين العام للأمم المتحدة ولا عن مجلس الأمن بسحب القوات الدولية مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع فلسطين.
وبحسب المصادر، فإن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع إسرائيلي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.
وقالت المصادر إن إسرائيل تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها وحدها، وستبقيها تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها العدو في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701.
يضغط الأميركيون لاتخاذ اجراءات في المطار وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور
ولفتت المصادر إلى أن التنسيق المصري – القطري ارتفع مستواه في الفترة الأخيرة حيث يبدي الجانبان خشية من أن تكون الولايات المتحدة قررت ترك إسرائيل تفعل في لبنان كما تفعل في غزة.
وأوضحت أن المصريين حذّروا خصوصاً من خطورة التصورات الإسرائيلية، وأن ما يطرحه العدو غير قابل للتحقق إلا في حال قامت إسرائيل بحرب إبادة جديدة في لبنان كما تفعل في غزة.
وقالت المصادر إن المصريين نصحوا الجانب الأميركي بالتدخل سريعاً لأن ما يجري في لبنان قابل للتوسع إلى أبعد بكثير من الدائرة الحالية، مع إشارة لافتة إلى معلومات منسوبة إلى المخابرات العامة المصرية، تفيد بأن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على معطيات لديها حول «عدم تعرض البنية العسكرية لحزب الله لضرر كبير» بعد الضربات الإسرائيلية، وأنه يفترض بالولايات المتحدة «عدم الاستماع إلى معلومات وتقديرات الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد ما كشفته المعارك في غزة طوال عام، وحيث لا تزال حماس قادرة على تشغيل كتائب كبيرة في كل مناطق القطاع». بينما “قدرات حزب الله ومناطق انتشاره وعديده اكبر بكثير من الفصائل الفلسطينية مجتمعة».
حشود إسرائيلية عند حدود الجولان مع سوريا
قال مراسلون أجانب يعملون في شمال فلسطين المحتلة إن التعزيزات الجديدة التي أرسلتها قوات الاحتلال إلى الجبهة الشمالية، لم توجّه كلها إلى الحدود مع لبنان.
ونُقل عن هؤلاء أن قوات الاحتلال دفعت بقوات برية ومدرّعات صوب الحدود بين الجولان المحتل والأراضي السورية. وأن هناك أشغالاً كثيرة يقوم بها جيش الاحتلال في الشريط الحدودي القريب من منطقة القنيطرة.
وذكر المراسلون أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع على أحد نشر أي معلومات حول ما يجري في منطقة الجولان، وأن تدابير أمنية خاصة اتُّخذت داخل قرى الجولان المحتل، وأن عدداً غير قليل من سكان مستعمرات الجولان غادروا فعلاً المنطقة، بينما رفضت قوات الاحتلال نشر بطاريات للقبة الحديدية في القرى التي يسكنها سوريون، بما في ذلك بلدة مجدل شمس التي سبق أن سقط فيها صاروخ اعتراضي أدّى إلى مجزرة بحق الأطفال، ورفضت إسرائيل طلبات أبناء البلدة التحقيق في الحادثة، وأصرت على اتهام حزب الله بالوقوف خلف القصف الذي اتخذته حجة لرفع مستوى التصعيد ضد حزب الله باغتيال القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر.
ومن الجانب اللبناني القريب من مزارع شبعا المحتلة، لوحظ أن التحركات الإسرائيلية توسّعت في تلك المنطقة، مع تسريبات مصدرها وسائل إعلام إسرائيلية حول «انتشار عسكري يمهّد لعملية برية محدودة» في منطقة مزارع شبعا، علماً أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الأشهر القليلة الماضية على إعادة نشر قواتها في قواعدها العسكرية في الجولان بعد تعرضها لضربات بالمُسيّرات من جانب حزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق.
وقد أخليت بعض المواقع، لكن العدو يضع في تلك المنطقة المرتفعة مرابض مدفعية بعيدة المدى تتولى القصف الدائم على مناطق كثيرة في القطاعين الأوسط والشرقي في لبنان.
الحرب والسعي إلى توسيعها
ابراهيم الأمين
واحدة من الطرق البسيطة لمعرفة حقيقة الانقسام في لبنان، هي في الإجابة على سؤال مباشر: من ابتهج ومن غضب عند استشهاد القائد الأممي السيد حسن نصرالله؟
دعونا من التقية التي تشكل أسلوباً مشتركاً عند اللبنانيين في حديثهم عن القضايا الخلافية. ودعونا من الجانب الإنساني الموجود حتماً في قلوب البسطاء من الناس. ولنذهب إلى من يملك التأثير على مجريات الأمور، وإلى العقل الذي يتحكّم بأداء المرجعيات.
كل خصوم المقاومة في لبنان والمنطقة لن يكونوا غاضبين إن هي تعرّضت لهزيمة على يد إسرائيل. أصلاً، جرّب كل هؤلاء حظهم معها، وبأساليب مختلفة، وفشلوا في تحقيق مرادهم. لكنهم تجمّعوا كلهم اليوم، حيث تُشن هذه الحرب من قبل تحالف وثيق، (وليس تقاطع مصالح)، بين كل الداعين إلى نزع سلاح المقاومة، وآلة القتل الإسرائيلية بقيادة العدو الأميركي. وهدف هؤلاء ليس نزع السلاح فقط، بل نزع الروح من حامليه إن أمكن لهم ذلك.
ولأن المعركة بهذا الوضوح، لم يعد بالإمكان الحديث عن الولايات المتحدة إلا بوصفها عدواً. وعندما نقول العدو الأميركي، فلأننا نعي ما تقوم به من جهة، ولأننا لن نقبل بعد اليوم بتصنيفها صديقة للبنان.
ومن يريد التعامل معها كأمر واقع، فهو حر في قناعاته وخياراته. لكنه لن يتمكن من حجب الحقيقة الواضحة حول شراكتها الكاملة في الجريمة المفتوحة، من غزة حيث تدمر الإبادة كل أدوات حياة الفلسطينيين هناك، إلى الدور المباشر، السياسي والعسكري والأمني الذي تقوم به الولايات المتحدة في لبنان، حيث تنخرط كل أطقمها العسكرية والأمنية والدبلوماسية في حرب تتسبب بسقوط الدماء بين المقاومين والمدنيين.
ومن يريد تفسير الحديث المباشر عن الدور الأميركي في هذه الحرب بأنه تحريض على المصالح الأميركية (كما فعل مارسيل غانم)، فليفعل ما يريد وليقل ما يريد. لكن عليه أن يسأل أولاً عن الدور الذي تقوم به السفارة الأميركية في بيروت بكل أقسامها وفرقها، وأن لا يتجاهل هؤلاء ما يعرفونه شخصياً عن تفاصيل التدخل الأميركي في كل شاردة وواردة في هذه الدولة ومؤسساتها، وفي مقدّمها المؤسسات العسكرية والأمنية.
كما أن من يريد تسهيل الأفعال الأميركية في لبنان، أو يوفّر التغطية لها، ويتستر عليها، فهو يتحول مع الوقت إلى شريك في هذه الجريمة.
والمسألة، هنا، ليست مجرد إبداء رأي. نحن نتحدث عن حرب دائرة، وعن دماء تسيل، وعن قتلة كاشفي الوجوه. ومثلما نقبل نحن بتحمل ثمن انخراطنا في المقاومة الشاملة للعدوان الأميركي – الإسرائيلي على لبنان وعلى فلسطين، فعلى هؤلاء تحمل مسؤولية أفعالهم أيضاً.
وطالما يميل الجميع إلى التحدث بصراحة وشفافية، فلا بأس بأن يقول كل منا ما لديه من دون مواربة أو تحايل، لأن المعركة قائمة وستكون قاسية، وكلنا يعرف حماسة بعض «الصبيان» للقيام بأعمال متهورة في لحظة التقدير الخاطئ. وإذا كان هؤلاء يعتقدون بأنهم يعملون في الظلام، فإن من يشغّلهم يعرف أنه مكشوف الوجه والاسم وأدوات العمل طوال الوقت.
وإذا كان العدو قد حقّق نجاحات كبيرة في الجانب الأمني، فهو قام بذلك مستنداً إلى دعم لوجستي وتقني ما زال مفتوحاً، تقدّمه أجهزة الاستخبارات الغربية وبعض الاستخبارات العربية في لبنان.
وهو دعم كان ولا يزال موجوداً حتى اللحظة. ولم يتوقف حتى خلال شن الغارات على المدن والقرى والبلدات، علماً أنه يوجد الآن في لبنان عشرات العملاء الذين أُرسلوا في مهام تجسسية على عجل، ليكونوا ضمن «العيون خلال الحرب»، وهي فرق، تعمد جيوش كثيرة في العالم إلى الاستعانة بها، خصوصاً في الساحات التي يكون لهذه الدولة النفوذ القوي الذي يسمح باستخدام مطاراتها ومرافقها ومعابرها. فكيف، وسفارة مثل السفارة الأميركية، قادرة على إدخال وإخراج من تريد من لبنان حتى من دون طلب الإذن أو المرافقة، وخطها الجوي مع قواعد قبرص مفتوح ليلَ نهارَ، ولم يحصل سابقاً أن أخذت إذناً أو أعطت علماً بأنها تقوم برحلاتها الجوية، وحتى الرحلات البحرية أيضاً.
لقد شكّلت عملية اغتيال القائد الأممي علامة فارقة في كل الحرب الجارية. وعندما يشار إليه باعتباره الشهيد الأسمى والأغلى، فهذا لا يخص موقعه الشخصي في قلوب وعقول كل من يعتبر نفسها بشرياً فيه لحم ودم وعقل وقلب، بل لأنه القائد الذي عمل كل طغاة العالم، بقيادة الولايات المتحدة، على التخطيط للنيل منه.
وكل المؤشرات الميدانية والحسية تعزّز كل الشكوك في تورط أميركا في أكبر عملية اغتيال نفّذها الذيل الإسرائيلي في تاريخ الصراع مع المقاومة.
قتل السيد الشهيد لم يكن بسبب منصبه كأمين عام على ما نعرفه عن نظرائه في أحزاب أخرى. والاختلاف لا يقف فقط عند تمتّعه بميزات قيادية خاصة، بل لأن دوره كان يتجاوز حدود حزب الله نفسه. فهو القائد الحقيقي والفعلي لقوى محور المقاومة، وكان يجلس على رأس طاولة القرار في المحور.
لم تعرف إيران الخميني شريكاً لها في صناعة القرار مثل السيد الشهيد. وهو ما عرفه عليه كل من تعاقب على الحكم في إيران نفسها، وكل صاحب قرار في ساحات العراق وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان. وهو كان مركز الثقل الرئيسي بالنسبة إلى قوى وجمهور المحور، وهو ما جعله هدفاً دائماً للقتل من قبل جهات كثيرة.
وهذا ما حفّز الولايات المتحدة لتكون شريكاً أساسياً مع إسرائيل في التفكير والتخطيط والإعداد وصولاً إلى توفير أدوات الاغتيال. وفيما حالت الإجراءات الخاصة بأمنه دون تنفيذ الجريمة لوقت طويل، فإن الأعداء، كانوا أيضاً يتهيّبون خطوة بهذا الحجم.
لكننا اليوم نمرّ في لحظة جنون عالمية، حيث يحتل متعصبون ومتهورون مكاتب القرار الأميركي والإسرائيلي، وهؤلاء يتعاملون مع الاغتيال السياسي كعنصر مركزي في عقيدتهم القتالية. وهو ما دفع واشنطن وتل أبيب إلى بذل جهد استخباراتي هائل مكّن العدو من الوصول إليه. وقد اختار الأعداء لحظة التنفيذ في خضمّ حرب كبرى، كي يستفيدوا من هامش الاحتياط لأي رد متوقّع.
ومع ذلك، فإن قادة العدو، سياسيين وأمنيين، يعرفون أن الانتقام لدماء القائد الشهيد سيكون في جانب منه مرتبطاً بمجريات الحرب القائمة. لكنّ هناك جانباً خاصاً سيتعرف إليه العالم في اللحظة التي تتمكن فيها مجموعات خاصة من تحقيق ما يجعل كل من فكّر وخطّط وشارك ونفّذ الجريمة، سواء أكان دولة أم جيشاً أم قوة أم أشخاصاً، في دائرة الاستهداف المباشر. ومن لم يتعرّف بعد إلى إرث الشهيد الكبير، فسيتاح له التعرّف إلى جوانب لم يألفها منذ عقود طويلة. حيث إن الانتقام المباشر ليس مهمة محصورة في تنظيم بعينه، بل هي مهمة تخص آخرين، وحيث لا يحتسب كثيرون.
من ابتهجوا باغتيال القائد الأممي هم من شاركوا لعقود في مطاردته، لكنهم سيتعرّفون إلى إرثه ليس في هذه الحرب فقط، بل في مسيرة عالمية تنتقم لأغلى الشهداء
مشكلة أعدائنا في العالم أنهم لا يقيسون الأمر بطريقة تتناسب وطبيعة المقاومة نفسها.
يعتقد الطغاة بأن القتل وسيلة نافعة للردع. ولم يتعلموا من دروس المقاومة ضد إسرائيل منذ 75 عاماً.
وحتى في هذه الحرب، هم لا يعرفون معنى الانخراط في هذه المعركة. ويقيسون الأمر على أساس تقديرات تخص بعض الأوساط التي تستخدم عبارات بالية مثل الواقعية والعقلانية والحسابات المباشرة. فيعتقد الغرب، وليس إسرائيل فقط، بأن قدرة المقاومة على التحمل تبقى رهن ما قد تخسره. واستناداً إلى فلسفة التدمير، بحيث يشعر كل من يقاوم بأنه سيخسر كل ما لديه. يفترض العدو الأميركي (والإسرائيلي معه) أن الجميع في لبنان لن يقاتلوا إذا كان لديهم ما يخسرونه.
ولذلك يركّزون اليوم في حملتهم الدعائية، على تضخيم نتائج الحرب، ليس بقصد عرض العضلات فقط، بل في محاولة لدفع الناس إلى الشعور بأنهم يخسرون الكثير جراء خيار المقاومة.
لكن، كما في كل مرة، سرعان ما يكتشف هؤلاء بأن الناس لديهم الكثير ليخسروه، لكنهم مستعدون فعلاً، لا قولاً، لدفع الأثمان بأغلى ما يملكونه. وهم يعرفون أنه في لبنان، وخلال العقدين الماضيين، تطور الواقع المادي للمقاومة، جسماً وبيئة ومجتمعاً، إلى مستويات عالية جداً، وهي تملك الكثير الكثير من البشر والإمكانات والطاقات وأدوات الحياة والإنتاج. ولكن ذلك لم يؤثّر على قرارها، سواء المتعلق بالإسناد الناري للمقاومة في غزة، أو التصدي للعدوان الواسع على لبنان. وها هي المقاومة تخوض معركة تدفع فيها الأثمان الكبيرة. وهي تفعل ذلك من دون تردّد أو خوف. ويسقط منها عشرات الشهداء في المواجهات اليومية عند الحدود، ويُقتل من ناسها المئات في البيوت أو أماكن النزوح. ومع ذلك، فالعدو لا يريد أن يتعلم الدرس. ولن يكون بمقدور العدوين الأميركي والإسرائيلي فهم الأمر على حقيقته. فكيف سيتعاملان مع حقيقة أن بضعة آلاف من المقاومين فقط، هم من يديرون المعركة اليوم، وأن عشرات الألوف لم ينخرطوا بعد. ولدى هؤلاء الكثير من المهام لحظة اتخاذ القرار.
إن فهمنا العميق لمعنى هذه الحرب يسهّل علينا تقدير كلفة الصمود والمقاومة والتحدي، ليس لكي أن نختار بين المقاومة والاستسلام، بل لنعرف بأننا أمام حرب تتطلب الكثير من التضحيات، مثلما تحتاج إلى الكثير من العقل والشجاعة.
إسرائيل تستعدّ للرد على إيران: نقص «فاضح» في الصواريخ الاعتراضية
بات الهجوم الإسرائيلي المخطط شنّه على إيران «قريباً»، فيما القرارات المتعلّقة به «اتُّخذت»، وفقاً لموقع «واينت»، الذي لفت إلى أهمية اجتماع سريّ انعقد بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، في إحدى قواعد الجيش التابعة للاستخبارات، بُحثت خلاله تفاصيل الهجوم المحتمل، قبل أن ينضم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وضباط استخبارات رفيعو المستوى إليه. وطبقاً للموقع، فإن بقيّة الوزراء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية- والأمنية (الكابينت) سيجري إطلاعهم، في وقتٍ لاحق، على خطوط القرار العريضة، على أن تبقى التفاصيل طي الكتمان حتّى اللحظات الأخيرة للتنفيذ تخوّفاً من التسريبات.
وأشار الموقع إلى أن مكان الاجتماع الذي اتُّخذ فيه القرار، هو ذاته المكان الذي تلقّى فيه نتنياهو إحاطة أمنية معمّقة عشية اغتيال الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصرالله، ونفسه الذي اتخذت فيه القرارات المتعلّقة بشن أهم العمليات العسكرية ضد الحزب.
وبالنسبة إلى مسألة توقيت الهجوم، نُقل عن مصادر عسكرية لم يُكشف عن هويتها قولها إن «النافذة الزمنية المتاحة لإسرائيل محدودة للغاية، على خلفية اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة».
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز»، نقلاً عن مسؤولين في الصناعات العسكرية والأمنية وضباط سابقين وخبراء، أن «إسرائيل تواجه نقصاً كبيراً في الصواريخ الاعتراضية»، وهو ما يفسر الشروع في إرسال منظومة «ثاد» الأميركية المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية وقوى بشرية لتشغيلها في إسرائيل تحسباً للرد الإيراني. وطبقاً لما نقلته الصحيفة البريطانية عن المسؤولة السابقة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية، دانا سترول، فإن «مشكلة الذخيرة في إسرائيل جديّة بالفعل، وإذا ردّت إيران على هجوم إسرائيل وانضم حزب الله إليها، فستواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية مأزقاً كبيراً». وأوضحت أن كميّات الصواريخ الاعتراضية التي توفرها واشنطن لتل أبيب عبر إرساليات عسكرية «ليست غير محدودة»؛ إذ بحسبها «ليس بإمكان الولايات المتحدة تزويد كل من أوكرانيا وإسرائيل بالتوازي بالوتيرة القائمة نفسها. لقد وصلنا بالفعل إلى نقطة تحوّل».
وفيما يتصل بمشكلة نقص مواد صواريخ الاعتراض والتي تواجهها إسرائيل، نقلت الصحيفة عن مدير الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، قوله إن «الموظفين يصلون الليل بالنهار للحفاظ على وتيرة الإنتاج؛ إذ إن قسماً من خطوط الإنتاج تعمل 24/7، بهدف الإيفاء بكل التعهدات، خصوصاً أن صنع صاروخ اعتراضي ليس مسألة أيام».
وبحسبه «ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات». وهو ما تقاطع مع ما ذكرته صحيفة «هآرتس»، أخيراً، حول رفع الجيش رتبة الضباط المخوّلين بالموافقة على استخدام الذخائر الثقيلة في الحرب على غزة ولبنان، وذلك بسبب الاضطرار لـ«الاقتصاد في صرف الذخائر، على خلفية النقص القائم».
بدأ الجيش الإسرائيلي بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وخصوصاً في المنطقة التي تقع فيها «الكرياه»
وخلافاً للهجوم الذي شنّته إيران في نيسان/ أبريل الماضي، ونجحت إسرائيل ودول غربية عدّة في «اعتراض 99% من الصواريخ والمُسيّرات» التي استُخدمت فيه، فإن الهجوم الأخير الذي شنّته طهران مطلع الشهر الجاري، تراجع فيه الاعتراض على ما يبدو إلى مستوى كبير.
وهو ما أرجعه خبراء تحدثوا إلى «فايننشال تايمز» إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى اختيار مناطق لحمايتها وفق أولوية معيّنة، في حين ذكر الباحث السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، إيهود عيلام، أنه خلال الهجوم الصاروخي الأخير «ساد شعور بأن الجيش الإسرائيلي احتفظ بصواريخ حيتس الاعتراضية لاحتمال إطلاق صلية صاروخية أخرى في اتجاه تل أبيب».
وعلى الرغم من «أزمة المخزون»، دعا وزير التراث الإسرائيلي من حزب «عوتسماه يهوديت» المتطرف، عميحاي إلياهو، إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية؛ إذ أشار، في مقابلة مع إذاعة «103 أف أم»، تعليقاً على ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بشأن تعهّد نتنياهو للرئيس الأميركي، جو بايدن، بعدم قصف منشآت الصناعات النفطية والنووية، إلى أن حزبه الذي يتزعمه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، «يضغط على نتنياهو لضرب هذه المنشآت».
وأضاف: «ما يرد في الصحف ليس هو الحقائق الفعلية؛ من يعرف لا يتحدث ومن يتحدث لا يعرف… لم يعرف أحد منا بخطة تفجير أجهزة البيجر، وقدرتنا على اغتيال نصرالله، ولم نعرف ماذا يحدث داخل أقبية الموساد. ما يمكننا فعله هو الضغط للرد بحزم. لا نريد أن نروي لأنفسنا حكايات، بل نريد أن نحقق ردعاً حقيقياً. من الواضح أنه يجب مهاجمة منشآتهم النووية».
في هذا الوقت، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وخصوصاً في المنطقة التي تقع فيها «الكرياه» (مقر وزارة الأمن) في تل أبيب، وذلك تحسباً للرد الإيراني المضاد، على الهجوم الإسرائيلي المتوقع.
وبحسب ما أفاد به مصدر أمني موقع «واللا»، فإنه إلى جانب المساعدة التي بدأت الولايات المتحدة توفيرها لتعزيز منظومات الاعتراض الجوي، تعمل وزارة الأمن ومعها الجيش على تحديث أنظمة الرصد والإنذار المبكر في مناطق مختلفة في جميع أنحاء الكيان.
نواب وسياسيون يحرّضون على قتل النازحين!
من المعيصرة في جبيل إلى ديربلا في البترون إلى أيطو في زغرتا، وقبلها الكولا وبرجا وصيدا وكل لبنان، الجريمة نفسها والمجرم نفسه والهدف واحد: قتل المدنيين وشيطنة النازحين سعياً وراء خلق بيئة معادية لهم ومحاولة ضعضعة الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. قد لا يختلف اثنان على أن العدو الإسرائيلي يعوّل على الحرب الداخلية لتحقيق أهدافه أكثر مما يعوّل على قدرته على تحقيق انتصار على حزب الله أو حتى تأليب بيئته عليه.
ولعله لم يتعلّم هنا من دروس تموز 2006 ولا الهزائم التي سبقتها، فيبادر في كل مرة إلى تكبير الأوهام والأهداف ثم التراجع عنها. لكن يصدف أنه يجد في كل مرة بيئة سياسية وإعلامية لبنانية حاضنة لأوهامه وأكاذيبه تعمل عن قصد أو غير قصد على ترداد سرديته من دون احتساب أضرارها على المجتمع ككل إذا ما أردنا افتراض حسن النية.
ويبدو أن هؤلاء أيضاً يراهنون مجدداً على مكرمات الخارج على طريقة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي قدّم ورقة استسلام لبنان للسفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان والعدو خلال حرب تموز 2006.
يومها ظنّ السنيورة وحلفاؤه، أو بالأحرى أفهمتهم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليسا رايس، أنه يمكن لهم أن يديروا دفة الحكم في لبنان إذا تآمروا على فئة من اللبنانيين. فذهب النائب مروان حمادة إلى حدّ إخبار فيلتمان بمكان وجود الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طالباً منه نقله إلى الإسرائيليين لقتله وفق ما كتب السفير الأميركي السابق في إحدى الوثائق.
ونقل في وثيقة أخرى طلب سياسيين من فريق 14 آذار بينهم الرئيس الأسبق أمين الجميّل ونجله الراحل وزير الصناعة بيار الجميّل ودوري شمعون وكارلوس إده وفارس سعيد وجورج عدوان ونايلة معوض ونسيب لحود وبطرس حرب إطالة أمد القصف الإسرائيلي لأسبوع أو اثنين، لتدفن أحلامهم في النهاية مع اندحار العدو الإسرائيلي.
وها هم هؤلاء أنفسهم، أو ورثتهم، يعاودون الكرّة مجدداً من باب شيطنة النازحين وعزل بيئة الحزب هذه المرة. فما إن يقصف العدو المدنيين العزّل والنساء والأطفال حتى تسارع الجوقة إياها إلى التسويق لسردية وجود مخازن أسلحة تحت المنازل ومنصات صواريخ أو اختباء مقاتلين ومسؤولين حزبيين داخل الشقق.
أول من أمس، تهافت البعض لتبرير مجزرة العدو الإسرائيلي في بلدة أيطو الزغرتاوية حيث استشهد أكثر من 22 نازحاً بقصف استهدف أحد المباني، عبر تكرار سردية العدو باختباء مقاتلين بين المدنيين، في حين كان الضحايا نساء وأطفالاً. أول هؤلاء كان نائب المنطقة ميشال معوض الذي تنقّل من شاشة إلى أخرى مبتهجاً ومؤكداً أن المستهدف بالغارة ليس أيطو بل «عنصر حزبي من حزب الله مع عائلته» من دون ذكر اسمه أو أي تفاصيل أخرى سوى أنه جاء بروايته هذه من «الأجهزة الأمنية» محذراً من تسلل العناصر الحزبيين.
فيما رأى زميله في القضاء النائب ميشال الدويهي أن الوقت حان لتنظيم موضوع النزوح للتأكد من عدم وجود مسلحين أو مسؤولين أمنيين ووقف الإيجارات العشوائية والتحقق من كل اسم. أما النائب القواتي عن البترون غياث يزبك فنصح مالكي المنازل بعدم استقبال أي شخص أو مجموعة لها دور أمني من دون أن يشرح لهم ما هو تعريف مصطلح «أمني».
وانضم النائب الكتائبي الياس حنكش إلى الفرقة ليطالب قيادة الجيش والقوى الأمنية والمحافظين والبلديات والمخاتير والأهالي والسكان بمراقبة حركة النزوح والاطّلاع على أسماء الموجودين في مراكز الإيواء والمستأجرين كي لا يكون بينهم عسكريون أو أمنيون. والواضح أن الجوقة إياها تتأهب عند كل عدوان لتبرير حصوله واستهداف العائلات والتحريض على مناطق أخرى. فقبيل ذلك، كان فارس سعيد يحرّض على كسروان وجبيل ملمّحاً إلى تخزين أسلحة في مناطقها، وإلى وجود معدات عسكرية في برجا والمعيصرة وديربلا وهي المناطق التي نفّذ فيها العدو مجازر بالمدنيين.
في الإطار نفسه، نشرت الوزيرة السابقة مي شدياق مقطع فيديو لقصف المعيصرة سائلة ما المغزى من تخزين الصواريخ والمتفجرات في هذه البلدة الكسروانية ولماذا باتت تحت سيطرة حزب الله وتحولت الى مخزن للأسلحة.
«استنسابية» دولة القانون
هكذا، ارتأى هؤلاء وما يمثّلونه من أحزاب وخط سياسي أن قتل العائلات المؤيدة لحزب معيّن مبرر، مانحين الإسرائيلي حجة للمضي قدماً في جرائمه، من دون أن يردعهم لا قضاء ولا وزارة عدل باستدعائهم لسؤالهم على الأقل عن المعلومات التي يستندون إليها لنشر تلك الأكاذيب.
فالتحريض على قتل المدنيين المعارضين لخطهم السياسي والمنتمين إلى بيئة حزب الله لا يدخل قطعاً ضمن نطاق حرية الرأي التي يتبجّحون بها بل جرم يعاقب عليه القانون كونه دعوة للتطهير وفقاً للانتماء السياسي.
ولا ضير هنا من تلاوة المادة 295 من قانون العقوبات اللبناني على من يصرخون ليلَ نهارَ بضرورة قيام دولة القانون: «من قام في لبنان في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعوات ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عوقب بالاعتقال المؤقت».
وتنادي المادة 296 من القانون نفسه بفرض عقوبة «بالحبس 3 أشهر على الأقل على كل من نقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها ومن شأنها أن توهن نفسية الأمة». لكن من يعاقب المخالفين في هذه الحالة؟
ميشال معوض برّر للعدو مجزرة بلدة أيطو بأنها استهدفت «عنصراً حزبياً»
يقول أستاذ العلاقات الدولية والعميد السابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية كميل حبيب إن القانون الدولي الإنساني «يحرّم استهداف المدنيين ويضعه في خانة جريمة الحرب، كما يحرّم استخدام السلاح ضد المستشفيات ودور العبادة وسيارات الإسعاف والأطباء والأفراد والأماكن التراثية»، فضلاً عن أن «القانون الدولي قائم على قاعدتين: التناسبية بين المدني والعسكري، وإسرائيل لا تميّز بينهما؛ والتناسبية في استخدام السلاح أي استعمال سلاح يتناسب مع سلاح الخصم ولا يكون محرماً دولياً.
وفي الحالتين نتنياهو المدان بارتكاب جريمة حرب في المحكمة الجنائية الدولية يخرق القانون»، فكيف يمكن لبعض السياسيين اللبنانيين التناسب بالمواقف مع مجرم حرب أو التبرير له قتل الأبرياء من دون أي دليل حسّي ومن دون أن يكون الضحايا مشاركين مباشرة في أعمال «عدائية»؟
اللواء:
«حزب الله»: وقف النار يعيد المستوطنين.. ونتنياهو يتمسك بالحرب
واشنطن تراقب «هدنة بيروت» غير المعلنة.. وغارات الاحتلال تطارد المدنيين من الجنوب الى البقاع
يجنح الموقف العام، على المستوى السياسي والدبلوماسي الى الرغبة بالتهدئة من دون ان ينعكس واقع الميدان الحربي على هذا الجنوح.
ولئن كان الغموض ما يزال يكتنف موقف رئيس الكابينت الحربي بنيامين نتنياهو من قضية وقف اطلاق النار، فإن الرئيس نجيب ميقاتي كشف ان لبنان: حصل على ضمانات اميركية لخفض التصعيد الاسرائيلي في بيروت وضاحيتها الجنوبية..
واذ طالب بالسعي لإزالة كل الذرائع كي لا تستهدف اسرائيل مطار بيروت والموانئ والمعابر البرية، اكد اننا «اخذنا قراراً حكومياً بتقديم طلب الى مجلس الامن لوقف اطلاق النار.
واعلن الرئيس ميقاتي: نريد وقفاً لاطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق مترابط، اعتبر نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم ان الحل يبدأ بوقف اطلاق النار، وبعد وقف النار، وبحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون الى الشمال وترسيم الخطوات الاخرى.
ماكرون – نتنياهو
وجرى اتصال بين الرئيس ايمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو، خفّف من التأزم بينهما، لكن حسب المعلومات لم يتمكن ماكرون من اقناع نتنياهو باحترام انتداب القومة الاممية، والتجاوب مع الدعوات لوقف النار.
ونقل عن نتنياهو قوله: أعارض اي وقف احادي الجانب لاطلاق النار في لبنان.
واعتبر ان الانتصار في حرب 1948، هو الذي ادى الى انشاء دولة اسرائيل، وليس صدور قرار من الامم المتحدة.
وقال: الحرب طويلة وهي مستمرة حتى النصر، فيما اعلن وزير الحرب يوآف غالانت ان اسرائيل ملتزمة تحقيق اهداف الحرب على الجبهة اللبنانية، بابعاد الحزب عن الحدود.
وقالت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة اثارت قضية حملة القصف في بيروت مع اسرائيل، ورصدنا تراجعاً في الضربات في الايام الماضية، وسنواصل مراقبتها بعناية.
الحراك الدبلوماسي
وعلى هذا الصعيد، اكد الرئيس ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701».
وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان».
واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار».
ولفت في حديث تلفزيوني لـ «الجزيرة»: الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي».
وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا وهو يفي بالغرض.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين د.عبدلله بوحبيب سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال وجرى بحث في مستجدات العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والمساعي الجارية على الصعيدين الأوروبي والدولي لوقف اطلاق النار.
جدد الوزير بو حبيب «تأييد لبنان الثابت للمبادرة الاميركية-الفرنسية التي تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار لمدة 21 يوما، وتمسكه بالتنفيذ الكامل والشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701».
وشكر وزير الخارجية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل على مواقفه الداعمة للبنان ولسيادته واستقراره. كما شكر الاتحاد الأوروبي على وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وتقديمه مساعدات انسانية واغاثية لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.
من جهتها، شددت السفيرة دو وال على أهمية وقف إطلاق النار منعاً لتفاقم الوضع الذي قالت إنه لا يمكن التنبؤ به. كما أكدت استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان ولبرنامج شبكة الحماية الاجتماعية فيه، ومواصلة تقديم المساعدات الطبية والاغاثية
اعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ «من المقرر أن أزور لبنان» من دون تحديد موعد هذه الزيارة».
الخط الرئاسي
على الخط الرئاسي، تتحرك مساعي الخماسية مجدداً، وقد التقى السفير المصري علاء موسى رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، وتطرق البحث الى تكامل الجهود من اجل انضاج الترتيبات لعقد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
كما استقبل باسيل السفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، في اطار متابعة الاتصالات والجهود على مستوى الرئاسة وتقديم المساعدات للنازحين.
وحسبما اشارت «اللواء» وفي اطار تحصين الموقف الداخلي، تعقد قمة روحية استثنائية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية.
وأعربت مصادر مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها أن القمة الروحية في بكركي ترتدي طابع النداء من اجل وقف الحرب والعمل على تأكيد الألتزام بمجموعة ثوابت ابرزها قيام الدولة وانتخاب رئيس للبلاد وتطبيق القرارات الدولية.
وأوضحت هذه المصادر أن هذه القمة تتوقف عند الوضع المأساوي جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وتدعو إلى تكثيف العمل الديبلوماسي من أجل إرساء التهدئة، وليس مستبعدا أن تتناول واقع النزوح من القرى والبلدات التي تتعرض للقصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه القمة لن تخرج عن التأكيد على أهمية الوحدة والتضامن وقيام المؤسسات على اختلافها بدورها.
معادلة: إيلام العدو
واطلق الشيخ قاسم سلسلة مواقف جديدة، فقال: لا يمكن ان نفصل لبنان عن فلسطين، ولا المنطقة عن فلسطين، ولبنان يقع ضمن المشروع التوسعي الاسرائيلي. واشار الى ان مساندة الفلسطينيين لنرفع الخطر عنهم، ومنعاً لتوسع اسرائيل.
وقال: اذا لم نواجه اسرائيل فستصل الى اهدافها.
وقال: اسرائيل تضع ما تريد ولا تلتزم بأي قرار دولي، مضيفاً: «نحن امام وحش هائج، وابشركم اننا نحن من سنمسك رسنه ونعيده الى الحظيرة».
وكشف: «انتقلنا من الاسناد الى مواجهة حرب اسرائيل على لبنان منذ 17 ايلول مع هجوم البيجر».
وكشف عن معادلة «إيلام العدو»، وقال: صواريخنا طالت تل ابيب، ودفعنا مليوني اسرائيلي الى الملاجئ وعطلنا مطار بن غوريون، مؤكداً «اننا نستهدف اي نقطة في الكيان الاسرائيلي، وسنختار النقطة المناسبة»، مؤكداً ان معادلة «إيلام العدو» ستستمر، مؤكداً ان «المقاومة لن تهزم لانها صاحبة الارض».
الميدان
ميدانيا، نفذت المقاومة بعد ظهر اليوم قرارها بمواصلة قصف وسط الكيان الاسرائيلي المحتل، فأعلنت في بيان، انه ورداً على الاستباحة الهمجيّة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 02:20 من بعد ظهر أمس، مدينة حيفا المحتلة بصلية صاروخية كبيرة.
وافادت وسائل اعلام عبرية صليات صاروخية متتالية بإتجاه الأراضي المحتلة الجليل الغربي وصافرات الانذار دوت في حيفا ومحيطها و المطلة في اصبع الجليل، واعلام العدو يتحدث عن سقوط صواريخ في مستعمرة «كريات بياليك» شمال حيفا. وإطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه منطقة الكريوت في حيفا.
كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية: انه بعد دوي صفارات الإنذار، تم رصد إطلاق ٢٠ صاروخاً من لبنان سقط بعضها عند «مفترق غولاني» غرب طبريا.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثلاث جرافات ودبابة ميركافا على أطراف راميا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح من فيها. وتجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي قرب موقع راميا بقذائف المدفعية. ودبابة ميركافا أثناء محاولة تقدمها إلى أطراف بلدة راميا بصاروخ موجهما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية. استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة نفتالي قرب صفد بصلية صاروخية كبيرة. كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مربض الزاعورة مرتين بصلية صاروخية.
وليلاً تعرضت بلدة الطيبة ومحيط دير سريان ورب الثلاثين الى قصف مدفعي متواصل، وسط مواجهات ضارية بين المقاومة وجنود الاحتلال في «خلة الفراشات» شرقي القرية.
وفي مارون الراس اشتبكت وحدات المقاومة مع قوة اسرائيلية من المسافة صفر، وحاصرتها داخل احد المباني في طرف البلدة.
وعند محور عيتا الشعب دارت معارك ضارية بين قوات حزب لله والقوات الاسرائيلية عند التاسعة مساءً، وسط ضربات جوية ومدفعية اسرائيلية لنقاط المواجهة والتحصينات القوية التي يواجه منها عناصر الحزب القوات الغازية.
كما قصفت المقاومة مربض مدافع العدو في ديشونا.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن الفرقة 210 بدأت عملية برية محدودة في مزارع شبعا.
وقالت يسرائيل هيوم: خسائر في البنى التحتية ومنازل واندلاع حرائق واسعة في المطلة عقب سقوط 10صواريخ اطلقت من لبنان.
وادت الغارة على رياق الى سقوط 5 شهداد بينهم 3 اطفال و16 جريحاً.
البناء:
نفاد مخزون الكيان من صواريخ الدفاع الجوّي وراء إرسال أميركا لبطارية ثاد
الشيخ قاسم: انتقلنا من جبهة إسناد إلى حرب دفاع وطني وإيلام العدو… ونقبل وقف النار
المقاومة تخوض معارك حدودية ضارية وتكبّد الاحتلال وتمطر العمق بالصواريخ
كتب المحرّر السياسيّ
فيما تتلاقى التصريحات الأميركية و»الإسرائيلية» على دخول مرحلة التحضير لعدوان على إيران، تحت شعار الردّ على الردّ الإيراني الذي تكشّفت التقارير الأميركية والإسرائيلية عن معلومات خطيرة حول حجم الأذى البشري والاقتصادي والعسكري والأمني الذي تسبب به لكيان الاحتلال، تصدّر المشهد الإعلان عن إرسال واشنطن لبطارية من صواريخ الدفاع الجوي من نوع ثاد التي تعتبر الأعلى مرتبة في الأسلحة الأميركية لمواجهة خطر الصواريخ.
ورغم الهالة الخرافية التي يصنعها الإعلام الأميركي والعربي المشغّل أميركياً لهذه المنظومة يؤكد الخبراء أن فعاليتها نقطويّة، أي محصورة بالمساحة التي تغطيها وهي لا تتجاوز 200 كلم مربع لكل بطارية، وعندما نتحدث عن 100 ضعف هذه المساحة وعن تكوينها من تضاريس معقدة مكوّنة من جبال وهضاب، يصبح تأمين الحماية النظريّة بحاجة لأكثر من 100 بطارية تبلغ كلفتها مع كمية صواريخ كافية للمناورة بوجه وجبات صاروخية، ما يعادل 10 عبوات متلاحقة لكل بطارية، وعبوة البطارية 50 صاروخاً، ما يعني 50 ألف صاروخ كعدد إجمالي. والمطلوب لتأمين كل هذه الحاجات، هو ثلاث سنوات لأنها غير متوفرة في أميركا، والتكلفة هي تقريباً 600 مليار دولار، ولذلك قرّرت واشنطن إرسال بطارية واحدة تتمكن من إطلاق 50 صاروخاً دفعة واحدة وعبوات تذخير تعادل 500 صاروخ لعشر دفعات اشتباك، وذلك لضمان حماية المؤسسات الحكومية الاستراتيجية في تل أبيب، بينما كشفت صحيفة الفاينانشيل تايمز عن تأكيدات بقرب نفاد الذخائر الصاروخية اللازمة للقبة الحديدية ومن ضمنها صواريخ الباتريوت لدى جيش الاحتلال، بعدما استنزف ما لديه في مواجهة صواريخ وطائرات حزب الله المسيّرة، وعزت سبب تمكّن الكثير من هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة من إحداث الاختراق الى هذا الضعف في قدرة القبة الحديدية، مؤكدة أن ليس لدى واشنطن فائض يكفي لتحقيق ما يطلبه جيش الاحتلال وواشنطن تمتنع للسبب ذاته عن تلبية طلبات أوكرانيا المماثلة أمام السيطرة التي يفرضها الروس بصواريخهم وطائراتهم المسيّرة، وأن إرسال بطارية ثاد هو أحد أشكال التعويض الأميركية لهذا النقص، كما كان إرسال الدبابات وقذائفها إلى أوكرانيا بديلاً للعجز عن تأمين قذائف الـ 155 ملم.
ووفقاً للصحيفة الأميركية، قالت المسؤولة السابقة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية، دانا سترول، إن «مشكلة الذخيرة في «إسرائيل» جدية، وإذا ردّت إيران على هجوم «إسرائيل» وانضمّ حزب الله إليها، فستواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشكلة كبيرة».
وأضافت سترول أن كمية الصواريخ الاعتراضية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى «إسرائيل» «ليست غير محدودة».
وأوضحت أن «الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تزويد أوكرانيا و»إسرائيل» بالوتيرة نفسها. لقد وصلنا إلى نقطة تحول». وقال مدير عام الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، إن العاملين يعملون بورديات على مدار الساعة من أجل الحفاظ على وتيرة الإنتاج. وأضاف أن «قسماً من خطوط الإنتاج لدينا تعمل 24 ساعة يومياً وعلى مدار سبعة أيام أسبوعياً. وهدفنا هو الإيفاء بكافة تعهداتنا».
وأفادت صحيفة «هآرتس»، أول من أمس، بأن الجيش الإسرائيلي رفع من مستوى الضباط المخوّلين بالموافقة على استخدام ذخائر ثقيلة في الحرب على غزة والعدوان المتصاعد على لبنان، وذلك في ظل تراجع مخزون الذخيرة وفرض عدد من الدول حظرًا على تصدير الأسلحة إلى «إسرائيل».
في لبنان، بينما تواصل المقاومة قتالها الضاري ومواجهتها الملحمية مع الاحتلال في الجبهة الأمامية، موقعة الخسائر في جنوده وآلياته، كانت صواريخ المقاومة تسقط بالعشرات فوق كل شمال فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا وما بعد حيفا، وكانت تعلن بلسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنها بدأت حرب دفاع وطنية عن لبنان بعدما كانت جبهة إسناد لغزة، وأنّها جاهزة لوقف إطلاق النار، على أن تناقش بعد وقف النار سائر القضايا بما فيها كيفية تطبيق القرار 1701. وبعدما أكد قاسم رؤية الحزب لخطر الكيان على المنطقة وأحقية مقاومة الشعب الفلسطيني ووقوف الحزب معها، قال إن مقاومة الحزب اليوم معنيّة برد الحرب العدوانيّة على لبنان وهي تفعل ذلك وواثقة من قدرتها على ذلك حتى يسلّم الكيان بفشل حربه، مشيراً إلى ما أظهرته القدرة الصاروخية للمقاومة وما أظهره مجاهدوها على الجبهات الأمامية للقتال، معلناً جوهر قتال المقاومة تحت شعار إيلام العدو.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه الواسع على مختلف القرى والبلدات في لبنان، مخلفًا وراءه المزيد من الشهداء والضحايا، في حين أن الحراك الدولي لا يزال دون المستوى المطلوب لوقف إطلاق النار، رغم تأكيد البيت الأبيض، مساء أمس، أن «واشنطن تواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء الصراع في لبنان ومنع المزيد من التصعيد في المنطقة». هذا وتتواصل الدعوات الدولية لحماية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بعد التهديدات الإسرائيليّة لها، والتي بلغت حد اقتحام دبابتين إسرائيليتين بوابات قاعدة لـ»يونيفيل» في الجنوب. وأشار رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل ماكرون رداً على مهاجمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمم المتحدة، الى أن على نتنياهو أن يتذكر أن بلده نشأ بناء على قرار أمميّ. ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى وقف العدوان على لبنان ووقف حرب الإبادة على غزة، وقال إن المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة. واعتبر أمير قطر أن «»إسرائيل» اختارت عن قصد أن توسّع العدوان بتنفيذ مخططات معدّة سلفاً في مواقع أخرى، مثل الضفة الغربية، ولبنان». وأوضح أن الدوحة حذّرت من التصعيد في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه ومن عواقبه على المنطقة، ودعا إلى وقف العدوان على لبنان وتنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك القرار 1701.
وأمس، وعد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جمهوره بالنصر في إطلالة هي الثالثة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤكداً عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، يعني أن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بدّ من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرّك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة».
وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيُهزم أكثر.
وأكد أيضاً: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يوجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قويّ بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام».
وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، و»إسرائيل» هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمرّ، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة.
أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.
في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول إلى وقف إطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدّد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الأمن الدولي، خصوصاً أن معظم الدول متعاطفة مع لبنان». وأشار الى «أن خلال اتصالاتنا مع الجهات الأميركية الأسبوع الفائت أخذنا نوعاً من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والأميركيون جادّون في الضغط على «إسرائيل» للتوصل الى وقف إطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الإجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي أي ذريعة يستغلّها العدو الاسرائيلي».
ورداً على سؤال قال «إن الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة آلاف جندي إضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات أخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لأنها ستتسبب بخلافات إضافية.
علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، أي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559.
واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسطها على كل أراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملاً وهو يفي بالغرض».
وجدّد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تأييد لبنان الثابت للمبادرة الأميركية – الفرنسية التي تدعو الى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، وتمسكه بالتنفيذ الكامل والشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وشكر وزير الخارجية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل على مواقفه الداعمة للبنان ولسيادته واستقراره.
كما شكر الاتحاد الأوروبي على وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وتقديمه مساعدات إنسانية وإغاثية لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.
وشدّدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال على أهمية وقف إطلاق النار منعاً لتفاقم الوضع الذي قالت إنه لا يمكن التنبؤ به.
كما أكدت استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان ولبرنامج شبكة الحماية الاجتماعية فيه، ومواصلة تقديم المساعدات الطبية والإغاثية، مشددة على أهمية أن تتسم عملية تلقي المساعدات وتوزيعها بالشفافية وحسن الإدارة.
وفي الشأن الرئاسي، رأت السفيرة دو وال أنه لا يجب انتظار وقف إطلاق النار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر نيكولاس فون أركس، بحضور رئيسة بعثة لجنة الصليب الأحمر الدولي في لبنان سيمون كاسابيانكا اشلمان.
ووضع الوفد رئيس المجلس بأجواء عمل اللّجنة في لبنان في ظل الظروف الراهنة على ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان. كما تابع الرئيس بري تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي.
وسط هذه الأجواء، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان، حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ «من المقرّر أن أزور لبنان» من دون تحديد موعد هذه الزيارة.
الى ذلك تعقد قمة روحية استثنائية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وتأتي القمة عشية زيارة البطريرك الراعي إلى الفاتيكان للمشاركة في إعلان تطويب «الإخوة المسابكيين» في 20 تشرين الأول، وبحسب معلومات «البناء» فإن بكركي سوف تؤكد ثوابتها المتصلة بهوية لبنان الجامعة، والتمسك بالشراكة والوحدة الوطنية، كما أن البيان الذي سيصدر عن المجتمعين سيدعو إلى وقف إطلاق النار، ودعوة المجتمع الدولي الضغط على «إسرائيل» لوقف الاعتداءات على لبنان، فضلاً عن انتخاب رئيس للجمهورية، وانتظام عمل المؤسسات.
وليس بعيداً، استقبل رئيس الحكومة النائب فريد الخازن الذي بعد اللقاء «لا بد من التأكيد بعد لقاء رئيس الحكومة على وقف إطلاق النار والسعي لذلك، وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية والبابان يشكلان الحل أو المدخل إلى الحل لهذه الكارثة والحرب العدوانية التي يتعرّض لها لبنان. أما مسألة أي ملف له الأفضلية على الآخر وهل وقف إطلاق النار هو أولوية أو انتخابات رئاسة الجمهورية هي الأولوية، وأنا أؤكد ورئيس الحكومة أيضاً يوافق الرأي بأن وقف إطلاق النار والسعي لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، هما أولوية، لأن الأول يؤثر على الثاني والأول يحرّك الثاني، اما النقطة الأهم المطلوبة اليوم فهي مسألة التأكيد والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية والتضامن بين اللبنانيين الذي لا يجب أن يكون كلاماً بلا فعل. التضامن بين القوى السياسية اللبنانية وبين الشعب اللبناني يجب أن يكون وهو كذلك مع بعض الاستثناءات، ولكن بالمجمل هو كذلك، هذا التضامن يجب أن يستمر وان يترسخ ويعمل عليه».
أضاف «من هنا تأتي القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في البطريركية المارونية بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن الوطني».
وسياسياً أيضاً، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من كتلة «اللقاء الديموقراطي». وتحدث النائب بلال عبد الله باسم الوفد قائلا «نأتي إلى هذه الدار لكي نحاول أن نجد مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان، هذه الأزمة الوجودية في ظل عدوان إسرائيلي مستمرّ على شعبنا وأرضنا وأهلنا في كل لبنان، ووجدنا لدى مفتي الجمهورية كل التفهم والحرص على دعم الجهود التي يقوم بها وليد جنبلاط، وجهود الرئيس ميقاتي، والرئيس بري، والحوار مع كل القوى السياسية، لتأمين تسوية داخلية، تحمي ما تبقَّى من لبنان، إذا صح التعبير، وتحاول خرق الجدار الديبلوماسي، لوقف إطلاق النار».
ميدانياً، الغارات العنيفة تتنقل من البقاع الى الجنوب فالشمال. وإذ أعلن جيش العدو الاسرائيلي انه قتل «خضر العبد» المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة لحزب الله، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أنه استهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بِصلية صاروخية. واعلن انه اطلق مساء الإثنين صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب».
كما قام عند الساعة 12:30 من منتصف ليل يوم الثلاثاء بإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450». وقصف «مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية».
وقصف مدينة حيفا المحتلة واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصليتين صاروخيتين. وأعلن أن «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصره معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة». كما أعلن «الحزب» أنه قصف بالصواريخ تجمعاً لقوات إسرائيلية في موقع البغدادي، وخلة وردة والمرج.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على لبناني في بلدة عربصاليم، بتهمة العمالة لـ»إسرائيل».
وبعد خضوعه للتحقيق اعترف بالتهم المنسوبة إليه. فأفاد بأنه قام بتصوير مواقع أمنية في الجنوب وقام بتصوير بعض المباني والمواقع في الجنوب، وقدّم معلومات أمنية للموساد الإسرائيلي، تتعلق بأسماء أشخاص.
وخُتم التحقيق وحوّل للمحكمة العسكرية لمتابعة قضيته. وكان قد أفيد أن الأجهزة الامنية تتحرك بقوة لتوقيف العملاء حيث جرى توقيف عدد من الاشخاص في الأيام الماضية كانوا يلتقطون صوراً لأماكن تعرّضت لغارات إسرائيليّة، وتمت مصادرة هواتفهم المحمولة.