ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة في النبطية جنوبي لبنان، حيث قصفت مبنى بلدية المدينة، ما أدى الى استشهاد 16 مواطناً بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل، والأعضاء صادق إسماعيل، وخضر قديح، وقاسم حجازي، بالإضافة إلى مسؤول الإعلام محمد بيطار، والموظف محمد زهري.
وشنت طائرات الاحتلال أكثر من 10 غارات استهدفت مدينة النبطية، واستهدفت بشكل مباشر مبنى البلدية. حيث يعمل الموظفين بالإضافة إلى متطوعين، بتأمين احتياجات النازحين في المدينة.
وتعرضت مدينة النبطية لعدوان وحشي واسع بعد اقل من اسبوع على غارات دمرت سوقها التجاري، وسجل تنفيذ طيران العدو نحو 10 غارات جوية استهدفت معظم الاحياء فيها ودمرت العديد من المجمعات التجارية والسكنية، ومنها مبنى بلدية النبطية حيث كان رئيس البلدية الدكتور احمد كحيل وعدد من الاعضاء والموظفين والمواطنين يتابعون عملية توزيع مواد غذائية كعادتهم يوميا لتوزيعها على الصامدين في المدينة.
وادى العدوان على البلدية الى ارتقاء الدكتور كحيل شهيدا، وكل من عضو المجلس البلدي صادق اسماعيل، وقاسم حجازي، مسؤول اعلام البلدية محمد سليم بيطار، الموظف محمد زهري، هيثم مشلب، راغب جابر، فضل عواضة، احمد علي بيطار، علي بيطار، وفضل عباس غريبة، وجرح عضو المجلس البلدي خضر قديح.
كما ادت الغارات على النبطية الى استشهاد العنصر في الدفاع المدني ناجي فحص، وحيدر حريري، وحسن يوسف جواد.
كذلك تعرضت سراي النبطية الحكومية لغارة استهدفت مدخلها الشرقي، ودمرت معظم المكاتب الشرقية فيها ومدخلها والحاق اضرار بعشرات السيارات المركونة قربها.
وادت الغارات الى اضرار فادحة بمساحات كبيرة من المباني والمحال التجارية، وخاصة “سنتر فران” وسط السوق التجاري الذي دمر بالكامل، و”مكتبة النور” على طريق الجامعات، وصيدلية السلام على جادة نبيه بري، وميني ماركت في حي السراي القديم.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارة العدو الإسرائيلي على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها، أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد (16) وإصابة (52) بجروح.
الشيخ خميني ملك بعد مجزرة الاحتلال باستهداف مبنى بلدية #النبطية .. ثأرنا سنأخذه وشمس الحرية ستشرق من الدماء الكربلائية العزيزة pic.twitter.com/ThyKcsTAPU
— قناة المنار (@TVManar1) October 16, 2024
الخطيب شجب المجزرة الصهيونية في بلدية النبطية: نأسف حيال انحياز المجتمع الدولي لهذا العدو المجرم
وشجب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في بيان، “المجزرة الرهيبة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مدينة النبطية، وأدت إلى استشهاد رئيس واعضاء المجلس البلدي للمدينة”.
وقال الخطيب: “لقد هالنا هذا العمل الاجرامي الدنيء، رغم معايشتنا يوميا المجازر الدموية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت وسائر المناطق اللبنانية، لكن ان يستهدف مجلس بلدي حرص على البقاء في مدينته لرعاية ما تبقى من اهلها والنازحين فيها، لهو أمر يحملنا على الصدمة والألم، فضلا عن الأسف الشديد حيال انحياز المجتمع الدولي في غالبيته لهذا العدو المجرم وحيال عجز الأمم المتحدة عن ردع هذا الإجرام”.
أضاف: “لعل ما يصدمنا هو هذا الانحياز الفاضح للإدارة الأميركية لهذا العدو، والتي شهدنا خارجيتها اليوم تدين قصف المقاومة لجيش العدو ومستعمراته، من دون أن يرف لها جفن حيال المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في لبنان وغزة والضفة الغربية وسوريا واليمن. كما يؤلمنا هذا الصمت العربي حيال هذه المجازر، كأن ما يجري إنما يحصل خارج أرضنا وسمائنا”.
وتابع: “من هذا المنطلق، نشد على أيدي مجاهدينا ومقاومينا الأبطال الذين يتصدون لهذا العدو بكل ما ملكت ايمانهم، ونراهن على صمودهم وبأسهم وصبر شعبنا، لرد كيد العدو الى نحره. ونتوجه بخالص العزاء الى عائلات الشهداء، وعلى رأسهم رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ورفاقه الميامين، ونسأل الله ان يتغمدهم بواسع رحمته”.
ومن جانبه، أكد مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله تعليقاً على مجزرة بلدية النبطية، “تدل نتائجها عليها من حيث الانتهاك الانساني، فاستهداف بلدية النبطية أثناء عمل رئيس بلديتها ومن معه من أجل مساعدة الناس نضعه في خانة المجتمع الدولي”.
وأطلق الشيخ عبدالله “صرخة ضمير إلى المجتمع الإنساني من أجل أن يقف في مواجهة الظلم والاحتلال الصهيوني”.
مكتب الشؤون البلدية في حركة “أمل” بعد إستهداف بلدية النبطية: جريمة تستدعي تدخلا مباشرا من المعنيين وعلى رأسهم الامم المتحدة لوقف آلة الحرب الاسرائيلية
وصدر عن مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة “أمل”، بيان، بعد الغارات الاسرائيلية الوحشية التي استهدفت مبنى بلدية النبطية وسقوط من كان فيه بين شهيد وجريح ومن بينهم رئيس البلدية الدكتور أحمد كحيل، أشار الى انه “ليس خافيا على أحد وحشية العدو الصهيوني وجرائمه في حق البشر والحجر في لبنان، إلا أن كذبه اليوم كان مفضوحا بعد زعمه وجود مراكز تابعة للمقاومة ليبرر أمام العالم جريمة قصف مركز رسمي وادارة محلية تابعة للدولة اللبنانية ودور من كان يوجد هناك وعلى رأسهم رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل هو مساعدة الصامدين والنازحين من أهلنا وتقديم العون والخدمات الاساسية لهم”.
وتابع البيان :” إن أقل ما توصف به هذه الجريمة المتمادية بأنها خروج على كل القوانين والاعراف الدولية وضرب بعرض الحائط لأبسط الحقوق الإنسانية، الامر الذي يستدعي التدخل المباشر من قبل المعنيين وعلى راسهم الامم المتحدة لوقف آلة الحرب والقتل الاسرائيلية في حق الادارات الرسمية وفرق الاغاثة والاسعافات والدفاع المدني واعضاء اللجان البلدية وادارة الكوارث في المحافظات والبلديات”.
وتقدم مكتب البلديات المركزي من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ومن محافظ النبطية بالانابة هويدا الترك ومن اهالي الشهداء والجرحى بواجب العزاء باستشهادهم، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.
ميقاتي بعد مجزرة النبطية: ما الذي يردع العدو عن جرائمه؟
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الأربعاء، العدوان الإسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية، الذي استهدف اجتماعًا للمجلس البلدي لمناقشة الأوضاع الخدماتية والإغاثية في المدينة.
وأشار ميقاتي إلى أن “هذا العدوان، الذي يأتي مع استمرار الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، يُعتبر بمثابة رسالة إلى العالم الذي يتجاهل عمداً هذه الجرائم، مما يعزز من تمادي إسرائيل في أفعالها الإجرامية”.
وأضاف، “إذا كانت جميع دول العالم عاجزة عن ردع هذا العدوان المستمر على الشعب اللبناني، فهل يُجدِي اللجوء إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار؟ وما الذي يمكن أن يردع العدو عن جرائمه، التي وصلت إلى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب؟ وأي حل يمكن أن يُرجى في ظل هذا الواقع؟”.
مولوي دان الإعتداءات الاسرائيلية على مبنى البلدية في النبطية ومحيطه معزيا بالشهداء: العدوان حصل أثناء تنسيق أعمال الإغاثة
ودان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي “بشدة الإعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت مبنى البلدية في النبطية ومحيطه والتي أدت إلى استشهاد رئيس البلدية وعدد من أعضاء المجلس البلدي وموظفين مدنيين، وكذلك إلى استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني وجرح آخرين، وإصابة مواطنين أبرياء”.
وقال في بيان:” ان استهداف مبنى البلدية حصل أثناء تنسيق أعمال الإغاثة وتجهيز المساعدات لتوزيعها على الأهالي الموجودين في مدن وقرى المنطقة والصامدين في وجه ما يتعرضون له من حرب عليهم وعلى لبنان.
وتوجه مولوي إلى اللبنانيين بالعزاء” بشهداء الخدمة العامة والواجب “متمنياً للمصابين” الشفاء العاجل”.