بدأت معالم المجموعة الثانية التي تضم "الفدائي" إلى جانب كوريا الجنوبية والعراق والأردن وعُمان والكويت تتضح مع انتهاء لقاءات الجولة الرابعة من تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة لمونديال 2026.
على صعيد الصدارة وصراع المركزين الأول والثاني المؤهلين بشكل مباشر، بات منتخب كوريا الأقرب لانتزاع البطاقة الأولى في ظل انتصاراته في آخر 3 جولات، جمع 10 نقاط من تعادل سلبي أمام "الفدائي"، و3 انتصارات على عُمان والأردن والعراق، وهو مرشح فوق العادة لتجاوز الكويت في المواجهة المقبلة.
وانحصر الصراع على المركز الثاني بين منتخبي العراق والأردن، وكلاهما يملك 7 نقاط، من انتصارين وتعادل وخسارة، والمواجهة المقبلة بينهما في الجولة الخامسة، الشهر المقبل، مهمة، ومن المتوقع أن يستمر الصراع على الوصافة حتى الجولة الأخيرة من لقاءات الإياب، أما المركز الرابع المؤهل للملحق فتتنافس عليه منتخبات عُمان 3 نقاط، والكويت 3 نقاط، وفلسطين نقطتين.
"الفدائي" في لقاء الكويت فرطَ بانتصار في المتناول، وكان سيحسن من وضعيته، خاصة أنه سيواجه، الشهر المقبل، منتخب عُمان على أرضه في مباراة مصيرية للمنتخبين، تليها مباراة كوريا الجنوبية.
نقطة التعادل التي تحققت للفدائي في أواخر لقائه مع الكويت مقبولة في ظل ظروف المجموعة وخسارة عُمان برباعية أمام الأردن، هذه النقطة حافظت على آمال المنافسة على المركز الرابع لأن الفارق نقطة مع عُمان والكويت وهذا يمكن تجاوزه في أي مواجهة مباشرة.
"الفدائي" قدم مباراة طيبة هي الأفضل له على الصعيد الهجومي أمام الكويت، وكان الأفضل، لكنه أهدر الفوز بسبب أخطاء بسيطة غيرت من مسار اللقاء أكثر من مرة، فركلة الجزاء التي تقدم بها "الأزرق" وتسبب بها المدافع عميد محاجنة كانت مجانية وغير مبررة لكرة غير مؤثرة، ومنحت الكويت التفوق في الوقت الذي كان فيه "الفدائي" الأقرب لإحراز هدف التقدم بوجود أكثر من فرصة محققة وأيضاً الأفضلية في الاستحواذ والانتشار، ومع ذلك كان "الفدائي" قادراً على العودة وتحصل على ركلة جزاء قبل نهاية الشوط الأول أدرك من خلالها وسام أبو علي التعادل.
في الشوط الثاني، وفي الوقت الذي دفع فيه الجهاز الفني بالثنائي الهجومي عدي الدباغ وتامر صيام لزيادة الضغط على الكويت ودعم الهداف وسام أبو علي، ارتكب المدافع الأيسر سالدانو خطأ قاتلاً وغير مبرر للاعب محترف تسبب بطرده بعد نيل البطاقة الصفراء الثانية، الطرد اربك الحسابات وزاد عبء اللقاء على اللاعبين، ومع ذلك كانت الأفضلية والفرص لصالح "الفدائي" الذي أهدر العديد من الفرص المحققة للتسجيل، خاصة فرصتي أبو علي من انفراد تجاوز بها الحارس وسدد بالخارج، وكرة الدباغ الذي أنقذها ببراعة الحارس وحولها لركنية.
الكويت استغلت النقص العددي والجبهة اليسرى لتعود للتقدم مرة ثانية بكرة خطفها مهاجم الكويت قبل محمد صالح الذي كان يتعين عليه أن يكون السباق، لكن مع ذلك، استمر "الفدائي" في مسعاه وروحه العالية ورغبته بالتعادل وهذا أمر يحسب للاعبين ونجحوا بالفعل في العودة برأسية ذهبية للبديل الناجح زيد القنبر قبل دقيقتين على صافرة النهاية.
الأمور في المجموعة الثانية أصبحت واضحة المعالم، و"الفدائي" إذا ما أراد الحصول على المركز الرابع فهو مطالب على الأقل بالفوز على عُمان والكويت في المواجهات المباشرة المتبقية بينهم، والبداية لا بد أن تكون في اللقاء القادم أمام عُمان، وما دون ذلك ستتبخر آمالنا بمواصلة المشوار والتأهل لـ "الملحق".