السيد الحوثي: المجاهدون في غزة ولبنان هو خط الدفاع الأول عن الأمة

موقع المنار

السيد الحوثي: المجاهدون في غزة ولبنان هو خط الدفاع الأول عن الأمة

  • منذ 1 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

حوثي

أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه اليوم الخميس أن” العدو الصهيوني يحمل مشاريع توسعية عدوانية تستهدف المسلمين والعرب جميعاً”، مشيراً إلى أن” المجاهدين في غزة ولبنان اليوم هم يمثلون خط الدفاع الأول عن الأمة ويعملون على إفشال مشروع العدو الصهيوني الاستعماري الإجرامي”.

وتساءل السيد الحوثي :”إذا لم يجاهد المسلمون الآن فمتى سيجاهدون؟ فالعدو يسيء إلى نبيهم ومقدساتهم، والمشروع الصهيوني واضح وصريح ومعلن، وهو موجود في كتبهم وثقافتهم ومعتقداتهم ومخططاتهم وتوجهاتهم بما يسمى “إسرائيل الكبرى” ولا يمكن أن يوقف هذا المشروع إلا الجهاد، وجهاد المجاهدين في فلسطين ولبنان”.

وتابع :”لو تخلص العدو من المجاهدين في لبنان وفلسطين لكان اتجه وفق ذلك المشروع ليسيطر على الشام بأكملها، على سوريه والأردن، والعراق وعلى أجزاء من مصر، وعلى ثلاثة أرباع المملكة العربية السعودية، ومكة والمدينة مستهدفة من العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “هناك مقالات وتصريحات وخطط لتحقيق هذه الأهداف العدوانية التي تستهدف أمتنا الإسلامية”.

وأكد السيد أن “الذي يعيق العدو هو صمود المجاهدين في غزة ولبنان، والعدو الإسرائيلي يسعى للتخلص من هذا العائق، وإذا حقق أية نتيجة فهو يفصح عن مخططاته”.

الاستجداء ليس خياراً

وجدد سماحته، التحذير من مخاطر حالة الصمت والخنوع والتواطؤ التي تشهدها المنطقة العربية حيال المشاريع الصهيونية الاستعمارية التي تستهدف الجميع، مؤكداً أن” أنظمة التطبيع والشعوب الصامتة لن تكون بمأمن من هذا العدو اللدود”.

ونوه إلى أن “العدو يتحرك ضمن أهداف شيطانية توسعية تشاركه أمريكا في الخلفيات والأهداف والتوجهات، وهي تشكل خطورة على أمتنا بكلها، ولذلك عندما طالت الأحداث، ظهر أن السبب فيها أمريكا”.

وقال السيد  إن “الحالة بالنسبة للعرب حساسة، لأنه لن يجديهم اللجوء لتلك المنظمات، و لن يصلوا إلى نتيجة، فنتنياهو في الأمم المتحدة يظهر في خريطة يلغي فيها فلسطين بكلها، فالعرب اليوم لن يفيدهم استجداء السلام مع أمريكا، ولا حتى العمالة ولا حتى الخيانة والتطبيع، لأن كل ذلك تقريب لتحقيق أهدافه”.

وأضاف: “التوجه الأمريكي والغربي هو ربط الكل في المنطقة بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة، سياسياً، وعسكرياً وثقافياً لما يخدم المصلحة الإسرائيلية ويعزز من سيطرة ونفوذ العدو”.

وجدد التأكيد على أن “الخيار ليس الاستجداء للسلام، وإنما في الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو”.

وخاطب السيد زعماء العرب المتواطئين: “أقول لكل المتربصين الذين يعتقدون أنهم بمنأى، ليس هناك بمأمن من إسرائيل، فأهداف هذا العدو واضحة، فعندما يتحدث المجرم عن تغيير الشرق الأوسط، فهو يريد أن تكونوا مستباحين، وأن تكونوا تحت سيطرته”، لافتاً إلى أنه “لا شراكة مع الإسرائيلي وإنما ذل ومهانة وعبودية، وما يظهره هو مرحلة مؤقتة، وبما يساعده في تحقيق أهدافه كاملة في المرحلة المقبلة”.

وتابع:”لن يحميكم الأمريكي من الإسرائيلي، فهما وجهان لعملة واحدة، أهدافهم مشتركة، وكلهم أعداء لهذه الأمة”.

أمريكا شريكة في كل الجرائم

وأشار السيد الحوثي إلى أن أمريكا شريك في الجرائم التي تحدث في غزة ولبنان، وأنه لولا ذلك الدعم والشراكة والمستوى من الدعم الأمريكي لما استطاع العدو الاستمرار كل هذا الوقت وبهذه الوتيرة من العدوان والإجرام.

وأوضح أن” أمريكا زودت العدو الإسرائيلي بالآلاف من القنابل لقتل المدنيين، ولإحراقهم في مخيماتهم، ولاستهداف المدارس، وهي مكتظة بالنازحين، ولتدمير الأحياء، وهي قنابل قدمتها أمريكا للإسرائيليين ليقتلوا بها الشعبين اللبناني والفلسطيني، مبيناً أن أمريكا قدمت أفتك القنابل ليقتل بها الإسرائيليون الأطفال والنساء، ويسعون من خلال هذه الأسلحة المصنفة بأنها محرمة دولياً لإبادتهم”.

ونوه إلى أن” الأمريكي من خلال كل هذا الدعم يسعى إلى تمكين الإسرائيلي من السيطرة على المنطقة، وتحقيق مخطط الصهاينة الكبير “إسرائيل الكبرى” للسيطرة الكاملة على المنطقة، سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، حتى تبقى شعوب المنطقة بلا حرية، ولا استقلال ولا كرامة، وليس لها الحق أن يكون لها وجودها الحضاري المستقل المنتمي إلى الإسلام، وإنما تكون مستباحة للإسرائيلي، يجعل منها ألعوبة يستغلها في كل ما يشاء”.

ورأى السيد  أن” هذه الأحداث لم تأت صدفة، أو أن الجميع تفاجأ بها، وإنما هي سلسلة لما قبلها، فمعاناة الشعب الفلسطيني هي لأعوام طويلة منذ 75 سنة من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وهم منذ اليوم الأول- أي الصهاينة- يحظون بالدعم الغربي، وظهروا كمجرمين، متوحشين بدعم غربي، ويفعلون كل ما يشاءون وما يريدون، وهم فوق القوانين، والأنظمة وواقع العرب أمة صودرت حقوقها”.

جولة مهمة من الصراع

وبين السيد أن” هذه الجولة أهم ما فيها أنها تجعل هذا الجيل من أبناء العرب والمسلمين يعرفون ما قد غيب عنهم في المراحل الماضية، في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وفي وسائل الإعلام، ويعرفون ما غيب عنهم على مستوى التثقيف والكتابات، ويتعرفون على عدوانية الصهاينة، ومؤامراتهم ومستوى ما يسعون لتحقيقه”.

وتابع: ” كذلك من كان قد نسي من أبناء الجيل الماضي، الذين قد نسوا ما حدث ليتذكروا هذه الأحداث، وما هي أهداف العدو، وتوجهاته، ووحشيته”.

وأوضح السيد أن” هذه الأحداث أظهرت للجميع أنه لا أمم متحدة، ولا مجلس الأمن، ولا أعراف وقوانين يمكن أن يدفع خطر العدو الإسرائيلي، وأن الحل هو أن تنهض هذه الأمة المستهدفة بمسؤوليتها الدينية والأخلاقية، أن تتحرك وفق ذلك لدفع الخطر عن نفسها”.

أهمية الوعي

وركز السيد الحوثي في خطابه حول نقطة مهمة جداً، وهي مسألة الوعي بما يدور حولنا من أحداث.

وقال السيد  إن” الله عز وجل يريد لنا كمسلمين أن نكون على درجة عالية من الوعي، ولذلك تحدث في القرآن بتوسع عن اليهود، وعن فريق الشر والغدر والظلم والإجرام والكفر من أهل الكتاب، وأخبرنا عنهم حتى لا نكون أغبياء، وألا ننظر إليهم بنظرة المنخدعين بهم، والواقع بكل ما فيه هو يقدم الشواهد الكثيرة بما ذكره الله عنهم في القرآن”.

العدو يسعى للإبادة الجماعية

وقال السيد ا:”بات من الواضح أن العدو يسعى لاستئصال الشعب الفلسطيني في شمال القطاع، ويسعى للإبادة الجماعية، والتهجير القسري، فهو يدمر كل المباني، وأكثر من 50 ألف وحدة دمرها العدو في شمال القطاع، كما أنه يستخدم ليس فقط القنابل الأمريكية والأحزمة النارية، بل استخدم البراميل المتفجرة والأطنان من المتفجرات للنسف الكامل للبيوت، ويحاول ألا يبقى في شمال القطاع أي معالم، ولا استقرار أو حياة فيها”.

وأضاف: “كذلك القتل الجماعي في المنازل وفي الشوارع والطرقات وحتى عندما يتجه البعض للنزوح، حتى من يخرج منهم يستهدفهم في الشوارع والطرقات، إلى درجة أنه لم يتمكن الناس من انقاذ الجرحى، ولا انتشال الجثامين في الشوارع، منوهاً إلى أن العدو يسعى لمنع الغذاء والماء عن الشعب الفلسطيني شمال قطاع غزة، حتى يميتهم بالظمأ والجوع، وبشكل وحشي أمام مرأى ومسمع من كل دول العالم.

وأكد  أن” المأساة الأكبر تحدث في مخيم جباليا، حيث القتل الجماعي، والتعذيب بالجوع والعطش، لافتاً إلى أن العدو يركز على استهداف المستشفيات، ويمنع تقديم الخدمات الطبية، ويمنع حتى إخراج الأطفال من الحضانات، وهو يستهدف الجميع بكل وحشية وكل اجرام، وكل ذلك يتم بدعم ومشاركة أمريكية ودعم غربي ومساندة غربية، مؤكداً أن الوضع في شمال غزة عار على المجتمع البشري والأمة الإسلامية، التي مهما كبرت المأساة، ومهما اشتد الظلم لا تتحرك أكثر، ولا يتغير الواقع، وهي في  روتين مستمرة عليه، وكأن ما يجري هناك شيء عادي”.

وأثنى السيد على المجاهدين في قطاع غزة، مؤكداً أنهم ثابتون، ومستمرون في عملياتهم البطولية التي تنكل بالعدو، منوهاً إلى أن كتائب القسام نفذت ما يقارب 35 عملية استهدفت فها قوات العدو في مختلف محاور القتال، وسرايا القدس قصفت بالصواريخ إلى مغتصبات غلاف غزة، موضحاً أن ثبات المجاهدين له دلالات مهمة، داعياً الجميع إلى تقديم الدعم لهم بكل الوسائل، العسكرية، والمالية، والإعلامية.

جبهة اليمن مستمرة

وأكد سماحته ان “جبهة اليمن مستمرة، وأن عدد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي التي تم استهدافها ومعه الأمريكي والبريطاني بلغت 196 سفينة”.

وقال إن” الإسناد اليمني مستمر بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى فلسطين المحتلة، وعمليات هذا الأسبوع، نفذت بـ 25 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة”.

وأشار إلى أن “خروج الشعب اليمني في ذكرى طوفان الأقصى كان الأكبر على مستوى العالم، والذي جاء تلبية لدعوة إخوتنا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث لم يخرج شعب في أي بلد، كما حدث في اليمن، وهذا يدل على التفاعل والجدية مع المجاهدين في فلسطين”.

وبخصوص العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، وآخرها ما حدث الأمس أوضح السيد القائد أن العدو الأمريكي والبريطاني يواصل السعي لتوريط الآخرين ضدنا لكنه يفشل حتى الآن، وإن شاء الله سيفشل بشكل مستمر.

وأكد السيد ان” الشعب اليمني العزيز مستمر في موقفه مع فلسطين ولبنان وضد عدو الله وعدو الإنسانية وعدو الإسلام والمسلمين الصهيوني اليهودي وأعوانه وشركائه، وهو مستمر في جهاده عسكرياً وإعلامياً، واقتصادياً، وبالأنشطة الشعبية، ومستمر في خروجه المليوني الأسبوعي الذي هو جزء من جهاده، و يعبر عن وفائه ومصداقيته وثباته الذي لا يتزحزح”.

العدو الإسرائيلي لن يتوقف عن مؤامراته على لبنان

واضاف السيد الحوثي :” العدو الإسرائيلي يشن حربا نفسية مع الأمريكي بهدف خلخلة الجبهة اللبنانية وإثارة الفتن في الداخل وتحريك بعض الجهات السياسية بهدف الابتزاز،  من خلال العدوان والضغط الذي يمارسه العدو الإسرائيلي فهو يهدف إلى تغيير الوضع السياسي في لبنان”.

وتابع:” العدو الإسرائيلي يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا للبنان منذ إنشاء الكيان المحتل”.
وأضاف:” ضمن المعتقدات والثقافة الإسرائيلية لبنان هو مُستهدف، والعدو الإسرائيلي طامع للسيطرة عليه واتجه سابقا لاحتلاله لكنه طُرد بعد أن وصل إلى بيروت”.

واردف قائلا:” المجاهدون الأعزاء والأبطال في حزب الله ومن وقف معهم وساندهم كان لهم الدور المحوري والأساسي في طرد العدو الإسرائيلي من لبنان”.
واضاف:” العدو الإسرائيلي لن يتوقف عن مؤامراته على لبنان، ولا يزال متجها بتوجّه العداء بشكل مستمر تجاه لبنان وفي تحضيرات دائمة للعدوان عليه”.

العدو هو الذي انتهك السيادة الإيرانية

وشدد السيد على” دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التصدي للعدو الصهيوني وردعه باتت مسؤولية وواجب ملزم”، مؤكداً أن” العدو الصهيوني استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مرأى ومسمع من الجميع، وبدأ هو بالاعتداء، واستهدف القائد الكبير إسماعيل هنية -رضوان الله عليه- في طهران وهو ضيف لدى الجمهورية الإسلامية في ايران، واستهدف أيضاً الإيرانييين في سوريا في القنصلية، وغيرها من الاستهدافات والاغتيالات الكثيرة حتى في داخل ايران”.

وأضاف: “العدو هو الذي انتهك السيادة الإيرانية، وعندما ترد ايران عليه وفق حقها بكل الاعتبارات الشرعية والقانونية وحتى وفق مواثيق الأمم المتحدة، فإن الإسرائيلي والأمريكي يعتبران هذه مشكلة وتصعيداً، لأن المعادلة التي تريدها أمريكا ودول الغربي هي الاستباحة لصالح العدو، وأن يكون كل بلد عربي مستباحاً للعدو الإسرائيلي، أن يقتل من أراد، دون حتى ردة فعل”، مؤكداً أن “هذه معادلة غريبة، وغير مقبولة “.

ونوه إلى أن “المعادلة التي يريد الأمريكي فرضها على منطقتنا لا يمكن أن تتم في ايران، فالموقف الإيراني واضح وشجاع، فإيران لها الحق أن تتصدى للطغيان الصهيوني، وهي أيضاً مسؤولية المسلمين أن يجاهدوا في سبيل الله، والتصدي للعدو الإسرائيلي”.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>