العراق: ارتباك أمني في الناصرية إثر احتجاجات شعبية سبَّبت سقوط جرحى

العربي الجديد

العراق: ارتباك أمني في الناصرية إثر احتجاجات شعبية سبَّبت سقوط جرحى

  • منذ 1 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تشهد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، التي تعد معقل الاحتجاجات الشعبية في البلاد، ارتباكاً أمنياً على إثر تظاهرات شعبية سجلتها أمس الجمعة احتجاجاً على مداهمة الأمن منازل ناشطين واعتقال عدد منهم، فيما شهدت التظاهرات وقوع جرحى من المتظاهرين وعناصر الأمن.

والأسبوع الماضي نفذ الأمن في المحافظة عمليات دهم لمنازل ناشطين في التظاهرات الشعبية، واعتقل عدداً منهم، الأمر الذي أثار موجة غضب شعبي، ولا سيما أن عمليات الدهم والاعتقال قد وصفت بأنها تعسفية، وأنها تستهدف الناشطين بتظاهرات 2019. على الرغم من أن قيادة شرطة المحافظة أكدت في حينها، أن الاعتقالات جاءت بحسب مذكرات قبض قضائية صادرة من المحاكم المختصة، وأنها لم تكن عشوائية، ولم تستهدف أشخاصاً غير مطلوبين للقضاء.

وعلى إثر ذلك شهدت مدينة الناصرية أمس الجمعة، خروج المئات من المتظاهرين الرافضين لحملات الاعتقال، والمطالبين بإطلاق سراح المعتقلين وإقالة المحافظ وقائد شرطة المحافظة. وتطورت التظاهرات ليلاً بعدما أغلقت قوات الأمن ساحة الحبوبي، وهي ساحة التظاهر الرئيسة في المدينة، وحاولت منع المتظاهرين من الوصول إليها بالقوة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء، واندفع المئات من المتظاهرين نحو الساحة التي تمكنوا من الوصول إليها، بعد اشتباكات مع الأمن سبَّبت سقوط جرحى.

وبحسب الناشط، علي المطيري، أصيب تسعة متظاهرين نتيجة محاولتهم الوصول إلى ساحة الحبوبي بجروح وكدمات، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الأمن حاول منعنا بالقوة، مع العلم أن تظاهراتنا سلمية ومطالبنا سلمية".

وأكد المطيري "أننا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين من المحتجين، وإقالة المحافظ وقائد الشرطة"، مشدداً على أن "التظاهرات ستتطور وقد تصل

إلى بغداد في حال لم تلبّ مطالبنا المشروعة. المتظاهرون لا تمنعهم عمليات القمع الأمني، ولا يسكتون على استباحة حقوقهم".

إصابات بين عناصر الأمن

من جهتها، أعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار، ليل أمس الجمعة، إصابة 21 ضابطاً ومنتسباً خلال أعمال شغب رافقت التظاهرات. وقالت القيادة في بيان، إن "الدستور العراقي كفل حق التظاهر السلمي، وإن من الواجب على القوات الأمنية العمل على حماية المتظاهرين وتوفير الأجواء الآمنة لهم لكي يمارسوا حقهم للمطالبة بالحقوق المشروعة".

وأضافت أن "قيادة شرطة محافظة ذي قار قامت بتأمين الحماية الكاملة للمتظاهرين، إلا أن بعضاً من مثيري الشغب اعتدوا على القوة المكلفة بحماية التظاهرة، مما أدى إلى إصابة 3 من الضباط و19 منتسباً، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج".

مبادرة للتسوية

من جهته، أعلن مجلس محافظة ذي قار، مبادرة لتسوية قضايا المتظاهرين، وقال عضو المجلس أحمد الخفاجي في مؤتمر صحافي، ليل أمس، إن "المجلس أعلن إطلاق مبادرة جديدة، تهدف إلى تهدئة الأوضاع الحالية ومعالجة قضايا المتظاهرين وفق الأطر القانونية"، مبيناً أن "هذه المبادرة تضمنت عدة نقاط رئيسية أولها تحويل التهم الموجهة ضد المتظاهرين من جرائم إرهاب إلى مراكز الشرطة المحلية".

وأضاف الخفاجي أن "المبادرة نصت أيضاً على تسليم جميع المطلوبين من المتظاهرين إلى مراكز الشرطة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، كما شملت المبادرة أيضاً تصفية قضايا المحتجزين وإطلاق سراح من يتم قبول كفالته، مع إبقاء القضايا المتعلقة بالحق الشخصي ضمن اختصاص القضاء ليبت فيها وفق القانون"، مشدداً على أن "تنفيذ هذه المبادرة يتطلب تعاون المحافظ وقيادة الشرطة للعمل على عبور الأزمة واستعادة الاستقرار في المحافظة".

انتشار أمني مكثّف

ومنذ ليل أمس، تشهد المدينة انتشاراً أمنياً مكثفاً بعد نزول المئات من عناصر الأمن في ساحة الحبوبي، والطرق المؤدية إليها، فضلاً عن عدد من الشوارع والتقاطعات. وقال ضابط في شرطة المحافظة، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الوضع الأمني حالياً شبه مستقر، إلا أن التظاهرات قد تتجدد في أي لحظة".

وأكد أن "التوجيهات صدرت بحماية المتظاهرين وحماية المؤسسات الحكومية من أي أعمال شغب"، مبيناً أن "الانتشار الأمني سيستمر خاصة في محيط الدوائر الحكومية وبعض المناطق المهمة".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، يحذر ناشطون من استفزاز الشارع في ذي قار، وقال الناشط فراس السراي، في تدوينة له على "إكس"، "احذروا غضب شباب الناصرية"، مشدداً "كفاكم ظلماً".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>