ترك برس
أعلنت تركيا أنها ستطرح موقفها من التطورات على الساحة السورية، خلال قمة وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وذلك بالتزامن مع تشديدها التدابير الأمنية والعسكرية على حدودها مع هذا البلد العربي عقب مناوشات مسلحة طالت الأراضي التركية أيضاً.
وفي تصريحات صحفية قبيل توجهه إلى قمة وزراء دفاع الناتو، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إنه سيشارك حلفاء بلاده في الحلف موقف أنقرة وتقييمها بخصوص سوريا والعراق ومنطقة البلقان.
وأضاف: "سنؤكد أن عملياتنا لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق مستمرة بحزم ودون توقف".
وأشار إلى أن تركيا "تنتظر نفس المكافحة الحازمة من حلفائها ضد الإرهاب، وخاصة بي كي كي وامتداداته".
من جانب آخر، ذكر الوزير التركي أنه سيؤكد خلال الاجتماع على ضرورة "تحقيق وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وأضاف وزير الدفاع التركي أنه سيؤكد أيضاً خلال الاجتماع على ضرورة "اتخاذ موقف حازم وواضح من أجل إطلاق سراح الأسرى، والعودة إلى محادثات السلام على أساس حل الدولتين".
في الأثناء، عزّز الجيش التركي الإجراءات الأمنية على الحدود مع سوريا، على خلفية سقوط قذائف «آر بي جي 7» في حقل ألغام داخل الأراضي السورية، بالقرب من قريتي أويلم وأكينجيلار، في كليس، جنوب تركيا، ما أدى إلى نشوب حريق وحالة ذعر بين السكان.
وتحدثت تقارير عن تحليق للطيران التركي على الحدود، فيما تناقلت منصات للتواصل الاجتماعي أخباراً عن هجوم على حدود تركيا من داخل الأراضي السورية، نفاها مركز مكافحة التضليل، التابع لدائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية.
وقال مكتب والي كيليس، في بيان، ليل الأربعاء - الخميس، إن «مقاطع الفيديو المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي تتعلق بالجانب السوري من الحدود، وإن القذائف لم تستهدف تركيا، ولكن تم إطلاقها عن طريق الخطأ خلال اشتباكات بين فصيلين معارضين في أعزاز بسوريا، ولم يكن هناك أي هجوم على كليس».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع اشتباكات عنيفة، الأربعاء، بين فصائل مسلحة متنافسة ضمن «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، قرب قرية حوار كلس بمحافظة حلب، وتحديداً بين القوة المشتركة وفرقة «السلطان مراد» من جهة، وفصيل «صقور الشمال» من جهة أخرى، بعد محاولة القوات المشتركة اقتحام مقر «صقور الشمال»، وتدخل فصيل «الجبهة الشامية» لمساعدة «صقور الشمال»، وفكّ الحصار عن حوار كلس.
وتناقلت منصات في تركيا، مساء الأربعاء، ادعاءات حول وقوع هجوم على الحدود التركية من داخل الأراضي التركية، وهو ما دفع مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع لمديرية الاتصالات في رئاسة الجمهورية للتعليق على الأنباء المتداولة.
وقال المركز، في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "قذيفة RPG-7، سقطت بعد ارتدادها (نحو الجانب التركي) من الصراع على الحدود التركية السورية، في المنطقة الملغومة وتسببت في نشوب حريق".
وأضاف أن القوات التركية المسلحة ليس لها أي دور في الصراع الذي تسبب بانطلاق القذيفة في الجانب السوري، نافيا صحة الادعاءات المتداولة حول وجود هجوم على الحدود التركية.
من جهتها، علق والي كيليس الحدودية على الحادثة، في بيان، موضحا أنه "في حوالي الساعة 17.53 من مساء اليوم، سقطت قذيفة واحدة من طراز RPG-7 على المنطقة الملغومة وتسببت في نشوب حريق في النباتات".
وأوضح أن القذيفة جاءت نتيجة "صراع بين مجموعتين من الجيش الوطني السوري (تشكيل عسكري مدعوم من تركيا) في المنطقة داخل الحدود السورية، مقابل قرية أكنجي الواقعة في مدينة كيليس".
وشدد على أنه "لم يكن هناك أي هجوم على مدينة كيليس في الحادثة"، موضحا أن المشاهد المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعود للجانب السوري من الحدود.
وتأتي الحادثة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وسط تكثيف الطيران الروسي الحربي غاراته على أرياف محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لليوم الثالث على التوالي. ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وهذه الغارات المتواصلة، جاءت على وقع تداول أنباء حول عملية عسكرية مرتقبة للمعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهو الأمر الذي دفع النظام السوري إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال مع المعارضة، وذلك بالتزامن مع تقارير عن توغل الاحتلال الإسرائيلي بريا في جنوب سوريا.