يسعى العراق والسعودية إلى القيام بدور يُخفف حدة الصراع الذي تشهده المنطقة، والاستفادة من علاقاتهما وتأثيرهما على الفاعلين المباشرين وغير المباشرين في الحرب الدائرة في غزة ولبنان.
والثلاثاء، ناقش رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال اتصال هاتفي "جهود إنهاء الحرب في المنطقة".
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، قال أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري إن "العراق نقل رسالة إلى ولي العهد محمد بن سلمان يبين فيها موقفه عن طبيعة التسوية التي يُعد لها في المنطقة".
وأضاف: "يمكن للعراق أن يضغط على الفصائل المسلحة كي لا تنخرط في هذه الحرب وتُجنب الجغرافية العراقية الخطر، ويمكن أن يجري (العراق) حديثاً مباشراً مع إيران لإيقاف عمليات التصعيد والدعم لجنوب لبنان والاتجاه نحو الحل السياسي".
وبحسب الشمري، فإن "تنسيق المواقف بين بغداد والرياض في هذه الفترة، مهم".
وقال الباحث السياسي السعودي سلمان الأنصاري لموقع "الحرة": "هذه الأوقات تعتبر حرجة جدا في منطقة الشرق الأوسط، وتتطلب تنسيقاً مشتركاً عالي المستوى وعلى كل المستويات بين الدول".
وأضاف: "يبدو أن أنباء اقتراب موعد الضربة الإسرائيلية على إيران، ألقت بظلالها على الاتصال بين رئيس الحكومة العراقية وولي العهد السعودي، فانعكاسات الهجوم مؤكدة على العراق والمنطقة، خصوصاً إذا ما توسعت دائرة المواجهات المباشرة وغير المباشرة".
وتحدث الأنصاري عن طبيعة العلاقات بين بغداد والرياض، ووصفها بـ"الإيجابية"، وأشار إلى أن "ولي العهد السعودي لديه علاقات مميزة مع القيادات العراقية، وحريص على أن يزدهر العراق ويأخذ مكانه الطبيعي، مما سينعكس بالإيجاب على كل المنطقة".
وعلى الرغم من أن الحرب ما زالت على المستوى الجغرافي في غزة ولبنان، فإن العراق والسعودية ليسا بعيدين عن تأثيراتها، خاصة مع تهديدات ميليشيات موالية لإيران باستهداف دول خليجية، والمخاطر التي يواجهها العراق نتيجة شن هجمات على إسرائيل من أراضيه.
وأطلقت السعودية في أواخر سبتمبر الماضي مبادرة "التحالف الدولي لتنفيذ لحل الدولتين" في مسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأعلن العراق في السابع والعشرين من سبتمبر، دعم مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان، محذرا من أن استمرار الحرب ستكون له عواقب خطيرة.