العراق وإيران يستأنفان الرحلات الجوية بعد الهجوم الإيراني

العربي الجديد

العراق وإيران يستأنفان الرحلات الجوية بعد الهجوم الإيراني

  • منذ 4 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:

استأنف العراق صباح اليوم السبت، الرحلات الجوية في مطاراته بعد توقفها لساعات عدة بسبب التوترات الإقليمية التي تمثلت بالهجوم الإسرائيلي على إيران.
وأقدم العراق في ساعة متقدمة من فجر اليوم على إغلاق تام لمطاراته ووقف الملاحة الجوية، بالتوازي مع الهجوم الإسرائيلي، وتحسباً لأي طارئ قد يحصل.

ويتحسّب العراق لإمكانية تعرضه أيضاً لهجوم إسرائيلي، على إثر هجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تستهدف مواقع إسرائيلية، وأوقعت أخيراً قتيلين وجرحى من الجنود الإسرائيليين في الجولان، وقد أجرت الحكومة العراقية في أقل من أسبوعين، مراجعة لجاهزية مؤسستها العسكرية بتوجيه من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يتابع الملف العسكري بنفسه إثر تصاعد حدة التوترات في المنطقة. ووفقاً لما قاله وزير النقل العراقي، رزاق محيبس السعداوي، في بيان، صدر صباح اليوم السبت، فإنه "بعد تخطي جميع المخاطر التي كانت من المحتمل أن تؤثر على أمن وسلامة الطيران المدني في العراق تمت إعادة فتح الأجواء العراقية أمام الطائرات المدنية العابرة للأجواء والقادمة والمغادرة للمطارات العراقية".

وأضاف أن "الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية باشرت بالعمل لاستقبال الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة وإدارة الأجواء العراقية"، مشيراً إلى أن "الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية ستستأنف الرحلات الجوية وتفعيل خطوطها لجميع وجهاتها بالتزامن مع فتح الأجواء العراقية أمام حركة الطائرات".
وحتى الآن لم يصدر عن الحكومة العراقية أي موقف رسمي إزاء الهجوم الإسرائيلي على إيران.

ميدانياً، شنت المقاومة الإسلامية في العراق هجوماً بطائرة مسيّرة على هدف إسرائيلي في عكا المحتلة، وذكر بيان للمقاومة، صدر صباح اليوم السبت، أنه "استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم السبت، هدفاً عسكرياً في عكا المحتلة، بواسطة طائرات مسيّرة"، مؤكدة "استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".

ومنذ أسابيع، صعّدت "المقاومة الإسلامية في العراق" من عملياتها الداعمة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، عبر إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة ثابتة الجناح تجاه مواقع وأهداف تابعة للاحتلال، وتنفذ الفصائل العراقية عملياتها، وأبرزها "كتائب سيد الشهداء"، و"كتائب حزب الله"، و"أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب الإمام علي"، و"النجباء"، وتنضوي جميعاً ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تعتبر أبرز فصائل العراق المسلحة تسليحاً وعدداً، عبر الأراضي العراقية الحدودية المحاذية لكل من الأردن وسورية.

إيران تستأنف الرحلات الجوية

في السياق، ذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية اليوم السبت أن إيران تعتزم استئناف الرحلات الجوية بشكل طبيعي اعتباراً من التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (05.30 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد تعليق قصير في أعقاب هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في البلاد. وعقب الهجمات الإسرائيلية ليلة السبت، أعلن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيراني "جعفر يازرلو"، إلغاء الرحلات الجوية على المسارات كافة حتى إشعار آخر. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن "جعفر يازرلو" قوله: "سيُبلَّغ المسافرون الذين اشتروا التذاكر باستئناف الرحلات عبر شركات الطيران" في وقت لاحق.

وفي وقت سابق من ليل السبت أعلن الجيش الإسرائيلي بدء مهاجمة أهداف عسكرية في إيران، بعد موافقة المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" في محادثة هاتفية وإبلاغ الولايات المتحدة قبل الهجوم. بينما قال بيان للدفاع الجوي الايراني، فجر السبت، إن "الدفاعات الجوية تصدت لمحاولات الكيان الصهيوني لمهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد". 

قطاع الطيران المدني في إيران يعاني من العقوبات

يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه قطاع الطيران المدني الإيراني بسبب العقوبات المفروضة، وذلك بعد إعلان الاتحاد الأوروبي مطلع الأسبوع الماضي، اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وكيانات إيرانية بارزة، بدعوى الضلوع في نقل صواريخ وطائرات دون طيار إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا. وفيما نفت طهران مراراً تزويد موسكو بأسلحة للاستخدام في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022، فرضت أطراف غربية سلسلة عقوبات على طهران على مدى الأشهر الماضية، كانت آخرها الحزمة الجديدة التي توجّه ضربة لقطاع النقل الجوي الإيراني المتعثر أصلاً.

وعلّقت شركات طيران غربية ودولية الرحلات الجوية إلى إيران على خلفية التوترات الإقليمية وخطر اتساع نطاق النزاع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من عام. وقال أمين رابطة شركات الطيران الوطنية مقصود أسعدي ساماني إن "إيران إير"، وأسعارها أدنى بكثير من منافساتها الأجنبية، كانت "شركة الطيران الوحيدة في بلادنا التي تسيّر رحلات إلى أوروبا". ونقلت وكالة وكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" عن ساماني قوله: "مع فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران إير، لن تحلّق أي طائرة إيرانية إلى أوروبا". 

كانت للعقوبات الغربية التي فرضت سابقاً على إيران، بما فيها الأميركية التي أعيد فرضها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2018، آثار سلبية أيضاً على مختلف مناحي الحياة في إيران. فهي ساهمت في زيادة التضخم وخفض قدرة الايرانيين الشرائية، لكنها فرضت أيضاً قيوداً على اقتناء الطائرات وقطع الغيار والوصول إلى خدمات الصيانة.

وقال الخبير الاقتصادي دانيال رحمت لوكالة فرانس برس إن "عدداً كبيراً من الطائرات في إيران متوقف عن العمل" نتيجة لذلك. وأدى تقادم الأساطيل الجوية إلى تراجع معايير السلامة، وذلك جزء من مجموعة من التحديات التي عانى منها قطاع الطيران الإيراني منذ زمن طويل. وقال الخبير الاقتصادي سعيد ليلاز، إن العقوبات كان لها تأثير خطير، لكن مشاكل شركات الطيران متجذرة أيضاً بسبب سوء الإدارة والفساد. وقال رحمت إنه سيتعين على الإيرانيين الآن الاعتماد بشكل أساسي على الرحلات الجوية عبر الدول المجاورة لبلوغ أوروبا وأنحاء أخرى من العالم.

وأضاف أن العقوبات لن تفرض "تكاليف أعلى وساعات سفر أطول على الركاب الإيرانيين فحسب، بل ستوفر أيضاً فرصة لشركات الطيران من تلك البلدان للحصول على حصة سوقية أكبر" على حساب الشركات الإيرانية. وتستمر رحلات "إيران اير" إلى وجهات إقليمية وأخرى في آسيا. وتسيّر شركة "ماهان إير" الإيرانية رحلات إلى موسكو وبكين مرات عدة أسبوعياً.

وبعد إعلان العقوبات الأوروبية الأخيرة في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت "إيران إير" رحلة يومية إلى إسطنبول "لتسهيل السفر إلى أوروبا وتقليل مخاوف المسافرين"، حسبما ذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية. ورجح ليلاز أن تعزز العقوبات علاقات إيران بحلفائها غير الغربيين، مثل الصين. ولفت إلى أن الطلب على رحلات جوية إلى شرق آسيا "وخارج الاتحاد الأوروبي، وإلى أماكن حيث لا نتعرض للعقوبات، مرتفع للغاية". وقد جعل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تخفيف العزلة الاقتصادية لإيران هدفاً رئيسياً، لكن المحادثات غير المباشرة مع واشنطن، التي كان من الممكن أن تساعد في حل الأزمة، عُلِّقَت بسبب النزاع الإقليمي، وفقاً لوزير خارجية إيران، عباس عراقجي. 



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>