الصحافة اليوم 28-10-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 28-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
بيروت تنتظر نتائج اتصالات هوكشتين: المقاومة تنفّذ وعيدها وتبدأ باستهداف مستوطنات الشمال
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “في ظلّ الحرب الإسرائيلية المستمرّة على لبنان، يُتوقّع أن يلتقي المبعوث الرئاسي الأميركي الخاصّ، عاموس هوكشتين، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في تل أبيب اليوم، وفق تقارير صحافية إسرائيلية. وفي بيروت، يعيش المسؤولون الرسميون على وقع انتظار ما سيعود به هوكشتين من لقائه مع نتنياهو، إذ لم يقل المبعوث الأميركي، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، إن ما طرحه قد حصل على موافقة الإسرائيليين مسبقاً، ما دفع إلى التشكيك في جدوى الطرح الأميركي أو الفرنسي، لأن احتمال رفضه من قبل نتنياهو يبقى مرتفعاً كما جرى في مرات سابقة، علماً أن هوكشتين لم يطلب بعد تحديد أي مواعيد جديدة للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وتزايد الحديث، أمس، عن اتصالات سياسية داخلية وخارجية مكثّفة. وأُعيد التداول في «الورقة الفرنسية»، مع نسبها هذه المرة «خطأً» إلى هوكشتين، وهي تحمل بنوداً تبدأ بـ«هدنة» تستمرّ 21 يوماً، ثم وقف «الأعمال العدائية»، وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوباً، وتشديد الرقابة على المعابر البرية والجوية والبحرية بهدف منع تهريب الأسلحة، وتشكيل لجنة دولية (فرنسية – بريطانية – ألمانية)، تشرف على آلية تنفيذ الاتفاق، وأخيراً «الانتهاء من ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، حيث سيتم تبادل الأراضي بين البلدين»، بحسب نصّ الورقة.
وفي الميدان، دشّنت المقاومة، أمس، العمل بمرحلة تهجير كامل مستوطنات الشمال وصولاً إلى شمال حيفا. وبعدما أطلقت أول من أمس تحذيراً واضحاً إلى المستوطنين في 25 مستوطنة لإخلائها، بدأت أمس، عمليات القصف والاستهداف المباشر لهذه المستوطنات. فقصف المقاومون بصليات صاروخية مستوطنات كريات شمونة ونهاريا وإييليت هشاحر، حيث سُجّلت إصابات بين المستوطنين. كما استهدفت المقاومة قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
وفي تطوّر لافت في مسار العمليات العسكرية للمقاومة، نفّذ المقاومون 7 هجمات أمس، استهدفت تجمّعات وقواعد ومستعمرات، عبر المُسيّرات الانقضاضية. وتوزّعت هذه الاستهدافات على تجمّعات وقواعد قوات العدو في شوميرا وزرعيت وسعسع وكفريوفال ومدينة عكا، وموقعي المرج والمنارة. واستهدف المقاومون شركة يوديفات للصناعات العسكرية، جنوب شرق عكا، بمُسيّرات انقضاضية، حيث وقعت 9 إصابات.
وفي المواجهات البرية، استهدف المقاومون قوّة مشاة إسرائيلية في بلدة حولا بصاروخ موجّه وأوقعوا جنودها بين قتيل وجريح. كما أطلقوا صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو عند بوابة فاطمة. واستهدف المقاومون تجمّعات العدو في مستعمرات المالكية وكرمئيل ومرغليوت والمنارة ومسكفعام وفي محيط مستعمرة بيريا. كما قصفوا قوات للعدو في أطراف بلدة عيترون، وفي خلة نايف في حولا، وجنوب بلدة الضهيرة، بالصواريخ وقذائف المدفعية. كما أطلق المقاومون صليات صاروخية تجاه مربض الزاعورة وثكنة إبل القمح. وتصدّت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة للطائرات الحربية الإسرائيلية، ولمُسيّرة «هرمز 900» في أجواء القطاع الغربي بصواريخ أرض – جو، وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 104 إصابات نُقلت إلى مستشفيات الشمال في الساعات الـ 24 الأخيرة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 ضباط وجنود في المعارك في جنوب لبنان.
وكشفت «القناة 14» العبرية أن المسؤولين «في المنظومة الأمنية لا يميلون إلى توصية المستوى السياسي بتوسيع العملية البرية بشكل كبير في لبنان، لكنهم سيسعون إلى العمل في منطقتين إضافيتين على الأقلّ، بشكل أعمق من الخط الأول من القرى قريباً». وأشارت إلى أن «الاتجاه السائد في إسرائيل، هو إنهاء النشاط البري الهجومي المكثّف في غضون أسابيع قليلة، ومن ثم العمل على إعادة المستوطنين إلى الشمال».
بدوره، حذّر مراسل صحيفة «معاريف» آفي أشكنازي، من أنه «سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي»، مشيراً إلى أنه «يتمّ تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا»”.
عملية استشهادية قرب «غليلوت»: قواعد العدو مكشوفة أمام الفدائيين
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “تزامناً مع إحياء قادة الاحتلال، أمس، ذكرى السابع من أكتوبر، بحضور المئات من عائلات القتلى والأسرى، ضرب «طوفان» جديد المؤسسة العسكرية والاستخباراتية في الكيان، بعد عملية الدهس التي وقعت بالقرب من تل أبيب. ونفّذ الشاب الفلسطيني، رامي ناطور، العملية النوعية قرب أحد المواقع الحساسة في شمال تل أبيب، متسبباً بإصابة العشرات من الجنود والضباط والعناصر الأمنيين بجروح خطيرة وحرجة، بعد ساعات فقط من إلغاء جيش العدو استدعاء المئات من جنود الاحتياط إلى القواعد العسكرية، بعد بروز تقييمات أمنية تتحدث عن إمكانية حصول رد إيراني يستهدف تلك القواعد. وفيما نفت عائلة الشاب أن يكون ما جرى عملية دهس متعمّدة، لافتةً إلى أنّه لا يتعدى كونه «حادث سير»، رجّحت شرطة الاحتلال أن ما جرى هو هجوم ذو «خلفية قومية»، مؤكدة أنها باشرت التحقيق فيه.
وتحمل العملية دلالات عدة، ولا سيما في ما يتعلق بمكانها وزمانها وأهدافها، ما يجعلها إحدى أبرز العمليات الفدائية منذ بدء الحرب. ووسط غياب التفاصيل الكاملة عنها، تشير المعلومات المتوفّرة إلى إصابة العشرات من المستوطنين بجروح وُصفت بعضها بالخطيرة، بعدما تعرّضت حافلة ركاب تحمل على متنها عشرات الجنود والضباط الذين كانوا في طريقهم للالتحاق بالقواعد العسكرية، للدهس من قبل سائق شاحنة، قرب قاعدة «غليلوت» العسكرية والتي تضم مقر جهاز «الموساد» والوحدة «8200»، قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن مقتل مستوطن متأثراً بجروحه. وبحسب شرطة الاحتلال، فإن «حافلة توقفت قرب المحطة لإنزال الركاب بالقرب من (غليلوت). وفي تلك الأثناء، وصلت شاحنة مسرعة، واصطدمت بالحافلة والركاب الموجودين في المحطة»، ما جعل حتى مهمة وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين المتواجدين تحت الحافلة أكثر صعوبة، علماً أنّ قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وأكثر من 100 سيارة إسعاف هرعت إلى موقع الحادثة، في مؤشر إلى وقوع عدد كبير من الإصابات. وعلى جري العادة، تدخّلت الرقابة العسكرية سريعاً لفرض حظر على نشر أي تفاصيل عن العملية، الأمر الذي جعل هويات المصابين والقتلى، جنباً إلى جنب أعدادهم، مجهولة حتى اللحظة. لكن طبقاً لمصادر عبرية، فقد تمّ إطلاق النار على منفّذ الهجوم، وهو من مدينة قلنسوة في الداخل المحتل، ما أدى إلى استشهاده.
وعرّضت عملية الدهس وزير «الأمن القومي» الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لموجة من التهجم والسخرية، إذ شنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً عليه، قائلاً: «هجوم تلو الآخر في عهد وزير الفشل الوطني بن غفير»، فيما سخر الإسرائيليون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بن غفير بعد وصوله إلى موقع الحادثة، مشيرين إلى أنّه حضر مسرعاً «لالتقاط الصور مع الشخص الذي أطلق النار على مُنفّذ العملية». ولم يمنع ما تقدّم بن غفير من «التفاخر»، من موقع الحادثة، بأنّ خطته في توزيع السلاح «أثبتت أنها صائبة وتساهم في إنقاذ الأرواح»، وأنّ «ما جرى في غليلوت يشكل فرصة لرئيس الوزراء وجميع أعضاء الائتلاف لدعم قانون ترحيل عائلات الإرهابيين».
وأثارت العملية حالة من الخوف والاستنفار الأمني، ودفعت بجيش الاحتلال إلى إجراء عمليات تفتيش واسعة في موقع الحادثة، خشية وجود عبوات ناسفة في المكان، ولا سيما بعد حديث وسائل إعلام عبرية عن أنّ منفذ الهجوم خرج من الشاحنة وفي حوزته سكين، وأنه حاول تنفيذ عملية طعن أيضاً. ووسط ذلك، اتهم بعض المراقبين وصنّاع السياسة في إسرائيل حزب الله وإيران بـ»الوقوف خلف العملية»، نظراً إلى أنّ قاعدة «غليلوت» كانت «مكشوفة» أمام الحزب، وعرضة لاستهدافاته المتكررة. وبالفعل، يعكس الهجوم، طبقاً لخبراء، واقع أنّ القواعد الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي كان يلفها الغموض والسرية، أصبحت، منذ السابع من أكتوبر الماضي، أكثر انكشافاً، لا فقط في ما يتعلق بموقعها، بل أيضاً بطبيعة مهماتها وعملها والجهات التابعة لها، ما يرجع، جزئياً، إلى التفاصيل التي كشفها حزب الله عنها منذ فتح جبهة إسناد غزة، بالإضافة إلى عمليتَي «الوعد الصادق» الإيرانيتين اللتين استهدفتاها. وعليه، أصبح الخبراء يحذرون من أنّ «الانكشاف الأمني والاستخباري الكبير، والذي فضحت هذه العملية جزءاً منه، يدل على وجود مشكلة أوسع، تطاول العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، ما يجعل مثل هذه المواقع هدفاً لا للقصف والاستهداف فحسب، بل للعمليات الفدائية الفردية أو المنظمة على حد سواء».
وتشكّل عملية تل أبيب استكمالاً لسلسلة العمليات الفدائية التي وقعت، أخيراً، في الداخل المحتل، تزامناً مع دخول فلسطينيي الـ48 على خط المواجهة. وإذ يفرض ذلك واقعاً ميدانيّاً جديداً على إسرائيل، فهو يطرح تساؤلات حول احتمال تدحرج الأوضاع الأمنية على نطاق أوسع، خصوصاً مع تهديد سلطات الاحتلال باتخاذ إجراءات ضد أهالي وعائلات المنفّذين”.
البناء:
120 طائرة حربية و300 مسيّرة لتدمير الدفاع الجوي والنظام الصاروخي الإيراني / الخامنئي يحذّر من تعظيم الاعتداء أو تهوينه ويدعو القيادة لإيصال رسالة القوة / بيرنز في الدوحة لمعادلة مستحيلة «رابح رابح» في غزة ولبنان بعد الفشل الحربي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “جاء العدوان الذي نفّذه جيش الاحتلال ضد إيران هزيلاً بالقياس لما كان عليه الردّ الإيراني مطلع الشهر الحالي من جهة، والسقوف التي رسمتها التصريحات الصادرة عن قادة الكيان وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت من جهة أخرى، ورغم استخدام 120 طائرة حربية و300 طائرة مسيّرة في العملية، إلا أن البارز كان امتناع الكيان عن استهداف المؤسسات الحيوية في إيران وفي مقدمتها البرنامج النووي الذي يشكل استهداف حلم الأحلام عند نتنياهو وجوهر مشروعه الاستراتيجي للهيمنة على المنطقة وإعادة صياغة الشرق الأوسط، كما قال؛ وهذا له معنى واحد هو أن الخشية الأميركية الإسرائيلية من عواقب الاستهداف حجّمت سقوف الأهداف، ولهذا تركزت على الدفاعات الجوية والنظام الصاروخي، لكن إيران نجحت بإسقاط أغلب الطائرات المسيّرة التي مثلت الدفعة الأولى من العدوان، وتوجّهت نحو الرادارات وبطاريات الدفاع الجوي، وتسبّب فشلها وإسقاطها بمنع الطائرات الحربية وفي مقدمتها أسراب طائرات الـ “أف 35” من دخول الأجواء الإيرانية، وإطلاق صواريخها من الأجواء العراقية، لتظهر قيمة قوة الردع الإيرانية والنشاط الدبلوماسي الإيراني بمنع استخدام الكيان لأجواء الدول العربية الحليفة لواشنطن، خصوصاً الأردن والسعودية، ونجحت طهران في التعامل مع أغلب الصواريخ وإسقاطها، وتخفيف حجم الأضرار الناجمة عن العدوان.
تعقيباً على العدوان قال المرشد الأعلى في إيران الإمام السيد علي الخامنئي إن تعظيم العدوان خطأ، لكن التهوين منه خطأ أيضاً، داعياً القيادة الإيرانية إلى فعل اللازم لإفهام الإسرائيليين رسالة القوة الإيرانية التي يبدو أنّهم لم يفهموها بعد، بما بدا أنه إعلان التزام برد قويّ على العدوان.
على الصعيد السياسي كان استئناف لقاءات الوسطاء في التفاوض حول غزة، في الدوحة بحضور مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، تعبيراً عن خشية أميركية من دخول الكيان في تراجع استراتيجيّ مع استنفاد قدرته على تحقيق إنجاز ميداني في غزة، في ظل استمرار عمليات المقاومة وتصاعدها، وتحوّل عمليات الاحتلال إلى مجرد ارتكاب المجازر وأعمال القتل، بينما دخل الاحتلال في حرب استنزاف مفتوحة وقاسية على جبهة لبنان يخسر فيها يومياً قرابة 100 ضابط وجنديّ بين قتيل وجريح، ليمثل الفشل في العدوان على إيران إعلان نهاية زمن الفرص، ويطرح السؤال عما جاء بيرنز لفعله في المنطقة، طالما أن تسويق الطروحات الإسرائيلية بدا مستحيلاً عندما كان زمام المبادرة العسكرية بيد الاحتلال، فلن تكون ممكنة إعادة تعويم الطروحات التفاوضية ذاتها لتمكين الكيان من نيل مكاسب فشل في الحصول عليها، وهو في وضع أفضل بكثير مما هو عليه اليوم، بحيث تبدو صيغة رابح رابح مستحيلة. ويبدو شرط التوصل الى وقف إطلاق نار على جبهتي لبنان وغزة مشروطاً بقبول إسرائيلي بالقرارين 1701 و2735، وما يعنيانه من التساكن مع قوة المقاومة المسلّحة على حدود الشمال والجنوب.
الترقب سيد الموقف لمصير مفاوضات الدوحة، كما لنتائج زيارة أموس هوكشتاين لتل أبيب، حيث يلتقي اليوم رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمعرفة إذا كان سيزور بيروت حاملاً جواباً إسرائيلياً إيجابياً على المقترح الأخير.
وفيما يزور موفد أمني قطري رفيع المستوى بيروت لمناقشة المطالب والهواجس اللبنانية، قال مصدر دبلوماسي إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أبلغ القطريين والمصريين “بموافقة حزب الله على فصل الجبهات وقبول القرار 1701 بشرط أن يكون جزءاً من سلة متكاملة، وبالتالي كان الملف اللبناني حاضراً في الجولة التفاوضيّة” في الدوحة.
في المقابل، اعتبر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن ما أورد من معلومات منسوبة للرئيس نبيه عن المفاوضات هو غير دقيق.
وأشارت أوساط سياسية إلى أن الأولوية لوقف إطلاق النار وبعد ذلك الملف الرئاسي، حيث إن المطلوب اليوم انتخاب رئيس قادر على إنقاذ البلد في هذه المرحلة وإعادة بناء الدولة، مشيرة إلى أن حزب الله أعاد تكريس توازن الردع في الجنوب والإسرائيلي تأكد أن دخوله إليه لن يكون نزهة وسيكون مكلفاً جداً.
ويواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في بريطانيا، اتصالاته الدبلوماسية للضغط على “إسرائيل” لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. وسيجري اليوم لهذه الغاية اجتماعاً مع رئيس الوزراء كير ستارمر.
وأمس، بحث الملك الأردني عبد الله الثاني مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، الأوضاع في المنطقة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وتم التداول في وضع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها. وأكد الملك عبد الله أهمية دور الجيش بوصفه ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان، ووقوف المملكة الدائم إلى جانبه.
وفي إطار الشكاوى الدورية التي تقدّمها وزارة الخارجية بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتوثيق العدوان الإسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن اعتداءات “إسرائيل” على لبنان خلال الفترة من 15 ولغاية 24 تشرين الأول 2024. وأشار لبنان في الشكوى التي قدّمها الى أن “إسرائيل” تتجاهل دائماً الشرعية الدولية ولا تحترم القرارات الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة، كما أنها لا تلتزم بالقانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، متفلتةً من المحاسبة والمساءلة من قبل المجتمع الدولي.
وطلب من مجلس الأمن إدانة الاجتياح الإسرائيلي لأراضيه وانتهاك سيادته، والاعتداءات الواسعة والمتواصلة على أمنه وسلامة شعبه. وكرّر دعوته المجلس الى إلزام “إسرائيل” بالتطبيق الكامل للقرار 1701 بدءاً بالوقف الفوري للأعمال العدائية، والانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانية.
وحيّا البطريرك الماروني بشارة الراعي مؤتمر باريس الذي انعقد في الرابع والعشرين من هذا الشهر الذي وضع خريطة طريق كحل دبلوماسي للحرب الدائرة بين “إسرائيل” وحزب الله، وقوامها ثلاث نقاط: أولًا: وقف إطلاق النار فورًا بين حزب الله و”إسرائيل”. ثانيًا: تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006)، وبخاصة انتشار الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني. ثالثًا: انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت. وتطرّق الراعي الى وحدة اللبنانيين وتضامنهم الإنساني، مذكراً بـ”نجاح القمة المسيحية – الإسلامية”، التي انعقدت في بكركي، قائلاً: “أكدت القمة على جملة ثوابت وحقائق كانت ولا تزال في أساس الكيان اللبناني بدءًا من وحدة اللبنانيين الراسخة في كنف دولتهم وفي كنف الشرعية الدولية وصولاً الى تضامنهم الإنساني. وكان إجماع من القادة الروحيين على أن مدخل الحلول لأزماتنا هو انتخاب رئيس للجمهورية يكون حاميًا للدستور وضامنًا لوحدة اللبنانيين”.
وقال رئيس لجنة الطوارئ وزير البيئة ناصر ياسين إن “مؤتمر باريس إشارة مهمة لاحتضان لبنان من قبل الفرنسيين، وتأكيد أن لبنان ليس متروكاً في محنته”، مضيفاً أنّ “المسار أصبح أكثر جدية اليوم بوقف إطلاق النار ولكن ما زال في بداياته وبحاجة إلى متابعة”.
وميدانياً، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارتين على حارة صيدا، استهدفت إحداها سيارة فيما استهدفت الأخرى منزلاً في البلدة. غارتان أدتا إلى وقوع مجزرة في صفوف المدنيين الأبرياء، إذ أُفيد وبحسب المعلومات الأولية الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 8 مواطنين وإصابة خمسة وعشرين آخرين بجروح.
وكان قد سُجل، أمس الأحد، وقوع عدد كبير من الغارات في مناطق عدة من جنوب لبنان وبقاعه، ما أدّى إلى سقوط شهداء وعدد من الجرحى. إذ استهدفت مسيّرة معادية سيارة “فان” في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، أدت إلى سقوط شهيدين وجريح.
وكان أدّى العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له حيّ المسلخ في مدينة النبطية إلى تدمير منزل بالكامل، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات المركونة في المنطقة.
كما شنّت طائرات العدو الإسرائيلي غارة مستهدفة منزلاً في بلدة عربصاليم في منطقة إقليم التفاح، ودمّرته.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن سلاح الجو الإسرائيلي اغتال أحمد جعفر معتوق، وهو قائد قطاع بنت جبيل في حزب الله، يوم الجمعة المنصرم. وادّعى أن جيش العدو الإسرائيلي اغتال أيضاً خليفة معتوق وقائد المدفعية في قطاع بنت جبيل في حزب الله.
وفي تطوّرات الأحداث الميدانية والمواجهة بين حزب الله من جهة وجيش العدو من جهة أخرى، سُجل أمس الأحد وقوع اشتباكات عنيفة بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة والصاروخية في محيط بلدة يارين.
وأعلن حزب الله أنّه “استهدف تجمعًا لقوات العدوّ الإسرائيلي شمالي شرقي مستعمرة المنارة بمسيّرة انقضاضيّة أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح”. وفي بيان آخر للحزب أعلن أنّه “استهدف تجمعًا لقوات العدوّ الإسرائيلي عند باحة المدخل الشمالي لموقع المرج بمسيّرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح””.
اللواء:
جبهة لبنان في صلب مفاوضات الدوحة.. وهوكشتاين وموفد قطري إلی بيروت
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية “بدأ العد التنازلي لمعرفة مسار الجهود الدبلوماسية الأميركية والعربية والأوروبية في ما خصَّ وقف النار أو فتح الطريق أمام هدنة تؤدي الى اتفاقات صفقة التبادل بين اسرائيل وحركة «حماس»، امتداداً الى الجبهة الجنوبية، التي ارتبطت بـ«طوفان الأقصى»، وتحولت الى جبهة مستقلة دفاعاً عن لبنان وشعبه، هذه الجهود التي تتزامن مع «ضربات مؤلمة» لجنود الاحتلال الاسرائيلي وضباطه، واستقراره من تل أبيب، حيث نجح سائق الحافلة، بدهس جنود كانوا في الطريق الى الخدمة» حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح، الى غزة، حيث تمكنت حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي من اصطياد جنود وآليات ودبابات، وصولاً الى الجبهة اللبنانية، حيث يرتفع عدد جنود الاحتلال الذين يسقطون بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الوقت الراهن لا يعني نعي الجهود الديبلوماسية الآيلة إلى التوصل لذلك، مشيرة إلى المناخ لم يكن ميالا إلى هذا التوجه في ظل المواجهات الحاصلة.
إلى ذلك افادت المصادر أن المبادرات بشأن وقف إطلاق النار لن تتوقف اقله من الجانب اللبناني الرسمي على ان اطالة امد الحرب ستكون له كلفته على جميع الأصعدة.
اما الداخل فينشغل وفق المصادر في إحباط محاولات الفتنة وهذا ما يتم التركيز عليه، في حين أن العمل جار في هذا المجال، ولا بوادر جديدة أو حراك ما على هذا الرئاسي.
واعتبرت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، ان لبنان ينتظر على الرغم من الجرائم الاسرائيلية سواء في القصف على حارة صيدا والبقاع، حيث سقط اكثر من 10 شهداء، ما يحصل في أروقة الاجتماعات سواء في قطر أو في عواصم اخرى.
وفي هذا الاطار، تطرق اجتماع الدوحة على مستوى رئيسي المخابرات الأميركية (C.I.A) والاسرائيلية (الموساد) مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى الجبهة اللبنانية، حيث اطلع المسؤول القطري المجتمعين على أن لبنان مع فصل الجهات وتطبيق القرار 1701.
وعليه، يتوجه اليوم موفد قطري الى بيروت، حاملاً ما رست عليه المحادثات من توجهات.
هوكشتاين والكابينت
وعشية وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، لعقد محادثات مع بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء اسرائيل)، انعقد الكابينت الاسرائيلي للبحث في جدول اعمال حافل، من ضمنه الحرب على الجبهة اللبنانية، واحتمالات التسوية، بما يؤدي الى إنهاء الحرب خلال اسبوع أو أكثر.
لكن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قال ليلاً: المهم التأكد من ان حزب لله لم يعد يشكل تهديداً.
ويبدو ان لهجة قادة كيان الاحتلال قد خفتت قليلاً مع خسائر الميدان اللبناني والعمليات الاخرى المساندة في داخل فلسطين المحتلة ومن العراق واليمن، فقال امس وزير الدفاع الإسرائيلي: «ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية يجب أن نتوصل إلى تسويات مؤلمة وإعادة المخطوفين». كما قال وزير الحرب يوآف غالانت: «أن إعادة الأسرى ستتطلب منا تسويات مؤلمة»… وهذا الكلام قد يكون مؤشراً على تراجع كيان الاحتلال عن شروطه التعجيزية لوقف العدوان على غزة وتالياَ وتوازياً على لبنان ما لم يقرر رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو عكس ذلك والاستمرار في التصعيد طالما انه «خاسر خاسر» عملياً في حال وقف الحرب.
المساعدات: جسر بحري بعد الجسر الجوي
إنمائياً، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتحمل الطائرة السعودية الجديدة مساعدات إغاثية من مواد غذائية وإيوائية وطبية؛ تنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان.
وتأتي هذه المساعدات في إطار دور المملكة العربية السعودية الإنساني المعهود، بالوقوف مع الشعب اللبناني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي يمر بها، وفق وكالة الأنبا السعودية «واس».
كما استقبل سفير الاردن وليد الحديد في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة سلاح الجو الملكي الاردنية المحملة بالمساعدات الاغاثية.
وكان في استقبال الطائرة، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الاردنية، من الجانب اللبناني العميد غالب كنعان مندوبا عن قائد الجيش الذي عبر عن الشكر والامتنان لملك الاردن للدعم المستمر للبنان.
جسر بحري
وبلغ اجمالي المساعدات التي قدمت من الامارات 2610 أطنان من المواد الغذائية والطبية واللوجستية للشعب اللبناني ضمن حملة « الإمارات معك يا لبنان» تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى الأشقاء في لبنان.
ووصلت هذه المساعدات عبر جسرين: جوي من 14 طائرة ، وبحري بدأ بوصول أول سفينة اغاثة الى مرفأ بيروت، وعلى متنها اكثر من 2000 طن من المساعدات، وذلك تأكيداً من دولة الامارات الشقيقة على التزامها بدعم الشعب اللبناني.
الميدان
مدانياً، خاضت المقاومة الاسلامية اللبنانية ظهر امس، اشتباكات رشاشة وصاروخية مع جيش الاحتلال في محيط بلدة يارين حاولت التسلل الى البلدة واستمرت الى ما بعد الظهر. في الوقت نفسه يقوم العدو الإسرائيلي بقصف عنيف ومتواصل لاطراف بلدات الضهيرة ويارين وعيتا الشعب.
وإعترف جيش العدو الاسرائيلي بإصابة 88 جندياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. فيما تم اليوم الاعلان عن مقتل جندي إسرائيلي في الكتيبة 8207 لواء الون (228) في معركة جنوب لبنان.
واعلن اعلام عبري عصرامس، عن نقل عدد من الاصابات بين صفوف المستوطنين في نهاريا إلى مستشفى «رامبام».
كما اعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: تحت بند سُمح بالنشر، مقتل ضابط و3 جنود في الكتيبة 8207، لواء ألون (228) وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب لبنان.(امس) وفي التفاصيل، فإنّ القتلى هم:
– النقيب (احتياط) الحاخام أبراهام يوسف غولدبرغ، 43 عاماً، من القدس، حاخام عسكري في الكتيبة 8207، لواء ألون (228)، سقط في معركة في جنوب لبنان.
– الرائد (احتياط) جلعاد المالح، 30 عاماً، من القدس، مقاتل في الكتيبة 8207، لواء ألون 228.
– النقيب (احتياط) عميت حيوت 29 سنة من حيفا، قائد فصيلة في الكتيبة 8207 لواء ألون (228.
– الرائد (احتياط) إلياف عمرام أبيتبول، 36 عاماً، من إيتان، نائب قائد السرية في الكتيبة 8207، لواء ألون (228).
اعترفت وزارة الصحة الاسرائيلية، أن عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ آخر تحديث في 15 تشرين الأول وحتى 27 تشرين الأول بلغت 1110 إصابة.وقالت: عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال منذ آخر تحديث في 15 أكتوبر بلغت 784 إصابة.واشارت إلى أن عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بلغت 104 إصابات.
بالمقابل، قتل في الميدان الجنوبي امس 4 جنود وأصيب 20 بجروح، عندما استهدفهم حزب لله داخل منزل على محاور القتال الأمامية.
ازمة جنود احتياط
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أنه سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي. وقالت الصحيفة: «يتم تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا، العديد من جنود الاحتياط طلاب خسروا العام الدراسي العام الماضي».
وأضافت: «الجنود أبلغوا القادة أنهم لا ينوون الخسارة هذا العام ومعظمهم يقاتلون في غزة والضفة ولبنان”.