مناورات “ليسوءوا وجوهكم” اليمنية… ما الرسائل والدلالات؟

موقع المنار

مناورات “ليسوءوا وجوهكم” اليمنية… ما الرسائل والدلالات؟

  • منذ 3 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:

القوات المسلحة اليمنية - مناورات

نفذت القوات البحرية والبرية في القوات المسلحة اليمنية سلسلة مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي تحت شعار “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”، و في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي تخوضها القوات المسلحة إسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني.

وحاكت المناورة تصدي القوات المسلحة لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيداً لإبرار معادي يتسلل عبر الساحل.

وبدأت القوات المسلحة البرية والبحرية بمحاكاة عمليات قتالية متعددة في سياق التصدي لهجوم قوات العدو على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال وفق عمليات دفاعية وهجومية تكتيكية.

وتضمنت المناورة مشاركة قوات التعبئة العامة في الدفاع عن الأراضي اليمنية من قوات العدو المفترضة والتصدي لقواته التي تحاول السيطرة على إحدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو المفترض.

وتأتي هذه المناورة لتحمل العديد من الرسائل والدلالات على الصعيد المحلي والدولي، فهي تبعث رسائل للأعداء بأن القوات المسلحة ليست في غفلة عن تحركاتهم ومؤامراتهم لاحتلال أجزاء من البلاد في ظل انشغال اليمن بالدعم والمساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يتعرضان لعدوان صهيوني غاشم تجاوز العام.

أما الرسائل للخارج، فهي تؤكد مدى استعداد القوات المسلحة اليمنية على مواجهة أي مخاطر وتحديات تتطلبها المرحلة، ومن بينها لجوء الأمريكيين وعملائهم في الداخل تنفيذ عملية إنزال لاحتلال أجزاء من الأراضي اليمنية.

وتثبت هذه المناورة بما تضمنته من تكتيكات حربية مدى التطور اللافت للقوات المسلحة اليمنية في جميع محاور القتال، والتنسيق الكبير بين هذه المحاور المتعددة، ما يجعلها مرنة وسهلة لمواجهة كل الأخطار والتحديات المقبلة، وهذا أيضاً يعكس قدرة القوات اليمنية المختلفة على التنسيق الفعال بين مختلف الفروع العسكرية، ما يعزز من قدرتها على التصدي لهجمات معقدة ومتعددة الجوانب.

كما أن هذه المناورات حققت مبدأ الاستجابة السريعة، من خلال المشاركة المتكاملة من السفن والقطع الحربية البحرية والتي تشير إلى جاهزية القوات للرد السريع على أي تهديدات بحرية، ما يمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم، وهذا ما جاء في محاكاة التصدي لأربع موجاتٍ هجومية، الأمر الذي يعكس استعداد القوات المسلحة لمواجهة هجمات متكررة ومنسقة، ما يعزز من قدرتها على الصمود والدفاع عن الأراضي اليمنية.

ويؤكد الخبراء على أن التدريب على منع الإبرار المعادي، والتركيز على التصدي للإبرار المعادي عبر الساحل يظهر الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة اليمنية لحماية المناطق الساحلية ومنع الأعداء من التسلل إلى الداخل، كما يعطي إشارة إلى أن المعارك القادمة للقوات المسلحة اليمنية ربما ستكون باتجاه البحر.

ويرى مراقبون أن لهذه المناورات رسائل استراتيجية، من خلال إظهار القوة والجاهزية، فهذه المناورات ترسل رسالة واضحة للأعداء المحتملين بأن القوات المسلحة اليمنية مستعدة وقادرة على الدفاع عن أراضيها ضد أي تهديدات، كما تعزز هذه المناورات من ثقة الشعب اليمني في قدرات قواته المسلحة، ما يساهم في رفع الروح المعنوية وتعزيز الوحدة الوطنية.

وفي السياق فإن محاكاة القوات المسلحة اليمنية لعمليات قتالية متعددة في بيئات وتضاريس متنوعة تعكس استعدادها الشامل لمواجهة تهديدات معقدة ومتنوعة، وحول هذا السيناريو يشير مراقبون، أنه ومن خلال التنوع في البيئات والتضاريس التي تتدرب عليها القوات المسلحة، فإنها تدرك حقيقة أن الدفاع عن المناطق الساحلية يتطلب تكتيكات خاصة نظراً لأهمية هذه المناطق في عمليات الإبرار البحري والهجمات البحرية.

كما أن العمليات القتالية في المناطق الحضرية تتطلب تكتيكات دقيقة نظراً للكثافة السكانية والبنية التحتية المعقدة، ومثلها في الصحراء، إذ تتطلب العمليات في المناطق الصحراوية تكتيكات مختلفة نظراً للطبيعة المفتوحة والصعبة لهذه البيئات، وكذلك، في الجبال، فالعمليات في المناطق الجبلية تتطلب تكتيكات خاصة نظراً للطبيعة الوعرة والصعبة لهذه المناطق، وبالتالي فإلمام المقاتل اليمني لكل الفنون التكتيكية المذكورة ناهيك عن كونه الملم بأرضه يجعله متميزاً عن العدو المهاجم.

وتعكس المناورات طبيعة التكتيكات الدفاعية والهجومية التي تتخذها القوات المسلحة اليمنية، ففي التكتيكات الدفاعية، تشمل التصدي للهجمات المعادية وحماية المناطق الحيوية، وهذا يعكس قدرة هذه القوات على الصمود والدفاع عن الأراضي، كما أن تكتيكاتها الهجومية، جاءت تشمل تنفيذ هجمات مضادة لاستعادة السيطرة على المناطق المحتلة وتدمير قوات العدو، ما يعكس قدرتها على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بفعالية.

وبحسب الخبراء فإن هذه المناورات تؤكد الجاهزية الشاملة، والتدريب المتكامل، ويعكس هذا السيناريو مستوى عالٍ من التدريب والتنسيق بين مختلف الفروع العسكرية، ما يعزز من جاهزية القوات لمواجهة أي تهديدات، وبشكلٍ عام، تعكس هذه المناورات قدرة القوات المسلحة اليمنية على التصدي لتهديدات معقدة ومتنوعة، مما يعزز من جاهزيتها واستعدادها للدفاع عن البلاد في مختلف الظروف.

ويرى مراقبون أن لهذه المناورات العديد من الدلالات السياسية، منها إظهار القوة والردع، إذ تهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى الأعداء المحتملين بأن القوات المسلحة اليمنية مستعدة وقادرة على الدفاع عن أراضيها، كما أنها ترسل رسالة قوية في سياق الدعم والاسناد والتضامن مع الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، ما يعكس التزام القيادة الثورية السياسية والعسكرية اليمنية بالقضية المركزية الفلسطينية وبالقضايا الإقليمية والدولية.

بالفيديو | مناورة “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” العسكرية للقوات المسلحة اليمنية تحاكي التصدي لأربع موجات هجومية واسعة بحرا وبرا

قدرات متطورة لصد أي عدوان

وعلى صعيد متصل يرى الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن هذه المناورة الكبرى تجسد صلابة وثبات الموقف اليمني وعدم اكتراثه بكل التهديدات، وأنه ماض في هذه المعركة “معركه الفتح الموعود والجهاد المقدس” وأنه سيكون بالمرصاد لكل من يحاول الاعتداء أو يفكر بالاعتداء على اليمن.

ويضيف في تصريح “للمسيرة” أنه ” كما استطاع الصمود والثبات طيلة فترات العدوان على اليمن من تحالف سعودي إماراتي واسناد أمريكي وبريطاني وغربي بشكل مباشر ، فإن اليمن اليوم و بعون الله تعالى وتوفيقه وتسديده وتأييده ونصره ثم بقدراته المتطورة حاضر لتلقين الأعداء دروساً قاسية في هذه المعركة التي يترتب عليها ليس فقط مصير القضية الفلسطينية أو القضية اليمنية، بل مصير المنطقة برمتها.

ويؤكد شمسان بأن تداعيات أي عدوان على اليمن من قبل هذا الغرب الإمبريالي والمسيطر أو القطب الذي لا يزال ينظر لنفسه بأنه القطب الأوحد ستكون تداعياته عليهم كبيرة، مؤكداً أنه كما لقنوا من خلال عمليات الاسناد اليمنية درساً في البحر الأحمر تركت بصماته وآثاره كبيرة على العدو الأمريكي فإن اليمنيين سيكونون حاضرين في هذه المعركة ضد أي عدوان قد يطالهم وقد يكون التنكيل بهم أكبر”.

ويشير إلى أن هذه المناورة تعكس مدى جهوزية القوات المسلحة اليمنية وحالة الاستعداد الدائم لأي احتمالات”، معتبراً أننا لا نزال في حرب مفتوحة

سواء على مستوى المواجهة مع تحالف العدوان الذي لا يزال في مرحلة “خفض التصعيد” أو مع التحركات الأمريكية الأخيرة التي تسعى إلى كسر الحصار اليمني الذي أثبت مدى فاعليته على الكيان الصهيوني، وعلى الغرب الامبريالي بشكل عام.

شملت المناطق الجبلية والصحراوية.. الإعلام الحربي يعرض مشاهد مناورات “ليسوءوا وجوهكم”

عرض الإعلام الحربي اليمني، اليوم الاثنين، الجزء الثاني من مناورات “ليسوءوا وجوهكم” في المناطق الجبلية والصحراوية بمشاركة قوات التعبئة العامة.

وحاكت المناورات، في المنطقة العسكرية الخامسة، قصف وتدمير مواقع وتحصينات وأهداف للعدو المفترض بالقذائف عبر الطائرات المسيرة، وكذلك القذائف المدفعية، وعبر الدبابات ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة والقناصات، حتى انهيار دفاعات العدو في أنساقها الأمامية تحت ضغط القصف.

واشتملت المناورات على كمائن استهدفت تحركات وتعزيزات العدو، واقتحام مجاهدي القوات المسلحة لمواقع ومعسكرات العدو المفترضة من عدة محاور في المناطق الجبلية الوعرة، والاشتباك المباشر معه بالأسلحة الخفيفة من مسافة صفر، ومن ثم بدء تمشيط مواقع العدو الخلفية، تمهيدا لتقدم المجاهدين.

كما حاكت المناورات صد تقدم مفترض لقوات العدو، وإيقاع تعزيزات العدو في كمائن محكمة، وإجهاز المجاهدين على تلك القوات، وكذلك سيناريو لغارات جوية محتملة لطيران العدو.

وأظهرت المشاهد قيام الفرق الهندسية للمجاهدين بتفجير أبراج الاتصالات والمواقع التي قام العدو بتفخيخها قبل فراره، بالإضافة إلى عمليات قنص تجهز على حراسة مواقع العدو في خطه الدفاعي.

بالفيديو | مناورات ليسوءوا وجوهكم (المناطق الجبلية)

وفي الجزء الآخر من المناورة، تم محاكاة تنفيذ عمليات قتالية في بيئة صحراوية، وقيام تشكيلات متنوعة من القوات المسلحة بمهاجمة مواقع العدو المحصنة في الصحراء من عدة محاور.

ودكت قذائف المدفعية تحصينات وثكنات العدو، فيما الطيران المسير يستهدف آليات العدو ومقراته الرئيسة وغرف الاتصالات والسيطرة. وفي المناورات تحركت تشكيلات من قوات المشاة لاقتحام مواقع العدو تحت غطاء ناري مساند، وثم تفجير مواقع وثكنات العدو التي تم اقتحامها.

وخلال المناورات شن العدو موجهة غارات في محاولة لمساندة قواته، كما نفذ عملية إنزال جوي مفترضة، وسط استنفار المواطنين وقوات التعبئة العامة للتصدي لقوات العدو المفترضة.

وظهر في المشاهد للمناورات اشتباك قوات التعبئة ومحاصرتها لقوات العدو التي تم انزالها، بالتزامن مع وصول قوات التدخل السريع للقوات المسلحة ولتقوم بتطهير المنطقة من العدو.

الجزء الأول من المناورات.. مناورات بحرية تشمل عمليات إبرار بحرية وتسلل قوات معادية عبر الساحل

وعرض الإعلام الحربي اليمني، الأحد، الجزء الأولى من المناورات العسكرية التكتيكية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على الساحل الغربي، في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، تأييدًا للشعبين الفلسطيني واللبناني، وبمناسبة ذكرى عملية “طوفان الأقصى”.

وحاكت هذه المناورات، التي حملت اسم “ليُسوءُ وجوهكم”، التصدي لسيناريوهات هجومية معادية متعددة على الأراضي اليمنية، حيث تم محاكاة أربع موجات هجومية بحرية برية شنتها قوات معادية.

وشملت هذه المناورات عمليات إبرار بحرية، وتسلل قوات معادية عبر الساحل، وعمليات قتالية في بيئات متنوعة تشمل الساحل والمدن والصحراء والجبال.

وشارك في هذه المناورات قوات من البحرية والبرية والتعبئة العامة، حيث نفذت قوات التعبئة العامة عمليات دفاعية عن الأراضي اليمنية، وصدت هجمات معادية محاكاة، كما تمكنت من التصدي لقوات معادية حاولت السيطرة على إحدى القرى عبر إنزال جوي.

وتهدف هذه المناورات إلى رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة اليمنية، وتدريبها على مواجهة مختلف التحديات والتهديدات، وتعزيز قدرتها على حماية الوطن ومقدساته.

وكشفت القوات المسلحة اليمنية خلال المناورات عن سلاح بحري جديد هو عبارة عن طوربيد بحري لاستهداف السفن والأهداف البحرية للعدو. وظهر السلاح الجديد الذي يحمل اسم “القارعة” في مقطع مصور نشره الإعلام الحربي، أمس الاثنين، للمناورات المشتركة.

ولم تكشف القوات المسلحة عن خصائص هذا السلاح الذي ظهر لأول مرة، لكن من خلال المشاهد لهذا الطوربيد يظهر أنه يمتلك ميزة العمل فوق سطح وتحت الماء، وبقدرات للتحكم به، كما أظهرت المشاهد قوة تدميرية هائلة للسلاح من خلال استهدافه وإصابته لسفينة تحاكي “سفن العدو”.

وظهر في المناورات أيضا عدة أسلحة بحرية، كالألغام، والزوارق المتفجرة، وأظهرت قدرة عالية على ضرب الأهداف البحرية المتحركة للعدو بالإضافة إلى قدرة تدميرية كبيرة وتأتي هذه العملية “ضمن الاستعداد والجاهزية لأي تصعيد قادم من واشنطن وأدواتها في اليمن”، وفق مصادر عسكري.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>