وأشار السيد الحوثي في خطاب له مساء اليوم الخميس إلى أن العدو الإسرائيلي والأمريكي يحاولان فرض معادلة جائرة وظالمة على شعوب المنطقة والدول الإسلامية بحيث يستهدف بها كل أمتنا الإسلامية، وهي معادلة "الاستباحة" و أن يكون للعدو الإسرائيلي الحق في أن يضرب أينما شاء، وأراد في أي بلد مسلم، ويستهدف ما أراد، وبأي مستوى من الاعتداء والإجرام، وألا يرد عليه شعب مستهدف، منوهاً إلى أن هذا ما يسعى إليه الإسرائيلي، ويريد أن يفرض هذه المعادلة على شعوب أمتنا، بحيث تكون هذه الشعوب مستباحة، وألا يكون لأي بلد حرية أو استقلال.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف منشآت عسكرية، وانتهك السيادة الإيرانية، ونتج عن ذلك 4 شهداء، مؤكداً أن دم المسلمين ليس رخيصاً، ولهذا فإن المعادلة التي يسعى لها الإسرائيلي هي جائرة وظالمة وتشكل خطورة على الأمة الإسلامية في أي بلد مسلم، لأن ذلك يعرض شعوب أمتنا الإسلامية للخطر، فعندما تكون سيادتها مستباحة وحقوقها مستباحة، فهذا استرخاص للأمة، واذلال ما بعده اذلال.
ولفت إلى أن الأمريكي طلب عدم الرد من إيران، وألا ترد على الاستباحة وعلى الانتهاك للسيادة، واسالة الدم الإيراني، والغرب يمضي على نفس السلوك، والكل يطلبون عدم الرد، وأن تترك المجال للإسرائيلي أن يضربها دون رد، مؤكداً أن هذه المعادلة لا ينبغي أن تقبل بها دولة عربية أو مسلمة، ومؤكداً كذلك أن الطلب الأمريكي بعدم الرد الإيراني "وقاحة" عجيبة، وأن الأمريكي يتخاطب بهذه اللغة مع أمتنا فقط، ومع المسلمين.
وواصل:" الأمريكي يريد من هذه الأمة أن تكون خانعة، مستسلمة، في غاية الاستسلام والذلة، وهل يرضى حر بهذه المعادلة؟
وأكد أن الأمريكي شريك أساسي في العدوان على قطاع غزة، وشريك في محاولة تضييع الحق الفلسطيني لصالح العدو الإسرائيلي، وهو يتحرك مع إسرائيل، وهما وجهان لعملة واحدة، لديهم مشروع واحد، وبرنامج واحد، وأهداف واحدة، وهم يتحركون لخدمة ذلك المشروع العدواني الذي يستهدف أمتنا وفي مقدمتهم العرب الذين يستباحون وتهدر دماءهم ولا يبقى لهم حتى الحق في الحياة.
وفيما يتعلق بالجبهة العراقية بين السيد الحوثي أن المقاومة الإسلامية في العراق تواصل عمليات القصف والاستهداف بالطائرات المسيرة، حيث نفذت خلال هذا الأسبوع 12 عملية، استهدفت أهدافاً عسكرية للعدو في "أم الرشراش" والجولان المحتلة وعكا وشمال فلسطين، مؤكدين استمرار عملياتهم بوتيرة متصاعدة، لافتاً إلى أن الأداء للمقاومة العراقية متصاعد، وهو ملحوظ، ويبيض الوجه ومؤرق ومزعج للعدو الإسرائيلي.
وأشاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالصمود العظيم للشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي.
وأشار إلى أن صمود الشعب الفلسطيني وتطور عمليات المقاومة، وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس، أربك حسابات العدو وأثبت أن إرادة المجاهدين تواصل التصدي ببسالة وتنسيق عالي.
وأكد أن عمليات القسام وسرايا القدس أصبحت تتميز بقدرة فائقة على التأثير المباشر على العدو، وأن التماسك بين الفصائل الفلسطينية يعكس وحدة المقاومة وتماسكها.
وتناول قائد حركة انصار الله تصعيد العمليات البرية في لبنان، حيث أشاد بصمود مجاهدي حزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي عجز عن اختراق المقاومة في جنوب لبنان على الرغم من استخدامه للغطاء الناري الهائل.
وذكر أن صواريخ حزب الله كانت مؤثرة جداً وأدت إلى اختلال الوضع الأمني في مدينة حيفا والمناطق الشمالية المحتلة، مما أجبر سكانها على قضاء معظم وقتهم في الملاجئ.
وفي سياقٍ متصل، انتقد السيد الحوثي دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، مؤكدًا أن الترسانة العسكرية الإسرائيلية تعتمد بشكل كبير على التمويل والتسليح الأمريكي، وأن الأمريكي لا يقدم الدعم العسكري فحسب، بل يشرف على عمليات إسرائيلية عبر خبرائه ودعمه الاستخباراتي الكامل.
وندد بالجرائم الإسرائيلية التي تجاوزت خلال هذا الأسبوع أكثر من 25 مجزرة أسفرت عن استشهاد وإصابة ما يزيد عن 1400 فلسطيني، معتبراً أن العدو يسعى لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بدءًا بالشمال، عبر سياسة الإبادة الجماعية والتجويع.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لفرض "معادلة الاستباحة" على المنطقة، التي تتيح لإسرائيل مهاجمة أي بلد دون رد فعل.
وأعرب عن دعمه الكامل للشيخ نعيم قاسم بعد تعيينه أمينًا عامًا لحزب الله، مشيدًا بتاريخه النضالي ومكانته كأحد أبرز قادة الحزب، مؤكدا وقوف اليمن إلى جانب لبنان وحزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بعمليات المساندة، أكد السيد القائد أن جبهة اليمن مستمرة في ملاحقة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، حيث تم استهداف أربع سفن شرق سقطرى مؤخرًا.
وبيّن أن هناك جهوداً حثيثة لتعقب حركة السفن المرتبطة بالعدو في مختلف المسارات البحرية.
وأكد أن القوات البحرية اليمنية استهدفت هذا الأسبوع أربع سفن مرتبطة بإسرائيل وحلفائها، مما رفع العدد الإجمالي للسفن المستهدفة إلى 202 سفينة.
وأوضح أن هذه العمليات أثارت استياء الولايات المتحدة لفشلها في تأمين الملاحة البحرية للكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب، مضيفًا أن واشنطن تنفذ غارات أسبوعية وتكثف الضغوط السياسية والاقتصادية لوقف هذه العمليات.
وذكر أن الولايات المتحدة تسعى لإقحام التحالف السعودي والإماراتي في اليمن لصالح إسرائيل، مؤكداً أن تورطهم سيعود عليهم بالخسائر والأعباء دون تحقيق أي مكاسب.
وأشار إلى أن هذه العمليات لا يمكن إيقافها إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وإنهاء الهجمات على لبنان، مضيفاً أن الشعب اليمني يدعم قضايا الشعب الفلسطيني واللبناني بوحدة وتنسيق تام.
وذكر أن الأسبوع الماضي شهد إطلاق 13 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرات مسيرة ضد أهداف إسرائيلية داخل عمق فلسطين المحتلة، مما يعكس تطور القدرات العسكرية.
وأشار إلى استمرار التفاعل الشعبي الكبير، حيث بلغ عدد المسيرات والفعاليات المؤيدة للقضية الفلسطينية 783,489 فعالية، بالإضافة إلى تخرج أكثر من 519,029 متدربًا من دورات التدريب العسكري.
وأشاد السيد القائد بالمظاهرات الشعبية في العالم العربي، وخص بالذكر اليمن والمغرب والبحرين والأردن وتونس، مشددًا على أهمية التحرك الشعبي في مواجهة المشروع الصهيوني.
وأكد أن الأمة العربية والإسلامية تتحمل مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني واللبناني في ظل التحديات التي تواجهها الأمة.
وحذر السيد الحوثي من التعاون مع الصهاينة، مؤكدًا أن من يلتحق بهم يُستخدم كأداة دون اعتباره على مستوى متساوٍ معهم.
وذكر أن المشروع العدائي بين إسرائيل وأمريكا وحلفائهما يستهدف الأمة الإسلامية بأكملها، داعيًا الدول العربية والإسلامية للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذا المشروع، وفاءً للقيم الإنسانية والأخلاقية.
وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية في لبنان والعراق واليمن يمثل قوة رادعة أمام المشروع الصهيوني، وأن التحالف الصهيوني-الأمريكي لن يتمكن من تحقيق أهدافه ما دام هناك مقاومة وصمود في المنطقة.
بارك السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للشعب اللبناني اختيار الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله اللبناني.
وقال: "أكرم وأنعم بنعيم قاسم، فهو من أبرز مؤسسي حزب الله، ودعاؤنا له بالتوفيق والسداد، ونحن في جبهة اليمن إلى جانبه، وجانب حزب الله والمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني بكل ما نستطيع في مواجهة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني في المنطقة".
وأشاد قائد حركة انصار الله بالصمود العظيم للمقاومة اللبنانية على مدى أكثر من شهر، كما تطرق إلى العملية البرية، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي مصدوم من صمود المجاهدين في حزب الله، وقد تكبد الخسائر الكبيرة والهزائم تلو الهزائم، وأن الواقع يشهد أن العدو الإسرائيلي في تلك العملية العدوانية مهزوم بكل ما للكمة من معنى، وأنه تكبد خسائر قرابة ألف من القتلى والجرحى، مع تكتم كبير من الخسائر، فما يظهر هو الشيء القليل جداً".
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي فشل في هجومه البري على لبنان، كما عجز عن تحقيق اختراق ميداني رغم الغطاء الناري الهائل، فهو ينفذ الكثير من الغارات، وله نشاط تجسسي لا يتوقف، وينفذ كل أنواع القصف، ثم يتقدم، ويشتبك معه المجاهدون في حزب الله من المسافة صفر ويكبدونه الخسائر بالقتلى والجرحى، في صفوف ضباطه وجنوده وبتدمير آلياته ثم ينسحب وهكذا هو المشهد على مدى شهر كامل، والعدو الإسرائيلي في مأزق حقيقي في عدوانه البري على لبنان".
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي حاول هذه المرة تغيير تكتيكاته عن عام 2006، فهو يحاول تقديم القليل من الآليات والمشاة، ويتسللون، ولكنه فشل، فهو إن قدم المشاة عرض ضباطه وجنوده للاستهداف المباشر والقتل المباشر، وإن قدم الآليات فهو يخشى من تكرار تدميرها كما حدث في 2006، وأن يتحقق ما قاله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله بأن يشاهد العالم هذه الآليات وهي تحترق على الهواء مباشرة.
وأوضح أن هذه التكتيكات كبدت العدو الإسرائيلي الكثير من الخسائر، ولذلك فهو خائب وفاشل، بسبب التوفيق الإلهي بالصمود العظيم والثبات العظيم لمجاهدي حزب الله، وتوكلهم على الله ووعيهم العظيم، لافتاً إلى أن استشهاد القادة، وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسن نصر الله، ما زاد هؤلاء المجاهدين إلا تفانياً واستبسالاً وتنكيلاً بالعدو والانتقام منه، ولذلك فالجنود الصهاينة هم الأكثر خوفاً وجبناً ورعباً، وهم يتهربون، وفي حالة ذهول من صمود وثبات المجاهدين، وأدائهم البطولي وكمائنهم المنكلة بالعدو.
وفيما يتعلق بقصف حزب الله لمغتصبات العدو الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة، أكد السيد القائد أن واقع العدو أصبح مخزياً ومشلولاً وعاجزاً عن ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، وأصبح الكثير من الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة يمضون الكثير من أوقاتهم في الملاجئ، ولا تكاد تتوقف صافرات الإنذار، فهي في الكثير من الأحيان ترعبهم، منوهاً إلى أن فشل العدو بكل منظوماته التي بحوزته من منع الطائرات المسيرة الانقضاضية باستهداف العدو، وفشلوا في اعتراضها ومنعها، وقد أصبحت تؤرقهم وتقلقهم، وأصبح واقعهم مخزياً.
وأكد أن حزب الله حاضر في المعركة بكل قوة وفاعلية واستبسال، فهو في الميدان حاضر بثبات، بالقصف الصاروخي حاضر، وعملياته مستمرة ومكثفة وفاعلة ومؤثرة على العدو، منها تلك العملية التي استهدفت المجرم نتنياهو إلى غرفة نومه، ولذلك ما يحدث هي خيبة أمل حقيقية للعدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي الذي كان يعلن عودة المغتصبين إلى تلك المغتصبات في شمال فلسطين المحتلة لم يعد يتمكن من تأمين المغتصبين في حيفا وما بعد حيفا وفي شمال فلسطين.
وبخصوص العدوان الإسرائيلي على لبنان أوضح السيد القائد أنه يستهدف الشعب اللبناني في كل أنحاء البلاد، ويستخدم أسلوبه الإجرامي باستهداف القرى والسكان، ومن لم ينزح ويهجر قسرياً فهو معرض للاستهداف والقتل، لافتاً إلى أن هذا الاستهداف الشامل في القرى والبلدات أدى إلى استشهاد الكثير من المدنيين، وتدمير الخدمات، واستهداف للمستشفيات والخدمات الطبية وسيارات الإسعاف، والبلديات، وغير ذلك، وأدى كذلك لاستهداف الصحفيين ووسائل الإعلام بهدف حجب الحقيقة عن أنظار العالم.
المصدر: المسيرة
انتهى/