السيد الحوثي: مخرجات قمة الرياض مخزية للغاية ويجب تحديد الموقف ضد المشروع الصهيوأمريكي
قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إن استمرار الإجرام الصهيوني بحق فلسطين ولبنان في ظل مواقف عربية مخزية، أمر مؤسف وكارثي على الأمة. وفي خطابه حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، نوه السيد القائد إلى أنه “بالرغم من اتضاح الصورة لكل العالم، لكن لا يوجد أي تحرك جاد من معظم الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية”.
وقال “تسكت أكثر الدول لأن الأمريكي شريك الإجرام، ولا تتخذ حتى خطوات سهلة مثل المقاطعة السياسية الاقتصادية، وهو ما شجع العدو”، مؤكداً أن “موقف معظم الدول العربية والإسلامية شجّع العدو الإسرائيلي كثيرا على الاستمرار في جرائمه”.
وأضاف “لم يتخذ العرب والمسلمون الحد الأدنى من الموقف الذي هو واجب عليهم ضمن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقومية وبكل الاعتبارات”، مشيراً إلى أن “بعض الحكام والأنظمة العربية والإسلامية يصرون على أن يحتفظوا بعلاقاتهم السياسية والاقتصادية مع العدو الإسرائيلي”.
وفيما عبر السيد الحوثي عن أسفه لمخرجات ما سمي بالقمة العربية الإسلامية، فقد لفت إلى أن “بعض الأنظمة العربية والإسلامية زادت علاقتها الاقتصادية مع العدو الإسرائيلي عبر إرسال قوافل البضائع والشحنات التجارية له”.
وتابع حديثه “أنظمة عربية وأخرى إسلامية زادت علاقتها مع العدو أضعاف مضاعفة عبر إرسالهم شحنات تجارية وبضائع مواد غذائية وغيرها للعدو الإسرائيلي”.
وقال إن “مخرجات التحرك الرسمي لبعض الدول العربية والإسلامية تحت عنوان “القمة العربية الإسلامية” مؤسفة للغاية”، متبعاً بالقول “للإنسان أن يحزن لواقع الأمة عندما يرى مخرجات قمة باسم العرب والمسلمين يحضرها الكثير من زعمائهم، ومع ذلك ماذا كانت مخرجاتها؟!”.
وأدان السيد الحوثي تقديم الخائن رشاد العليمي نفسه ممثلاً لليمن وإعلانه تقديم خدماته للعدو الصهيوني بشأن العمليات البحرية اليمنية، مؤكداً أن اليمن ماضي بموقفه لما هو أكثر، مشيراً إلى أن العالم بأسره يعرف الموقف اليمني وطبيعته ودوافعه الدينية والأخلاقية والإنسانية. ونوه إلى أن “إجرام العدو الإسرائيلي الفظيع في غزة ولبنان هو مخزٍ لكل دول العالم التي تسكت ولا تتحرك لاتخاذ موقف”.
وعرّج السيد القائد على استمرارية المجازر الصهيونية في فلسطين، موضحاً أن “405 أيام من العدوان والإجرام الإسرائيلي والأمريكي ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني، يقابلها خذلان عربي وخذلان البلدان الإسلامية ما عدا القليل”، مردفاً بالقول “405 أيام من الثبات الفلسطيني، ومن الثبات اللبناني العظيم، وثبات جبهات الإسناد”.
ولفت إلى أن “العدو الإسرائيلي ابتكر له خطة جديدة في شمال قطاع غزة أكثر إجراما ودموية في سياق تنفيذه الإبادة الجماعية”. وأكد أن “معظم شهداء جرائم القتل الجماعي لأبناء الشعب الفلسطيني هم من الأطفال والنساء”، مشيراً إلى أن “العدو الإسرائيلي يستهدف الخيام القماشية بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات”، في تأكيد على استمرارية الشراكة الأمريكية في كل المجازر الصهيونية.
وفي ختام حديثه بهذا السياق أشار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بالتجويع وبالتهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة بهدف إبادته”.
تحديد الخيار والموقف ضد المشروع الصهيوأمريكي مسألة مهمة ومصيرية للدنيا والآخرة
جدد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، التأكيد على ضرورة مواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية والتحرر من عقدة الخوف من العدو الأمريكي الذي يسعى لإذلال واستعباد الأمة، داعياً إلى تحديد الموقف والخيار المناسب لمواجهة الهجمة الأمريكية الصهيونية في هذه المرحلة المفصلية.
ونوه السيد القائد إلى أن “المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي هو مشروع عدواني على أمتنا يصادر الحرية والاستقلال للشعوب ويصادر الأوطان والحقوق”. وقال إن “المشروع الصهيوني هو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها”.
وأضاف السيد القائد “تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميا أو شعبيا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك”، مؤكداً أن “المشروع الصهيوني يريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة بكل ما تعنيه الكلمة”.
ونوه السيد القائد إلى أنه “كان ولا يزال من المهم جدا تحديد الخيار لأن الأمريكي يريد إما أن تكون في الوضعية التي يريدك أن تكون عليها وإلا فهو سيعتبرك ضد برنامجه ومشروعه”. وأشار إلى أن “تحديد الخيار وتحديد الموقف هي مسألة مهمة جدا لأن المسألة مصيرية للدنيا والآخرة”.
وأوضح أن “من أخطر ما يمكن أن تتعرض له الأمة هو عندما يتجه البعض لتحديد خياراته واتخاذ مواقفه بشكل منفصل عن المبادئ والقيم والقرآن الكريم”.
وأكد أنه “عندما تنفصل مسألة تحديد الخيارات والمواقف عن مسألة المبادئ والأخلاق فستكون النظرة مغلوطة تحت عنوان المصالح”. وتابع السيد القائد في حديثه بهذا السياق “من أخطر ما يمكن أن تتعرض له الأمة هو عندما يتجه البعض لتحديد خياراته واتخاذ مواقفه بشكل منفصل عن المبادئ والقيم والقرآن الكريم”. واستطرد “عندما تنفصل مسألة تحديد الخيارات والمواقف عن مسألة المبادئ والأخلاق فستكون النظرة مغلوطة تحت عنوان المصالح”.
الأمة بحاجة للتخلص من عقدة الخوف من أمريكا التي تستهدف جميع الشعوب والأنظمة التي تظن أنها بمعيتها
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على أن خيار الجهاد والتمسك بالمشروع القرآني هو الحل الوحيد لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية، مؤكداً أن التورط في خيار الاستسلام للتحركات الأمريكية سيقود المتورطين للوقوع في وحل من المؤامرات كما حصل في أفغانستان والعراق وغيرها.
وأشار السيد القائد إلى أن “معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار المعية مع الأمريكي وهي تدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة”. وقال “من أعلنوا أنهم مع أمريكا وتحالفوا معها اتجهوا معها وفتحوا لها كل شيء، فتحوا بلدانهم للقواعد العسكرية والإملاءات الأمريكية في المستويات السياسية والإعلامية وفي الخطاب الديني”، مضيفاً “لم يكن تحرك الأمريكي من أجل أن يضمن مصالحه في المنطقة فقط بل اتجه للسيطرة المباشرة وإخضاع المنطقة بشعوبها وحكوماتها للسيطرة المباشرة ولمصلحة العدو الإسرائيلي”.
ونوه إلى أن “الأمريكي اتجه لخطوات أكثر من مسألة المصالح وهو يريد أن يكون الإسرائيلي وكيله الحصري المسيطر تماما على واقع ما يسمونه بـ “الشرق الأوسط”
ولفت إلى أن “الأمريكي يسعى لأن تكون الأمة مستسلمة له وألا يكون فيها أي تحرك يعيقه وأن تكون الساحة مفتوحة أمامه”. وجدد التنويه إلى أنه “لا خيار سوى المشروع القرآني يمثل حلا للأمة في مواجهة أعدائها والتصدي للخطر الذي يستهدفها”.
وتابع في حديثه بهذا السياق “المشروع القرآني والخيار القرآني يبني الأمة في وعيها وبصيرتها ورشدها وحكمتها وفي روحها المعنوية لتكون بمستوى النهوض بمسؤوليتها”، لافتاً إلى أن “تحرك شهيد القرآن السيد حسين رضوان الله عليه بالمشروع القرآني كان الخيار ضد أمريكا وإسرائيل والمشروع الصهيوني من منطلق قرآني ومبدئي”.
وأردف بالقول “منذ الاستهداف لمسيرتنا القرآنية بالحروب العسكرية بدءا من بالحروب الست وما تخللها ثم العدوان الأمريكي السعودي وصولا إلى هذه المعركة الشاملة، تجلى في كل مرحلة أهمية المشروع القرآني”، متطرقاً إلى أن “أمة المسيرة القرآنية لم تُكسر إرادتها بالعدوان بل وثقت بالله وتحركت على أساس هديه وتعليماته بالوعي والبصيرة القرآنية والروح الإيمانية الجهادية”، مؤكداً أن “المسيرة القرآنية بقيت مستمرة في مواجهة كل التحديات إلى مستوى الموقف المشرف العظيم الذي يتحرك فيه شعبنا العزيز”.
وقال إن “افتقار الأمة للبصيرة هو ما يكبّل الأمة عن التحرك بالمسؤولية رغم ما تمتلكه من إمكانات هائلة وضخمة”، متبعاً بالقول “عندما نشاهد أمة كبيرة في عددها وجغرافيتها وما هي عليه من العجز والضعف والوهن ندرك أهمية الاستنهاض في أوساط الشعوب لنشر الوعي والبصيرة لتعزيز الروح المعنوية الإيمانية الجهادية”.
ونوه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن “الخطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، فأعداؤها حاقدون وطامعون فيما تملك هذه الأمة”.
وأكد أن “الأعداء يسعون لإبادة هذه الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر”. كما أكد السيد القائد أن الأمة بجاجة لأن تتخلص من عقدة الخوف من العدو الأمريكي وأن تدرك أهمية مواجهته بالمشروع القرآني والجهاد.
ولفت إلى أن “ما فعله الأمريكي سابقا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع الإسرائيلي في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة”. ونوه إلى أنه “عندما تتحرك أمتنا تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة وتدرك أهمية كل عناصر القوة”.
وأوضح أن “الروح الجهادية التي تتحرك فيها الأمة تنهض بالأمة إلى مستوى مواجهة التحدي دون اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت”. واستطرد “أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر من عقدة الخوف من أمريكا وإسرائيل لأنها لا تمثل حماية للأمة بل تدفعه للاستسلام وليس للحذر والتحرك المضاد”.
وأكد أن “الخوف يبعث الكثير من أبناء الأمة رسميا وشعبيا نحو الاستسلام والخضوع والطاعة والتسليم بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية”. ونوه إلى أن “لدى أعدائنا من الحقد والعُقد ما لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة وإن لم يكن توجهه عدائي تجاههم”.
وأوضح أن “الأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله رغم أن أدواتهم فيه هي المسيطرة على الوضع بل اتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب”. وأشار إلى “استنزاف الأعداء لهذه الأمة بأشكال متعددة وتصفية حسابات مع منافسين آخرين بما فيهم مستقبلا ضد الصين وغيرها”.
وفي ختام حديثه بهذا السياق جدد السيد القائد التنويه إلى أن “شعبنا العزيز اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة لأنه يثق بالله ووعوده من منطلق إيماني وقرآني رغم حجم التحديات”.
استهداف “إبراهام لينكولن” أفشل أكبر عملية عدوانية أمريكية على بلدنا وجاهزون لردع كل التحركات مهما تعددت
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي استمرار الموقف اليمني المناصر لفلسطين ولبنان حتى وقف الإجرام الصهيوني، منوهاً إلى أن شعبنا تحرك منذ البداية لمواجهة التحديات كخيار سليم وصائب أمام المؤامرات الأمريكية الصهيونية الواضحة التي تتجه لاستهداف كل شعوب الأمة العربية والإسلامية.
وأشار إلى أن “بلدنا يواصل عملياته وأنشطته في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، موضحاً أن “العمليات العسكرية في هذا الأسبوع نفذت بـ 29 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة”، في إشارة إلى أن المخزون اليمني العسكري آخذ في التصاعد ويتجه لمواكبة كل التحديات ومواجهة كل الأخطار.
وبين السيد الحوثي أن “عملياتنا العسكرية منها ما كان باتجاه عمق وجنوب فلسطين المحتلة في يافا وعسقلان وأم الرشراش وقاعدة جوية للعدو الإسرائيلي في صحراء النقب ومنها ما كان إلى البحار”. وتطرق على العملية الأكبر ضد القوات الأمريكية المنتشرة في البحر لمساندة العدو الصهيوني وشن العدوان على بلدنا بشكل كبير.
وقال إن “أبرز عملياتنا البحرية هي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” في البحر العربي وهربت بعد الاستهداف لها بمئات الأميال”. وأضاف “من بعد هروب حاملة الطائرات الأمريكية التي كانت فيما سبق في البحر الأحمر أصبح العدو يتهرب من البحر الأحمر، ولم تدخله حاملة الطائرات منذ تلك المدة”.
وأوضح أن “حاملة الطائرات الأمريكية كانت تتحرك أحيانا إما من الخليج إلى بحر عمان أو أطراف المحيط الهندي أو في البحر العربي بتخفٍ وتمويه”، متبعاً بالقول “وصل في بعض الحالات أن تتحرك حاملة الطائرات الأمريكية على مقربة من بعض السواحل الأفريقية خوفا من الاستهداف”.
وكشف السيد الحوثي أهمية العملية البحرية الأخيرة في عرقلة مخطط أمريكي تآمري، منوهاً إلى أنه “تم تنفيذ العملية البحرية في وقت كان يحضّر الأمريكي لتنفيذ أكبر عملية جوية عدوانية على بلدنا في تلك الليلة منذ إعلانه للعدوان الذي يساند فيه العدو الإسرائيلي”.
واكد أن “العملية التي كان يحضر لها الأمريكي فشلت وفي نفس الوقت أصبح في موقف الدفاع، وهربت حاملة الطائرات لمئات الأميال”، ما يؤكد أن القوات المسلحة اليمنية أفشلت خيارات العدو الأمريكي في شن عدوان واسع على البلد ظناً منه أنه سيحقق نتيجة، فيما يتأكد للجميع أن اليمن بات قادراً على خوض العمليات الاستباقية وقلب الطاولة على الأعداء عبر تحويلهم من موقف المهاجم إلى موقف المدافع والهارب والفاشل في تحقيق أي هدف.
وتطرق إلى انه “لم يصد قرار باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية في أي بلد من بلدان العالم كما فعل اليمن وذلك بتوفيق الله وثمرة من ثمار التوجه الإيماني والقرآني والجهادي لشعبنا العزيز”. وتساءل السيد الحوثي “من يجرؤ على أن يتخذ قرارا باستهداف حاملة طائرات أمريكية وينفّذ بالعمل الفعلي وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهدافها؟!”.
وأوضح أن “الأمريكي أحيانا يقلل من المسألة بعد أن كان ينكر، ولاحقا جاءت اعترافات حتى من مسؤولين في حاملة الطائرات السابقة التي هربت سابقا من البحر الأحمر”.
وفي خضم حديثه بهذا الشأن جدد السيد عبدالملك التأكيد على ثبات المعادلة اليمنية، بقوله “طالما الإسرائيلي مستمر في عدوانه الذي يشترك معه فيه الأمريكي على قطاع غزة وعلى الشعب اللبناني فنحن مستمرون في عملياتنا”.
وأوضح أن “الأمريكي يعتبر نفسه معنيا بالإسناد للعدو الإسرائيلي في جرائمه وعدوانه وإبادته للشعب الفلسطيني، ونحن نعتبر مناصرتنا للشعب الفلسطيني واجب بكل الاعتبارات”.
وعبر السيد عبدالملك عن تمنيه “لو أمكن أن نفعل الكثير والكثير لمناصرة الشعب الفلسطيني، ونسعى لفعل ما هو أكبر على المستوى العملي ولذلك تستمر عملياتنا”، وهنا رسالة توحي بأن اليمن سيواكب كل متطلبات المراحل القادمة وسوف يعزز موقفه المساند لغزة ولبنان، في ظل تصاعد القدرات العسكرية من كل النواحي، وقد أظهرت العملية الأخيرة ذلك.
وأوصل رسالته للعدو الأمريكي بأن “لو أراد الأمريكي أن يقدم حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فهو سيقربها أكثر لاستهدافها، وإذا أراد أن يتجرأ على ذلك فليجرب”، في رسالة شديدة اللهجة تؤكد جاهزية القوات المسلحة اليمنية العالية لمواجهة كل التحركات الأمريكية.
وفي سياق متصل أكد أن الأمريكي يستخدم كل الأساليب لثني الموقف اليمني، معرّجاً على التحركات الموازية في المناطق المحتلة لتحريك الأدوات وعرقلة مسار الاسناد اليمني. وقال السيد الحوثي في هذا الصدد إن “الأمريكي يحاول باستمرار تحريض الآخرين ضد بلدنا، ويسعى لإعادة إنتاج العملاء من أبناء البلد في قوالب متنوعة”.
وأضاف “الأمريكي حاول عبر بعض من صغار مسؤوليه أن يجمع بعض العملاء والخونة في عدن ويعيد إنتاجهم في قوالب قبيحة وفاشلة وساقطة”. وأكد أن “من ينتمي إلى الشعب اليمني ثم يتنكّر لهذا الشعب في موقفه العظيم وتوجهه القرآني المشرّف، فهو من أعظم الناس خسارة”.
وفيما أوضح أن “غارات الأمريكي هذا الأسبوع على محافظات متعددة ليس لها أي تأثير على القدرات العسكرية لبلدنا”، فقد جدد السيد القائد التأكيد على أنه “مهما فعل الأمريكي فموقفنا لا يتزحزح، ونحن نعتمد على الله تعالى، وشعبنا يتحرك ببصيرة ووعي وشعور بالمسؤولية وقناعة تامة بموقفه”.
الشهيد القائد تحرك في مرحلة مهمة وحساسة و كان صوتا قرآنيا خالصا
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الشعب اليمني العزيز في مسيرته الجهادية لا يكاد يمر أسبوع دون أن يقدم شهداء، وتأتي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد في إطار الأحداث والمتغيرات الكبرى وموقف شعبنا نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقال السيد الحوثي في كلمة له اليوم الخميس، في إطار مناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات في الساحة الفلسطينية واللبنانية أنه يتم التركيز على ثلاثة أمور: ترسيخ مفهوم الجهاد وقيمة الشهادة في سبيل الله، والاستذكار للشهداء واستلهام الدروس من سيرة الشهداء، والبرامج الهادفة للعناية بأسر الشهداء.
وأضاف أن شعبنا العزيز في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يقدم الشهداء في سبيل الله ويتحرك في كل المسارات، موضحاً أنه من اليوم الأول لمسيرتنا القرآنية قدمنا الشهداء في كل المراحل الماضية في إطار الموقف الذي نحن عليه الآن من الإسرائيلي والأمريكي.
وأشار إلى أن الميزة المهمة للمسيرة القرآنية هي المشروع القرآني والتحرك وفقه، وشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان صوتا قرآنيا خالصا، والشهيد القائد تحرك بالمشروع القرآني في مرحلة مهمة وحساسة يسعى فيها أعداء الأمة من أتباع المشروع الصهيوني وأذرُعِه إلى فرض خيارهم على الأمة.
ولفت إلى أن المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي هو مشروع عدواني على أمتنا يصادر الحرية والاستقلال للشعوب ويصادر الأوطان والحقوق وهو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها.
ونوه أن تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميا أو شعبيا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك، لأن المشروع الصهيوني يريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة بكل ما تعنيه الكلمة.
وقال السيد الحوثي “إن تحديد الخيار وتحديد الموقف هي مسألة مهمة جدا لأن المسألة مصيرية للدنيا والآخرة، وكان ولا يزال من المهم جدا تحديد الخيار لأن الأمريكي يريد إما أن تكون في الوضعية التي يريدك أن تكون عليها وإلا فهو سيعتبرك ضد برنامجه ومشروعه.”
واعتبر السيد أن من أخطر ما يمكن أن تتعرض له الأمة هو عندما يتجه البعض لتحديد خياراته واتخاذ مواقفه بشكل منفصل عن المبادئ والقيم والقرآن الكريم، لأنه عندما تنفصل مسألة تحديد الخيارات والمواقف عن مسألة المبادئ والأخلاق فستكون النظرة مغلوطة تحت عنوان المصالح، واصفاً معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار المعية مع الأمريكي وهي تدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة.
وتطرق السيد القائد، إلى أن من أعلنوا أنهم مع أمريكا وتحالفوا معها اتجهوا معها وفتحوا لها كل شيء، فتحوا بلدانهم للقواعد العسكرية والإملاءات الأمريكية في المستويات السياسية والإعلامية وفي الخطاب الديني.
واعتبر أن الشهداء هم مدرسة عظيمة ومتميزة واستذكارهم يشحذ الهمم ويعزز الروح المعنوية الجهادية ويحيي الضمائر، مضيفاً أن الشهداء هم من كل أطياف المجتمع من كل فئاته، من علمائه، من المزارعين والتجار، من الفلاحين، من المدرسين، من الطلاب، من الشباب، من الكبار، من مختلف أبناء المجتمع.
وقال “إن الشهداء يحظون بمنزلة رفيعة عند الله وكذلك بالتكريم العظيم والفوز بالحياة السعيدة، وما يحظى به الشهداء من التكريم العظيم هو لقاء تضحياتهم في خدمة ونصرة القضية المقدسة والعادلة وترسيخ المبادئ الإلهية لحماية عباد الله.”
وتابع في حديثه أن تضحيات الشهداء جاءت في إطار المواجهة بين قيم الحق والعدل ضد الشيطان وأوليائه بما يمثلوه من ظلام وشر وإجرام، حاثاً الجهات المعنية ذات العلاقة على الاهتمام أكثر وأكثر في إطار مسؤولياتها تجاه أسر الشهداء. كما حث المجتمع على أن يكون مدركا على الدوام لمسؤوليته تجاه أسر الشهداء، وأن يقتدوا بالشهداء في العطاء والإحسان.