علاقات حسن الجوار
السياسات الغربية في المنطقة منذ القدم سعت إلى تفكيك وتقطيع أواصر المنطقة وشعوبها وأعراقها. لأن الغرب تعلم درساً من قيام دولة عربية قوية انطلقت من الجزيرة العربية بعد أن وحدّتها الرسالة المحمدية وأسقطت أعظم إمبراطوريتين عرفهما التأريخ القديم بأيدي وسيوف العرب الذين اتحدوا تحت راية واحدة. إن التأريخ القديم والحديث زاخر بالوقائع والأحداث والمخططات الغربية التي عمل فيها الغرب على تفتيت المنطقة العربية والإسلامية.
اتفاقية سايكس بيكو في العصر الحديث ونشأة الكيان الهجين الصهيوني ومخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تمثل في الربيع العربي وغزو العراق وليبيا وغير ذلك من أحداث جسام تظهر بوضوح سياسات الغرب وحرصهم على تنفيذ سياسات فرّق تسد.
المملكة العربية السعودية منذ انطلقت منها راية التوحيد وهي عامل ألفة وتقريب ودعم في القديم والتاريخ الحديث فهي من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية عام 1945م. وهي من أوائل الدول التي دعمت القضية الفلسطينية وساهمت في تحرير الجزائر، والتاريخ يحفظ بمداد من نور كلمات الملك سعود - رحمه الله - «أنتم تدفعون ضريبة الدم، ونحن ندفع ضريبة المال... والله يوفقنا جميعاً». وقررت حينها السعودية قطع العلاقات مع فرنسا في خطاب تاريخي، ألقاه الملك سعود - رحمه الله - في الإذاعة، قال فيه: «إن المملكة العربية السعودية لن تعيد علاقتها الدبلوماسية بفرنسا إلا بعد استقلال الجزائر». وأكد أنه سيبقى دائماً السند المتين للثورة الجزائرية. كما كان للمملكة العربية السعودية دور بنّاء في قيام الاتحاد الذي أنتج دولة الإمارات العربية المتحدة. ومواقف المملكة المشرفة في نصرة القضية الفلسطينية بالمال والرجال والغالي والرخيص وغير ذلك من مواقف التضامن والنصرة التي تغيب عن الأجيال. هذه الأهداف والمبادئ التي تطبقها في الكواليس وفي العلن كسياسة ثابتة ومبادئ راسخة على مرّ الأجيال والملوك الذين حظيت هذه البلاد بهم. وقد جرّت هذه السياسة على المملكة كثيراً من العداوات الظاهرة والخفية ولاسيما دول الغرب الذي تعمل سياساته على خلخلة استقرار المنطقة العربية.
علاقة حسن الجوار أحد أهم المبادئ التي ترتكز عليها سياسة السعودية التي تعدّ من المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية، وهي تهدف إلى بناء علاقات ودية ومستقرة بين الدول المتجاورة لتحقيق السلام والتعاون والتنمية المشتركة. مما يحقق عدة أهداف:
1. تعزيز الأمن والسلام حيث تساعد على تقليل الصراعات الحدودية والنزاعات الإقليمية، بترسيخ علاقات جيدة بالجيران، وتقليل فرص نشوب حروب أو توترات.
2. التنمية الاقتصادية.. التعاون مع الدول المجاورة يفتح الأبواب أمام فرص تجارية واستثمارية جديدة مثل النقل والطاقة والسياحة والتعدين.
3. التبادل الثقافي والاجتماعي انطلاقاً من علاقات حسن الجوار، يتم تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الشعوب، ما يساهم في زيادة التفاهم المتبادل والاحترام والتعايش السلمي.
4. إدارة الموارد المشتركة.. العديد من الدول تتشارك في موارد طبيعية مثل البحار والأنهار. علاقات حسن الجوار تساعد في إدارة هذه الموارد بشكل عادل ومستدام، مما يحافظ على البيئة ويضمن حقوق كل دولة.
5. التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.. الدول غالباً ما تواجه تحديات مشتركة مثل التغير المناخي والهجرة والتهديدات الأمنية. التعاون الإقليمي يمكن أن يكون أكثر فعالية في التعامل مع هذه القضايا مقارنة بالجهود الفردية.
6. تعزيز الدور الإقليمي والدولي.. الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة بجيرانها غالباً ما تكون أكثر قدرة على لعب دور مؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، مما يزيد من استقرارها ونفوذها على الساحة الدولية.
بالتالي، فإن سياسة حسن الجوار ليست فقط وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار، بل هي أيضاً أساس لتحقيق النمو والازدهار المستدام لجميع الدول المتجاورة.
لهذا دولة الاحتلال تسعى دائماً أن تكون المنطقة في صراعات من أجل مشروعها إسرائيل الكبرى.