في ظل التصعيد بسوريا.. العراق يحصّن حدوده

قناة الحرة

في ظل التصعيد بسوريا.. العراق يحصّن حدوده

  • منذ 1 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:
في ظل التصعيد بين الجماعات المسلحة والنظام السوري، أعلن العراق رفع جاهزية قواته وتحصين حدوده بما يتطلبه الموقف. 
وزار وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الشريط الحدودي برفقة قادة عسكريين رفيعي المستوى، حيث أشار إلى المستوى العالي لجاهزية القوات العراقية. 
كما لفت رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، خلال لقائه بمستشار الأمن القومي العراقي، إلى أن تطورات الأحداث في سوريا وانعكاساتها على المنطقة ككل هي موضع اهتمام شديد، مشيداً بمستوى التأهب العراقي في حماية الحدود وتعزيزها.

خطوات عراقية لتأمين الحدود

وشهدت بغداد اجتماعات متتالية للقادة العسكريين، حيث عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اجتماعا طارئاً. 
واستمع خلاله السوداني إلى إيجاز من قائد قوات الحدود واطلع على الأوضاع والتحصينات على الشريط الحدودي العراقي السوري. 
وأكد السوداني، وفق بيان صادر عن مكتبه، على أهمية الاستمرار في متابعة تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمعلوماتي، موجهاً بتواجد القادة العسكريين ميدانياً ومتابعة قواطع العمليات، خاصة على الحدود المشتركة.
من جهتها، عززت وزارة الدفاع الجيش العراقي بآليات مدرعة عند قضاء القائم في محافظة الأنبار من جهة الأردن، بعد أن عززت مواقعها كذلك عند الحدود مع سوريا.
و أعلنت قيادة قوات الحدود عن إجراءاتها الفنية واللوجستية والعسكرية بهدف منع أي هجمات، وإن كانت عرضية، من الجانب السوري.
 وأشار قائد قوات الحدود الفريق، محمد السعيدي، في مؤتمر صحفي، إلى أن الحدود مع سوريا هي الأفضل أمنياً، وأنها مزودة بكاميرات حرارية ذكية تعمل على مدار الساعة لرصد أي تحركات.
وأضاف السعيدي أن ضبط الحدود شمل مجموعة من الإجراءات، مثل إنشاء منظومة تحصينات وموانع على طول الحدود، تتضمن خندقاً شرقياً بعرض وعمق ثلاثة أمتار، وساتراً بارتفاع ثلاثة أمتار، وموانع سلكية منفاخية و(بي آر سي)، وجداراً خرسانياً سيصل طوله إلى 300 كيلومتر.
وأوضح أن المسافة بين النقاط الأمنية لا تتجاوز كيلومتراً واحداً، وهذا إنجاز غير مسبوق في تاريخ حماية الحدود. 
كما تمت تغطية الحدود بأكملها بمنظومة مراقبة ذكية تتضمن كاميرات حرارية تنقل صورها إلى مقر المنطقة والمقر الرئيسي في بغداد، حيث ترصد وتوثق جزءاً من العمق السوري والعمق العراقي، وفقا للمصدر ذاته.
ولفت السعيدي إلى أن الجانب الأول من التحصينات يتضمن منظومة من الطائرات المسيرة والنواظير الحرارية، أما الجانب الآخر فيتمثل في مستوى الاستعداد القتالي للقطعات العسكرية. 
وأوضح أن العراق يجهز قطعات مقاتلة وأخرى احتياطية بحجم كبير، وهي جاهزة للتعامل مع أي موقف طارئ.
من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري أن التحصينات تشمل خنادق وجداراً خرسانياً ومانعاً منفاخياً، وقطعات قتالية متمرسة من قوات حرس الحدود المتمثلة بالفرقتين الثانية والسادسة. 
وأضاف أن هناك دعماً من الجيش العراقي وقطعات من فرقة الرد السريع وقيادة قوات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية، منوهاً بأن تأمين الحدود تقنياً ولوجستياً يقع في المقام الأول تحت مسؤولية قيادة قوات حرس الحدود.
وعلى صعيد متصل، عقد مجلس النواب اجتماعاً استضاف فيه وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقائد قوات حرس الحدود وقادة الصنوف في وزارتي الداخلية والدفاع ورئيس وأعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية، لمناقشة تطورات الأحداث في سوريا وتداعياتها على العراق، والوقوف على استعدادات الأجهزة الأمنية واحتياجاتها.
وأفاد بيان صادر عن مجلس النواب بأن النائب الأول لرئيس المجلس، محسن المندلاوي، طالب المسؤولين الأمنيين بالتحديث المستمر للخطط الأمنية لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وتكثيف التواجد الميداني لتفقد القطاعات وتأمين احتياجاتها، فضلاً عن تفعيل الجهد الاستخباري ورفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والوزارات، بما فيها غير العسكرية.

الجانب السياسي

وتنعكس التطورات في سوريا أيضا على الجانب السياسي في العراق. وفي هذا الجانب، يقول المحلل السياسي، مفيد السعيدي، للحرة إن الانسجام السياسي مهم لتجنب تكرار أحداث عام 2014، مضيفاً أن المواطن شريك أساسي في الإبلاغ عن التحركات غير المرغوب فيها.
من جهتها، تقول الباحثة في الشأن السياسي، نوال الموسوي، إن المجتمعات المحلية في المناطق الحدودية أصبحت أكثر وعياً، لا سيما في غرب العراق، وهي حريصة جداً على حفظ أمن محافظاتها ومناطقها.
ويؤكد المحلل السعيدي أن أحداث عام 2014 لن تتكرر في ظل ارتفاع مستوى الوعي الشعبي وتطور قدرات القوات العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن استغلال الخلافات السنية-السنية لم يعد مؤثراً لأن الجميع تجاوز تلك المرحلة، بما فيها القوى السنية، وهو ما يعده السعيدي تقدماً في مجال تثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
لكن الموسوي ترى أن الخشية تكمن في الخلافات السياسية بين الفرقاء على المستوى العام وليس على مستوى المكون الواحد. 
وتضيف أن التصعيد السياسي الذي تمارسه بعض القوى ضد أخرى يؤثر على شكل النظام ويولد انطباعات سلبية، مشيرة إلى أهمية عدم تفرد جهة أو جماعة في المشاركة بحرب خارج الدولة، وهو ما أكده رئيس الوزراء في مناسبات سابقة.
وتحذر الموسوي من انخراط جماعات مسلحة في هذه الأحداث، موضحة أن بعض الشخصيات تدعو للذهاب إلى سوريا للقتال هناك، في محاولة لصد الهجمات من داخل سوريا، وهو ما قد يسبب للعراق متاعب عسكرية وأمنية ومشاكل إضافية للنظام السياسي.
وتشير الموسوي إلى دور متنامٍ للجانب الشيعي هذه المرة في الدفع باتجاه المشاركة في القتال، حيث تخشى قوى شيعية من انهيار النظام السوري. 
وتضيف أن فكرة إرسال مقاتلين تُعد حلاً من وجهة نظر تلك الجهات العراقية، وهو ما يتماشى مع بيان الإطار التنسيقي الأخير، الذي يضم غالبية القوى الشيعية، والذي اعتبر أن أمن سوريا امتداد للأمن القومي العراقي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>