وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، قال زارعي: إذا عاد الصهاينة إلى خوض المعارك بشكل جدي، فإن هذه المرة سيكون الكيان الإسرائيلي هو البادئ بالحرب، على عكس المرحلة السابقة التي كان فيها حزب الله هو المبادر والكيان الصهيوني في موقف الرد. إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سيتغير موقف الطرفين، حيث سيكون الكيان الإسرائيلي في موقع الهجوم والمسؤولية، بينما سيكون حزب الله في موقع الدفاع وغير المسؤول عن الحرب.
قدرات حزب الله ما زالت قائمة
ووفقاً لما قاله زارعي، فإن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار سيتسبب بضغط كبير على الكيان الصهيوني، لأن الانتقال من موقف الدفاع إلى الهجوم يكلف القوى المهاجمة ثمناً باهظاً، ولذلك لن يكون ذلك في مصلحة الكيان الإسرائيلي. وأضاف أن الصهاينة ربما لا يدركون أن حزب الله، عندما أوقف الحرب يوم الأربعاء الماضي، كان مستعداً لمواصلة إطلاق النار بنفس الكثافة التي شهدها يوم الأحد (إطلاق 340 صاروخاً وطائرة مسيرة هجومية)، وأن قدرات حزب الله لم تتراجع على الإطلاق.
احتمال اندلاع حرب في المنطقة قائم
وفيما يتعلق بتوقعاته لمجريات الأوضاع في المنطقة، وهل تتجه نحو حرب إقليمية أم ستبقى تحت السيطرة، قال الخبير في شؤون غرب آسيا: إن الأحداث في سوريا أظهرت أن احتمال تصاعد الحرب واشتعال المنطقة لا يزال قائماً. ورغم أن جميع الأطراف تعبر عن قلقها من توسع نطاق الحرب، إلا أن طبيعة الحرب تجعل من الصعب التحكم بها إذا اشتعلت. الشخص الذي يطلق الرصاصة ويعبر لاحقاً عن قلقه قد لا يكون قادراً على منع تلك الرصاصة من إصابة الهدف الذي أطلقت نحوه. وبالتالي، يبقى احتمال توسع الحرب قائماً. ومع ذلك، تحاول الأطراف المختلفة، مدركة أن توسع الحرب لا يتوافق مع مصالحها، الحد من هذا التصعيد وعدم دفعه نحو الانتشار.
الأحداث المستقبلية لن تحدث تغييرات جوهرية في موازين القوى الإقليمية
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت آفاق المنطقة غامضة وما التوقعات للأيام المقبلة، قال زارعي: المنطقة ليست في حالة غموض. موازين القوى الإقليمية محددة ومعروفة. قوة المقاومة واضحة، وقوة تركيا، أمريكا وأوروبا معروفة. كما أن قوى العراق، السعودية، والكيان الصهيوني معروفة. ما نراه في المنطقة هو سعي كل طرف لتحسين موقعه استعداداً للتغيرات العالمية القادمة.
وأضاف زارعي: لن نشهد تغييراً كبيراً في المنطقة. كما رأينا خلال العامين الماضيين، على الرغم من الجهود الكبيرة في مجالات مختلفة، لم يتغير شيء في مواقع الأطراف. إيران بقيت في مكانها، وحافظت على علاقاتها مع العراق بل ووسعتها رغم استياء الأمريكيين. العلاقات بين إيران وسوريا استمرت، وبقيت الحكومة السورية في مكانها. حزب الله في لبنان ظل صامداً رغم الضغوط الشديدة. المقاومة الفلسطينية واليمنية بقيت قوية. لذا، من الواضح أن هذه التحركات لم تتمكن من تغيير التوازن في المنطقة، ويبدو من المستبعد أن تؤدي الأحداث المقبلة إلى تغييرات جوهرية في موازين القوى.
وأشار الخبير في شؤون غرب آسيا إلى خطاب قائد الثورة الإسلامية الأخير، والذي أكد فيه على أن المقاومة ستتوسع في المستقبل، قائلاً: قد يمتد هذا التوسع نحو شرق آسيا أو أفريقيا. هذه هي الآفاق التي تنتظر المقاومة. وأنا لا أرى أي ضعف في أفق المقاومة داخل المنطقة.
تركيا لم تلتزم بقرارات اجتماع أستانا بشأن سوريا
وأشار زارعي إلى قرب عقد اجتماع أستانا (بين تركيا، إيران، روسيا وسوريا) حول تأثير هذا الاجتماع على تطورات المنطقة، قائلاً: إن طلب تركيا عقد اجتماع أستانا يدل على قلقها من مجريات التطورات في سوريا، لأن الحرب ليست حطباً يمكن لتركيا أن تلقي به في النار ثم تقول إنها ستسيطر عليها. لذا، فإن طلب عقد اجتماع أستانا يعكس قلق أنقرة. في النهاية، سيكون اجتماع أستانا ناجحاً إذا التزمت تركيا بقراراته.
وأضاف: ما يحدث في سوريا حالياً هو نتيجة عدم التزام تركيا بالقرارات التي تم التوقيع عليها في أستانا. يجب على أنقرة أن تلتزم بتلك القرارات وأن تظهر أنها تقوم بدورها في إعادة الوضع إلى مساره الصحيح. حالياً، لا نرى أي مؤشر على ذلك من جانب تركيا، ويجب على أنقرة الوفاء بمسؤولياتها تجاه المنطقة وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
/انتهى/