مازن الزیدی لـ تسنیم: العناصر الإرهابیة فی سوریا هی أدوات لأمریکا وإسرائیل وتهدد أمن العراق

تسنيم

مازن الزیدی لـ تسنیم: العناصر الإرهابیة فی سوریا هی أدوات لأمریکا وإسرائیل وتهدد أمن العراق

  • منذ 11 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

مازن الزيدي لـ تسنيم: العناصر الإرهابية في سوريا هي أدوات لأمريكا وإسرائيل وتهدد أمن العراق

مازن الزیدی لـ تسنیم: العناصر الإرهابیة فی سوریا هی أدوات لأمریکا وإسرائیل وتهدد أمن العراق

قال الناشط السياسي العراقي الاستاذ مازن الزيدي إن العناصر التي أثارت الفوضى في عدد من المحافظات السورية هي أدوات لإسرائيل وأمريكا، تهدف لتمزيق وابتزاز المنطقة ومنع استقرارها وقد تشجع داعش للحركة في العراق والمنطقة وأن الحكومة العراقية تقوم بالتنسيق مع أصدقائها بما يلزم من إجراءات على الحدود السورية العراقية لمنع عودة داعش وافشال السيناريو الجديد الذي يتم طبخة في مصانع القرار الأمريكي والإسرائيلي.

ونظرا الى الاحداث الهامة التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من عام خاصة بعد عملية طوفان الاقصى والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واللبناني وتهديد عدد من دول المنطقة من قبل كيان الاحتلال، بسبب دعمها للشعبين الفلسطيني واللبناني ومنها الحكومة والشعب العراقي، فقد أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء مقابلة خاصة مع الناشط السياسي العراقي الاستاذ مازن الزيدي، تطرق خلالها الى العديد من الملفات الداخلية العراقية والاقليمية الهامة ومن بينها سياسات الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد اشياع السوداني الرافضة لسياسات كيان الاحتلال الصهيوني، ومساندتها غزة ولبنان إثر العدوان الصهيوني.

وفيما يلي كامل تفاصيل المقابلة التي أجرتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع الناشط السياسي العراقي الاستاذ مازن الزيدي:
 
 
 
تسنيم: بسم الله الرحمن الرحيم. تحية طيبة الى مشاهدي وكالة تسنيم  سنكون اليوم برفقة السيد مازن الزيدي الناشط السياسي من العراق ونريد ان نتحدث معه حول علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق ونتطرق الى العلاقات الاقتصادية والمعوقات التي تحول دون تنمية العلاقات بين إيران والعراق وكذلك سنتحدث حول مختلف قضايا المنطقة ومن بينها اتفاق وقف اطلاق النار الذي عقد في الآونة الأخيرة بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني وأيضا سنتطرق الى مستقبل تطورات الشرق الأوسط واستمرار الحرب في قطاع غزة وكذلك سنتحدث عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. السيد الزيدي نشكركم جزيل الشكر على قدومكم الى وكالة تسنيم، مرحبا بكم.
الزيدي: السلام عليكم وشكرا للاستضافة
 
تسنيم: لقد رأينا خلال الأعوام الأخيرة قد بذلت الكثير من المساعي لتطوير العلاقات الإيرانية العراقية لكن كانت هناك بعض العوائق امام هذه المحاولات امام الجانبين ومن بين هذه الحواجز هي العقوبات الدولية المفروضة على إيران بحيث أنها شكلت حاجزا أمام تطوير العلاقات بين الجانبين. كيف تنظرون الى هذه الأجواء وبرأيكم كيف هي العلاقات الإيرانية العراقية حاليا وكيف باعتقادكم يمكن تطوير العلاقات في المجالات التي توجد فيها مصلحة نسبية للجانبين.
الزيدي:اجدد الشكر لكم على هذه الفرصة وتحية لجنابك ولفريق العمل ولوكالة تسنيم. بالنسبة للعلاقات العراقية الايرانية فهي علاقات وطيدة تاريخية، هنالك مشتركات تاريخية عميقة وشعبية ودينية وثقافية وحدود جوار تتجاوز 1200 كيلومتر، وبالتالي لا يمكن الا ان تكون هنالك علاقات تناسب هذه المشتركات، طبعا هنالك مخططات ومؤامرات ايضا تاريخية كان الهدف منها ابعاد هذين الشعبين الشقيقين البلدين الجارين، الحرب العراقية الايرانية وغيرها، الحمد لله الجغرافية والتاريخ انتصرت على كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد الشعبين الشقيقين والبلدين الجارين، ولذلك بعد 2003 شهدنا علاقات وطيدة خصوصا مع دعم الجمهورية الاسلامية للنظام العراقي بعد 2003، كانت الجمهورية الاسلامية اول دولة داعمة للنظام السياسي وفي لحظة 2014 الجمهورية الاسلامية ايضا جددت موقفها التاريخي لدعم النظام السياسي عندما ساعدت العراق في دحر داعش، بالتالي كل هذه راكمت المشتركات وقربت المسافات وايضا بعد 2003 هناك شيء اسمه الزيارة الاربعينية وزيارة الائمة في العراق قربت بين الشعبين، وهذا يتحتم ان نرتقي بالعلاقات وهناك امكانيات كبيرة اقتصادية وغيرها لتعميق العلاقات، حتى الآن العلاقات الاقتصادية ليست بالمستوى المطلوب يعني لا ترقى الى المشتركات والتداخل والتلاحم فيها العلاقات، مع ذلك هناك علاقات جيدة يعني هناك المبادلات الاقتصادية تتجاوز العشر مليارات دولار سنويا، رغم الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية والضغوطات التي تمارس على الحكومة العراقية لمنع هذا التواصل والتكامل الاقتصادي، لكن هناك في كل الحكومات العراقية هناك عزم لتقوية وتوطيد هذه العلاقات رغم الضغوطات كما اشرت، الضغوطات الامريكية وغير الامريكية التي تمنع التقرب وبالتالي هناك امكانيات كبيرة لكن حتى الآن للأسف لاسباب كثيرة لم ترقى الى المستوى المطلوب والطموح.
 

تسنيم: جيد، إذا نظرا الى العلاقات السارية حاليا بين البلدين. باعتقادك ما هي المجالات المستجدة التي يمكن ان يكون لنا فيها استثمارات لكي تتطور العلاقات في هذه المجالات وباعتقادك هل توجد مجالات يمكن تطوير علاقات البلدين فيها، إلا انه لم يتم الانتباه اليها حتى الآن او أنها بقيت مهملة.
الزيدي: يعني دني اسلط الضوء على العلاقات في هذه الحكومة العراقية الحالية، في الحكومات السابقة كانت هناك مشاريع واتفاقيات اقتصادية وغيرها، لكن كان تنفيذ هذه الاتفاقيات هناك أكثر من ألف مذكرة تفاهم واتفاقية بين العراق وإيران منذ 2003 لم يطبق منها الكثير، وفي جانب كثير منها هي اقتصادية، تبادل الخبرات وغيرها أما في هذه الحكومة تم تطبيق الكثير من ذلك وهذا الذي في لقاء دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني مع سماحة الإمام الخامنئي أكد على ضرورة تطبيق هذه الاتفاقات التي أبرمت منذ 2003، في هذه الحكومة تم تنفيذ الكثير واحدة من عدها الديون الإيرانية على العراق التي كانت جراء تزويد العراق بالكهرباء والغاز خلال سنتين، حكومة السيد السوداني دفعت 8 مليار دولار من الديون الإيرانية، هذا مهم جدا بينما في الحكومات العراقية الماضية لم تلتزم بالدفع، أما على المستوى المبادلات الاقتصادية فتوسعت كثيرا أما عن سؤالكم هناك مجالات كبيرة الحكومة الآن عازمة ومنذ اليوم الأول قبل سنتين في 2023 واحدة من الملفات المهمة هو توطيد العلاقة وتوسيعها وترسيخها مع الجمهورية الإسلامية، كانت هناك 3 ملفات مهمة ما زالت على طاولة الحكومة وهي مورد نقاش بين الحكومتين، واحدة منها مشروع المدن الصناعية المشتركة الثلاثة بين العراق وإيران وأيضا خط سكة الحديد شلامجة بصرة، وهذا المشروع مهم جدا عشرين سنة لم يشهد تقدما من الجانب العراقي وفي هذه الحكومة فقط شهدنا تقدما وتم توقيع مذكرات التفاهم والبدء بالأعمال، في الحكومة السابقة كان معاون السيد رئيسي حضر مراسيم الاحتفال بإطلاق هذا المشروع بالتزامن مع الزيارة الأربعينية، وأيضا لدينا مشاريع أخرى للتكامل الاقتصادي للأسف ما زال القطاع الخاص الإيراني ليس لديه رؤية واضحة على السوق العراقية حتى الآن، لم يجروا القطاع ورؤوس الأموال لا أقول رؤوس الأموال الإيرانية ولكن هناك قدرات اقتصادية كبيرة في إيران لم تدخل للسوق العراقية، وتركت السوق مفتوحة للأتراك والخليجين للاستحواذ على الفرص المهمة، هناك فرص مهمة في مجالات الصناعة والغذاء والإعمار أيضا لدينا مشاريع كبيرة حتى الآن للأسف الشركات الإيرانية لم تدخل في هذا المجال.
 
تسنيم: السيد الزيدي نظرا الى تطورات المنطقة فلا بأس ان نتطرق الى هذه التطورات  وسنعود بعد ذلك الى القضايا الداخلية العراقية كيف ترون اتفاق وقف إطلاق النار والذي عقد خلال الأيام الماضية بين حزب الله والكيان الصهيوني بعد حوالي شهرين من الحرب؟  أولا ما هي طبيعة هذا الاتفاق  وهل ان الصهاينة قد استطاعوا ان يتوصلوا الى أهدافهم وهل تعتقد أن الاتفاق سيصمد ام ان احتمالات انهياره أكثر؟.
الزيدي: أولا اسمحوا لنا أن نهنئ حزب الله وأمة المقاومة في لبنان وفي المنطقة وداعمي المقاومة في المنطقة الجمهورية الإسلامية قيادة وشعبا وحكومة، وأيضا العراق كان شعب ودولة وحكومة ومرجعية كان من الداعمين لصمود المقاومة في لبنان، واستمرارها في منع الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه، ما تحقق في لبنان هو تكرار لنصر 2006 مع بعض التغيرات كان الهدف واضح أنه تدمير المقاومة وحزب الله وإنهاء وجوده ومحوه من الخارطة السياسية سواء كان في لبنان أو في المنطقة، لكن بفضل صمود الحزب وحاضنة الحزب وبيئة الحزب ومجتمع الحزب وأصدقاء المقاومة في المنطقة، كما ذكرت الجمهورية الإسلامية والعراق وفصائل المقاومة في المنطقة تحقق هذا الانتصار ما تحقق في لبنان هو انتصار بمعنى الكلمة، انتصار كبير للمقاومة ولداعمي المقاومة، والكيان الصهيوني اضطر للجلوس إلى طاولة المفاوضات، في الأشهر الأولى شاهدنا أن نتنياهو تحدث عن القضاء ليس على حزب الله وإنما على كل فصائل المقاومة في المنطقة، كان يتحدث عن نظام جديد في المنطقة عن استهداف ممكن للجمهورية الإسلامية، لكن بعد أكثر من خمسين يوم من الحرب على لبنان شاهدنا أنه أجبر تحت ضربات وصمود أبطال المقاومة في جنوب لبنان وضربات فصائل المقاومة في المنطقة، اجبر للجلوس والخضوع والقبول بشروط ونشاهد اليوم هناك في الحكومة الإسرائيلية وفي القوى السياسية في الاحزاب الإسرائيلية توجه انتقاداتها إلى نتنياهو، باعتبار ما تم التوقيع عليه هو هزيمة لنتنياهو ولإسرائيل وبالتالي ما تحقق في لبنان هو نصر للمقاومة ولشعوب المنطقة، وهذا لم يحدث إلا بصمود الحزب وبيئة الحزب وأصدقاء المقاومة في المنطقة بمقدمتهم الجمهورية الإسلامية وقيادتها والعراق أيضا لعب دورا منذ اليوم الأول، احتضن النازحين وقدمنا المساعدات للبنان وأيضا قادة العراق حكومة السيد السوداني قادة جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وبالتأكيد في غزة.
 

تسنيم: باعتقادك إذا ما اريد لاتفاق وقف إطلاق النار ان يستمر فما هو تأثير ذلك على الجبهات الأخرى خاصة فيما يتعلق بجبهة غزة، فهل باعتقادك اننا سنتجه أيضا نحو الوصول الى وقف إطلاق النار في غزة يشبه هذا الاتفاق وبعد ذلك، برأيك هل سنتوقع التصعيد في أماكن أخرى مثل اليمن والعراق بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان بحيث ان ذلك سيؤدي الى اتجاه إسرائيل نحوهما خاصة أنه أطلق تهديدات ضد العراق ام ان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيتجه بعد ذلك نحو غزة والجبهات الأخرى.
الزيدي:لا يمكن بسبب الاتفاق الذي حدث هو نهاية المطاف والنهاية للمقاومة في المنطقة وليس نهاية لغريزة الدم التي يتصف بها نتنياهو والكيان الصهيوني، هذه الحرب حرب وجود بين شعوب المنطقة وبين وجود أجنبي غدة سرطانية في المنطقة، ولا يمكن توقع أن انتهاء الحرب بهذه السهولة ولكن كما نسميها في العربية أنها استراحة بحارة والكيان الصهيوني تعرض لإنهاء كبير واستنزاف كبير على المستوى العسكري وعلى المستوى الدبلوماسي العالمي وعلى مستوى اللوجستي والفني، وبالتالي هو شعر بحاجة إلى التقاط أنفاسا لديه ثلاثة فرق تم استنزافها وتعرضت لخسائر كبيرة وفادحة في جنوب لبنان، وبالتالي هو كما تحدثت تقارير خبرية كان في أول اتصالاته مع الرئيس الأمريكي الفائز ترامب كان واحدة من أول طلباته هو الضغط لإبرام اتفاق في لبنان، وكان إيقاف الحرب وإيقاف اطلاق النار هو مطلب إسرائيلي قبل أن يكون مطلبا من فصائل المقاومة وحزب الله، تحديدا لكن هذه المنطقة ما دامت تشهد وجود غدة سرطانية فلا يمكن توقع وتصور انتهاء المقاومة، صحيح وكما ذكرت لكم أن هذا الكيان الغاصب وجود إدارة مجنونة وتتمتع بشهية للحرب مثل نتنياهو وحلفائه لا يمكن أيضا تصور أنها تنكف عن إشعال الحروب في المنطقة، قد تستهدف العراق قد تستهدف سوريا قد تستهدف أي بؤرة في المنطقة وتستهدف قوى المقاومة لكن أعتقد أن هذا النصر الذي تحقق عزز من موقف المقاومة من فكر المقاومة من ثقافة المقاومة، وأعتقد أن أصدقاء حزب الله وبحرارة المقاومة سيكون أقوى وأرسخ وأكثر ثباتا في مواجهة إسرائيل ومخططاتها في المنطقة.
 
تسنيم: نظرا الى القضايا الإقليمية التي تطرقنا اليها لو أردنا ان نذهب بالحديث باتجاه القضايا الداخلية العراقية، كيف تقيّمون الأوضاع السياسية الداخلية العراقية ومن بينها الخلافات التي طرأت بين مختلف الفصائل حول تشكيل الحكومة حيث انها انتهت مع تشكيل الحكومة برئاسة السيد شياع السوداني وبالطبع هنالك قضايا مستمرة أخرى، فهل نحن نسير باتجاه المزيد من الوفاق الداخلي في العراق وهل هناك آفاق جيدة في هذا الاتجاه ام لا؟
الزيدي: يمكن أن نعتبر الفترة التي تشهدها العراق أكثر فترات الاستقرار، وهذا بفضل وجود حكومة ابتعدت عن النزاعات والخلافات السياسية التي ذكرتها، السيد السوداني تولى أعماله ومسؤولياته في أكتوبر 2022 ودخلت حكومته السنة الثالثة، أنهت العام الثاني بسبب تركيز السيد السوداني على أولويات الإعمار وتقديم الخدمات وهذا انعكس على الشارع العراقي، الشارع العراقي كمجتمع هو بعيد عن الصراعات السياسية، الصراعات السياسية لها جذورها ودوافعها ومحركاته،ا ما تتميز به حكومة السيد السوداني هي بعيدة عن الأزمات والصراعات السياسية ولديها أولوياتها في برنامجها الحكومي، وهذا ما يميزها عن الحكومات السابقة، الحكومات السابقة في الأغلب كانت منخرطة أو جزءا من الصراع السياسي في العراق، وهذا أبعدها عن الإنجاز، في الحكومات السابقة كانت حكومات تشهد استدامة سياسيا محتدمة وقوية في مقابل عدم تقديم الخدمات للمواطن، طبعا بالإضافة إلى وجود ظروف أخرى الحروب والإرهاب تحديات كثيرة، لكن على المستوى الميداني وعلى مستوى الشارع كان هناك استياء لضعف تقديم الخدمات على كافة المستويات، هذه الحكومة كانت بعيدة عن الصراعات السياسية وأيضا استطاعت أن لا تفقد تركيزها لتقديم الخدمات، ما تحقق في هذه الحكومة يعني ممكن لأي مواطن لأي زائر حتى لو أجنبي إذا زار العراق يشهد حجم الرضا عن هذه الحكومة بسبب تركيزها على الخدمات، مؤشرات الإعمار ليس في بغداد فقط في كل المحافظات هي مرتفعة، الإعمار والاستثمار والشركات الأجنبية التي بدأت تدخل بقوة، نعرف أن الاستقرار السياسي هو البنية التحتية لأي تنمية في أي بلد، الحمد لله الحكومة نجحت في تثبيت الاستقرار السياسي وفتح الباب للتنمية، هذا يعني على المستوى أن الحكومة استطاعت أن تقدم الخدمات للشعب وأيضا تفتح الباب لمجيء المستثمرين الأجانب، في كافة المستويات على مستوى الطرق والجسور على مستوى الإسكان والمدن السكنية وأيضا على كافة المستوات الأخرى، بالتالي هذه الحكومة نجحت، إذا يمكن الحديث عن أبرز نجاحات الحكومة حكومة السيد السوداني هي في ترسيخ الاستقرار السياسي وتقديم الخدمات للمواطنين، والأهم من هذا إعادة ثقة المواطنين العراقين بالنظام السياسي بعد 2020، بعد الأحداث والاضطرابات السياسية تراجعت ثقة المواطن العراقي بالنظام السياسي، بسبب هذا الصراع السياسي وعدم تقديم الخدمات يعني فشل هذه الطبقة السياسية، ما يعني فعلته حكومة السوداني هي إعادة ثقة المواطن من خلال تثبيت الاستقرار السياسي وتقديم الخدمات.
 
تسنيم:كما اشرتم فان أحد القضايا التي حاولت ان تهتم بها الحكومات العراقية خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير هي قضية إعادة الثقة العامة من قبل الشعب تجاه الحكومة وأيضا تقديم الخدمات للمواطنين العراقيين. فكيف تقيّمون دور فصائل المقاومة في هذا الاتجاه وما هي مواقفهم ومكانتهم في الوقت الراهن تجاه الحكومة؟
الزيدي: يعني فصائل المقاومة في العراق هي نابعة من وجدان العراقين، العراقين من أقدم شعوب المنطقة في المقاومة الكل يعرف أن المقاومة في العراق راسخة وصاحبة تاريخ، أول مقاومة للاستعمار في المنطقة حدثت في العراق في 1920 عندما ثار العراقيون بفتوى مرجعيات شيعية من النجف، واستطاعوا انهاء الاحتلال البريطاني وفرض تشكيل حكومة عراقية رغم ما عليها من ملاحظات في وقتها، لكن نجحا يعني كان العراق هو السباق في دول المنطقة لمقاومة الاستعمار وايضا تشكيل حكومة عراقية وكتابة دستور عراقي، بالتالي المقاومة هي جزء من وجدان وتاريخ العراق وفي الاحتلال الأمريكي كانت هناك أيضا مقاومة شعبية، كانت واعية لمخاطر التواجد الأمريكي في المنطقة صحيح كان العراقيون يعني يعانون من دكتاتورية صدام لكن كانت نخب العراق الواعية وطلائعه الواعية تدرك خطورة وجود الاحتلال الأمريكي، جاء بعنوان اسقاط صدام ولكنه لديه مخططات للمنطقة، بالتالي هذه القوى المقاومة هي من المجتمع العراقي، هي أبناء العراق هي نخبه الواعية، وكان لديها موقف تاريخي يعني هذه القوى المقاومة كان لها دور تاريخي أولا باستعادة وحماية النظام السياسي، والدولة العراقية من السقوط بعد 2014، عندما واجهت الدولة العراقية تهديد داعش، تهديد داعش لم يكن جماعة إرهابية صغيرة كان جيشا دوليا مكونا من أكثر من مئة جنسية وكان واضحا من المخطط أنه يستهدف إسقاط النظام السياسي وإسقاط الدولة، وكان أحد أهداف وجود داعش هو الفصل بين جغرافيا المقاومة بالمنطقة، كان يستهدف تفكيك إبعاد سوريا عن العراق عن الجمهورية الإسلامية وحتى أيضا عزل المقاومة في لبنان، فمافعلته المقاومة في العراق هو هذا منع هذا المخطط الشيطاني في المنطقة أولا والأهم من ذلك هو حماية الدولة العراقية، فبالتالي موقفها تاريخي وهي إذا أمكن تسميتها تسميت هذه القوى أنها هي الباني الثاني للنظام السياسي في 2003، هناك قوة سياسية جاءت من خارج العراق لظروف معينة، بنات النظام السياسي في 2014 هذه القوى المقاومة هي التي منعت سقوط الدولة وبالتالي لها حق تاريخي ولها وجود ولها دور تاريخي حتى في تشكيل الحكومة، وبالتالي حتى الآن هذه القوى المقاومة هي داعمة للحكومة وهي أصلا حاضنة للحكومة وكانت هناك ظروف عصيبة ساهمت هذه القوى المقاومة في إخراج العراق من نفق الأزمات التي أفضت إلى تشكيل هذه الحكومة، بالتالي هناك على أرض الواقع هناك تفاهم كبير وتنسيق كبير بين فصائل المقاومة بين الحكومة، الحكومة لديها صلاحيات دستورية لديها تخويل دستوري شعبي جاء من نواب الشعب في البرلمان وأيضا هي على تنسيق عالي وتفاهم عالي مع فصائل المقاومة لا يمكن الحديث عن تفاصيله، ولكن ظهر واضحا في إنخراط العراق في جبهة إسناد غزة منذ اليوم الأول، كان العراق رسميا كحكومة تبنى إدانة العدوان الإسرائيلي وتبنى إسناد غزة من ناحية الإغاثية والدبلوماسية حتى في المحافل العربية والدولية، وفي المقابل كانت هناك قوى مقاومة تمارس إسنادها العسكري لأخواننا وأهلنا في غزة وحتى في لبنان، وبالتالي هناك حرص من هذه القوى المقاومة على حماية النظام السياسي على دعم الحكومة الحالية وتعزيز مواقفها وعدم إضعافها، وبالتالي شاهدنا أن العراق في السنتين الماضيات يتمتع بقوة وثبات ورؤية وعلو صوت في محافل المنطقة والعالم.
 

تسنيم: اشرتم الى قضية الإرهاب في المنطقة بحيث اننا شهدنا مثل هذا الإرهاب خلال الأعوام الماضية في العراق فقد طرأت مرة أخرى تطورات خلال الأيام الماضية بين الحكومة السورية المركزية والجماعات المعارضة لها وقد تقدمت هذه الجماعات في حلب ومناطق ريف حلب باعتقادك ما هي طبيعة مثل هذه التحركات أولا خاصة أنها تأتي بعد اعلان وقف إطلاق النار في لبنان ومن جهة أخرى هل تعتقد أن هذا المسار من المحتمل أن يحمل في طياته خطط للقيام بمثل هذه التصرفات في العراق؟
الزيدي:في البداية فلنوضح هذه الحقيقة ان هذه المجامع الإرهابية في الأساس كانت تلتقي في أهدافها مع مخططات إسرائيل، مخططات الاستعمار والهيمنة الأمريكية في المنطقة، هذه المجاميع هي أدوات بيد هذه القوى لإبتزاز دول المنطقة وشعوب المنطقة وتهديدها، وهذا ما ذكرته أن المنطقة شهدت تحديات كبيرة، أنا ممن يعتقد أن المنطقة شهدت تحديات لتمزيقها انطلاقا من الحرب العراقية الإيرانية، كانت محاولة لتمزيق المنطقة وتقوية إسرائيل، بعد ذلك احتلال العراق كان حلقة أخرى جديدة في مخططات تمزيق المنطقة، ومحاولة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وسيادة إسرائيل في المنطقة من خلال احتلال العراق وتهديد دول المنطقة، وبعد فشل هذا جاء مخطط داعش في عام 2014 بالعراق وفي سوريا قبلها في سوريا في عام 2011، مهما كان عناوين هذه القوة هي قوة أهدافها ومحركيها هي إسرائيل وامريكا، وبالتالي ليس غريبا أن تنشط هذه القوة المجاميع المسلحة في سوريا بعد يوم من انهاء الحرب في لبنان، لأن الهدف واضح الهدف هو ابتزاز دول المنطقة جغرافيا ما أسميها جغرافيا المقاومة في المنطقة التي تشمل الجمهورية الإسلامية من طهران إلى الضاحية في بيروت وغزة، هذه مخططات مازالت تهدد استقرار المنطقة وشعوب المنطقة والهدف منها هو سرقة ثرواتها والهيمنة على قرارها السياسي، فهذه في هذا الإطار هذه المجاميع المسلحة التي ترفع شعارات الدفاع عن الشعب السوري بينما هي التي قتلت الكثير من السوريين، والسؤال الذي كان يطرح في وقتها قبل أسابيع مثلا أين هذه المجاميع التي كانت تدعي الدفاع عن أهل السنة أو ترفع شعار الدفاع عن شعوب المنطقة يعني داعش والنصرة وغيرها كانت ترفع شعارات الدفاع عن أهل السنة في المنطقة، لكن لم يسمع لها صوت في الدفاع عن أهل غزة وكانوا سنة بينما محور المقاومة وقوة المقاومة لا تعترف بهذه التقسيمات وبهذه التسميات، وتعتقد أن المواجهة هي بين الإسلام وبين أمريكا وإسرائيل هي مواجهة واحدة، لكن كان السؤال مطروح في هذه المنطقة هذه القوى المسلحة لماذا سكتت عن الحرب على غزة طيلة سنة كاملة لم نشهد عملية لم نشهد حتى بيان واحد، لكنها تعود إلى الحياة بمجرد انتهاء الحرب في لبنان، إذن هذا يرسخ الحقيقة التي نعتقد بها وكنا نعتقد بها ونتحدث بها منذ أكثر من عشر سنوات، أن هذه هي أدوات لإسرائيل وأمريكا لتمزيق المنطقة وابتزاز المنطقة ومنع استقرارها لسرقة مواردها، بالتأكيد تحدثت عن تهديدات العراق، العاقل هو الذي يضع في حسبانه أي احتمالات، قلت أن هذه العناصر قد تدفع وتشجع المجامع الأخرى قد تشجع داعش للحركة في المنطقة، لاسيما في الحدود العراقية السورية طبعا الحكومة العراقية بالتنسيق مع أصدقائها لديها إجراءات، هناك انتشار الجيش العراقي على الحدود السورية العراقيه لإسرائيل وأمريكا لتمزيق المنطقة وابتزاز المنطقة ومنع استقرارها لسرقة مواردها. بالتأكيد أعرف أنني تحدثت عن تهديدات العراق. التهديدات قد تكون لا يمكن استبعادها. قلت أن هذه العناصر قد تدفع وتشجع المجاميع الأخرى. قد تشجع داعش للحركة في المنطقة، لاسيما في الحدود العراقية السورية. طبعا الحكومة العراقية بالتنسيق مع أصدقائها لديها إجراءات. هناك انتشار الجيش العراقي على الحدود السورية العراقية. هناك خطط أمنية. وهناك أيضا تنسيق عال بين دول المنطقة لمنع عودة داعش ومنع عودة سيناريو جديد يتم طبخه في مصانع القرار الأمريكي والإسرائيلي.
 
تسنيم: لقد اشرتم الى دور أمريكا في المنطقة  وكسؤال أخير لقد تم الخوض داخل العراق وبالتحديد من قبل البرلمان والحكومة العراقية في قضايا تتعلق بإنهاء التحالف بين العراق وأمريكا وأخذت الأمور مسارا باتجاه ان يتم تغيير القوانين لكي تنتهي المهمة الأمريكية في العراق وبشكل او باخر قد تضطر أمريكا في النهاية لسحب قواتها بشكل كامل من العراق ما هو التقدم في هذا المجال وكيف ترون مستقبل ذلك؟
الزيدي: جهود العراق لاستعادة سيادته جدية و حقيقية و ليست شعار، في هذه الحكومة اكثر جدية و اكثر عملية يعني في الحكومات الماضية كانت صراعات سياسية تمنع تطبيق قرار مجلس النواب الذي صوت في 2022 على اخراج القوات الامريكية، كان هذا القرار في أعقاب الجريمة الأمريكية باغتيال قادة النصر الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني، في الحكومتين التي جاءت في 2018 في أيام حكومة السيد عادل عبد المهدي وحكومة الكاظمي كانت الظروف تمنع متابعة هذا القرار، في هذه الحكومة كان بند إنهاء التواجد الأمريكي بند أساسي ولذلك قلت كان هناك تنسيق بين القوى المقاومة والحكومة، بند إخراج الأمريكان من العراق بند أساسي والحكومة جادة في هذا الموضوع، ولديها جدول زمني لهذا الموضوع، نعرف أن وجود الأمريكان في أي بلد ليس من السهولة إخراجهم بليلة وضحاها، هناك الكثير من التفاصيل الفنية والأمنية يمنع إتخاذ هذا القرار لكن هذه الحكومة اتفقت وتفاهمت مع الجانب الأمريكي، لأنها تواجد في نهاية 2025 وتسليم القواعد الأمريكية ورؤية الحكومة العراقية هو تفكيك التحالف الدولي في المنطقة، نعرف أن الأمريكان عادوا إلى العراق بعد انسحابهم في 2011 من خلال مضلة التحالف الدولي ضد داعش، العراقيون انتصروا على داعش بفضل فتوى المرجعية وبفضل مساعدة الجمهورية الإسلامية، انتصروا على داعش خلال ثلاث سنوات فيما كان الأمريكان يتحدثون عن عشرين سنة للقضاء على داعش!، كانوا يخططون لعقود طويلة، الآن منذ 2017 حتى اليوم داعش انتهى ليس هناك وجود لداعش وحتى لا يشكل خطرا لا في العراق ولا غيرها، لكن الذريعة باقية هناك وضع قانوني التحالف الدولي تم إقراره بقرارات دولية وبالتالي يجب التعامل معه من خلال خطوات قانونية وهذا ما اتخذته الحكومة العراقية، تم تفكيك وانهاء أعمال التحالف الدولي من خلال اصدار قرار في مجلس الأمن والسيرورة، يعني الذهاب إلى تفاهمات ثنائية بين الدول في أعضاء هذا التحالف، بالتالي كل هذا المخطط وكل هذه الخطوات سوف تفضي إلى إخراج الأمريكان من العراق والابقاء على تفاهمات عادية وثنائية كما هو الحال موجود في دول المنطقة، يعني سوف ينتهي الوجود الأمريكي وسوف يتم استلام القواعد الأمريكية من قبل الجانب العراقي حسب التفاهمات وخارطة الطريق التي وضعت بين الجانبين العراق والأمريكي، والحكومة جادة في هذا الملف وهو أهم ملف تم التركيز عليه في هذه الحكومة.
 
تسنيم: سعادة السيد الزيدي أتقدم اليكم بالشكر الجزيل لإتاحتكم هذه الفرصة لوكالة تسنيم واذا ما لديكم في النهاية نقاط أخرى تودون الإشارة اليها كملخص للحوار فارجوا ان تتفضلوا بذلك.
الزيدي:شكراً لكم على هذه المقابلة من قبل هذه الوكالة المهمة التي تحظى بشعبية في العراق وفي المنطقة، وصاحبة التأثير أيضاً، ويجب التذكير بدور الجمهورية الإسلامية في دعم العراق ودعم شعب العراق في 2003 و2014 وهذا ما يحفظه العراقيون إلى الجمهورية الإسلامية وقيادة الجمهورية الإسلامية، وبالتأكيد نحن كبلدين جارين وشعبين شقيقين نتطلع لتكامل العلاقة على كافة المستويات، على المستوى الاقتصادي على المستوى السياسي والأمني هناك تكامل كبير وتعاون كبير، نأمل أن لا تبقى العلاقة بين العراق وإيران حبيسة الجانبين السياسي والأمني، هناك الاقتصاد يجب أن يتطور التعاون في المجال الاقتصادي والتبادل الثقافي بين الجانبين أيضاً يجب أن يتطور وخير مثال لهذا التعاون وهذا التلاحم هو الزيارة الأربعينية، التي كانت للحكومة العراقية اهتمام كبير فيها باستقبال الأخوة من الجمهورية الإسلامية في هذه الزيارة الأخيرة، لم يكن هناك عدد محدد لقدوم الأخوة الزائرين ضيوف إمام الحسين العراقيون والحكومة خاصة في هذه الحكومة حكومة السيد السوداني تسعى أن تتحول العلاقة مع الجمهورية الإسلامية إلى علاقة استراتيجية، يعني الانتقال من العلاقة العادية في المستويات الأمنية والسياسية وحتى الاقتصادية إلى علاقة استراتيجية تكاملية، لأن البلدين يمتلكان قدرات كبيرة وثروات كبيرة تمكنهما من أن يتحول إلى أقطاب في مشاريع التنمية ومشاريع خطوط النقل في المنطقة التي يتم الحديث عنها، لا يجب على إيران والعراق أن ينتظر الآخرين يخططوا لهما، يجب أن تكون المبادرة من العراق وإيران وهذا لا يتحقق إلا بالتكامل ونقل العلاقة من العلاقة العادية إلى العلاقة استراتيجية.
/انتهى/


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>