ترك برس
تحدث رجل الأعمال الأميركي اللبناني مسعد بولس والمعين مستشارا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في شؤون الشرق الأوسط، عن دور تركي في سوريا مستقبلا، بالتزامن مع التصعيد العسكري الذي تشهده خلال الأيام الأخيرة.
واستهل بولس حديثه مع مجلة "لوبوان" بالإجابة على سؤال حول حق حزب الله في حيازة السلاح وكيفية نزعه منه في الواقع، فقال والد صهر ترامب إن 70% من الأسلحة الإستراتيجية ومستودعات الصواريخ والطائرات المسيرة دمرت خلال الحرب، وإن الجيش اللبناني هو الذي عليه نزع سلاح المليشيات والجماعات شبه العسكرية.
وأوضح بولس أن اتفاق وقف إطلاق النار يمنح الجيش اللبناني الحرية الكاملة للبدء في التنفيذ، وهو يتولى بموجب النص أيضا مسؤولية ضبط تدفق الأسلحة القادمة من الحدود السورية ومطار بيروت وميناء العاصمة وكلها أصبحت الآن تحت سيطرته، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
ولم يستغرب المستشار الأميركي الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي للاتفاق، وقال إن الطرف الآخر يفعل الشيء نفسه، وهناك فترة اختبار مدتها 60 يوما، وإن الاتفاق يتحدث عن حق كل طرف في الدفاع عن نفسه.
ورأى بولس أن المهم في هذه الاتفاقية هو لجنة المراقبة المسؤولة عن تطبيقها، وأن على الولايات المتحدة وفرنسا التحقق من أن كافة تفاصيلها تنفذ فعليا، مشيرا إلى أن تنفيذ القرار 1701 لم يتم على الإطلاق عندما تم تبنيه عام 2006، لأنه لم تكن هناك آلية لضمان تنفيذه، وذلك خطأ تم إصلاحه بموجب هذه الاتفاقية.
ولم يُبد المستشار رغبة في الإسراع بانتخاب رئيس للبنان رغم مرور عامين على الأزمة، وقال إن النواب يمكنهم انتظار شهرين أو ثلاثة حتى يتم الأمر كجزء من صفقة شاملة، تتضمن كل الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء لبنان ومؤسساته القضائية والأمنية، واحترام الديمقراطية والدستور اللبناني، فضلا عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وخلق رؤية معينة لمجلس الوزراء، وضمان تمثيل المعارضة، التي تشكل اليوم ما يقرب من نصف البرلمان.
ورفض مسعد بولس إعطاء رأيه فيما تريده الولايات المتحدة بشأن الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن الأمر معقد للغاية في سوريا لأن الأحداث تجري بسرعة كبيرة، ويمكن أن تتغير من ساعة إلى أخرى، مؤكدا أن تركيا وروسيا والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة بما فيها إيران، ستكون لها أدوار تقوم بها، مفضّلا عدم الدخول في التفاصيل في الوقت الحالي.
وعند سؤاله عن الإنذار الذي أعطاه ترامب لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، قال مسعد بولس إن الرئيس اتضح له أنه لم يعد هناك أي سبب لتأخير إطلاق سراح المحتجزين لأن الحرب انتهت عمليا، ولذلك يعتقد ترامب أنه يجب إطلاق سراح المحتجزين على الفور ولا ينبغي ربط مصيرهم بمسائل أخرى تتعلق باليوم التالي في غزة.
الأولوية لاتفاقيات أبراهام
وعند سؤاله عن ربط مسألة الرهائن بوقف إطلاق النار في غزة، قال المستشار إنه سيتم وقف مؤقت لإطلاق النار للإفراج عن المحتجزين، موضحا أنه تم بالفعل تحديد الخطوط الرئيسية للاتفاق ولم يبق سوى تفاصيل صغيرة جدا بشأن عدد قليل من الأسماء وعدد الأشخاص المفرج عنهم من الفلسطينيين، والمدة التي يجب أن تتم خلالها عمليات التبادل.
ومع تأكيده أن المدافع صمتت حقيقة في غزة، يعترف المستشار الأميركي بأن شمال غزة لا يزال محاصرا بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن الاتفاق يندرج في إطار وقف مؤقت لإطلاق النار.
وعند السؤال عن احتمال دعم إدارة ترامب ضم إسرائيل الكامل والبسيط للضفة الغربية، قال مسعد بولس، الرئيس ترامب لم يتناول هذه القضايا علنًا بعد، وقال "ما أستطيع أن أقوله لكم هو أنه اعتبارا من 20 يناير/كانون الثاني ستكون هناك سياسة واضحة ودقيقة للغاية بشأن هذا الموضوع، ويتعين علينا جميعا أن نحترمها".
وفيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل دولة فلسطينية، قال مستشار ترامب إن خريطة الطريق التي ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تمثل جزءا مهما من المناقشات بين الولايات المتحدة والسعودية، مضيفا أن الخطة التي اقترحها ترامب عام 2020 (صفقة القرن) تحدثت بوضوح شديد عن دولة فلسطينية محتملة.
أما اليوم -كمال يقول المستشار- فأولوية الرئيس هي استئناف المناقشات حول اتفاقيات أبراهام مع السعودية أولا، لأنه بمجرد التوصل إلى اتفاق معها، سيكون هناك ما لا يقل عن 12 دولة عربية مستعدة على الفور لتحذو حذوها.
أما بالنسبة لإيران، فيقول مسعد بولس إن ترامب واضح في أنه لا يريد مطلقا أن يكون لدى طهران برنامج نووي، وسيمارس "أقصى قدر من الضغط" عليها، وقد بدأ هذا بالفعل، وبدأت إيران بالفعل في تغيير سياساتها في المنطقة، وقد رأينا ذلك في الاتفاق الذي أبرم في لبنان، ونلاحظه اليوم في سوريا.
ولم يتحدث ترامب عن تغيير النظام، وأعلن استعداده لإجراء مفاوضات جادة مع النظام الحالي بشأن 3 نقاط مهمة في نظره، منع امتلاك القدرات النووية على الإطلاق، ومسألة الصواريخ الباليستية، وأخيرا وكلاء إيران في المنطقة، سواء في غزة أو لبنان أو العراق أو اليمن.