د. ياسر سعد الدين - ترك برس
ليس من عادتي استخدام الفاظا عنيفة وعبارات جارحة في كتاباتي، غير أن السياسة والمواقف الإيرانية في الأحداث المتتالية ومن بداية طوفان الأقصى ولحد الساعة وما قبل مستفزة للمنطق والقيم والأخلاق، والتي تعاني السياسة الإيرانية أنيميا حادة منها وفيها.
آخر استعراضات الاستربتيز السياسي الإيراني الموقف المعلن من معركة رد العدوان في سوريا، مع تصاعد الحديث الإيراني من جديد عن المؤامرة الصهيونية.
الرئيس الإيراني والذي تغزل في نيويورك بالأمريكيين الذين تطحن قذائفهم وذخيرتهم أطفال غزة ويشكلون تحالفا قاتلا وإجراميا مع مجرمي حرب الإبادة من الصهاينة، يتصل بالأسد داعما ومساندا، وما أهم ما قاله:
• نؤكد استعدادنا لتقديم أي مساعدة للحكومة السورية لتجاوز الأزمة الحالية.
• سنُفشل بالتعاون مع الدول الإسلامية محاولة الصهاينة نشر الإرهاب بالمنطقة.
• الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها جزء من إستراتيجية إيران الإقليمية.
• متأكدون من قدرة سوريا على هزيمة مؤامرات الصهيونية التي تستهدف أمنها.
يتحدث بزشكيان عن سيادة سوريا ووحدتها، وهم ينتهكون تلك السيادة وبشكل فج ووقح ليل نهار، ويتحدث عن نشر الصهاينة للإرهاب وعلى قدرة نظام الأسد على هزيمة المؤامرات الصهيونية.
أية وقاحة وتفاهة تلك التي يتحدث بها مسعود بزشكيان، فنظام الأسد وقف من محرقة غزة وحتى حرب الصهاينة على حزب الله موقفا سلبيا وكانت بياناته حتى عما يحدث من انتهاكات صهيونية لسيادة سوريا وكأنها تتحدث عن أحداث في دولة آخرى.
ثم ما هو موقف إيران من الصهاينة حين كانوا يستهدفون حزب الله (التابع والخادم للسياسة الإيرانية)؟؟ لقد خان الإيرانيون حلفاءهم في لبنان وتركوا قادة حزب الله يقتلون، هذا إذا لم نتبنى نظرية لها شواهد عديدة بأن إيران باعت حزب الله بثمن بخس.
إيران تستخدم الشيعة العرب في لبنان والعراق لخدمة مصالحها ولتسجيل نقاط في صراع منافستها الإقليمية على النفوذ مع إسرائيل، وهي مستعدة لبيعهم وتصفيتهم إن كان ذلك يحقق مصالحها. لقد كرر قادة إيرانيون مرات ومرات خصوصا من الحرس الثوري عن قدرتهم على تدمير إسرائيل، فلماذا لم يستخدموا جزءا من قدراتهم للدفاع عن حليفهم حزب الله وحاضنته وهم يتعرضون لقصف سجادي إبادي عنيف؟؟
لقد خانت إيران حزب الله في لبنان وتركته وتخلت عنه تماما، وهي تقف من غزة موقف المشاهد والمتابع والذي يريد استخدام المعاناة الفلسطينية كما اللبنانية لتسجيل نقاط أو دفع أضرار عن إيراني.
إيران مستعدة لتدمير لبنان واليمن والعراق في المواجهة مع أمريكا وإسرائيل، أما في المواجهة المباشرة مع إسرائيل فتمارس وتل أبيب لعب صبيان المدرسة والوصف لترامب.
يكفي لدلالة على طهارة ثوار سوريا، أن أول دعم تلقاه الأسد في مواجهتهم كان من بن زايد حليف الصهاينة الأشد ولاء لهم ووفاء لجرائمهم ومجازرهم.
السياسة الإيرانية تجسد النفاق والدعارة السياسية في احقر وأحط صورها!!