ويرى مراقبون أن "توجيه ضربة من قبل إسرائيل وأمريكا إلى "أنصار الله" لا مفر منه بعد أن كسرت صنعاء هيبة الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، لكن هذا الرد ربما لم يأت من إدارة بايدن نظرا لضعفها وعدم قدرتها على التعامل مع الملفات المختلفة، التي عمت المنطقة خلال الأشهر الماضية، في الوقت ذاته لن تقبل الإدارة الجديدة التي يقودها الجمهوريون أن يبقى الحال كما هو، سوف يتم توجيه ضربات لتقليم أظافر "أنصار الله" وليس للقضاء عليها للإبقاء على توازنات معينة في المنطقة التي تصب في صالح واشنطن".
فهل بات توجيه ضربة إسرائيلية أمريكية لجماعة "أنصار الله" اليمنية قريبا؟
بداية، يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني: "إسرائيل وإعلامها تتحدث خلال الساعات الماضية بأنها سوف تطبق النموذج السوري في اليمن، وتزامنا مع تلك التصريحات بالأمس واليوم كانت هناك
عمليات عسكرية قام بها الجيش اليمني في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف راشد في حديثه لـ"
سبوتنيك"، أن "العمليات التي قام الجيش اليمني بتنفيذها خلال الساعات الماضية كانت رسالة وردا على التصريحات الإسرائيلية، بأننا لن نسكت وأننا سوف نبادر نحن قبل أن يبادر هو بأي عملية".
وتابع راشد أن "ما يجري في سوريا لا يمكن أن يجري في اليمن وهذا ليس من باب المبالغة والتهويل، لكن الوضع في اليمن له خصوصية، فقد اجتمع العالم عليه طوال 10 سنوات ولم يستطع أن يغير شيء، فلدينا عقيدة عدائية ضد أمريكا وإسرائيل ومعاونيهم،علاوة على أسلحتنا القتالية".
وأكد الخبير العسكري أن "اليمن اليوم هو الضمانة الرئيسية لاستمرار المقاومة، ولدينا المقومات التي تساعدنا على ذلك من قيادات وعتاد عسكري والجاهزية الكاملة لمواجهة الأعداء، بجانب الإيمان بقضيتنا وسوف نضغط على
أمريكا وإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب، وإذا تمادت إسرائيل في غيّها كما قال قائد الثورة، سوف نقوم بضرب أماكن حساسة جدا داخل الكيان وسنقلب الطاولة على الأمريكي والإسرائيلي ومرتزقة الداخل، وقد يكون هناك هجوما شاملا لطرد المرتزقة والمحتلين في المحافظات الجنوبية من اليمن".
وحول إمكانية نشر قوات أمريكية داخل الأراضي السعودية وعلى الحدود اليمنية، وفق ما تناقلته بعض التقارير الإعلامية، يقول راشد: إذا حدث هذا فهو مخالف لكافة مواثيق الجامعة العربية والدساتير الإقليمية سواء في السعودية أو اليمن، وغالبا أمريكا تستخدم تنظيمات وفصائل من أبناء المنطقة لتنفيذ مخططاتها، فهي لا تخسر كثيرا في تلك الأحداث، بل إن
الأدوات العربية هي التي تتآمر على نفسها، ونحن في اليمن نعلم جيدا تلك المخططات وقد أعددنا لها وسوف ننتصر عليهم بإذن الله".
وأكد راشد أن "العمليات العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل وحلفائهم سوف تستمر ولن تتوقف وهذا أمر من القيادة لتنفيذ إرادة الشعب، الذي خرج إلى الساحات لتأييد القرار ودعمه، وسوف نوقف كافة العمليات العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل في حالة وقف العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة وعموم
الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعليهم أن يعلموا أن الحل السلمي هو الأفضل بالنسبة لهم، نحن لا نريد حروب أو قلاقل في المنطقة وهم من يرغبون في القتل والدمار والخراب كما يحدث في غزة ولبنان".
في المقابل، يقول الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز "جهود" للدراسات في اليمن: "من المحتمل أن تقوم إسرائيل وكذلك أمريكا مع صعود ترامب، بتوجيه أكثر من ضربة للحوثيين (أنصار الله) في اليمن. هناك شبه
توافق إقليمي ودولي على تجريد الميليشيات من قوتها البحرية والجوية، ربما تستبقي قوتها البرية".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك"، أن "تجريد الحوثيين من قوتهم ومنصاتهم ربما يجري التجهيز والتخطيط له منذ فترة وربما هناك استعدادات أو احتمالات كبيرة بأن تقوم إسرائيل وكذلك التحالف الأمريكي البريطاني الغربي بذلك".
وأشار الشميري إلى أنه "هناك حاضنة تتململ في محيط الحوثي وتشتكي من مظلوميتها وربما يكون هناك أيضا في الداخل بعض
المواجهات على وتيرة أعلى مما كانت عليه في الأشهر الماضية".
بدوره، يقول الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية الدكتور ماك شرقاوي، إن "تطور الأوضاع في خليج باب المندب وسيطرة ميليشيات الحوثي (أنصار الله) على هذا المضيق وتهديد الملاحة التجارية و
التهديد بالتصعيد ضد القطع العسكرية الأمريكية، يحتّم على واشنطن أن تتخذ قرارات تتماشى مع الموقف، وليس كما حدث طوال الأشهر الماضية في ظل الإدارة الضعيفة للرئيس بايدن، التي لم تتخذ مواقف قوية ولم تكن حازمة تجاه ما يحدث في هذا المكان الاستراتيجي من العالم".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "لا أعتقد أن إدارة ترامب سوف تتهاون في هذا الأمر، وسوف توجّه ضربات موجعة ضد الحوثيين، يمكن أن يتطرق إلى الذهن أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على الحوثيين لأنها بالتأكيد تريد أن يكون هناك من يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما هو الحال أن
الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد تغيير النظام الإيراني إنما تريد تقليم أظافره فقط، لأن هناك مصلحة لواشنطن في بقائه ليظل فزاعة في المنطقة وخاصة الخليج".
وقال شرقاوي: "أعتقد أن واشنطن لا تريد القضاء على الحوثيين من أجل التوازنات في المنطقة، وإن كنت أرى أن ترامب لن يسمح بالمساس بهيبة الولايات المتحدة الأمريكية والقوات العسكرية وخاصة حاملة الطائرات في منطقة باب المندب".
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم الاثنين، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت فيها "هدفا حساسا" في منطقة يفنة في أسدود وسط إسرائيل.
وقال المتحدث باسم "أنصار الله" العميد يحيى سريع، إن "سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية، نفذ عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفا حساسا للعدو الإسرائيلي في منطقة يفنة في أسدود، جنوبي منطقة يافا بفلسطين المحتلة، وذلك بطائرة مسيرة وقد أصابت الطائرة هدفها بنجاح".
وأضاف البيان: "تأتي هذه العملية ضمن المرحلة الخامسة من مراحل إسناد المقاومة الفلسطينية"، مؤكدًا أن "القوات المسلحة اليمنية ستواجه أي عدوان إسرائيلي على بلدنا بالمزيد من العمليات العسكرية النوعية وأن عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني لن تتوقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".
كما أعلنت الجماعة، أمس الاحد، أنها
شنت بالاشتراك مع "المقاومة الإسلامية في العراق"، هجوما بعدد من الطائرات المسيرة على هدف حيوي في إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في بيان: "نفذت
القوات المسلحة اليمنية بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق، عملية عسكرية استهدفت هدفا حيويا في جنوبي فلسطين المحتلة".
وبيّن أن هذه العملية تأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردّا على جرائم العدو الإسرائيلي بحق إخواننا في قطاع غزة".
وأشار إلى إن "القوات المسلحة اليمنية ومعها مجاهدو المقاومة العراقية مستمرة في الردّ على جرائم العدو الإسرائيلي بحق إخواننا في قطاع غزة"، مؤكدا أن "هذه
العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".
وكانت الجماعة اليمنية قد كشفت، في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن مهاجمة إسرائيل، خلال عام، بأكثر من ألف صاروخ وطائرة مُسيرة، إسناداً للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.