عاجل

اللبناني معاذ.. 18 عاما من القهر والتعذيب بمسالخ الأسد

وكالة الأناضول

اللبناني معاذ.. 18 عاما من القهر والتعذيب بمسالخ الأسد

  • منذ 1 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Beyrut
نعيم برجاوي / الأناضول
** معاذ مرعب ابن مدينة طرابلس شمالي لبنان في حديث للأناضول:
- تعرضت لأشكال متعددة من التعذيب بدءا من الضرب والتعرية إلى الترهيب والإذلال
- كل ضربة من الكابل الكهربائي تنتزع معها اللحم والدم من أجسادنا
- في سجن صيدنايا يموت أشخاص يوميا تحت التعذيب ويتم سلخ جلود المعتقلين
- المعتقل يصل لمرحلة يقبل فيها أي تهمة تُوجه إليه من شدة التعذيب
- يتم إجبار المعتقلين على التوقيع على اعترافات بتهم ومن يرفض قد يتعرض لقطع إصبعه
استعاد اللبناني معاذ مرعب، المحرر من سجون نظام الأسد، ذكريات 18 سنة من القهر والتعذيب، بعد وصوله إلى لبنان الأربعاء، عقب سقوط نظام بشار الأسد وتحرير آلاف المعتقلين من أقبية النظام السوري.
اعتُقل مرعب (50 عاما) عام 2006 حين كان متزوجا ولديه طفل (5 سنوات) وطفلة (6 سنوات)، وها هو اليوم يعود إلى مدينته طرابلس شمالي لبنان، بعدما أصبح جدا لحفيد.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، عن وصول 9 مواطنين كانوا معتقلين في السجون السورية إلى البلاد، بعد إطلاق سراحهم إثر سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق.
** صنوف من التعذيب
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال مرعب إنه اعتُقل عام 2006 في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، أثناء عودته من العراق حيث كان يعمل في مجال الصحافة خلال الغزو الأمريكي.
وصف مرعب تجربته المؤلمة قائلا: "تعرضنا لأشكال متعددة من التعذيب على أيدي المحققين والسجانين، بدءا من الضرب والتعرية إلى استخدام أساليب الترهيب والإذلال، إضافة إلى الإهانات والشتائم".
وأشار إلى أن من بين أدوات التعذيب المستخدمة كان الكابل الكهربائي، حيث أن "كل ضربة منه كانت تنتزع معها اللحم والدم من أجسادنا".
وأضاف أن طريقة التعذيب المسماة بـ"الدولاب" كانت تُستخدم أيضًا، حيث يُربط الجسد داخل دولاب، وتُرفع القدمين ليبدأ الضرب عليهما.
وتابع: "كل ما تسمعه عن التعذيب في سجون النظام السوري حقيقي، حتى المعتقل يصل إلى مرحلة يقبل فيها أي تهمة تُوجه إليه بسبب شدة العذاب".
وتحدث مرعب عن مراحل اعتقاله القاسية، مشيرا إلى أنه في بداية اعتقاله نُقل إلى سجن أمن الدولة في منطقة كفر سوسة بدمشق، ثم إلى فرع فلسطين بدمشق، وهو أحد المراكز الأمنية التابعة للاستخبارات العسكرية السورية، ويشتهر بسمعته السيئة نتيجة التعذيب الوحشي وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.
وأضاف أنه تم لاحقا ترحيله إلى سجن صيدنايا بريف دمشق المعروف باسم "المسلخ البشري"، لكونه شهد عمليات تعذيب وإعدام ممنهجة لأعداد كبيرة من المعتقلين، حيث قضى بهذا السجن 5 سنوات.
وأوضح أنه مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تم نقله إلى سجن عدرا المركزي بريف دمشق.
** صيدنايا مسلخ بشري
وصف مرعب التعذيب في سجن صيدنايا بأنه "وحشي وغير إنساني"، مشبها السجن بـ"مسلخ بشري". وأضاف: "في هذا السجن يموت أشخاص يوميًا تحت التعذيب، ويتم سلخ جلود المعتقلين من شدة التعذيب".
وكشف مرعب عن إجبار المعتقلين على التوقيع أو البصم على أوراق "اعترافات وتهم" دون أن يُسمح لهم بقراءتها.
وأوضح أن "من يرفض البصم قد يتعرض لقطع إصبعه".
كما تحدث عن الظروف المأساوية في المهجع، حيث كان يحتجز حوالي 60 شخصًا في غرفة لا تتجاوز مساحتها 7 أمتار. وكان الطعام محدودًا للغاية، ويقتصر على كميات قليلة من الخبز والبرغل.
وروى مرعب قصة صادمة من داخل السجن، حيث تكررت حوادث كان يقوم فيها "شاويش" السجن، وهو أحد المعتقلين المدانين بجرائم جنائية، بقتل زملاء له من المعتقلين للاستيلاء على حصصهم من الطعام.
وقال إن الضحايا غالبا ما يكونون من الضعفاء أو المرضى.
وخلال فترة الوجود السوري في لبنان التي استمرت 29 عاما (1976-2005)، اعتُقل مئات اللبنانيين ونُقلوا إلى السجون السورية لأسباب عدة، بينها الانتماء إلى أحزاب معارضة لهذا الوجود، أو الاشتباه في التعاون مع جهات "معادية" للنظام السوري.
إضافة إلى ذلك، تعرّض بعض اللبنانيين للاختفاء القسري دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء اعتقالهم، لا سيما في فترة الحرب اللبنانية الأهلية (1975 – 1990).
وخلال فترات سابقة، أفرج النظام السوري عن لبنانيين معتقلين لديه على دفعتين، الأولى عام 1998 شملت 121 لبنانيا، والثانية عام 2000 شملت 54 لبنانيا، لكن جمعيات لبنانية قالت إنه ما زال مئات اللبنانيين موجودين في السجون السورية، فيما نفت دمشق ذلك.
ووفق جمعية "المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" (غير حكومية)، فإن عدد اللبنانيين "المختفين قسرا" في السجون السورية يبلغ 622.​​​​​​​
وفجر 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، بينما غادر بشار الأسد وعائلته خفية إلى روسيا، التي منحتهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسباب إنسانية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>