جبهة الإسناد اليمنية تفرض تحديات كبرى على العدو.. عقدة المسافة ونقص المعلومات الاستخباراتية
لا يتحدث اليمن إلا ليفعل. ففي أقل من يومين، نجحت الصواريخ اليمنية في الوصول إلى قلب كيان الاحتلال، متخطية دفاعاته الجوية المتطورة ومحققة إصابات مباشرة ونوعية، مما يعكس أهمية هذه الجبهة وتأثيرها على أمن الكيان، بالرغم من كل الضربات التي يشنها الأخير ضد صنعاء بمشاركة أميركية وبريطانية.
صباح السبت اهتزت “تل أبيب” على وقع صاروخ باليستي فرط صوتي، أعلن المتحدث العسكري باسم حركة “أنصار الله” يحيى سريع أنه استهدف هدفاً عسكرياً في مدينة يافا المحتلة “ردا على قصف العدو لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة”، مؤكداً الوصول إلى هدفه. وهذا ما أكدته وسائل اعلام العدو التي أشارت إلى إصابة 20 شخصاً على الأقل نتيجة سقوط الصاروخ. في حين أحدثت العملية أضراراً كبيرة، وتسبب الهجوم بصدمة كبرى في أوساط الكيان، مع فشل المنظومات في اعتراضه.
سلاح الجو لدى العدو أعلن إطلاق تحقيق في الأمر، وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن “التحقيق الأولي أظهر إطلاق 3 صواريخ اعتراضية من منظومتين دفاعيتين وفشلت في الاعتراض”، مضيفة “في البداية أطلق صاروخ من منظومة آرو حيتس الدفاعية خارج الغلاف الجوي وفشل في اعتراضه”. وأضافت في السياق نفسه إن “منظومة القبة الحديدية أطلقت صاروخين اعتراضيين إضافيين وفشلا أيضاً في اعتراض الصاروخ”.
وفجر الخميس الماضي، قُصف “موقعان عسكريان يتصفان بالحساسية في يافا المحتلة (تل أبيب) بصاروخين باليستيين”، حسبما أعلن الجيش اليمني، ليتسبب سقوط صاروخ اعتراضي (أطلقته القبة الحديدية) في أضرار كبيرة بمدرسة مستوطنة برمات غان، بالإضافة لانهيار المبنى المركزي. عقب ذلك شنّ العدو عدواناً وحشياً استهدف بنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء وموانئ في محافظة الحديدة الساحلية، ما تسبب باستشهاد 9 مدنيين، ليعلن اليمن أن هذه الهمجية الاسرائيلية لن تمنعه عن مواصلة إسناده لقطاع غزة، وهذا ما حدث.
يديعوت أحرونوت: ثغرة خطيرة في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي
من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أعلنت أن “إخفاقات الاعتراض المسجلة خلال الأسبوع الأخير تكشف ثغرة خطيرة في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي المختلفة”، مشيرة إلى أنه “من المحتمل أن الصاروخ الذي سقط بيافا أُطلق في مسار يجعل من الصعب اكتشافه بواسطة أنظمة الإنذار خارج “إسرائيل””.
كما ذكرت احتمالا آخر وهو ان “من المحتمل أن الصاروخ كان يحمل رأساً حربياً مناوراً انفصل عنه وغيّر مساره قبل الاصطدام”.
وأشار محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي، إلى أن المشهد الاسرائيلي مليء بالارباك والقلق، بسبب عدم نجاح منظومات الإعتراض المختلفة، في التصدي للصاروخ اليمني، رغم ان الاحتلال يتحدث عن أن لديه افضل منظومة اعتراضية في العالم.
وتوصلت الكثير من التعليقات والدراسات والتحليلات الاسرائيلية إلى نتيجة مفادها بأن هناك ثغرة حقيقية في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية، خصوصاً وأنها ليست المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ إلى “تل أبيب”.
جبهة الإسناد اليمنية: عقدة المسافة ونقص المعلومات الاستخباراتية
وبعد العدوان الاسرائيلي الأخير على اليمن، طُرحت نقاشات وتساؤلات عديدة في إعلام العدو حول جدوى هذه الغارات لجهة “تحقيق ردع حقيقي” وايقاف جبهة الإسناد اليمنية. وقد اضاءت هذه التساؤلات على فاعلية هذه الجبهة وما تمتلكه من نقاط قوة، يعوّل عليها لجهة الدور اليمني في مسار الصراع مع العدو خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، قال معلق الشؤون العسكرية في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي “يمكن التقدير الآن بأن العملية التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي لن تردع الحوثيين اليمنيين ولم تلحق ضررًا بقدراتهم ولا بنواياهم”.
هنا لفت بن يشاي إلى أنه “من الضروري الاعتراف بحقيقة أن اليمنيين ليسوا عشيرة بدائية بل جيش حقيقي مجهز بأفضل الأسلحة في مجال الطائرات من دون طيار والصـواريخ الباليستية، وأن الحرب ضدّهم لا يمكن أن تقتصر فقط على الاعتراضات والدفاع”، موضحاً أن “إلحاق الأضرار اللازمة بالقدرات العسكرية يحتاج إلى معلومات استخباراتية ويجب التغلب على مشكلة المسافة”، مضيفاً “لكن على ما يبدو أن القيادة المركزية الأميركية ليس لديها ما يكفي من المعلومات الاستخبارية، وربما “إسرائيل” أيضًا”.
وللمزيد عن أهمية جبهة الإسناد اليمنية، ومآلاتها، تحدث الخبير العسكري الفلسطيني اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات لموقع المنار. قائلا إن أحد أهم مميزات هذه الجبهة والتي تشكل تحديا لدى العدو، هي “محدودية الخيارات لديه، تقتصر بشكل أساسي على الاستهدافات الجوية، بسبب بعد المسافة بين الكيان واليمن”، مضيفاً أن “طبيعة اليمن الجغرافية تساعد المقاومة على بناء التحصينات وحماية أسلحتها الاستراتيجية وعتادها”.
صنعاء تعلن استئناف العمل في ميناء الحديدة والصليف: سيندمون
إلى ذلك، أعلن وزير النقل والأشغال العامة في حكومة صنعاء محمد عياش قحيم السبت استئناف العمل في ميناءي الحديدة والصليف غربي اليمن. قحيم وخلال مؤتمر صحافي من ميناء الحديدة حذّر من تبعات مواصلة الاحتلال استهدافه لموانئ الحديدة، متوعداً اياه باستهداف مقارّه الحيوية والعسكرية، قائلاً “سيندمون”.
وقال قحيم إنّ “الهدف من استهداف الموانئ اليمنية إلحاق الضرر بشريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني”، مؤكداً أنّ موانئ الحديدة تمثّل شرياناً حيوياً للشعب.
وشدّد وزير النقل على أنّ استهداف الموانئ اليمنية في ظلّ مواصلة حرب الإبادة بحقّ أهل غزة دليل على الإرهاب الصهيوني، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤوليتهم تجاه ما يتعرّض له البحر الأحمر من استهداف عدواني منذ 10 أيام.