إعلامي تركي: هل تملك الميليشيات الانفصالية فرصة للبقاء في سوريا؟

ترك برس

إعلامي تركي: هل تملك الميليشيات الانفصالية فرصة للبقاء في سوريا؟

  • منذ 4 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:
ترك برس
تناول تقرير تحليلي للكاتب والإعلامي التركي إحسان أقطاش، مصير الميليشيات الانفصالية التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) الإرهابي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
أشار أقطاش في تقريره بصحيفة يني شفق إلى ضرورة أن تتركز المفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا على تنظيم "داعش" بدلاً من التركيز على تنظيم "بي كي كي"الإرهابي.
وقال إن الإدارة والشعب في الولايات المتحدة يريان داعش كمنظمة عضوية، فليكن كذلك؛ "أعتقد أن تركيا إذا قدمت الضمانات اللازمة بشأن داعش، فإن "بي كي كي/ واي بي جي"الإرهابي لن يكون مهمًا جدًا بالنسبة لهم".
وأضاف: "تنظيم "بي كي كي"الإرهابي ممن سيحمي الأكراد في سوريا؟ إذا كان هناك تمثيل سياسي للأكراد، فلن يكون هناك مبرر لوجود هذا التنظبم الإرهابي. والأكثر منطقية هو أن يكونوا جزءًا من جيش لا يضم مقاتلين أجانب".
وفيما يلي نص المقال:
كنتُ أفكر في كتابة مقالي اليوم كجزءٍ ثانٍ يتعلق بتوسيع نطاق حزب العدالة والتنمية قبل مؤتمره، إلا أنني قررت، بسبب تطورات الأوضاع في سوريا وظهور مسألة مصير تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، أن تناول هذا الموضوع المؤلم سيكون أكثر أهمية في الوقت الراهن، خاصةً أن هناك وقتًا كافيًا حتى بدء المؤتمر.
لا شيء أثمن من فكرة في وقتها المناسب. كانت عملية الحل السياسي، بكل أخطائها وصوابها، الخطوة السياسية الأكثر أهمية التي تم طرحها في هذا البلد. إن وجود الحرب الأهلية في سوريا، وقوة الإمبرياليين العالميين في تلك الفترة، هما اللذان أخرا هذه العملية لمدة عشرة أعوام.
لقد تغيرت جيوسياسة الشرق الأوسط بشكل جذري. فعندما بدأت الحرب الأهلية في سوريا، كانت الولايات المتحدة وروسيا وإيران ونظام الأسد، على الرغم من تباين مواقفهم، وكذلك كل دول الاتحاد الأوروبي، من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة. ومع مرور الوقت، بدأت روح العصر تنحاز لصالح تركيا. واليوم، أصبحت تركيا القوة الأكثر تأثيرًا في المنطقة. أما بالنسبة لجميع أطراف الفترة السابقة، فقد أصبحوا مضطرين إلى طرق أبواب تركيا للانخراط في عملية سوريا.
 
هل يملك "بي واي دي" الإرهابي فرصة للبقاء في سوريا؟
كانت سوريا، كجزء من النظام، تحت تأثير كل من إيران، التي كانت تمثل قوة ثانوية، وروسيا وروسيا بقوتها الجوية وبكل إمكانياتها. بمعنى آخر، لم تتمكن سوريا من أن تكون دولة مستقلة، بل أصبحت دولة تابعة لنظام الأسد.
ولم تسعَ أي من هذه القوى، وخاصة إيران، إلى إقامة نظام يحافظ على وحدة سوريا. فإيران، بسبب نظرية "إبقاء دول الجوار في فوضى يجعل إيران أكثر أمانًا"، التي طبقتها على مدى عشرين عامًا والتي فشلت اليوم، كانت، مثل الولايات المتحدة، راضية وسعيدة بتجزئة سوريا.
يشكل السنة 90% من الشعب السوري وهم معارضون لنظام الأسد. إن مدى حب النصيريين لهذا النظام الذي يترأسه دكتاتور هو سؤال آخر. أعتقد أن العلويين اليوم يحتفلون بوجودهم في دولة حرة. لقد فقدت إيران، ونظام الأسد، وروسيا شرعيتهم بسبب تصرفاتهم كمحتلين تجاه الشعب السوري. في المقابل، قدمت تركيا نهجًا عادلاً ومنصفًا فيما يتعلق بوحدة الشعب السوري، وحقه في إقامة دولة موحدة، وبالتالي اكتسبت تركيا ميزة كقوة تأسيسية جنبًا إلى جنب مع المعارضة.
يجب أن تتركز المفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا على تنظيم "داعش" بدلاً من التركيز على تنظيم "بي كي كي"الإرهابي. فالإدارة والشعب الأمريكيان يريان داعش كمنظمة عضوية، فليكن كذلك. أعتقد أن تركيا إذا قدمت الضمانات اللازمة بشأن داعش، فإن "بي كي كي/ واي بي جي"الإرهابي لن يكون مهمًا جدًا بالنسبة لهم.
تنظيم "بي كي كي"الإرهابي ممن سيحمي الأكراد في سوريا؟ إذا كان هناك تمثيل سياسي للأكراد، فلن يكون هناك مبرر لوجود هذا التنظبم الإرهابي. والأكثر منطقية هو أن يكونوا جزءًا من جيش لا يضم مقاتلين أجانب.
إن العملية الجديدة، التي بدأها بهجلي وتبناها أردوغان بقوة قد تؤدي إلى حل تنظيم "بي كي كي"الإرهابي وانضمامه إلى العملية الديمقراطية في سوريا.
في الوقت الذي تستمر فيه الخطوات الدبلوماسية في سوريا، تبدو المحادثات مع أوجلان حاليًا كدعم إيجابي لحل هذه العملية في الوقت الحالي.
واليوم أصبحت فكرة بناء نظام في العراق وسوريا وليبيا ولبنان تطغى على وجود المنظمات الإرهابية. هذه هي روح العصر. نأمل أن يدرك الجميع هذه الرؤية بشكل صحيح.
لقد بنى الأتراك والأكراد والعرب الألفية الماضية معًا؛ فلماذا لا يبنون الألفية القادمة معًا؟ أليس هذا هو المعنى الحقيقي لـ "قرن تركيا"؟ فلننتظر ونرَ ما يقدره الله.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>