أحمد غنام - خاص ترك برس
بعد النداء الذي وجهه زعيم حزب الحركة القومية التركي دولة بهجلي قبل عدة أشهر لزعيم منظمة بي كا كا الإرهابية، عبد الله أوجلان أن يخاطب المنظمة من على منبر مجلس الشعب ويحثّها على ترك سلاحها، والتي لاقت آذانا مصغية في البلاد على كافة الأصعدة.
حيث بدأ حزب "دم" حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية ، الذي يعدّ الجناح السياسي للمنظمة بالتحرك ضمن هذا الإطار. فسافر إلى جزيرة "إمرلي" مكان سجن أوجلان والتقى معه وعادوا إلى أنقرة.
بعد هذه الزيارة بدأ وفد من حزب "دم" بالتحرك في مجلس الشعب فقاموا أول أمس بزيارة رئيس مجلس الشعب نعمان قورتولمش، أتبعوها بالأمس بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لمركز حزب الحركة القومية في مجلس الشعب العدو العتيد لهم كما هو راسخ في مخيلة الشعب التركي، حيث لاقت هذه الخطوة اهتماما واسعا في تركية. ونتذكر في هذا المقام الشاعر الملوّع قيس بن الملوّح وبيته الشعري المشهور:
وقد يجمـعُ اللهُ الشَّتِيتيـنِ بعدمـا...يظنَّـانِ كلَّ الظَّـنِ أَنْ لا تَلاقِيَـا
من المتوقع أن يتابع وفد حزب "دم" جولاته داخل مجلس الشعب التركي بزيارة بقية الأحزاب في داخله، وذلك بهدف التشاور في الخطوة التالية لموضوع إمكانية قرار استعداد منظمة بي كا كا لترك سلاحها.
من ضمن وفد حزب "دم" نرى أحمد تورك، والذي كان له تصريحات سابقة بعد انتخابات الرئاسية الماضية أن مصلحة المكون التركي هي بيد الذي يمتلك القوة لتنفيذ مثل هذا القرار، وهو أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وليس بيد قلجدارأوغلو، عندما كان هو رئيس حزب الشعب الجمهوري.
يبدو في الأفق إمكانية ذلك في ظل الظروف الحالية للمنطقة عامة ولتركية بشكل خاص، وذلك بعد أن بدأت رياح التغيير تهب على المنطقة وعلى العالم.
فمن المؤكد أن العالم تعب من الحروب ومن التوترات في أنحاء مختلفة من العالم. والدول الكبرى على رأسها أمريكة تواجه تحديات كبيرة بعيدة عن المنطقة مثل النفوذ الصيني الساحق الماحق، فتريد أن تواجهه وتتفرغ له كأولوية عندها في هذه المرحلة.
التقارب بين منظمة بي كا كا والحكومة التركية سيكون له صدى واسع وتأثير مباشر على الوضع الداخلي لتركية وعلى الوضع الداخلي لدول الجوار وفي مقدمتهم العراق وسورية, فالعراق وضعه لم يستقر حتى الآن، وسورية خرجت من وضع مأساوي تركها فيه نظام أسد المجرم، فهي بحاجة إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا على طول حدودها مع الجارة تركية.
إن سارت عملية المصالحة هذه دون معوّقات داخلية وخارجية؛ بشكل سلس دون تطويل لمدتها فستشهد تركية استقرارا وازدهارا سينعكس على تركية بالانفراج على الوضع الاقتصادي التي تعيشه منذ عدة سنوان نتيجة عوامل خارجية وداخلية وكوارث طبيعية،وكذلك سينعكس بشكل إيجابي أيضا على عدة قضايا مهمة في البلاد.
نأمل أن تسير الأمور بما يشتهيه ربّان السفينة.
