السوداني يستبعد تغييراً سياسياً في العراق على إثر إسقاط الأسد

العربي الجديد

السوداني يستبعد تغييراً سياسياً في العراق على إثر إسقاط الأسد

  • منذ 2 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:

قلل رئيس الوزراء العراقي، من أهمية الحديث عن تغيير سياسي في بلاده، على إثر أحداث سورية وإسقاط نظام بشار الأسد وما رافقها من تداعيات، مؤكداً أنه لا يحق لأي أحد فرض التغيير على البلد الذي وصفه بأنه يمثل "نظاماً ديمقراطياً تعددياً". وقال السوداني، في كلمة له ألقاها اليوم السبت، في حفل تأبيني أقيم في بغداد، بمناسبة ذكرى اغتيال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، محمد باقر الحكيم عام 2003: "حرصنا منذ بدء الأحداث في سورية، على النأي بالعراق عن الانحياز لأي جهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم"، مؤكداً أن "هناك من حاول ربط التغييرِ في سورية بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته".

وبيّن السوداني: "نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون"، مشدداً على أنه "ليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أو أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل".

وأضاف: "لا بد أن نراجع ما أُنجز وما تأخرنا فيه، وإن الإنجازات أكبر وأكثر، لأننا أسسنا لنظام سياسي مستند إلى دستور يمثل كل العراقيين، وقد حرصت الحكومة على وضع أولويات في البرنامج الحكومي، حققنا فيه تقدماً مهماً كشفت عنه مؤشرات وخلاصة أداء الحكومة خلال سنتين"، موضحاً أن "نسبة الإنجاز في البرنامج الحكومي وصلت إلى أكثر من 60%، وأنجزنا إصلاحات هيكلية إدارية واقتصادية".

وتابع: "أكملنا العديد من الاستحقاقاتِ المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة، وإن الاستحقاقات هي نتيجة إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً".

وأكمل أن "حكومتنا تواصل إصلاح المؤسسات الأمنية، عبر لجنة عليا تشكلت برئاستنا، وضعت خريطة طريق لتحقيق هذا الإصلاح الذي يتكامل والإصلاح الاقتصادي والإداري الذي نقوم به، وقد حرصت على إعادة بناء علاقات العراق مع جميع الدول، وفق مبدأ (الدبلوماسية المنتجة)، والانطلاق بشراكات اقتصادية وتنموية تجعل من العراق نقطة التقاء للمصالح، وليس بؤرة صراع وتصادم".

وأضاف: "عملنا على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار"، مجدداً تأكيد "تغليب المصالح العليا للعراق، وترسيخ الوحدة والتكاتف بين أبناء بلدنا لمواجهة التحديات، والمضيّ باستكمال مسيرة بناء الدولة".

ودعا رئيس الوزراء، العالم إلى "إعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزّة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية".

يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الحديث عن إمكانية تأثر العراق بأحداث المنطقة وحدوث تغيير سياسي في البلاد، خصوصاً إثر أحداث سورية، وسط تصعيد وضغوط تمارسها أميركا على الحكومة العراقية ورئيسها محمد شياع السوداني، بضرورة سحب سلاح الفصائل وحل "الحشد الشعبي"، وهو الخيمة الجامعة لنحو 70 فصيلاً مسلحاً معظمها لها ارتباطات بإيران، فيما لم تعلن حكومة بغداد رسمياً أي إجراءات لها بهذا الصدد، على الرغم من اعتراف مستشار للسوداني بتلك الضغوط، بيّن أن أميركا قد تلجأ للقوة إن لم تستجب بغداد لحل "الحشد".

ويتزامن حديث السوداني مع زيارة مرتقبة يقوم بها لطهران، قد يجريها في غضون الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما كشفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، فيما لم يعلنها الجانب العراقي، فيما أكدت مصادر عراقية أن الزيارة تهدف إلى بحث ملف التطورات في سورية، فضلاً عن موقف العراق تجاهها وتجاه الفصائل العراقية المرتبطة بإيران.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>