قرار منع "التبرج" في جامعة سامراء العراقية يثير موجة من الانتقادات

العربي الجديد

قرار منع "التبرج" في جامعة سامراء العراقية يثير موجة من الانتقادات

  • منذ 1 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:

أثار قرار اتخذه رئيس جامعة سامراء، وهي جامعة حكومية عراقية، بمنع ما وصفه بـ"التبرج" داخل الحرم الجامعي، موجة انتقاد واستياء داخل الأوساط الأكاديمية والطلابية، إذ عدوا القرار تعدياً على الحريات وتجسيداً لتحكّم الأمزجة والرغبات الشخصية بإدارة الجامعات في البلاد، وسط دعوات لإبعاد الجامعات عن التحكم الحزبي وفرض الإرادات.

ونقلت وكالات أنباء عراقية محلية وثيقة مسربة صدرت قبل عدة أيام من داخل الجامعة وجهت إلى جميع كليات وأقسام الجامعة، نصت على "تنفيذ توجيه رئيس جامعة سامراء صباح علاوي خلف بمنع التبرج داخل الحرم الجامعي، احتراما لمكانة وقدسية مدينة سامراء ووجود مقام الإمامين العسكريين فيها، وحفاظا على القيم الدينية والأخلاقية التي تمثلها المدينة وتعزيزا لمكانتها التاريخية". ودخل القرار رسميا حيز التنفيذ، وقد وجهت عمادات كليات الجامعة وحدات المتابعة الأمنية في الكليات بمنع دخول الطالبات "المتبرجات" الى الجامعة.

وتواجه الجامعات العراقية قرارات توصف بأنها "تضييق ممنهج على الطلاب" ومن ذلك قرار الوزارة بحظر عمل ونشاطات "اتحاد الطلبة" في الجامعات العراقية الحكومية والخاصة، الذي اتخذ في العام 2022، وقد أثار في حينها غضبا بين صفوف أعضاء الاتحاد والتجمعات والأحزاب المدنية والليبرالية في البلاد فضلا عن الطلاب، لا سيما أن القرار وجّهَ جهاز "الأمن الوطني" للتكفل بتطبيق هذا الإجراء، بحجة "الحفاظ على سير العملية التعليمية".

من جهته، انتقد الأستاذ في جامعة بغداد علي حسين القرار، مطالبا رئيس الجامعة بـ"الاهتمام بالجانب العلمي بدلا من فرض قناعاته الخاصة على المؤسسة التعليمية"، وقال لـ"العربي الجديد": "الجامعات هي صرح علمي يجب أن لا تدار بالأهواء والرغبات الشخصية والقناعات الحزبية الضيقة"، مضيفا "من المفترض أن تعمل رئاسات الجامعات على متابعة المستوى التعليمي والاهتمام بتطويره، بدلا من اتخاذ القرارات التي ستكون لها انعكاسات سلبية على الطالب"، ولم يستبعد أن "تحذو جامعات أخرى حذو جامعة سامراء في حال لم يمنع القرار"، مشددا على "ضرورة منعه بكل الطرق القانونية، واتخاذ قرارات تحول دون تحكم الأمزجة الشخصية بالصروح العلمية للبلد".

عضو نقابة الأكاديميين العراقيين أحمد العبيدي عدّ القرار "تعديا على الحريات الشخصية"، وقال لـ"العربي الجديد": "لا يوجد أي مسوغ قانوني للقرار، القرار ارتجالي من قبل رئيس الجامعة، وهو تجاوز للدستور والقانون، اللذين من المفترض أنهما يحميان الحقوق والحريات الشخصية"، مؤكدا أنه "لا يوجد هناك أي مبرر للقانون، ولا علاقة بين التبرج ومراقد الأئمة في سامراء"، مشددا على ضرورة أن "يكون هناك تحرك وزاري لمنع القرار، كما أننا في نقابة الأكاديميين سنعمل على اتخاذ خطوات لمنع القرار، تلافيا لنتائجه على الواقع التعليمي".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد مدونون وناشطون القرار، معتبرين أنه انتهاك للحريات، وقال المدون زيد مصطفى، في تدوينة له على "إكس": "في انتهاك دستوري لحرية الأفراد، جامعة سامراء تمنع التبرج داخل الحرم الجامعي ... لكن الرئيس لم يوضح ما هي العلاقة بين المكياج والمكانة التاريخية التي يريد تعزيزها؟!".

وتعد مدينة سامراء العراقية من المدن التاريخية، وتضم عددا من المراقد الدينية والآثار العباسية القديمة، وتسيطر على المدينة إلى جانب قوات الأمن النظامية مليشيا "سرايا السلام"، التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، منذ نحو عشر سنوات.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>