فيدان: لن نسمح بتمرير أجندات غربية تدعم "بي كي كي" بحجة داعش

وكالة الأناضول
  • منذ 1 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Ankara
أنقرة/ الأناضول
**وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني بأنقرة:
-  إمبراطورية العنف التي أسسها تنظيم "بي كي كي" الإرهابي عبر استغلال المشاعر النبيلة لإخواننا الأكراد شارفت على الانهيار
- "داعش" يمثل سمّا للمجتمعات المسلمة ويستخدم ديننا كذريعة لممارسة العنف وقتل الناس بوحشية 
- الظروف في سوريا تغيرت والقضاء على وجود تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي "بات مسألة وقت"
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده لن تسمح بتمرير أي أجندات غربية قائمة على دعم تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بذريعة مكافحة "داعش".
جاء ذلك في تصريحات، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في أنقرة.
وأضاف فيدان: "إمبراطورية العنف التي أسسها تنظيم بي كي كي الإرهابي عبر استغلال المشاعر النبيلة لإخواننا الأكراد شارفت على الانهيار".
- داعش "سُم"
كما حذّر فيدان من أن تنظيم "داعش" يمثل "سُمّا" للمجتمعات المسلمة.
وشدد على أن تركيا وبقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تواصل منذ سنوات طويلة مكافحة الإرهاب دون هوادة، وأنها حققت "انتصارا" في هذا المجال.
وتابع: "تحقيق هذا الانتصار في بلدنا وحده غير كافٍ، إذ أن العديد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش لا تزال موجودة قرب حدودنا".
وفي معرض حديثه عن تنظيم داعش، قال فيدان: "استخدام ديننا كذريعة لممارسة العنف بلا حدود، وقتل الناس بوحشية، والانخراط في الإرهاب، وإفساد المجتمعات والدول بهذه الطريقة، وخلق الفوضى، هي أمور لن نقف مكتوفي الأيدي تجاهها".
وأكد أن تركيا تكافح داخل حدودها وخارجها للتخلص من هذا التنظيم الذي قال إنه "مشكلة مشتركة للمجتمعات الإسلامية".
الوزير التركي أشار إلى تعاون بلاده مع العديد من الدول "الصديقة والشقيقة" وفي مقدمتها الأردن، فيما يخص مكافحة "داعش"، وذلك على صعيد تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات المشتركة.
وتابع: "من المهم جدا بالنسبة لنا ضمان عدم صعود داعش مرة أخرى في منطقتنا".
- مكافحة "بي كي كي"
من ناحية أخرى، قال فيدان إن العمليات التركية لمكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، متواصلة، ولفت إلى أنه تم القيام بحملة تطهير واسعة ضد التنظيم داخل البلاد.
وأردف: "أما إخواننا في العراق، فإنهم يتغاضون عن الاحتلال القائم في سنجار (من قبل بي كي كي الإرهابي). لا نعرف لماذا يفعلون ذلك، لكن من المحتمل أن ينتهي هذا الوضع قريبا".
وعلى صعيد سوريا، أشار وزير الخارجية التركي إلى أن الظروف في هذا البلد قد تغيرت، وأن القضاء على وجود تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي "بات مسألة وقت".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية "تُسند دور الحارس" لهذا لتنظيم الإرهابي، وتسوق له تحت غطاء "مكافحة داعش"، مؤكدا أن هذا الطرح غير واقعي.
ومخاطبا الدول الغربية، قال فيدان: "إذا كانت لديكم مطامع أخرى في المنطقة، وتحاولون استغلال داعش كذريعة لتعزيز بي كي كي والحفاظ على وجوده، واستغلال إخواننا الأكراد لخدمة أجندة سياسية أخرى، فإننا لن نسمح بذلك".
وأكد أن تركيا لديها "حساسيات في هذا الشأن، وتتابع ما يجري عن كثب"، مردفا: "نحن في موقع يمكننا من كشف أي مخطط، وليس الاكتفاء بكشفه فقط، بل إحباطه أيضا".
ولفت إلى أن وجود تنظيمات إرهابية مثل "داعش" لا يفسد المجتمعات والدول فحسب، بل "يهيئ أيضا الأرضية لدخول القوى الإمبريالية إلى أراضينا".
وحذر أيضا من تغلغل التنظيمات الإرهابية الأخرى وأجهزة الاستخبارات إلى صفوف مثل هذه التنظيمات ما يجعلها تعمل لصالح تلك الأطراف وتتحول إلى أداة بيدها.
وفي معرض رده على سؤال صحفي، أشار فيدان إلى أن تنظيم "داعش" وأذرعه يفسدون المجتمعات المسلمة ليس فقط في المناطق المجاورة لتركيا، بل في إفريقيا أيضا.
وشدد على عزم تركيا مواصلة مكافحة "هذا التنظيم الضال الذي لا نعرف من أين يتلقى أوامره ويمارس العنف بهدف العنف فقط".
إلى ذلك، أفاد بأن الدول الغربية تكذب على شعوبها فيما يخص تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي الذي هو عدو تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأوضح أن تلك الدول الغربية تصور التنظيم الإرهابي لشعوبها على أنه يقدم لهم خدمات "حراس السجون" فيما يخص معتقلي "داعش".
وأفاد بأنهم أبلغوا البلدان الغربية مرارا بإمكانية إدارة "مخيم الهول" وغيره من السجون المشابهة، بشكل مختلف عبر تسليمها للسلطات السورية الجديدة، معربا عن استعداد تركيا للإسهام وتقديم الدعم في هذا الخصوص أيضا.
- المباحثات مع الوفد الأردني
وحول فحوى المباحثات مع الوفد الأردني المكون من وزير الخارجية ومدير المخابرات ورئيس أركان الجيش، قال فيدان إنهم ناقشوا جميع "القضايا الإقليمية الأساسية" وعلى رأسها التطورات السورية.
وأضاف أنهم أكدوا خلال المباحثات على أهمية تحقيق الاستقرار الدائم في سوريا، مشيرا إلى أهمية دعم الإدارة الجديدة على المستويين الدولي والإقليمي، ونقل الخبرات والآراء اللازمة إلى دمشق بشأن توفير الخدمات الأساسية وتحقيق الاستقرار.
كما أفاد بأنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على مواصلة التضامن الكامل مع الشعب السوري والإدارة الجديدة لتحقيق هذا الهدف.
المباحثات شملت كذلك مناقشة جهود إعادة إعمار سوريا وتنميتها، وإيجاد حلول لمشاكلها الأساسية.
وفي السياق ذاته، أكد فيدان على ضرورة التنسيق بين المؤسسات الوطنية التركية والأردنية، خاصة في مجالات النقل والطاقة والزراعة والأمن الغذائي، من أجل الإقدام بأقرب وقت على تقديم المساعدة للشعب السوري بشكل منظم.
ولفت إلى وجود إرادة وعزم مشترك لدى أنقرة وعمان بهذا الخصوص، وأن البلدين رسما خارطة طريق بشأن ذلك.
ومن بين المواضيع الذي ناقشها الجانبان أيضا، الخطوات التي يمكن القيام بها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ولفت فيدان إلى أن داعش "لا يزال له تأثير في سوريا والمنطقة"، محذرا من أن التنظيم قد يستفيد من الوضع الجديد في سوريا.
وأضاف أنهم ناقشوا مع الوفد الأردني الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون تحركات محتملة لـ "داعش" عبر استغلال الوضع القائم في سوريا.
فيدان أشار أيضا إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على إشراك الأطراف المعنية الأخرى وفي مقدمتها العراق، في هكذا لقاءات لمناقشة نفس القضايا.
وشدد على ضرورة ترك تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" السلاح في سوريا بأقرب وقت ممكن.
وأوضح أنهم ناقشوا كذلك جدول الأعمال المحتمل لاجتماعات مشابهة تعقد مستقبلا بمشاركة مسؤولين من العراق وسوريا.
- التطورات في العراق ولبنان
وفي شأن آخر، أشار فيدان إلى أنهم ناقشوا مع الوفد الأردني أيضا سبل تطوير العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف مع العراق الجار لكل من تركيا والأردن، وكيفية تقديم المزيد من الدعم المشترك لهذا البلد، وتعزيز التنمية الإقليمية وتحسين الاستقرار الإقليمي.
وبشأن لبنان، أفاد فيدان أنهم بحثوا خلال اللقاء وقف إطلاق النار المؤقت في هذا البلد، بين حزب الله وإسرائيل، والسيناريوهات المحتملة التي قد تلي انتهاءه.
وأوضح أنهم بحثوا سبل مساهمة الدول الإقليمية في استقرار لبنان.
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل حتى ظهر الاثنين أكثر من 395 خرقا، ما خلّف 32 قتيلا و39 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
- فلسطين
وعلى صعيد التطورات في فلسطين، شدد فيدان على "الدور الأردني الهام" فيما يخص المسجد الأقصى.
وأضاف أنهم قاموا خلال اللقاء بمراجعة الوضع الراهن للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، وتداعياتها.
وثمن مبادرات وزير الخارجية الأردني، لا سيما من خلال مجموعة التواصل العربية والإسلامية بشأن غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
- العلاقات التركية الأردنية
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين تركيا والأردن، قال فيدان إنها تسير بشكل جيد للغاية، وأن هناك العديد من المجالات التي يتم تطوير التعاون فيها، انطلاقا من الصناعات الدفاعية وصولا إلى التجارة.
وأشار إلى فرص التعاون الاقتصادي التي قد تنشأ من جديد في سوريا، خصوصا مع إمكانية إعادة تشغيل طرق التجارة البديلة بكفاءة عالية، معربا عن اعتقاده أن ذلك سيوفر فرصا اقتصادية هامة.
واختتم الوزير التركي حديثه بالإعراب عن شكره لنظيره الأردني على مساهماته في تعزيز العلاقات بين أنقرة وعمان والمساهمة في التطورات الإقليمية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>