رحيل أحمد خلف.. سيرة عراقية من بوّابة القصة والرواية
عن 81 عاماً، رحَل، أمس الاثنين في بغداد، القاصُّ والروائي والصحافي العراقي أحمد خلف، بعد مسيرة أدبية حافلة ألّف فيها أكثر من خمسة وعشرين كتاباً توزّعت بين القصة القصيرة (الفنّ الذي انطلق منه)، والرواية والنقد والمقالات والسيرة.
وُلِد الراحل في ناحية الشنافية إحدى نواحي محافظة الديوانية عام 1943، في حين شكّل لقاؤه بأستاذه الشاعر مظفّر النواب، الذي كان يُدرّس اللغة العربية للصفوف المتوسطة، النقطة التي اكتُشفت فيها موهبة القاصّ الراحل. وبدءاً من عام 1966، تاريخ نشر قصته القصيرة الأولى "وثيقة الصمت"، ستُمثّل كتابات صاحب رواية "القادم البعيد" (1986) نموذجاً عن أدب جيل الستينيّين، وإحدى المداخل الأدبية لواقع المجتمع العراقي في النصف الثاني من القرن العشرين.
انشغل الراحل بالقصة القصيرة حيث صدرت له مجموعات عديدة، منها: "شوارع مهجورة" (1974)، و"منزل العرائس" (1978)، و"الحدّ الفاصل" (1986)، وفي عقد الثمانينيات بدأ خلف مسيرته المهنية بالعمل صحافياً ثقافياً في "مجلّة الأقلام"، ومن ثم أصبح محرّراً ثقافياً بدرجة سكرتير تحرير، كما شارك بتحرير كتاب نقدي بعنوان "دراسات في القصة القصيرة والرواية 1980 - 1985" بصُحبة الروائي والناقد العراقي عائد خصباك.
واستكمل أحمد خلف مشواره مع القصة القصيرة بعناوين: "خريف البلدة" (1995)، و"في ظلال المشكينو" (1997)، و"تيمور الحزين" (2000)، و"مطر في آخر الليل" (2002)، و"عصا الجنون" (2015) العمل الأكبر من بين مجموعاته القصصية، حيث جمع فيها اثنتين وعشرين قصة قصيرة مع سبع قصص قصيرة جداً، و"نزهة في شوارع مهجورة" (2020) لتكون أول إصدار ضمن مشروع الأعمال الكاملة للكاتب.
أما في الرواية فصدر للراحل: "الخراب الجميل" (1981)، و"القادم البعيد" عام 1986، و"صراخ في علبة" (رواية و7 قصص قصيرة، 1991)، و"بوّابة بغداد" (2001) ويروي فيها سيرته الذاتية وسيرة مجتمع عاش ويلات حرب الخليج الأولى سنة 1991، و"موت الأب" (2002)، و"حامل الهوى" (2005)، و"الحُلم العظيم" (2009) التي يروي فيها قصة مجموعة من الشباب الثوريّين يخطّطون لإسقاط السلطة السياسية لكنّ ثورتهم تفشل فشلاً ذريعاً.
ومن إصداراته الروائية أيضاً: "محنة فينوس" (2010)، و"تسارُع الخطى" (2014)، و"نحو نار أفضل" (2015)، و"عن الأوّلين والآخرين" (2016)، و"الذئاب على الأبواب" (2018)، أمّا كتابه "الرواق الطويل: في السيرة الثقافية" (2012) فيعدُّ شهادة على القضايا الأدبية في الساحة الثقافية العراقية، منذ ستينيات القرن الماضي حتى 2006.