التلوّث في بغداد يتراجع إلى نسب "مقبولة"

العربي الجديد

التلوّث في بغداد يتراجع إلى نسب "مقبولة"

  • منذ 1 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:

أكدت وزارة البيئة العراقية، تراجعا "مقبولا" في نسب التلوث في العاصمة بغداد، قياسا على ما كان عليه في فترات سابقة، فيما أكدت أن هذه المؤشرات متغيرة وغير ثابتة، وسط دعوات للمعالجات العاجلة. وخلال الفترة السابقة، تصاعد التلوث في بغداد إلى نسب خطيرة، وخيمت رائحة الكبريت والدخان في أجوائها، وسط تأكيدات أن مصدرها محطات الكهرباء ومعامل تدوير أسلاك الكهرباء والبلاستيك التي تحيط ببغداد، وكذلك مطامر النفايات. ووفقاً لموقع "IQAir" المتخصص في مراقبة جودة الهواء وقياس درجات التلوث، فقد تصدرت العاصمة العراقية بغداد قائمة المدن الأعلى في نسب التلوث في حينها.

وعلى إثر ذلك، اتخذت وزارة البيئة إجراءات لمعالجة انبعاثات الغازات والدخان من معامل الطابوق في النهروان (منطقة في أطراف بغداد)، وشنت حملات تفتيش مفاجئة على معامل الطابوق للتأكد من التزامها بالمعايير البيئية، وتم فرض عقوبات على المعامل المخالفة للقوانين البيئية التي تسمح بانبعاث الدخان والغازات، حيث فرضت غرامات مالية على المخالفين.

واليوم الأربعاء، ووفقا للمتحدث باسم وزارة البيئة، لؤي المختار، فإن "تلوث الهواء في مدينة بغداد ما زال يمثل تحدياً، بسبب عدم الاستدامة في اتخاذ المعالجات المطلوبة من قبل المؤسسات المعنية"، مؤكداً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "الفرق الرقابية لوزارة البيئة ما زالت ترصد بشكل يومي من خلال جولاتها الميدانية عمليات إحراق غير قانونية للنفايات في مواقع مختلفة، من بينها في موقع معسكر الرشيد، فضلاً عن وجود أنشطة مخالفة للقانون تولّد انبعاثات ضارة بالبيئة".

وأضاف، أن "وزارة البيئة حريصة على إصدار أوامر إغلاق أو إيقاف للجهات المخالفة، يتم تنفيذها بالتعاون مع القيادات الأمنية وقيادة عمليات بغداد"، مشيرا إلى أن "قياس نسبة التلوث يستند إلى مؤشر الدقائق العالقة (2.5) ماكرون. ووفقاً لهذا المؤشر، فإن التصنيف المؤقت لمدينة بغداد وضعها ضمن التصنيفات الأولى لمدن العالم من حيث نسبة التلوث، وتتغير هذه التصنيفات لتكون في وسط أو أسفل القائمة أحيانا، كما أن مؤشرات تلوث الهواء في بغداد حالياً تظهر نسباً مقبولة يضعها في التسلسل الـ42 بين المدن التي تعاني تلوثاً في هوائها". مؤكداً أن "مؤشرات نوعية الهواء متغيرة وغير ثابتة، ونتيجة لذلك دائما ما يتغير تسلسل المدن من ناحية مستويات تلوث الهواء فيها".

من جهته، أكد الخبير البيئي ماجد العبدلي، أن النسب المقبولة للتلوث تعد "خطيرة بذات الوقت" في حال لم تتخذ المعالجات العاجلة، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "مقاييس التلوث البيئي هي مقاييس غير ثابتة، وهي مرهونة بالعمل البيئي وحجم الملوثات، ومدى الالتزام بالضوابط والشروط البيئية". مضيفا أن "الجهات المختصة عندما تعلن أن نسب التلوث مقبولة، فهذا ليس مدعاة للاطمئنان، بل للحذر والعمل على خفض التلوث"، مؤكدا أن "المطلوب من الجهات المسؤولة أن تضاعف عملها لخفض نسب التلوث، وأن تجري جولات ميدانية على المعامل ومحطات توليد الطاقة وغيرها من الملوثات، ومنع المخالفات البيئية، وتشديد العقوبات على المخالفين، لأجل الإسهام في خفض مستوى التلوث". وأشار الى أن "أجواء العاصمة مازالت غير نقية، خاصة في المناطق القريبة من محطات الكهرباء، والمناطق الصناعية"، محذرا "من خطورة التلوث البيئي على الصحة".

وأطلق العراق في سبتمبر/أيلول من العام الماضي المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات بالتنسيق مع وزارة البيئة، وتم تشكيل فريق (إيزو) للطاقة يضم أقسام الجودة في جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية والعشائر، للعمل على جودة إدارة الطاقة والمساحات الخضراء ومواجهة التغيرات المناخية، إلا أنها لم تحقق أي نتائج بعد.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>