إيران لا تنفي ولا تؤكد لقاء مرتقباً بين عراقجي والشيباني في بغداد
علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، على تقارير حول لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد بالقول إنّه "لا علم" له حول هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن بلاده لم تدع إلى اجتماع الرياض أمس الأحد الذي شارك به وزراء خارجية عدة دول لبحث أوضاع سورية.
وأضاف بقايي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن طهران تدعم "أي مسار يساعد في استقرار سورية وعملية انتقالية آمنة ويحفظ السيادة الوطنية السورية"، زاعماً أن اجتماع الرياض لم يفض إلى إصدار بيان "ما يعني أن الدول المشاركة فيه أخفقت في الوصول إلى إجماع".
وكان البيان الختامي لاجتماع الرياض بشأن سورية قد أكد وقوف الدول التي شاركت في الاجتماع إلى جانب خيارات الشعب السوري واحترام إرادته، وتشديدها على ضرورة عدم وجود مكان للإرهاب في سورية. كما أكد البيان دعم عملية انتقالية سياسية سورية تتمثل فيها القوى السياسية والاجتماعية السورية، بحيث تحفظ حقوق جميع السوريين وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري.
وأكد بقايي أن "إيران تؤمن بضرورة السماح للشعب السوري ليقرر مصيره من دون تدخلات خارجية سلبية"، رابطاً مستقبل العلاقات الإيرانية السورية بأداء الإدارة السورية الجديدة، ومضيفاً أن طهران ستستخدم كل قدراتها لمنع تحول سورية إلى "ساحة للإرهاب ولأجل الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها".
كما أدان قيام جهات رسمية في الكيان الإسرائيلي بنشر خريطة تضم أجزاء من سورية ولبنان وفلسطين والأردن، مؤكداً أن هذه الخطوة "تشكل ناقوس خطر لدول المنطقة والمجتمع الدولي بشأن ما يفكر فيه الكيان الصهيوني".
وبشأن أوضاع لبنان على خلفية اختيار جوزاف عون رئيساً لها، أعرب بقايي عن أمله في وجود "مستقبل مشرق" للعلاقات الإيرانية اللبنانية، مضيفاً أن إيران رحبت بهذا الاختيار وهنأت عون على ذلك، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي قد خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله مئات المرات، داعياً أميركا وفرنسا إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه الانتهاكات الإسرائيلية كونهما دولتين ضامنتين للاتفاق.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، سيتوجه إلى زيارة روسيا الجمعة المقبل بعد زيارة قصيرة إلى طاجيكستان. وأضاف أن بزشكيان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، سيوقعان معاهدة الشراكة الشاملة الاستراتيجية بين إيران وروسيا، موضحاً أن هذين البلدين عملا على إعداد المعاهدة لعامين ونصف العام، قائلاً إنها نسخة محدثة عن اتفاقية مبرمة بين طهران وموسكو قبل ثلاثة عقود.
وكان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ونظيره الروسي قد أعلنا خلال سبتمبر/أيلول 2022، في مدينة سمرقند على هامش قمة منظمة "شنغهاي للتعاون" أن البلدين يعملان على التوصل إلى اتفاقية التعاون الشاملة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية والعلمية والإنسانية.
في غضون ذلك، قال بقايي إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، سيزور الأسبوع المقبل، نيويورك تلبية لدعوة إلى المشاركة في اجتماعات مجلس الأمن الدولي لبحث أوضاع الشرق الأوسط بمحورية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع سينعقد بطلب جزائري على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء لمجلس الأمن.
وعن جولة جديدة من عناوين المفاوضات الإيرانية الأوروبية، اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن ملف رفع العقوبات يشكل أولوية طهران، مشيراً إلى "أننا في الوقت ذاته علينا أن نقوي أنفسنا ونعزز اقتصادنا وأن نعمل على رفع العقوبات الظالمة وغير الشرعية". وأضاف أن هذه المباحثات ستتناول طيفاً من الملفات منها الملف النووي استكمالاً لمباحثات سابقة.
وبشأن التفاوض بين إيران وأميركا، قال بقايي إن موقف طهران بشأن المفاوضات "ثابت"، مشيراً إلى أنها تتمسك بهذا المسار لـ"درء الشبهات غير المبررة"، ومؤكداً "أننا لم نترك طاولة التفاوض أبداً". وعن التفاوض مع الإدارة الأميركية المقبلة، قال المتحدث الإيراني إن بلاده ستقرر بشأن ذلك بناء على أداء هذه الإدارة وسلوكها، مشدداً على أنها "لن تستجدي التفاوض وهو طريق ذو اتجاهين يجب المضي فيه عبر الاعتراف بمصالح الطرف الآخر والاحترام المتبادل".
