رئيس الوزراء العراقي إلى لندن: الطاقة والشراكة الأمنية وسورية
يبدأ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى لندن، على رأس وفد وزاري كبير، يجري خلالها مباحثات سياسية وأمنية وأخرى تتركز على ملف الطاقة والاقتصاد، فيما أكد مسؤول عراقي في المكتب الحكومي أن بحث الملف السوري سيكون ضمن جدول أعمال الزيارة.
ووفقاً لبيان صدر عن المكتب الحكومي العراقي، فإن السوداني سيجري سلسلة لقاءات، أبرزها مع الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فضلاً عن عدد من كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية. كما سيعقد لقاءات مع ممثلي الشركات وقطاع الأعمال، إضافة إلى عقد ندوات وحوارات مع مراكز بحثية متخصصة. ويرافق السوداني في زيارته الرسمية عددٌ من الوزراء، وأعضاء البرلمان، ومحافظ البصرة، وعددٌ من المستشارين، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص، ورجال الأعمال والصناعيين المتخصصين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
في السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن مقال نشره السوداني في صحيفة التلغراف، إن "الزيارة إلى لندن تعكس التزام الحكومة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة"، مبيناً أن "الشراكة مع المملكة المتحدة عميقة الجذور في التاريخ وتطمح إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي". وأكد أن برنامج الزيارة سيبحث "تعميق الحوار والتنسيق بشأن قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في منطقتنا". وتحدث السوداني عما وصفه "التحولات في سورية مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتضامن الإقليمي والدولي لضمان احترام الإرادة الحرة وتطلعات الشعب السوري وحماية حقوق الأقليات والحفاظ على التنوع العرقي والديني والاجتماعي الغني في سورية".
واعتبر السوداني أن العراق حقق "مستويات أعلى من الأمن والاستقرار، وأن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية المستدامة"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وتشترك بريطانيا بدور عسكري فعال فيه، متعهداً بـ "تشجيع المزيد من الاستثمارات البريطانية في النفط والغاز، وكذلك في مشاريع الطاقة المتجددة". وأشار إلى أن "الشركات البريطانية حصلت على عقود رئيسة في مختلف المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والصناعة والدفاع، بقيمة إجمالية تتجاوز 3 مليارات دولار (2.46 مليار جنيه إسترليني)". كما تحدث عن بحث مجالات رئيسة أخرى خلال الزيارة أبرزها، "مواصلة إصلاح القطاع المصرفي العراقي بالتعاون مع المؤسسات المالية البريطانية وتبادل الخبرات في التحول الرقمي والتقنيات الحديثة لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز الكفاءة الإدارية".
من جانبه، أكد مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة ستكون بداية لزيارات أخرى تشمل دولاً أوروبية مختلفة، يهدف العراق من خلالها إلى "شرح موقفه" من التطورات بالمنطقة، وتأكيد جملة من القضايا والملفات الداخلية. ووفقاً للمسؤول ذاته فإن الملف السوري سيكون متصدراً، قائلاً إن "السوداني سيوضح للبريطانيين موقف العراق من التغيير في سورية، والتأكيد على قرار العراق عدم التدخل بالشأن السوري الجديد".
وحول ذلك يقول الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي لـ"العربي الجديد"، إن المباحثات العراقية في لندن، ستركز على 3 ملفات ملحة عند العراقيين، أولها مسألة الطاقة ومساعدة شركات بريطانية للعراق في تأهيل منظومة الكهرباء وتطوير حقول الغاز التي باتت أحد المشاكل المستعصية"، مضيفاً أن ملف "سياسية العراق بالمنطقة عموماً والملف السوري تحديداً، سيكون على رأس هذه المباحثات، إلى جانب ملف التحالف الدولي وانتهاء دوره بالعراق".