"بي بي" والعراق يوقعان صفقة ضخمة لتطوير 4 حقول نفط وغاز
قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني لوكالة رويترز خلال زيارة إلى بريطانيا، إن العراق وشركة بي بي البريطانية سيوقعان صفقة ضخمة تغطي أربعة حقول نفط وغاز في كركوك بحلول الأسبوع الأول من فبراير/ شباط.
وأضاف أن الصفقة ستكون أكبر من صفقة شركة توتال إنيرجي في البصرة لعام 2023، والتي قُدرت بحوالي 27 مليار دولار.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية اليوم الأربعاء بأن بغداد وبي بي قد وقعتا اتفاقًا مبدئيًا لتقييم إمكانية إعادة تطوير حقل كركوك النفطي والغازي والحقول المجاورة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال عبد الغني إنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط بمقدار يصل إلى 150 ألف برميل يوميًا بموجب الاتفاق، الذي يتضمن أيضًا مكونًا للغاز. وأشار إلى أن النفط سيُرسل إلى المصافي في الشمال التي تعمل حاليًا دون طاقتها الكاملة. وأضاف: "هذه استثمارات كبيرة".
ويهدف العراق إلى زيادة إنتاج الغاز واحتجازه، بهدف إنهاء الممارسة المهدرة والمضرة بالبيئة في حرق الغاز الزائد الناجم عن إنتاج النفط، بحلول عام 2028.
وكان العراق وبي بي قد توصلا إلى اتفاق في ديسمبر/ كانون الأول بشأن الشروط الفنية لإعادة تطوير حقول كركوك.
ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية، ولديه القدرة على إنتاج ما يقارب 5 ملايين برميل يوميًا. وبخلاف العقود التاريخية التي تقدم هامش ربح ضئيلا للشركات الأجنبية، من المتوقع أن تشمل الاتفاقات الجديدة نموذجًا أكثر سخاءً لتقاسم الأرباح، وفقًا لمصادر تحدثت إلى رويترز.
وكانت بي بي عضوًا في الكونسورتيوم الذي اكتشف النفط في كركوك في عشرينيات القرن الماضي، وقدرت الشركة أن المنطقة تحتوي على نحو 9 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.
وتحوز الشركة على حصة 50% في مشروع مشترك يدير حقل الرميلة النفطي العملاق في جنوب البلاد، حيث تعمل منذ قرن من الزمان.
والأسبوع الماضي، بدأت شركة النفط والغاز الفرنسية "توتال إنيرجي" ببناء منشأة لمعالجة الغاز في العراق، وهي المرحلة الأولى من مشروع ضخم للطاقة. وستقوم شركة "أرطاوي غاز 25" التي تدير حقل أرطاوي النفطي بالقرب من البصرة بمعالجة 50 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًّا من الحقل، وهو ما يكفي لتزويد المحطات المحلية بالطاقة لـ200 ألف أسرة في منطقة البصرة. ويعاني العراق أزمة كهرباء حادة، خاصة في موسم الصيف.
ووفق تقرير نشر بـ"أويل برايس" فإنه في شهر مايو/ أيار الماضي، توصلت شركة TotalEnergies إلى اتفاق مع الحكومة العراقية لبدء العمل في مشروع الطاقة المؤجل، والذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار. ووقعت توتال لأول مرة اتفاقًا مع الحكومة العراقية في عام 2021 يقضي ببنائها لأربعة مشاريع للنفط والغاز والطاقة المتجددة في جنوب العراق على مدار 25 عامًا، باستثمار أولي قدره 10 مليارات دولار. ولسوء الحظ، جرى تأجيل المشروع العملاق وسط الخلافات والمشاحنات بين السياسيين العراقيين حول شروط الصفقة.
ويقول التقرير: "وافق العراق أخيرًا على حصة أصغر بنسبة 30% في المشروع، مما أدى إلى إطلاق صفقة يمكن أن تجذب الاستثمار الأجنبي مرة أخرى إلى البلاد".
(رويترز، العربي الجديد)