أخر الأخبار
عاجل

بين الإسناد واللامبالاة.. غزة انتصرت بمقاومتها وبوحدتها

موقع المنار

بين الإسناد واللامبالاة.. غزة انتصرت بمقاومتها وبوحدتها

  • منذ 4 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

غزة

أسدل اتفاق وقف النار في غزة الستار على حرب هي الأطول منذ إقامة الكيان الإسرائيلي عام 1948 على أرض فلسطين التاريخية. ومعها انقسم العالم بين مؤيد لقضية الشعب الفلسطيني وعدالتها، وبين داعم للكيان الإسرائيلي بالمطلق، وعلى رأس هؤلاء الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة.

وشهدت هذه الحرب الكثير من المواقف الدولية والحراك السياسي والدبلوماسي حيال تلك الحرب التي وصفتها تقارير دولية عدة بـ “الإبادة الجماعية”. ومع ذلك، استمرت الحرب لنحو 15 شهرًا، وخلفت نحو 158 ألفًا بين شهيد وجريح، وكارثة إنسانية قد تكون الأكبر في التاريخ المعاصر.

حركت هذه الحرب الضمائر الحية في العالم، وخرجت التظاهرات المساندة في العديد من العواصم الغربية، في حين كان الحراك الشعبي خافتاً في دول عربية، ومعدومًا في دول أخرى.

يؤكد شعب فلسطين ومقاومته أنهم لن ينسوا من وقف معهم. لم يطلب أهل فلسطين السلاح، بل طلبوا أضعف الإيمان، وهو الكلمة الحرة، والتي لم يجدوها لدى العديد من الدول العربية، رغم صرخات الاستغاثة التي أطلقت على مدى الأشهر الماضية، ناهيك عن مناشدات متواصلة منذ يوم النكبة لنصرة شعب هُجر من أرضه وارتُكبت في حقه أفظع المجازر.

تحدث إسماعيل مسلماني، الخبير في الشؤون العبرية، في مقابلة مع موقع المنار الإلكتروني حول هذا الأمر، حيث اعتبر أن العالم كله يتعاطف مع القضية الفلسطينية باستثناء أميركا وحلفائها. وأشار إلى الفرق بين من يدعم القضية الفلسطينية خطابياً، ومن يدعمها مادياً وسياسياً وعسكرياً.

تحركت العديد من الدول دبلوماسياً دعماً لشعب فلسطين، وأبرزها إيران وتركيا وقطر ولبنان والعراق.

وكان للجمهورية الإسلامية الإيرانية موقف متقدم، فهي شريك بالمقاومة كما تؤكد الفصائل الفلسطينية، وقد انخرطت في جولتي اشتباك مباشر مع العدو دكت فيهما قواعد جوية وعسكرية للعدو. أما المقاومة الإسلامية في لبنان فقد فتحت جبهة إسناد عسكرية لنصرة أهل غزة، وكذلك فعل العراق واليمن.

وأكد مسلماني على أهمية الدور الفاعل لحزب الله في هذه المعركة وتقديمه للعديد من قادته شهداء على طريق القدس، وأبرزهم الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله. كما تحدث عن الدور الفاعل لليمن في هذه الحرب، مشيرًا إلى أن اليمن أصبح جزءًا لا يتجزأ من المقاومة المساندة لفلسطين في صراعها مع إسرائيل. ولفت إلى أن الهجمات التي شنها اليمنيون استمرت حتى اليوم الأخير من الحرب، مشيراً في الوقت عينه إلى الدور الكبير لإيران في هذه المعركة قولاً وفعلاً.

وعلى مر أشهر العدوان، تميز اليمن بمسيراته الشعبية الأسبوعية الجادة التي لم تعرف الكلل أو الملل، وقصفت طائرات العدوان الأميركي مكانًا قريبًا من ميدان السبعين حيث تحتشد الجماهير في العادة تعبيرًا عن وقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني الأصيل.

وإلى مكان بعيد عن فلسطين بآلاف الكيلومترات، تحركت دبلوماسيًا دول مثل تشيلي وكولومبيا، فقطعت علاقاتها السياسية مع الكيان الإسرائيلي. في حين كان لفنزويلا مواقف سياسية عديدة على لسان رئيسها نيكولاس مادورو الذي وصف ما جرى في غزة بـ “المحرقة”، واعتبر أن فنزويلا هي كلها فلسطين.

وفي ماليزيا، أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم دعم بلاده غير المشروط لفلسطين، وقد شهدت العاصمة كوالالمبور تظاهرات حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

على المستوى العربي، تحركت جامعة الدول العربية تجاه فلسطين، وانعقدت قمتا الدول العربية والإسلامية اللتان احتضنتهما السعودية، ونجم عنهما دعوة إلى فك الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان.

دعوات لم تقترن بإجراءات ملموسة، ما أثار استياء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفصائل مقاومته، التي دعت في الكثير من البيانات ووجهت مناشدات عدة إلى النظام العربي الرسمي للتدخل بما يملك من مقومات سياسية لوقف حرب الإبادة وقتل الأطفال.

في هذا الصدد، لاحظ مسلماني أن “الخذلان العربي” المديد صدم أهل غزة الذين كانوا يأملون من جامعة الدول العربية مبادرات عملية تكون على مستوى المذبحة. واعتبر أن المجتمع الدولي منحاز بشكل واضح لإسرائيل، مشيرًا إلى أن جميع الادعاءات المتعلقة بحقوق الإنسان سقطت أمام مخيم جباليا.

وامتنعت الدول العربية المطبّعة مع كيان الاحتلال عن اتخاذ خطوات دبلوماسية كانت متاحة من باب الضغط على “تل أبيب” لوقف العدوان؛ فقد حافظت على مستوى علاقتها مع الكيان. كما شهدت إحدى الدول الخليجية اجتماعًا عسكريًا رفيعًا استضاف قادة في الجيش الإسرائيلي.

بالمقابل، خرجت تظاهرات في البحرين داعمة للشعب الفلسطيني، على الرغم من تطبيع حكومة المنامة مع العدو. كما جرت مسيرات مؤيدة لشعب فلسطين في المغرب، رافعة شعارات داعمة للمقاومة، ومنددة بالعدوان. وكذلك شهدت تونس مسيرات مشابهة، وحراكًا مدنيًا طالب بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة وطرد السفير الأمريكي لوقوفه إلى جانب الكيان الإسرائيلي.

وتعرضت مصر على مدى أشهر العدوان، لانتقادات عدة على خلفية إغلاقها معبر رفح، ما حال دون دخول المساعدات إلى غزة. لكن وزير الخارجية المصرية سامح شكري عزا ذلك إلى التوترات الأمنية والعسكرية، مؤكداً أنه لا يوجد قرار رسمي بالإغلاق.

يعتقد مسلماني أن هذه الحرب كشفت الكثير من الخبايا وأسقطت الكثير من الأقنعة، وهو يؤكد أن تواطؤ البعض مع إسرائيل لم يعد تحت الطاولة، بل أصبح البعض لا يخجل من المجاهرة به.

مواقف عديدة برزت خلال تلك الحرب الضروس التي ارتكب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني، دون التمييز بين المجاهدين والمدنيين. وبعد الحرب، لا تزال هناك أسئلة مطروحة، أبرزها يتعلق بإيجاد منظومة عربية وإسلامية قادرة على مساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الإحتلال الجاثم على أرضه، وملاحقة قادة العدو وجنوده أمام القضاء الدولي والمحلي حيثما حلّوا لمقاضاتهم على الجرائم الموثقة التي ارتكبوها.



عرض مصدر الخبر



>