هل تحدث زيارة وزير الخارجية التركي إلى العراق تحولا في العلاقات بين البلدين رغم الملفات العالقة؟

سبوتنيك عربي

هل تحدث زيارة وزير الخارجية التركي إلى العراق تحولا في العلاقات بين البلدين رغم الملفات العالقة؟

  • منذ 2 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:
ما هو مستقبل العلاقات بين العراق وتركيا في ظل تطورات الأوضاع في المنطقة وعدم حسم الملفات العالقة منذ سنوات بين البلدين بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي إلى العراق؟
بداية، يقول إياد العنبر، الأكاديمي والباحث السياسي العراقي: "أعتقد أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للعراق تأتي في إطار استكمال العلاقات الجيدة التي تربط حكومة السوداني بالحكومة التركية، حيث أن الفترة السابقة كانت من أكثر الفترات هدوءا واستقرارا وكانت على مستوى تنسيق دبلوماسي عالي، لذا أرى أن تلك الزيارة تعد مواصلة للوضع السابق من العلاقات الجيدة".

قضايا معقدة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "والقضية المعقدة بين الجانبين هي التي بحثها وزير الخارجية التركي مع الجانب العراقي بصراحة ووضوح وهي قضية حزب العمال الكردستاني وكيفية التعاطي مع هذا الملف، ويبدو أن هذا الملف قد تم بحثه في جلسات خاصة وهناك نقاشات جرت حول هذا الموضوع وإن لم يتم التطرق لها إعلاميا".
وتابع العنبر: "يُعد ملف حزب العمال الكردستاني العقدة الأساسية في العلاقات بين البلدين والتي بقيت حتى هذه اللحظة بدون حسم، حيث تريد تركيا من بغداد تصنيف الحزب كجماعة إرهابية والعراق لا يريد أن يتماهى تماما مع هذا الموضوع، لكن أنقرة ترى أن هذا الوقت قد يكون مناسب لحسم موضوع تهديد وخطر جبهات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في العراق".
وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين - سبوتنيك عربي, 1920, 01.12.2024
وزيرا خارجية العراق وتركيا يؤكدان أن الأوضاع بسوريا "معقدة جدا" ويجب ألا تؤثر على المنطقة

الاتفاقات السابقة

وحول موقف حكومة السوداني من الاتفاقات السابقة الموقعة بين العراق وتركيا قبل العام 2003، يقول الباحث السياسي: "هذا الموضوع له شقين، تركيا لم تحترم الاتفاق الذي كان موقعا معها قبل العام 2003 و تخطته بشكل كبير وعملت على إنشاء مقرات عسكرية وتوغلت بصورة كبيرة أكثر من المدى المتفق عليه لملاحقة حزب العمال داخل الأراضي العراقية، وتلك هى النقطة الأساسية التي يتم بحثها الآن، بأن على تركيا أن تعود إلى نقاط الاتفاق السابق والتي يحدد التحركات العسكرية في مناطق محددة وليس تمركز عسكري مستقر تحت ذريعة مواجهة حزب العمال".
وأشار العنبر، إلى أن "الجانب الثاني لملف حزب العمال والذي يتعلق بحساسية الملف مع إقليم كردستان، هذا الملف معقد ومتشابك ولم يعد يهم فقط إقليم كردستان، بل مع الوضع الداخلي والإقليمي، وهناك فصائل مسلحة عراقية تعاون مع حزب العمال ولديها مصالح مشتركة أو ارتباطات".

الإشكالية الأساسية

وأكد الباحث السياسي: "طالما أن الحكومة العراقية غير مطلقة اليد في هذا الملف فإن الأمر سيبقى الإشكالية الأساسية بين البلدين وتركيا تدرك ذلك جيدا، لكنها تريد التأكيد على أن العراق غير متعاون معها أمنيا للاستثمار السياسي والتأكيد على أن هناك مشكلة تتعلق بالتنسيق الأمني، وواقع الحال يقول أن تركيا متغلغلة في العراق خلافا للاتفاقات السابقة والعراق لم يحسم موضوعه في معالجة هذا الملف السيادي".
ولفت العنبر إلى أنه "ما دام أن هناك عدم وضوح رؤية بالعراق فيما يتعلق بالقضايا التي تتعلق بالأمن القومي والإقليمي، وما دام هذا الملف يخضع لتقاطعات وتشابكات بين أطراف سياسية فاعلة، فسوف يظل موضوع حزب العمال قابل للأخذ والرد وليس للحسم".
المناورات التركية العراقية في جنوب شرق تركيا، قرب الحدود مع العراق، 25 سبتمبر/ أيلول 2017 - سبوتنيك عربي, 1920, 09.10.2024
لمنع التسلل والتهريب.. العراق يفتتح 22 مخفرا على الحدود مع تركيا

حزب العمال

من جانبه، يقول علي البيدر، المحلل السياسي العراقي: "العلاقة بين العراق وتركيا في تلك الفترة مستقرة ويسعى العراق إلى خلق شراكة حقيقية مع تركيا مبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لكنه لم يلمس ردة فعل إيجابية من الجانب التركي، مع ذلك لا تزال بغداد تمد يد السلام والتعاون إلى الجانب التركي".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" :"أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العراق أمس لها أهداف تتعلق بالشأن الداخلي العراقي، حيث ترغب أنقرة في الذهاب إلى خيار تصنيف حزب العمال الكردستاني من قبل بغداد كمنظمة إرهابية، في نفس التوقيت ذهب العراق إلى حظر الحزب، لكن تركيا تريد أن يكون للعراق موقف أكثر إيجابية تجاه هذا الملف وأيضا تجاه الأحداث في سوريا، علاوة على ذلك نجدها تتدخل في استحقاقات أو حصص المكون التركماني في كركوك والموصل، اعتقد أن ما سبق هو أهم أهداف الزيارة".
وأشار البيدر، إلى أن "هناك أشياء مشتركة بين العراق وتركيا تتجاوز حدود السياسة وتمتد إلى مشتركات اقتصادية وأمنية وسياحية وثقافية وتربوية وغيرها الكثير، العلاقة بين البلدين متشعبة ما يجعل الزيارات المتبادلة بين الجانبين بديهية وطبيعية في ظل المتغيرات والتطورات التي تعيشها المنطقة اليوم".
المناورات التركية العراقية في جنوب شرق تركيا، قرب الحدود مع العراق، 26 سبتمبر/ أيلول 2017 - سبوتنيك عربي, 1920, 26.11.2024
تركيا تعلن بدء اتخاذ خطوات ملموسة بشأن مذكرة التفاهم الأمنية مع العراق

الموقف العراقي

وحول التوقيت الذي تجري فيه الزيارة، يقول البيدر: "تركيا تعتبر بوابة الأحداث الأخيرة التي جرت في المنطقة والأكثر تأثيرا فيها، تحاول تركيا خلق اتفاقات جديدة إلى جانبها في المشهد السوري وهى تدرك جيدا أهمية الموقف العراقي وأنه قادر على خلق تغيرات جذرية في المنطقة، لذا تحاول أنقرة زيادة منطقة نفوذها انطلاقا من العراق و تحييد العراق عن أي موقف يمكن أن يسبب ضررا لمصالحها في المنطقة".
وأوضح البيدر، أن "الموقف العراقي برمته يشكل أحيانا نتاج رؤى أو رغبات سياسية لها تأثير على الأوضاع الراهنة في المنطقة، ومن هنا يمكن أن تضغط بعض الأطراف السياسية العراقية للاقتراب من الموقف والرؤية التركية، بعض الأطراف لديها التزامات وبعضها قد يكون مدعوم من تركيا، كل هذا يمكن أن يؤثر على صناعة القرار الذي يمكن أن تتخذه الدولة بشكل، لكن العراق اليوم يتبع سياسة قد تكون جديدة بعيدة عن الإقصاء والتهميش داخليا، علاوة على أنه يحاول الإمساك بالعصا من المنتصف وخلق توازنات بعيدا عن الاصطفافات التي حدثت في الماضي وخسرت البلاد الكثير بسببها سواء كانت شرقية أو غربية".
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان - سبوتنيك عربي, 1920, 26.01.2025
فيدان: حزب العمال الكردستاني "ينتهك سيادة العراق" ويجب التعاون بين أنقرة وبغداد لمكافحته
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن حزب العمال الكردستاني "ينتهك سيادة العراق"، لافتًا إلى ضرورة التعاون بين بغداد وأنقرة ودمشق، في مكافحته، على حد قوله.
وقال الوزير التركي، خلال زيارته للعاصمة العراقية بغداد، أمس الأحد، إن "تنظيم "بي كي كي" ينتهك سيادة العراق ويهدد أمنه.. ويهدد تركيا والعراق وسوريا، وعلينا التعاون في مكافحته".
وأضاف أن "التفاهم في الأمن والاستقرار بين البلدين (العراق وتركيا)، أمر في غاية الأهمية وخاصة محاربة داعش (تنظيم إرهابي محظور في روسيا ودول عدة) والـ"بي كي كي".
وفي 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسلحين الأكراد في سوريا، في حال رفضهم تسليم أسلحتهم.
وقال أردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان: "إما أن يلقي القتلة الانفصاليون (أكراد سوريا) أسلحتهم، أو يدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم".
وأضاف أن "تركيا ستفتح قنصليتها في حلب قريبا، وأنها تتوقع زيادة في حركة المرور على حدودها مع سوريا، في صيف العام المقبل".


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>